سمير عزام يكتب: الأفكار هي الحل

970

ليست الكارثة باندلاع الحروب ،، الحروب رافقت البشرية منذ العصر الجلي ،، ورغم ويلاتها ومآسيها لم توقف مسيرة وتطلع البشرية نحو حياة أرقى وأسمى وأفضل ،، الكارثة أن تخاض الحرب والصراع من دون أفكار .. فتصبح حرباً لأجل الحرب وقتالاً لأجل القتل وهنا الكارثة.

ما ميز الحرب في سورية عن سواها من حروب المنطقة انبثاق وولادة طرف ثالث ” الخيار الثالث – بالصراع العسكري والسياسي والثقافي المندلع في سورية منذ ثماني سنوات يمتلك أفكار ، يمتلك أفق ، يمتلك رؤية لحل الأزمة الراهنة ولحل لأزماتنا المتراكمة العميقة ، أزمة العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، أزمة حرية الفكر وحرية المعتقد ، أزمة المواطنة ، أزمة مفهوم الدولة ومفهوم السلطة ومفهوم المعارضة ،، وهنا يولد الأمل أمام السوريين بأطيافهم بعيداً عن طرفي الصراع الشوفيني – القبلي والديني – الطائفي اللذان يتقاتلا منذ ثماني سنوات من دون أفكار ، من دون أفق ، من دون تقديم حلول ، سورية – ولأول مرة – منذ العصر الجلي على الأرض ولايزال طرفي الاستبداد ماضون بحروبهم ! معتقدين الدول التي استقوى كل منهما بها على الآخر ستؤمن له حسم الحرب لصالحه غير مدركين أو مدركين النتيجة ذاتها، إن الدول والأمم ليست جمعيات خيرية وكل منها اهتمامها منصب على الاستحواذ على أكبر قطعة من الأرض والثروات السورية ولا بأس من المقايضات بينهم فكانت أستانا مكاناً للمقايضات سيئة الصيت وسيئة النتائج ..

خيارنا الثالث السوري الديمقراطي التعددي يقف اليوم – بعد القضاء على الإرهاب والاستبداد في ثلث مساحة سورية – شامخاً ومتواضعاً ، مسلحاً بقوه عسكرية لا تقهر وقبل ذلك وبعد ذلك مسلحاً بأفكار وأفق ورؤية نقدمها لأهلنا المثكولين في إدلب وعفرين وبقية المناطق والمدن المحتلة ولعموم السوريين الباقين منهم في أرض الوطن والمهجرين لإعادة بناء سورية التعددية بتعدد ألوان فسيفسائها البديعة لإعادة بناء وطن يتساوى فيه الجميع بالحقوق والواجبات ..

#حزب_سوريا_المستقبل
مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر كُتَّابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.