تحت شعار “حزبنا مستقبلنا.. إدارتنا ضماننا.. قواتنا نصرنا.. سوريا توحدنا” وفي أجواء يسودها الأمل والتفاؤل، اختتمت اليوم الأربعاء المرحلة الأولى من المؤتمر العام الرابع لحزب سوريا المستقبل، مُعلنةً بدء الاستعدادات للمرحلة الانتخابية.
حيث انطلقت فعاليات المؤتمر في صالة التاج بمدينة الرقة، بمشاركة أكثر من ألف مندوب ومندوبة وضيوف ممثلين عن مؤسسات الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية والأحزاب السياسية وعوائل الشهداء وحركة المجتمع الديمقراطي والحركات النسوية والحركات الشبابية وشيوخ ووجهاء العشائر وشخصيات وطنية واجتماعية, إذ بدأت المرحلة الأولى من المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت استذكاراً لأرواح الشهداء، تبعها كلمة ترحيبية من قبل اللجنة التحضيرية ألقتها الرفيقة “سميرة العزيز” نائبة ناطقة مجلس المرأة العام للحزب, وتضمنت كلمتها عرض تفصيلي لأجندة العمل.
رئيس حزب سوريا المستقبل، الرفيق “عبد حامد المهباش”، ألقى كلمةً استهلها بالترحيب بكافة الحضور، مبيناً أن المؤتمر الرابع للحزب يعقد في ظل ظروف صعبة ومعقدة للغاية، تتفاقم فيها أزمة النظام العالمي، وتأثيرها على المحيط الدولي والإقليمي، وعلى سوريا بشكلٍ خاص، ما يشكل عبئًا ثقيلاً على السوريين، طيلة فترة الأزمة، والتي دخلت عامها الرابع عشر منذ أيام قليلة، ولا زالت أفق الحل بعيدة المنال، مشيراً إلى النظام الحاكم في سوريا كونه المتسبب في ذلك، والذي يتحمل ما جرى في سوريا.
وخلال كلمته، توجَّه “المهباش” إلى المجتمع الدولي، ودول التحالف لمحاربة داعـ.ــش، للقيام بواجبها، للقضاء على داعش والتنظيمات المتطرفة الأخرى، وخلاياها التي لا زالت، تحتاج إلى المزيد من الجهد الأمني والعسكري، ودعم القوى العسكرية والأمنية الشريكة لها، والتي بذلت الجهود الكبيرة في هذا المجال والتضحيات الجسام، مؤكداً على دور قوات سوريا الديمقراطية، التي قدمت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى.
كما دعا هذه الدول أن تستعيد رعاياها، من الإرها.بيــين وعوائلهم، لأن المجتمع الدولي وهذه الدول، ما زالت تتعامل مع هذا الملف الشائك دون المستوى المطلوب، ما يُحمّل الجهات العسكرية والأمنية في شمال وشرق سوريا، عبئاً ثقيلاً يفوق إمكانياتها، في ظل التهديدات العسكرية الدائمة والمستمرة، من دولة الاحتلال التركي، وهذا يتطلب من المجتمع الدولي، أن يردع النظام التركي من القيام بأي تهور عسكري، تجاه مناطق شمال وشرق سوريا.
وأضاف “المهباش” أن للأحزاب والقوى السياسية في سوريا، دور هام وأساسي ومحوري، للمساهمة الفعالة والإيجابية في حل الأزمة السورية، داعياً إياهم للتوحد والالتقاء، تحت المظلة الوطنية السورية الجامعة، للعب دورها الإيجابي لإنتاج الحل، لأنها تُنظّم الشعب في صفوفها، ولأن شعبنا وبلدنا أكبر من أي خلاف ومصالح شخصية ضيّقة. كما دعا شعبنا وأهلنا السوريين، لاتخاذ المواقف السلمية الوطنية الواضحة، حول ما يجري من أحداث في سوريا.
وبدورها قرأت الأمين العام للحزب الرفيقة “سهام داوود” التوجيهات السياسية والتنظيمية الصادرة عن المجلس العام للحزب, والتي فندت ما يشهده العالم من حروب وصراعات في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، وخاصة بين القوى العالمية الكبرى, وأحداث ما تسمى بالربيع العربي التي أثرت على الحراك الشعبي ضد النظم الحاكمة في هذه المنطقة.
وبيَّنت أن جميع المؤتمرات الدولية والإقليمية التي تدرج الأزمة السورية في جدول أعمالها تؤكد على عدم تقسيم سوريا وتعزيز وحدة ترابها واستقلالها, وإخراج كافة الاحتلالات، بكافة أشكاله, وهذا ما يؤكده حزبنا حزب سوريا المستقبل بأن حل الأزمة السورية لن يكون إلا من خلال الحوار السوري السوري, وفق القرارات الأممية وخاصة القرار 2254 ,وكل ذلك يتطلب مبادرات جدية من كافة الأطراف المتدخلة لتذليل جميع الصعوبات والعراقيل التي تعترض الحل السوري.
كما ألقي خلال المؤتمر كلمة باسم الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية من قبل الرفيقة “ليلى قره مان” باركت خلال انعقاد المؤتمر الرابع للحزب, واستذكرت شهداء الحرية وشهداء حزب سوريا المستقبل, وعلى رأسهم الشهيدة هفرين خلف, وأشارت إلى أن انعقاد المؤتمر الرابع يأتي في ظروف بالغة التعقيد والتشابك, نتيجة تعنت النظام وعدم الاستجابة لتطلعات الشعب السوري.
وتابعت “قره مان” بالقول: “نأمل أن يكون هذا المؤتمر مؤتمراً يوجه البوصلة السورية إلى المسار الصحيح, وانطلاقة قوية لمرحلة جديدة في تاريخ حزب سوريا المستقبل, وفرصة لرسم السياسات والاستراتيجيات”, وأكَّدت أنه علينا جميعاً أن نتوحد وأن نبذل قصارى جهدنا من أجل أن تكون منطقة شمال وشرق سوريا هي نقطة ارتكاز لجذب القوى الوطنية الديمقراطية.
هذا وتضمن المؤتمر أيضاً عرض كلمة مسجلة للقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال “مظلوم عبدي” ,رحب خلالها بجميع الحضور والمشاركين في المؤتمر, وتمنى نجاح أعمال المؤتمر النجاح لأجل مستقبل وخدمة لشعبنا السوري بكافة مكوناته, كما تقدم بالشكر لحزب سوريا المستقبل بقاعدته الشعبية وكل أعضائه وقيادته لوقوفه إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في جميع معاركها ضد تنظيم داعش الإرهابي, وفي مقاومتها للاحتلال التركي وتصديها للتدخلات الخارجية وذلك في جميع مناطق المواجهة.
وأضاف قائلاً: “في هذه المرحلة التي ينعقد فيها مؤتمركم تواجه سوريا بشكل عام. ومناطق شمال وشرق سوريا بشكل خاص تحديات عديدة وخطيرة ومتزايدة باتت اليوم تهدد مستقبل بلدنا, من جهة نرى أن خطر تنظيم داعش لازال موجوداً والذي يشكل تهديداً على إدارتنا وشعبنا وعلى شعوب المنطقة والعالم أجمع, ولولا العمليات المشتركة اليومية التي تقوم بها قواتنا لخرجت هذه الهجمات من تحت السيطرة”.
وأوضح من جهة أخرى أن الاحتلال التركي ما زال قائماً والهجمات الجوية التركية مستمرة, وباتت تشمل البنية التحتية والخدمية وكل شيء يخدم شعبنا, وذلك لضرب استقرار المنطقة ومنع الإدارة الذاتية لتقديم الخدمات للشعب لإجباره على الهجرة, كما فند محاولات النظام السوري وحلفائه زعزعة استقرار المنطقة, وذلك من خلال تدخلاته الأمنية المباشرة, ومحاولاته لخلق فتن بين جميع مكونات المنطقة وفئات المجتمع.
واختتم قائلاً: “لابدَّ لنا جميعاً وأمام هذه التحديات أن نتكاتف, وأن نعمل معاً بشكل مستمر من خلال تنظيم المجتمع وتوعيته بشكل شامل, وبالتأكيد حزب سوريا المستقبل قام بدور كبير في تنظيم المجتمع, وكذلك المؤسسات المدنية والإدارية, ولكن اذا قارنا ذلك مع التحديات الموجودة, فإننا لا نعتبر ذلك كافياً, ولابد من الاستمرار بشكل أكبر في عملية تنظيم جميع مكونات الشعب, ولاسيما الشبيبة والمرأة”.
ختاماً قُرئت برقيَّات التهنئة التي وردت إلى المؤتمر والتي حملت التهنئة والمباركة لحزب سوريا المستقبل بعقد مؤتمره العام الرابع, كما تم تقديم دروع تكريم وباقات من الورود بمناسبة انعقاد المؤتمر وتقديراً للجهود التي قدمها الحزب, لتنتهي المرحلة الأولى من المؤتمر باستدعاء الديوان, والذي تألف من الرفاق (“سهام داوود” الأمين العام للحزب, “علي حميدي” مساعد رئيس الحزب, “غالية الكجوان” ناطقة مجلس المرأة العام, “عماد الموسى” رئيس مكتب التنظيم العام, والرفيق “جهاد عمر” عضو المجلس العام لحزب.