لينا عبد الوهاب.. أعلى من الاغتيال

1٬323

 

تعرضت لينا عبد الوهاب، عضوة لجنة حزب سوريا المستقبل، وعضوة المجلس التشريعي المدني في دير الزور، لمحاولة اغتيال من قبل مجموعة مسلحة، في 17 تشرين الثاني، حين داهمت مجموعة مسلحة منزلها في قرية حريجية الصور التابعة لدير الزور.

أصيبت “عبد الوهاب” بطلقتي رصاص، قبل أن يهرب الجناة، تاركين خلفهم بصمات قاتل، يختار ضحاياه ممن يريدون بناء مستقبل للمنطقة، يجمع فيه الشعوب المتنوعة.

وفي تفاصيل الحادث تقول “عبد الوهاب”: أمام منزلي في قرية حريجية الصور، وقف شخصان ملثمان بجوار دراجة نارية، حين فتحت طفلتي باب المنزل، سأل أحدهما عني”.

سمعت لينا عبد الوهاب الحديث، اقتربت من الباب، فصرخ الشخص الملثم الأول بصوت عال: “يا مرتدة.. تشتغلين مع المرتدين”، وأطلق النار من مسدس، حضنت لينا ابنتها، وتوجهت إلى الداخل محاولة الهروب، أصيبت في وجهها وفي كتفها الأيسر. وفرّ الملثمان على الدراجة بسرعة.

لا تعرف عبد الوهاب الفاعلان، لم تستطع تمييز تفاصيلهما، لكنها لا تستبعد أن يكون تنظيم داعش خلف العملية، وتتذكر مجموعة كبيرة من التهديدات التي تعرضت لها في فترة سابقة، منذ التحاقها بدورة تدريبية تابعة لهيئة التربية في مدينة الحسكة، بأكاديمية الشهيد عزيز عرب، ولم تتوقف حتى تاريخ محاولة اغتيالها.

تقول “عبد الوهاب”، إن مجموعة من المنطقة التي تعيش فيها، تناولوها أكثر من مرة، واصفينها ب”المرتدة” بسبب نشاطها السياسي والنسوي في حزب سوريا المستقبل. والأمر لم يتعد التهديد اللفظي، لكن محاولة الاغتيال وإن كان منفذاها قد استخدما نفس العبارة التي كانت تصلها “مرتدة”، ولكنهما استعملا الرصاص أيضاً.

ما زالت حالة لينا عبد الوهاب حرجة. قام الفريق الطبي بكل ما يستطيع، لكن حالتها تتطلب نقلها إلى العاصمة دمشق، لحاجتها إلى عمل جراحي كبير، لاستئصال الرصاصة من وجهها.

وصلت رسائل متعددة تهدد بالقتل من تنظيم داعش، لمجموعة من ناشطي الحراك السياسي والمدني في مناطق شمال وشرق سوريا، في الفترة السابقة. ويعلم الناشطون أن خلايا داعش تنتشر بكثرة في المنطقة، وعملية البحث عن هذه الخلايا قائمة، لكنها تتطلب الكثير من الدقة والبحث والمراقبة.

وبعد هجوم القوات التركية وميليشياتها السورية في الشمال السوري، زاد نشاط تلك الخلايا، وهو ما فسح المجال إلى تحليلين:

الأول ويرجح ترابط متين وواضح بين الهجوم التركي وبين عودة تنشيط خلايا داعش النائمة، والترابط يؤكد حجم التنسيق بينهما.

والثاني يربط انتعاش عمل الخلايا النائمة انطلاقاً من مجموعة تغيرات حصلت في الساحة السورية في الفترة الماضية، منها انسحاب القوات الأمريكية، وهو ما أثر بشكل سلبي على حجم التنسيق بين قوى التحالف الموكولة بمواجهة تنظيم داعش.

وبين انسحاب القوات الأمريكية، والهجوم التركي ودرجة التنسيق بين الحالتين، إضافة إلى ضعف التنسيق بين قوى التحالف تعيش شعوب شمال وشرق سوريا بين حربين قاسيتين:

حرب مع تركيا وميليشياتها السورية، التي تعيث فساداً في الأرض والبشر، وتخطط لتغيير ديمغرافي يفتح خرائط صراعات مستقبلية كبيرة، وحرب مع داعش وخلاياه النائمة التي تستهدف الأمن والأمان والعمل الجاد.

#حزب_سوريا_المستقبل

#تقرير