الرئيسية بلوق الصفحة 107

بيان إلى الرأي العام

إلى كافة نساء العالم

إلى النساء السوريات

أعلنت الأمم المتحدة 25 نوفمبر من كل عام يوم لمناهضة التمييز ضد المرأة الذي يعتبر جريمة إنسانية تنتهك حقوق وكرامة المرأة، فالعنف الممارس ضد المرأة هو سلوك عنيف موجه متعمد يأخذ عدة أشكال سواء كانت معنوية او جسدية. وهذا السلوك الممارس ضد المرأة والمدفوع بالعصبية الجنسية النابعة من الذهنية الذكورية يسبب لها الأذى النفسي والجنسي والمعنوي، ويهدد حريتها في الحياة الخاصة والعامة ويحرمها من أدنى شروط العيش الكريم.

لا يقتصر العنف ضد المرأة على الأذى الجسدي فقط بل يتعداه إلى أذى اجتماعي واقتصادي وسياسي وأمني لها والانتهاك الواضح لحقوق الإنسان، إذ يمنعها من التمتع بحقوقها الكاملة ويترتب عليه آثار اجتماعية واقتصادية خطيرة ليس على المرأة فقط بل يؤثر في المجتمع بأكمله. والجدير بالذكر أن العنف ضد المرأة لا يعرف ثقافة أو ديانة أو بلد أو طبقة اجتماعية بعينها بل هو ظاهرة اجتماعية عامة، ومشكلة تؤرق العالم بأسره ودول الشرق الأوسط بشكل خاص.

النساء في شمال شرق سوريا حققت مكاسب كبيرة بالمشاركة في الإدارات والمجالس وصولاً للمناصفة وضمنت حقوقها عبر القوانين التشريعية وباتت لها بصمة في كل مجالات الحياة ووضعت رؤيا استراتيجية للنهوض بالمرأة وتمكينها من أجل إكسابها المزيد من المهارات والقدرات بما يؤهلها للمشاركة الجادة والفاعلة في قضايا الوطن والتأثير في عمليات صياغة القرارات الوطنية. وباتت صور المرأة معلقة بالأذهان لدى الحديث عن مناطق الإدارات الذاتية والمدنية في المنطقة واستطاعت المرأة من كسر الصورة النمطية وتبوأت الكثير من المناصب والمهام التي كانت حكراً على الرجال فقط.

لكن بسبب الحروب المستعرة في البلاد وفقدان الأمن والسلام عانت المرأة السورية الويلات أكثر فالنازحات بمئات الآلاف وفقدت كل أساليب العيش الكريم في ظل مخاوف على حياتها وحياة أبنائها، وأعداد النازحات واللاجئات تعدّت مئات الآلاف والفقر وحرمانها من حرية الراي والتعبير، وكانت المرأة أداة ضغط بيد الأطراف المتصارعة وتارةً وسيلة لتحطم بها إرادة المجتمع بتعرضها للابتزاز والاغتصاب وإجبارها على ممارسات لا تليق بمكانتها. واليوم نعيش احتلال من قبل الدولة التركية والفصائل المدعومة من قبلها التي استهدفت المرأة ومكاسبها بالدرجة الأولى، وبتنا نرى بأم أعيننا كيف يستهدفون النساء بالقتل والتمثيل بجثثهن كالشهيدة هفرين خلف وأمارا، والتعامل اللاإنساني مع الأسرى والاعدامات الميدانية بحقهم، ونزحت عشرات الآلاف من النساء مع أولادهن من وحشية هذه الفصائل.

الوضع الذي نعيشه أثبت أن ما تعيشه المرأة السورية هو عنف وتمييز بحق المرأة من أعلى المستويات، فالشهيدة هفرين خلف الأمين العام لحزب سوريا المستقبل كانت امرأة تقود حزباَ سياسياً لبناء السلام وأخوة الشعوب وإيجاد حل سياسي للأزمة العاصفة بالوطن، وكانت صوت المرأة الحر، وناضلت من أجل حرية المرأة ودافعت عن حقوقها وعملت في حزبها من أجل تمكينها سياسياً والاعلاء من شأنها. واستطاعت أن تضع بصمتها القوية في المناطق المحررة من داعش لخلق نموذج المجتمع الديمقراطي بريادة المرأة. لهذا استهدفتها يد الغدر بالتعذيب والتنكيل والقتل.

نحن النساء في حزب سوريا المستقبل ندين ممارسات كل الأطراف التي تزرع الحروب والفتن والتداخلات السلبية لزعزعة أمان واستقرار المنطقة وكل الممارسات الهادفة للنيل من كرامة المرأة ومكتسباتها.

ونناشد كافة المنظمات الدولية والمنظمات النسوية في العالم بالتضامن للكشف عن ملابسات الجريمة ونطالب محاكمة مجرمي الحرب، وننادي المنظمات النسوية والحقوقية السورية بالتكاتف لصد العدوان على وحدة سوريا سيادتها وخاصة الاحتلال التركي كي نبني وطن السلام بأيدي النساء الحالمات بالسلام ونعمل على ضمان حقوق النساء عبر كتابة دستور جديد لسوريا.

ننحني إجلالاً لروح الشهيدة هفرين خلف ولجميع شهيدات الحرية ونعاهد السير قُدماً نحو الحرية بشعار “على العهد باقون“.

يحيا نضال المرأة الحرة
الخلود لروح الشهيدة هفرين خلف ( الأمين العام لحزب سوريا المستقبل)

23/11/2019

مكتب المرأة في حزب سوريا المستقبل
#حزب_سوريا_المستقبل
#مكتب_تنظيم_المرأة
#اليوم_العالمي_للقضاء_على_العنف_ضد_المرأة
#تشرين_الثاني #نوفمبر
#بيان

فرع الجزيرة يشارك في أربعينية الشهيدة هفرين خلف والشهيد فرهاد رمضان

بعد مرور أربعون يوماً على استشهاد الأمين العام لحزب سوريا المستقبل المهندسة هفرين خلف ورفيقها الشهيد فرهاد رمضان قام أعضاء فرع الجزيرة لحزب سوريا المستقبل بزيارة منزل الشهيد فرهاد رمضان الكائن في قرية طويبة، والوقوف مع ذويه ومدهم بالصبر والسلوان وتم التأكيد لهم بأن حزب سوريا المستقبل سيكون عوناً لهم في كافة الأوقات.

تلاها زيارة منزل الشهيدة هفرين خلف الأمين العام لحزب سوريا المستقبل الذي شهد تزاحم الأصدقاء والمحبين وبعض الشخصيات الوطنية، وتم خلال الزيارة الحديث عن انتهاكات العدوان التركي، وعن الشهيدة هفرين ومسيرتها الوطنية ونضالها السياسي، ومن ثم توجهت جميع الحشود إلى أضرحة الشهداء في مزار الشهيد خبات بديريك.

بدأت المراسم بالوقوف دقيقة صمت استذكاراً لأرواح الشهداء، وإلقاء كلمة شكر للمتواجدين على مشاعرهم الصادقة ووجودهم في هذا اليوم وللمُنضمّين من قبل السيدة سميرة العزيز إدارة مكتب التأهيل الفكري.

هذا وألقى السيد غريب حسو كلمة باسم حركة المجتمع الديمقراطي تحدث فيها عن المأساة التي سببها الاحتلال التركي من قتل وتهجير للمدنيين العزل وسلب ونهب ممتلكاتهم ,وكذلك عن اغتيالهم الشهيدة هفرين خلف التي كانت تتبنى السلام وتنتهج طريق الحوار, وأكد بالسير على طريق الشهداء حتى الوصول إلى الحرية ,واختتم كلمته بجملة “الشهداء لا يموتون”.

وباسم نقابة المهندسين ألقى السيد محمد أمين كلمة جاء فيها “نتمنى للشهداء الرحمة ولذويهم الصبر والسلوان، هفرين ساهمت وأبدعت بالكثير من الأعمال الميدانية والإدارية, ومن ثم انخرطت بالعمل السياسي من أجل وحدة الشعوب وتحقيق سوريا تعددية ديمقراطية، وإن هفرين سيخلدها التاريخ كالأبطال لأنها قاومت ولم يكن يهمها أقوى وأعتى إرهاب في العالم، وإن استشهدت هفرين هناك المئات من هفرين في كل مكان هنا”.

وباسم حزب سوريا المستقبل تحدثت السيدة هندرين سينو إدارية مكتب التنظيم فرع الجزيرة قائلةً: “إن استشهاد هفرين خلف وفرهاد رمضان يعتبر خسارة كبيرة للحزب، والحزب رغم عمره الصغير أصبح على مستوى عالمي، وإن الاحتلال لم يستهدف شخص الشهيدين فقط وإنما استهدف أخوة الشعوب والانسانية وقطع أوصال الشعب السوري القائمة على الوحدة والأمة الديمقراطية، وبهذا اليوم ندين ونستنكر العدوان التركي وأيضاً ندين الصمت الدولي”.

وأضافت سينو “إننا كحزب سوريا المستقبل نعاهد ياسمينة وطننا والشهيد فرهاد الذي حارب القوى الظلامية حتى قبل انضمامه للحزب بالسير على طريقهم حتى الرمق الأخير ونجدد وعدنا بأننا على العهد باقون.

واختتمت المراسم بالزغاريد والهتافات التي تمجد الشهادة والشهداء
#حزب_سوريا_المستقبل
#الشهيدة_هفرين_خلف
#فرع_الجزيرة
#ديريك

مسيرة جماهيرية تحت شعار .. بثورة المرأة سنبني مجتمع خالي من العنف

شارك وفد من فرع منبج وفرع إدلب لحزب سوريا المستقبل تحت شعار “بثورة المرأة سنبني مجتمع خالي من العنف” في مسيرة المشاعل بمناسبة قرب حلول اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.

حيث انطلق المشاركون من أمام مشفى الفرات حاملين معهم المشاعل وسط ترديد الشعارات التي تخلد الشهداء وتحيي مقاومة الكرامة وتندد بالعنف ضد المرأة وصولاً إلى ملعب منبج البلدي ,وهناك ألقت السيدة “تهاني اللذيذ” بيان باسم المرأة الشابة وجاء في نص البيان :

“باسم المرأة الشابة في منبج وريفها نقف اليوم نساءً ورجالاً وقفة تضامن مع المرأة في العالم للحد وإنهاء العنف ضد المرأة بكافة أشكاله فإن المرأة تعاني منذ آلاف السنين من الظلم والاضطهاد وجميع أنواع العنف ,وقد حددت جمعية الأمم المتحدة/25/تشرين الثاني من كل عام يوماً يحيي فيه العالم أجمع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وهذا بفضل مقاومة المرأة وإدارتها التي وقفت وواجهت الظلم والذهنية الذكورية السلطوية ونخص بالذكر مقاومة الشعب في شمال وشرق سوريا الذي يتعرض لأبشع أنواع العنف الذي يرتكبه مرتزقة الاحتلال التركي وأعوانه بحق النساء والأطفال في جميع المناطق المحتلة من تخريب وتهجير وتدمير ,اذ لم يسلم منهم حجراً ولا بشر ورغم كل هذه الانتهاكات والعنف الذي يتعرض له جميع أفراد المجتمع نرى صمتاً دولياً على جرائم الاحتلال التركي فاغتيال الرفيقة هفرين خلف واستشهاد الرفيقة أمارا والأم عقيدة وأسر الرفيقة جيجك وغيرهن من النساء السوريات انتهاك واضح لحقوق الإنسان ودليل على حقدهم ووحشيتهم على تقدم المرأة وتطورها في المجتمع وليضعفوا فينا روح المقاومة والكفاح ,ولكن نقول لهم أن جرائمهم وأعمالهم القذرة لن تزيدنا إلا عزيمة وإصرار على مقاومتنا ,وإننا باقون على درب شهيداتنا البطلات اللواتي قدمن أرواحهن لنعيش حياة حرة فنعاهدهن باسم المرأة الشابة الحرة أن نكمل مسيرتهن ونكون قدوة لبناء مجتمع خالي من العنف وندعو كل إنسان حر لديه الغيرة على وطنه وشعبه للوقوف وقفة واحدة ولترديد شعاراً واحداً لا للعنف نعم للسلام”

وفي الختام تم عرض فيلم وثائقي من قبل فرع منبج لحزب سوريا المستقبل عن حياة المناضلة الشهيدة هفرين خلف الأمين العام لحزب سوريا المستقبل.

#حزب_سوريا_المستقبل
#الشهيدة_هفرين_خلف
#فرع_منبج #فرع_إدلب
#منبج

حسن محمد علي يكتب: هفرين.. زرناك هذا اليوم!

 

اليوم هو السابع عشر من شهر تشرين الثاني، وقد مضى على خلودك شهر وخمسة أيام، حين قررت أن أزورك، أزور البيت الذي ولدت وترعرعت فيه، حيث كنت يا هفرين.. بعد عملك تتوجهين إليه.

البيت الذي دعيتني الى زيارته، ولم تسعفني الفرص، حتى أشرب كأس شاي، وأتناول طعاماً أشتهيه.

 

بعد انتهاء الاجتماع التأسيسي لحزب سوريا المستقبل، في مدينة الرميلان، ذهبت مسرعة الى ذاك البيت. اتصلت بك ممازحاً: اين أنت يا هفرين؟

أنتم أهالي ديريك هكذا.. انتظرنا ان نذهب معك. قلت: سأرسل الرفاق ليحضروك.. لم أحضر.

نعم.. اليوم زرت البيت الذي طلبت من أمك “يادي” ان تصنع لنا جبنة ديريك “سيريك”.

ذهبت البيت وكلّي أمل في أن أراك هناك. كانت “يادي” في البيت، لم تكوني هناك يا هفرين..

كانت صورك، ذكرياتك، ابتساماتك، كل زاوية من زوايا البيت كانت تقول أنك هنا.

 

هل تعرفين هفرين.. لم تكوني هناك.. لم أجدك.. رغبت أن أتحدث مع “اليادي” عنك. لم يسعفني الكلام.. وبقيت المفردات غصة في حلقي. تحدثت اليادي طويلاً عنك.. عن طفولتك، وعن دراستك.. وتحدثت عن تلك الرسالة التي كتبتيها لأختك الشهيدة..

 

رغبت أن أتحدث أنا أيضاً عنك. لدي الكثير لأقوله. لكن الكلمات كانت تغيب.. أمام هذه الملحمة العظيمة، تصبح الكلمات بلا معنى.

جدّدت اليادي عهدنا.. كانت تتحدث بتحد يفوق الحدث، وبمعنويات عالية، تنطلق من قلب محروق..

 

سأخبرك رفيقتي هفرين، أن اليادي ظهرت أقوى مني، أعادت لي قلبي وقوتي وأوقدت معنوياتي من جديد.. أحسست أني صغير أمام جبروتها. أني تلميذ يتعلم القوة من خلال كلماتها وتنهيداتها وغزارة أحاسيسها.

 

اليادي أم هفرين.. تحدثت عن مشروعنا بقوة. لسنا نادمين قالت.. سنعمل بقوة أكبر.. ابنتي هفرين ناضلت لرأب الجرح الكردي، عملت من أجل لملمة الشرخ الكردي في وطن اسمه كردستان.. من أجل شعب اسمه الكرد.. شعب مزقه الأعداء.. ومزق شعوب المنطقة.. ابنتي حاولت توحيدهم.. حاولت رصّ صفوفهم في حزب سوريا المستقبل.. كان العدو غدّراً كعادته.. لم يمنح هفرين الفرصة.. لم يسمح لها باستكمال المشروع..

 

هل تعرفين يا هفرين..!

كانت تتحدث.. وكنت أتساءل كيف صورة هفرين تجول في المكان وهي غائبة!

كانت صورتك وشهادة “الشهادة” التقدير، بجوار اليادي.. كانت تجلس بجوارك دائماً.. وتنام في يديك.. لا تريد أن تفارقيها، في كل لحظة.. تريد اليادي أن تكون معك..

تحضن صورتك، وتتذكر.. كيف حملت بك.. كيف ولدتك.. كيف رعتك وكبرت.. كيف خدمتك..

 

نعم يا هفرين.. كنت الطفلة المدللة، والشابة النشيطة، والمهندسة الذكية، والسياسية الواعية..

سالت ذكريات اليادي، وهي تحضن صورتك.. كانت تشعر بدفئك وحنانك.. وكنت تمديها بالدفء..

 

داهمتني الشجاعة لأتحدث، وسألت عن ميراف سائقك الوفي يا هفرين..

نادت اليادي: ميراف.. هنا ضيوف لأمك يريدون أن يروك..

 

ردّ ميراف: أنا في المعبر..

ثم ذهبنا الى مقبرة الشهداء، الى وطن خبات ديريك، وحسين جاويش.. ربما نلتقي بك ياهفرين..

كنت هناك يا هفرين.. كنت في وطن خبات ديريك، وحسين جاويش.. وكان لك وطن الآن.. لم أشعر أنك وحيدة..

اخترت الذهاب مطلقة الجناحين إلى رفاقك ورفيقاتك.. هل تعرفين عددهم يا هفرين..! كثر.. كثر.. لست وحيدة، ولن تكوني وحيدة بعد اليوم..

كنتم كلكم لوحة مكتملة الألوان.. مطلقة القوة..

على يميني رفيق.. على يساري رفيق.. في الشمال وفي الجنوب رفاق يطرزون اللوحة بتفاصيل أخرى..

مشيت بحذر.. أنا أسير الآن في حضرة الأبطال.. في حدائق الزهور.. أمشي بوجل في الطرق بين الخالدين..

في الحياة الحقيقية، بين تفاصيل الخلود.. وأبحث بمسامات عيني عن بيت “الخالد الأبدي”. وأسال رفاقي:

-أين وطن هفرين؟

 

أشاروا لمرقدك.. تقدمنا خطوة خطوة في ذاك الحي الجديد.. كانت ألية وأيادي تعمل لفتح أحياء جديدة.. هناك رفاق آخرون قادمون لوطنكم يا هفرين.. رفاق لنا عبروا اليوم إلى حي الخلود.. لن تكوني وحيدة يا هفرين.. لن يتكوك رفاقنا القادمين اليوم وحيدة يا هفرين..

 

رأيت صورة شرناس في بيته الجديد.. جاء بالأمس وسكن بجوارك.. وفي الجانب الآخر سائقك فرهاد..

تزيّن بيتك الجديد بلباس عروسة.. وأزهار.. هدية في هذا العرس الآني.. وكان علم حزب سوريا المستقبل يرفرف في المحيط المفعم بالزهور..

لمنزلك الجديد خصوصية يا هفرين.. خصوصية تلوح بين الحزب والمستقبل والعرس والزهور..

 

بيوتكم جميلة يا هفرين.. تتشابه.. تتساوى.. في الرتابة وفي البناء وفي مساحات البازلت والمرمر..

 

أمام كل بيت وتحت صورة صاحب البيت او صاحبة البيت اسم وعنوان وتاريخ الولادة..

كانت البيوت حديقة جميلة، تغصّ بالورود، والصور. لوحات نقية تحوّل كل بيت بمفرده الى لوحة فنية، هي تفصيل من لوحة كبيرة مركبة وشذية.

لوحات تثير التأمل والشجون.

كنتم تقولون يا هفرين: لن تملوا من النظر إلينا.. وكلما تأملتم صورنا كلما طلبتم المزيد..

في خلودكم يا هفرين أعدتم لنا معنى الحياة الحقيقية.. خلودكم يعلمنا فنون الحياة وتفاصيل البقاء..

 

 

وقفت بجوار رأس مرقدك، أتأمل صورتك، ودارك الجديدة.. أعدت الذكريات والكلمات.. كانت غصة في الحلق.. ثم سالت الدموع رغماً عني..

 

نعم.. عجزت في تلك اللحظة في منع دموعي.. أمام دار بيت الخالد ياهفرين.. انتقلت إلى المقلب الآخر من مرقدك.. وقفت باحترام أمام قدميك. أقول في داخلي، لقد غادرت يا رفيقتي، ولكنك جدّدت العهد..

أمام دارك الأبدي قلت سنلتقي قريباً أو بعيداً.. لكننا حتماً سنلتقي. ونتحدث في مدينتك، وفي البيوت المنتشرة في المحيط.

زرنا بيوت كل رفاقك في حيكم الجديد يا هفرين.

حسين جاويش، وخبات ديرك، وتمعنت في باب كل البيت، في صورهم الجميلة، التي تستقبلنا نحن الضيوف.. أعادتنا إلى عقود مضت، عادت الذكريات معكم جميعاً..

قلت للرفاق: لنذهب.. لقد أخذنا وقتاً طويلاً منكم.. سنتركم لأعمالكم.. سنتركم في حيكم الجديد ولأعمالكم الكثيرة.. سنتركم لتستقبلوا باقي الضيوف.. الضيوف الذين جاؤوا من كل حدب وصوب..

يا هفرين.. ضيوفهم كثر، يأتون بحثاً عن انبعاث جديد.. انطلاقة جديدة..

لنذهب.. فمهام هؤلاء كبيرة وعظيمة.. هم من يصنعون الانبعاث.. هم من يرفعون المعنويات.. هم من ينظفون القلوب.. هم من يغزلون إنسانيتك ومسؤولياتك ورفاقيتك.. يعيدون أحاسيسك بقيمك وهويتك ولونك ولغتك.. يعيدون لك المعنى الحقيقي في أن تكون إنساناً.

 

نعم يا هفرين.. تحملت مع رفاقك ورفيقاتك، مهام عظيمة وكبيرة لمجتمع انتظركم مئات السنين..

ثم وقفنا لوداعكم، وأنا أقول في نفسي، لماذا الوداع إذا كنا سنعود..!

 

وعدنا.. عدنا يا هفرين..

 

اليوم 17-11-2019 تاريخ له وقع خاص عليّ.. زرت “اليادي”، وزرت بيتك الأبدي، وزرت البيوت الخالدة الأخرى. وحين عدت من الزيارة يا رفيقتي، حملت الكثير الكثير من خصالك وسماتك، التي توحي بانطلاقة جديدة مفعمة بروح هفرين، ولون هفرين، وصوت هفرين، ومشاعر هفرين ورؤية هفرين.

 

#حزب_سوريا_المستقبل

#مقال

 

سربست نبي يكتب: الثورة والأخلاق

من اعتقد أن نظام بشار الأسد هو الإرهاب الوحيد في سوريا، إنما كان يريد منذ البداية أن يضلل الناس عن الإرهاب الطائفي المضاد، ويجعل من المتطرفين الطائفيين ثوّاراً وقديسين.

مثلما سطا النظام على مفهوم الإصلاح واستلبه في ذاته، فقد سطت تيارات سياسية على الثورة السورية وقرصنتها واحتكرتها في نفسها. وأصبح أهل الثورة والإصلاح الحقيقيين بين قطبي رحى أحدهما لص متغطرس والثاني قرصان أعور وأفّاق. وحملت هذه الأخيرة معها قيماً أخلاقية وسياسية في غاية التعارض مع التطلعات الإنسانية والأهداف السامية للثورات المناهضة للطغيان.
كلّ ثورة تحتاج إلى اتساق أخلاقي معين في المبادئ، وإن انطوت على اختلافات سياسية جليّة. فالتاريخ لا يعرف ثورات محض أخلاقية، وحتى ثورات الأنبياء والرسل كانت لها هفوات أخلاقية جلية. ولم يسبق للتاريخ أن شهد ثورة للملائكة أو القديسين، هذه موجودة في الأساطير فقط. ولكن الثورة إن كانت خالية من القيم أو لا تملك ضوابط أخلاقية أو سياسية، ولا تساهم في إنتاج قيم إنسانية جديدة، وقيم حياة جديدة، وبالنتيجة بشراً من طراز جديد تستحيل إلى كارثة، وتعيد إنتاج أشدّ أشكال البؤس تخلفاً. يبرر هذا الاستنتاج إن جميع من أذاق الآخرين صنوف القهر والعذاب، من اعتقل الناس، المخبر الذي كان يلاحق أنفاس البشر ويذيل تقاريره الكيدية عن حركاتهم، الجلاد الذي كان يفترس ضحاياه في الزنازين، المحقق، اللص وناهب المدن، المرتزق الذي كان يخرج في كل أوان ليهتف باسم القائد الخالد ويرغم الناس على الهتاف معه، الفاشي والعنصري الذي كان يطعن في هوية المختلفين معه وانتمائهم، المتعصب والمهووس بإيذاء الآخرين كل هؤلاء أصبحوا في صفّ الثورة لما شعروا أن قارب النظام المنخور على وشك الغرق، وبعضهم أصبح ناطقاً باسمها ورمزاً لها. من عارض النظام وعارض هؤلاء ولوحق وفرّ من البلد ثائراً لحقه هؤلاء واغتصبوا ثورته، إذن ما مبرر بقائه ضمن هذه الثورة، إذا كانت كتلة الشرّ أصبحت كلها في هذه الضفة، في برهة غرق سفينة النظام، ولم يبق في الضفة الأخرى سوى الطاغية المعزول والمجرد في قصره؟ ألا نحتاج إلى ثورة أخرى على هذه الثورة كي تتطهر من جميع الشرور التي لحقت بها حتى أصبحت ضد مبدأها بالذات؟
هذا النظام لم ينتج إلا غيلاناً وقتلة وقطاع طرق ولصوص وأفاقين. ولم يكن بوسع أيّ كائن أن يستمر معه ويحظى بثقته ويضمنها ما لم يتحلل من كل كرامة إنسانية، ومن كل حس أخلاقي. لهذا السبب من الطبيعي جداً أن نرتاب في نوايا ودوافع كل من ألقى بنفسه من قاربه المنخور، في برّهات الغرق الأخيرة. كما حصل مع الوزير والضابط الأمني السابق والمحافظ اللص الذي راح يلقي علينا مواعظ أخلاقية وإنسانية، ويتحدث كقديس ثوري من عصر ثورات العبيد. هؤلاء اعتقدوا أن ضمائر البشر وعقولهم هي مجرد اسفنجة تمتص كل قذارات الكذب والدجل عندهم. أقول من الطبيعي جداً ألا يتلقى هؤلاء الكثير من الحفاوة والثقة بنواياهم، فهذا مروق محض وليس انشقاق أخلاقي أو سياسي.
الحياة لا يمكن أن تستمر دون اختلاف سياسي، فهذا أمرٌ ضروري وحيوي لتقدم البشر، لكنها من الصعب أن تطاق بوجود اختلاف أخلاقي. دعونا نختلف سياسياً ونتفق أخلاقياً. والحال أن المنطق الذي بات سائداً لدى أطراف المعارضة السياسية السورية هو العكس، لنتفق سياسياً ولنختلف أخلاقياً إلى أقصى حد. كان من شأن مثل هذا المنطق أن حال دون تشكيل وعي أخلاقي مشترك للثورة وغياب المعايير الأخلاقي للسلوك السياسي. مما جعل من كل ممارسة سياسية، شاذة ومنحرفة، مشروعة طالما وأنها تستجيب لغايات سياسية ومقاصد عملية محددة.
يمكن الإشارة في هذا السياق إلى الشعار الذي أعلنه الإسلاميون بهدف استقطاب الآخرين حول مطلب سياسي واحد، دون النظر إلى الممارسات السياسية الأخرى حينما أعلنوا إن نظام بشار الأسد هو الإرهاب الوحيد في سوريا، فهذا المنطق الذرائعي الذي ساد العقل السياسي لديهم جعل في نهاية المطاف كل هؤلاء مجرد بنادق تحت وصاية التركي الغازي، وبرر كل تحالفاتهم مع المجاميع الإرهابية. إن من اعتقد أن نظام بشار الأسد هو الإرهاب الوحيد في سوريا، فقد أعماه التطرف الطائفي. من اعتقد أن نظام بشار الأسد هو الإرهاب الوحيد في سوريا إنما كان يريد منذ البداية أن يضلل الناس عن الإرهاب الطائفي المضاد، ويجعل من المتطرفين الطائفيين ثوّاراً وقديسين وبالنتيجة استحالوا إلى ثوّار ضد شعبهم خدمة لمآرب عرقية ومذهبية.
نستطيع الزعم بأن طبيعة هذا النظام الوحشية كانت متوقعة وواضحة منذ البداية، ولم يكن محتملاً أن نتصور قط أن يكون النظام أقل إجراماً وبربرية، ولكن بالمقابل كان الافتراض السائد والمتوقع هو أن يكون خصمه المحتمل في مقبل الأيام أكثر نبلاً وإنسانية وقدرة على التسامح، وأن يكون رموز وممثلي هذه الخصومة على نقيضه تماماً فرساناً وإنسانيين إلى أقصى حد. ولكن الواقع أظهر إن من تصدى اليوم له باسم الثورة والمساواة العدل في معظمهم كانوا مجرد أقزام تأهلوا في كنفه، والآن يستعيدون كل أنماط سلوكه على نحو مسخ وأشدّ تطرفاً وبذاءة.
هذه المفارقة أفضت إلى نتيجة واحدة على الأقل، هي أن هذه “الثورة” تقدمت نحو إثبات ذاتها سياسياً دون رأسمال أخلاقي رمزي، أو دون أن تتراكم لديها ميراث أخلاقي حيثما وضعت نصب أعينها غاية وحيدة ورئيسة هي الاستيلاء على السلطة وإسقاط النظام القائم أيّاً كانت الوسائل المستخدمة. ويبدو لنا في نهاية المطاف أن هذه “الثورة”، التي تحوّلت إلى كرنفال للدم والخراب، لم تعد قادرة على ضمان حقوق الضحايا والمقهورين المهدورة في زمن الاستبداد، ولكنها تبدو أكثر معنية بالحفاظ على امتيازات أعوان الجلاد وعملائه الذين أمعنوا في الاستزلام له طوال تلك الفترة وانشقوا الآن في برهة غرق سفينة الاستبداد، ليصبحوا هم الأوصياء على دماء الضحايا الآن وسادة الثورة.
هناك فجور سياسي وأخلاقي صارخ سائد في سلوك أطراف عديدة. انتحال مفضوح ومريب لدماء ضحايا الشعب السوري. بعضهم يطالب باحترام وتقديس بعض القضايا الوطنية وهو ذاته من يخونها سرّاً وعلانية. بعضهم يعلن صراحة تمثيله للشعب السوري، ويؤكدون على ذلك مراراً وتكراراً ويحث الشارع والآخرين على مبايعته وفي الوقت ذاته هو نفسه لا يحترم هذا الشعب وقيمه ولا يحترم الثقة التي منحه إياه الشارع. عدد من رموز الثقافة السورية والسياسيين المعارضين، ممن كنّا نعتقد فيهم السمو، كشفوا في الآونة الأخيرة عن ضيق أفق وتعصب لا يليق إلا بمتطرف يهودي مهووس بيوم السبت. فضحتهم انفعالاتهم الحقيقية ومشاعرهم المقنعة بعبارات العقلانية والتسامح الفضفاضة. روائح الكراهية الطائفية والقوموية التي لا تطاق أخذت تفوح بقوة من كلماتهم.
هذه الرؤوس الساخنة في المعارضة السورية خدمت النظام أكثر من أزلامه ومرتزقته، الرؤوس الساخنة التي تجاهلت حقائق الوضع السوري، وتعاطت معها بنفس منطق النظام. الرؤوس الساخنة، التي أرادت أن تقدّ مستقبل سوريا طبقاً لأهوائها وأوهامها الأيديولوجية، الرؤوس الساخنة، التي لم تعد تدرك أن البلاد بات غارقاً في هاوية الحرب الأهلية وهي لاتزال تتبجح وتتغطرس وتعاند. لأنها ببساطة شديدة جرّدت كل دعوى أو مطلب سياسي من أبعاده الأخلاقية. تأكيد الذات وثنياً، الوعي المشوّه بالكرامة الفردية والجماعية، ردّات الفعل المنحرفة، ازدواجية المعايير الأخلاقية وغياب الاتساق في الوجدان الجمعي، النخوة المجانية، المكابرة الفارغة ومعاندة التقدم، الضجيج الاستعراضي والزعيق الأرعن الناجمين عن غيرة زائفة، الهستيريا القطيعية المتطرفة المصحوبة بالرغبة في الانتقام، الذاكرة الانتقائية، النزعة الإيمانية المنافقة والسطحية، كلها مظاهر لأزمة العقل الأخلاقي وتناقضه، حيث تجدونها جليّة وصارخة في تظاهرات السلوك السياسي للمعارضة السورية.
واجهة الثورة السورية لم تعد تشكو من نقص الثورجيين، المزايدين والمتسلقين (سواء أقومجيين كانوا، أو إسلامانيين) إنها تشكو من قلّة السوريين الحقيقيين. والتاريخ يعلمنا أن جميع قوى التغيير والمعارضات في العالم التي قامت بالثورات وأحدثت تحولاً عظيماً في أوطانها وأوضاعها، إنما أنتجت، في الوقت ذاته، قيماً وطنية سامية أرقى وأكثر تقدماً، ورسخوا القيم الإيجابية القديمة، قيم الانتماء والتضامن الوطني. والحال حتى الآن، أن المعارضة السورية عجزت عن بلورة قيم وطنية جديدة تعكس انتماءاً وطنياً أسمى، على العكس من ذلك، كلما مضى الوقت أكثر تعرّت أكثر من قيمها الوطنية، وغرقت وتمترست وراء قيم أيديولوجية في غاية التخلّف والسلبية ورهنت إرادتها لأجندة غير وطنية.
المهام السرية، القذرة، هي الحقيقية والفاعلة في هذه الأصقاع من العالم، وهي التي تؤتي ثمارها، وحال الرجال كذلك. فالرجال الأكثر قذارة والأكثر دناءة وخسّة، المنطوون على أنفسهم، المأجورون هم الذين عادة يلعبون أدواراً حقيقية في هذه الأصقاع من العالم. للأسف هذه هي الحقيقة المرة، أما الطيبون فلن يرثوا الأرض كما قيل في أوّل الزمان، هم مجرد ضحايا. ونحن نشهد اليوم كيف يلعب كلّ من خرج من كنف النظام، كلّ من ترعرع في مدرسة البطش والقتل وأمثالهم، دوراً رئيسياً في تحديد مصائر البشر، أما الثوار والضحايا والأطفال ودموع الثكالى فلم تعد تشكل فارقاً كبيراً في تحديد المصير إلا بالقدر الذي تستجيب فيه للمخطط العام.. تلكم هي المفارقة الأخلاقية العظمى في تاريخنا الشرق الأوسطي، وتلك هي التعويذة السرية واللغز الذي جعل الضحايا على الدوام مجرد ضحايا وأرقام ومسألة إحصاء.
كلنا شهود على هذه المهزلة التاريخية التي سميت بـ “الربيع العربي”، كلنا شهود على هذه المأساة الإنسانية، ومعظمنا يدير ظهره للحقيقة ولا يريد أن يرى إلا ما يرغبه. معظمنا شركاء في هذه الخديعة التاريخية العظمى. كلنا متواطئون مع هذا الزيف والدجل السياسي. قلّة من الرجال والنساء يملكون شرف الشجاعة وعلى استعداد لقول الحقيقة. في نهاية المطاف الضحية الثابتة هم شعوب المنطقة وفقرائها، والمستفيدون هم الطغاة وإن تبدلت وجوههم القبيحة، والعراق أكبر وأعظم مثال على هذه الحقيقة المأساوية. الحقيقة الوحيدة، الصارخة، البادية للعيان منذ تسعة أعوام من الخراب والدمار والتضحيات، أن سوريا البلد والوطن قد سقط ولم يسقط حتى هذه البرهة نظام الأسد. سوريا سقطت اجتماعياً نتيجة الاحتراب الأهلي، وسقطت ثقافياً وحتى سياسياً، ومن المؤكد أن سوريا القادم،ة التي تتشكل الآن تحت الأنقاض لن تكون كالتي عهدناها بعد الاستقلال. الجميع تكالب على سوريا، النظام والمعارضة معاً، وكذلك العالم الخارجي. ومن البين أن أكثر من من مارس القسوة بحق الوطن أو البلد، كان أولئك الأكثر تشدقاً باسمها حتى الآن. سوريا أمست مجرد ضحية للجميع، كلّ يريد أن يغتصبها وفق مزاجه المرضي الخاص والانتقام منها، والتفرد بها. ربما لأن سوريا لم تكن وطناً حقيقياً للجميع وإنما قيداً فرض عليهم، أو ربما لأنهم جميعاً لا يستحقون هذا الوطن. كلاهما صحيح وعلى الدرجة ذاتها من اليقين.
عن ميدل ايست اونلاين

#حزب_سوريا_المستقبل

#مقال_رأي

مقالات الرأي لا تعبر عن وجهة نظر الموقع

لينا عبد الوهاب.. أعلى من الاغتيال

 

تعرضت لينا عبد الوهاب، عضوة لجنة حزب سوريا المستقبل، وعضوة المجلس التشريعي المدني في دير الزور، لمحاولة اغتيال من قبل مجموعة مسلحة، في 17 تشرين الثاني، حين داهمت مجموعة مسلحة منزلها في قرية حريجية الصور التابعة لدير الزور.

أصيبت “عبد الوهاب” بطلقتي رصاص، قبل أن يهرب الجناة، تاركين خلفهم بصمات قاتل، يختار ضحاياه ممن يريدون بناء مستقبل للمنطقة، يجمع فيه الشعوب المتنوعة.

وفي تفاصيل الحادث تقول “عبد الوهاب”: أمام منزلي في قرية حريجية الصور، وقف شخصان ملثمان بجوار دراجة نارية، حين فتحت طفلتي باب المنزل، سأل أحدهما عني”.

سمعت لينا عبد الوهاب الحديث، اقتربت من الباب، فصرخ الشخص الملثم الأول بصوت عال: “يا مرتدة.. تشتغلين مع المرتدين”، وأطلق النار من مسدس، حضنت لينا ابنتها، وتوجهت إلى الداخل محاولة الهروب، أصيبت في وجهها وفي كتفها الأيسر. وفرّ الملثمان على الدراجة بسرعة.

لا تعرف عبد الوهاب الفاعلان، لم تستطع تمييز تفاصيلهما، لكنها لا تستبعد أن يكون تنظيم داعش خلف العملية، وتتذكر مجموعة كبيرة من التهديدات التي تعرضت لها في فترة سابقة، منذ التحاقها بدورة تدريبية تابعة لهيئة التربية في مدينة الحسكة، بأكاديمية الشهيد عزيز عرب، ولم تتوقف حتى تاريخ محاولة اغتيالها.

تقول “عبد الوهاب”، إن مجموعة من المنطقة التي تعيش فيها، تناولوها أكثر من مرة، واصفينها ب”المرتدة” بسبب نشاطها السياسي والنسوي في حزب سوريا المستقبل. والأمر لم يتعد التهديد اللفظي، لكن محاولة الاغتيال وإن كان منفذاها قد استخدما نفس العبارة التي كانت تصلها “مرتدة”، ولكنهما استعملا الرصاص أيضاً.

ما زالت حالة لينا عبد الوهاب حرجة. قام الفريق الطبي بكل ما يستطيع، لكن حالتها تتطلب نقلها إلى العاصمة دمشق، لحاجتها إلى عمل جراحي كبير، لاستئصال الرصاصة من وجهها.

وصلت رسائل متعددة تهدد بالقتل من تنظيم داعش، لمجموعة من ناشطي الحراك السياسي والمدني في مناطق شمال وشرق سوريا، في الفترة السابقة. ويعلم الناشطون أن خلايا داعش تنتشر بكثرة في المنطقة، وعملية البحث عن هذه الخلايا قائمة، لكنها تتطلب الكثير من الدقة والبحث والمراقبة.

وبعد هجوم القوات التركية وميليشياتها السورية في الشمال السوري، زاد نشاط تلك الخلايا، وهو ما فسح المجال إلى تحليلين:

الأول ويرجح ترابط متين وواضح بين الهجوم التركي وبين عودة تنشيط خلايا داعش النائمة، والترابط يؤكد حجم التنسيق بينهما.

والثاني يربط انتعاش عمل الخلايا النائمة انطلاقاً من مجموعة تغيرات حصلت في الساحة السورية في الفترة الماضية، منها انسحاب القوات الأمريكية، وهو ما أثر بشكل سلبي على حجم التنسيق بين قوى التحالف الموكولة بمواجهة تنظيم داعش.

وبين انسحاب القوات الأمريكية، والهجوم التركي ودرجة التنسيق بين الحالتين، إضافة إلى ضعف التنسيق بين قوى التحالف تعيش شعوب شمال وشرق سوريا بين حربين قاسيتين:

حرب مع تركيا وميليشياتها السورية، التي تعيث فساداً في الأرض والبشر، وتخطط لتغيير ديمغرافي يفتح خرائط صراعات مستقبلية كبيرة، وحرب مع داعش وخلاياه النائمة التي تستهدف الأمن والأمان والعمل الجاد.

#حزب_سوريا_المستقبل

#تقرير

 

 

عبد الوهاب بدرخان يكتب: الدستورية السورية.. لقطات وأجواء عبثية!

لم تكن هناك ملامح تعايشية أو تصالحية في أداء وفد النظام السوري الى اجتماعات جنيف… في حضور فيتالي ناومكين كان سلوك أعضائه يتهذّب ويتغيّر، وفي غيابه “كانت مهمتهم استفزازنا وتهشيلنا. استخدموا التهديدات والاهانات والشتائم. ركّزوا خصوصاً على استضعاف ممثلي المجتمع المدني… هكذا وصف أعضاء من وفدي المعارضة والمجتمع المدني سلوك وفد النظام.

كثيرون منكم لم يكلّفوا أنفسهم عناء متابعة الجولة الأولى من التئام اللجنة الدستورية السورية بكامل أعضائها الـ 150، إما لتراجع الاهتمام بهذا الحدث في مقابل التفاعل مع انتفاضتَي العراق ولبنان، أو لتواضع التوقّعات من لجنة أرادت لها روسيا وإيران وتركيا أن تقزّم معاناة الشعب السوري وتختزل طموحاته في دستور مع إصرار روسي على عدم المسّ بالنظام المجرم، وهذه هي السمعة الدولية اللاصقة به ولا يمكن لحلفائه أن يجمّلوها.
المبرر الوحيد لتسجيل هذه الملاحظات غير المستقاة من مصادر النظام هو الإطلاع قدر الإمكان، وليس تقويم النتائج لأن لا نتائج بعد، لكن المساجلات بين الوفود الثلاثة (النظام والمعارضة والمجتمع المدني) مفعمة بالدلالات التي لا بدّ أن تنعكس على عمل اللجنة. وتنبغي الإشارة أولاً الى الفارق بين دوافع وفد النظام الذي جاء مكلفاً الدفاع عن رئيسه وقواته وممارسة “انتصاريته” على الآخرين، وبين دوافع معظم وفد المعارضة (المخترق من “منصة موسكو”) وجزء من وفد المجتمع المدني (المخترق من “الشبيحة” بـ 27 عضواً من أصل 50) وقد جاؤوا الى اجتماعات جنيف بلا أوهام لكن بجدية المتمسك بـ “الأمل” الوحيد المتبقي رغم الخذلان الدولي.
فماذا نقلت مصادر المعارضة والمجتمع المدني؟
– لا نتيجة على الإطلاق. نقلوا التشبيح الى جنيف. الفارق الوحيد أنهم لا يستطيعون استخدام أسلحة.
– كان ضرورياً ومهمّاً جسّ النبض. إذا لم يمارس ضغط دولي على النظام فإن شيئاً لن يتقدّم.
– تعليمات محدّدة جاء بها وفد النظام: 1) تعديل الدستور الحالي لا تغييره. 2) تمجيد القيادة و”الجيش العربي السوري” وتضحياته وازدراء تضحيات الآخرين. 3) المطالبة برفع الحصار عن النظام. 4) إدانة التدخّل التركي. 5) الدعوة الى نقل جلسات اللجنة الدستورية الى دمشق – وقد تبرّع بتزكيتها عضوٌ في وفد المعارضة من منصة موسكو.
– أعضاء في المحكمة الدستورية في عداد وفد النظام إلا أنهم يزايدون في “التشبيح” على أعضاء آخرين معروفين بأنهم من كبار المهرّبين أو ممن اشتهروا بتزوير انتخابات نقابية.
– أكثر أعضاء وفد النظام “توازناً” هم من العلويين والشيعة، وأكثرهم سفاهة من السنّة والمسيحيين وهم مزايدون بداعٍ ومن غير داعٍ.
– كيف كان أداء المعارضة؟ أربع فئات: أ) كلمات رصينة تحمل مضامين دستورية ودفاعاً عن ثوابت الثورة وبنبرة هادئة. ب) عدد من المعارضين ألقوا كلمات “لايت” استرضاءً للمجتمع الدولي الذي طلب منهم الانضباط. ج) مشاغبون يردّون على الاستفزازات بالسخرية من النظام والجيش وأحياناً بكلام نابٍ والضرب على الطاولات. د) ممثلو الأقليات الرماديون وذوو السقوف السياسية المنخفضة.
– في المجموعة المصغّرة للمعارضة لم يتمّ اختيار أي من الأساتذة الجامعيين الأربع المتخصصين في القانون الدستوري ضمن الـ 15 من أصل 50 عضواً.
– الجولة الثانية في 25 ت2/ نوفمبر يفترض أن تبدأ البحث في الشأن الدستوري، لكن الجميع يتوقّع أن تبرز الأدوار الخارجية خارج اللجنة المصغّرة.
– يتردّد أن هناك نسخة من دستورٍ ما تُدرس من جانب الروس والأتراك بالتشاور مع الأمم المتحدة والأميركيين، وفيها اتجاه الى “نظام برلماني”. ويتردّد أيضاً أن الدول المعنية يمكن أن تسترشد بالخطوط العريضة لـ “اتفاق دايتون” في شأن البوسنة (1995) للتعامل مع النتائج العسكرية والسياسية للحرب السورية، وهو تضمن فيديرالية/ تقسيماً ووصاية دولية.
– لم يكن واضحاً ما الحكمة والهدف من استهلال أعمال اللجنة من المداخلات المفتوحة التي كانت في 90 في المئة منها بيانات سياسية تسبّبت بكثير من الترادح والتشاتم بين الأعضاء ولم يتطرق إلا القليل منها الى الموضوع الذي جاؤوا من أجله (الدستور) وبشكل سطحي.
– كان لافتاً إصرار أعضاء وفد النظام على أنهم “لا يمثّلون الدولة” وانهم “تطوّعوا من أجل الوطن”. لكن هذا لم يمنع سماع العديد منهم وهم يتحاذرون بأننا “لازم نسأل الشام عن كل شي” أو يتساءلون “هل أعطاك أمجد الكلمة اللي حَ تلقيها” في إشارة الى أمجد عيسى الذي عُرف من اللحظة الأولى أنه المسؤول الأمني في الوفد ومزّع الكلمات والتعليمات.
– عندما رأيت كيف يتصرّف أعضاء وفد النظام شعرت للمرّة الأولى بـ “إنني حرّة” لا خيوط تحركني ولا مسؤول أمنياً يأمرني ويملي عليّ ما أقوله (احدى عضوات وفد المجتمع المدني).
– لم يخلُ من الحساسية، وفقاً لمدونة السلوك، أن يضطرّ أعضاء وفد النظام لمخاطبة هادي البحرة رئيس وفد المعارضة بـ “السيد الرئيس”، والعكس طبعاً في مخاطبة المعارضة لرئيس وفد النظام أحمد الكزبري.
– قاطع الكزبري أحد المعارضين الذي كان يتكلّم عن الشام بقوله: الشام شامنا ونحنا اللي منحكي عنها، كلمة تانية وأنا بعرف اتصرّف معك… وحين طالب أحد المتحدّثين (عن المجتمع المدني) بصوغ دستور جديد ردّ عليه الكزبري (عضو مجلس الشعب) بالقول: نحنا دستورنا عاجبنا وبلدنا عايشين فيها وطاير عقلنا فيا، انتو اللي ما عاجبكم.
– سأل محام (المجتمع المدني) في معرض حديثه عن مطالبة جماعة النظام برفع العقوبات الدولية: لماذا لا يرفع النظام عنا عقوبة الـ 800 دولار لنحصل على باسبور. ردّ عليه محمد عصام هزيمة (نائب حاكم البنك المركزي): الدولة تعاملت معكم بمنطق أبوي وخلّتلكم الجوازات، بدكم ياها تسحبها طالما انتو غادرتو بشكل غير شرعي. اعترض محام آخر: شو عم تهددونا. فردّ هزيمة: ما عم نهدّدك بسن انت شكلك عندك مشكلة مع أبوك… وفي موقف عدّة تكرّرت الإشارة الى سحب جوازات أعضاء الوفدين الآخرين.
– بعد انتهاء جلسات الاستماع الى 89 مداخلة، طلب الكزبري أن يسلّمه كل وفد في اليوم التالي ملخصاً للمضامين والأفكار الدستورية في كلمات أعضائه، لكن وفد النظام لم يأتِ بملخصه ولما سأل (المبعوث الأممي) غير بيدرسون عن الملخصات أنكر الكزبري وجودها فاعترض الوفدان الآخران فطلب بيدرسون العودة الى التسجيل الصوتي وتبيّن كذب الكزبري. ويبدو أن دمشق طلبت منه ملخصَي المعارضة والمجتمع من دون أن يسلّمهما ملخّصاً لكلمات وفده.
– ينشط فيتالي ناومكين (منسق منصة موسكو) كمندوب روسي ملحق ببعثة الأمم المتحدة، ولوحظ أنه عندما يحضر الجلسات كمراقب يكون وفد النظام مهذّبين ومنضبطين، وعندما يغيب تعود الاهانات (يا مرتهنين يا مرتزقة) والتهديدات (ما تنسى انو أهلك بالشام).
– كل ما كان يجري في القاعة لا قيمة له. الأحاديث الجدية التي أجراها المعارضون والمجتمع-مدنيون كانت مع مندوبين روس وأميركيين واوروبيين.

عن صفحته في الفيس بوك

#حزب_سوريا_المستقبل

#مقال_رأي

مقالات الرأي لاتعبر عن وجهة نظر الموقع

بيان إلى الرأي العام

تأتي محاولة اغتيال الرفيقة “لينا عبد الوهاب” في منزلها لتؤكد على صوابية ما حذرت منه الهيئات السياسية والعسكرية الناظمة لمنطقة شمال وشرق سوريا.

وتأتي استمراراً للعمليات الإرهابية الممنهجة بعد بدء الغزو التركي لشمال سوريا ومن يقف خلف تركيا من التنظيمات الإرهابية المأجورة المسماة بالجيش الوطني السوري.

وإننا في حزب سوريا المستقبل عندما أكدنا وحذرنا عند وقوع جريمة قتل الرفيقة الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل “هفرين خلف” ومعها الرفيق “فرهاد أحمد” من أن عدم وقوف المجتمع الدولي والتحالف الدولي بحزم تجاه التصرفات الإرهابية والممارسات الوحشية التي تزامنت مع بدء العدوان التركي لشمال وشرق سوريا ستزيد من حالات الإرهاب التي سوف تعيد الحياة لتنظيم داعش الإرهابي من خلال مجموعاته وذئابه المنفردة وبقية التنظيمات الإرهابية الأخرى.

ويؤكد أيضاً صوابية نظرتنا تجاه المفرزات التي تشهدها المنطقة من إيجاد مستنقع لإعادة إحياء التنظيمات الإرهابية والتحولات الديموغرافية الخطيرة التي يتم تنفيذها ,والفوضى الممنهجة التي تستهدف ماتم إنجازه في مناطق الإدارة الذاتية من استقرار اجتماعي واقتصادي وأمني وتجربة سياسية ديمقراطية مميزة على صعيد المنطقة بأسرها.

ونلفت نظر الجميع أن محاولة اغتيال الرفيقة “لينا عبدالوهاب” داخل منزلها يضعنا أمام حقيقة واضحة أن عدم معالجة الإرهاب الناشئ بعد الغزو التركي بدأ يستشرس ويزداد وحشية ليستهدف الناس حتى داخل منازلهم الآمنة.

وفي نهاية الأمر نتمنى الشفاء العاجل للرفيقة “لينا عبدالوهاب” جراء المحاولة الإرهابية التي استهدفتها داخل منزلها, ونؤكد مرة أخرى على ضرورة تضافر جهود الجميع مع المجتمع الدولي والتحالف الدولي في سبيل القضاء على كافة أشكال الإرهاب وتجفيف منابعه.

حزب سوريا المستقبل
21 تشرين الثاني/نوفمبر 2019

#حزب_سوريا_المستقبل
#بيان

حسن محمد علي يكتب: رسالة إلى الشهيدة هفرين

كيف أكتب عنك رفيقة دربي، والكلمات تعجز عن التعبير. كيف أكتب عمن كانت تعبيراً  كثيفاً للحب والاحترام والارادة والهوية والرؤية.

كيف أكتب، والكلمات صغيرة أمام عظمتك.. أنا اليوم صغيرٌ أمامك، يا من أصبحت رمزاً..

ياهفرين.. رحلت بدون وداع.. كنّا على موعد لنرسم المستقبل..

هفرين رفيقتي، لا  أؤمن بالرحيل الجسدي، لذلك سأسطّر بعضاً مما يخالجني، وأدرك تماماً أن روحك ترفرف في سمائنا، وتشاركنا الحزن والفرح. أنا على يقين، أنك تعلمين ما سأكتب، وتدركين فحوى رسالتي، لمعرفتك الدقيقة بالشخصيات،  وأعلم يا رفيقتي تماماً ما ستقولينه.

رفيقتي هفرين مهندسة، ولكنها عملت على هندسة حياة السوريين. خططت ورسمت لبناء سوريا الحديثة المتنوعة.

كانت هفرين معلمة، وفي ذات الوقت تتعلم. متواضعة منطلقة. ترسم الابتسامة أينما حلت.

من يعرف هفرين سيتذكر ابتسامتها التي كانت تحمل الأمل.

رفيقتي أعلم كم كنت تواقة إلى مجتمع حر، تسود فيه العدالة والديمقراطية، ولذلك لم تتوانِ يوماً عن العمل من أجل تحقيق ذلك الحلم. حلم كل السوريين. ولطالما نشدت باسم سورية المتعددة، ولأجل ذلك سعيت لتشكيل حزب سوريا المستقبل، لتحويل تلك الرؤية الى واقع. لم تثنيك الجغرافيا، ولا العقبات في المضي قدماً.

هفرين  لقد عملنا معاً، وناضلنا، وكافحنا من أجل تأسيس حزب سوريا المستقبل. كنتِ تمثلين القلب النابض لهذا الحزب. وتبشرين بمستقبل مشرق لوطن كان يسكنك.  كنت تنظرين إلى الوطن، ومن الوطن إلى المحن. كنت تمثلين بذرة الأمل، التي تنغرس مباشرة فيمن فقدوا الأمل.

كنتِ مثابرة، لم يعرف اليأس يوماً طريقه إليك. ولم نعرف يوماً حجم التعب الذي تبذليه. تشقين دربك بقوة وبأس وجدارة، وتبتعدين عن حياة الكفن.

كان شعارك العمل ثم العمل،  لتصل رسالتك إلى العالم، وتصل أمنيات شعبك إلى الحقيقة.

استطعت جمع شمل حزب تأسس في بيئة بعيدة عن المعترك السياسي.

كنت تخططين لتحويل الحزب إلى قيادة طليعية قادرة على اجتياز هذا المعترك الحاسم والتاريخي، و أثبتِ  للعالم ذلك بتصميمك حتى الشهادة.

كامرأة سوريا كنت حاضرة دوماً، لتقولي  للعالم أن المرأة السورية تنشد السلام.  كامرأة سورية كنتِ تحاولين مداواة جرح سوريا، التي عصف بها  التشتت والدمار والتجزئة. كامرأة سورية وحدتِ الخطاب والكلمة. كم تحتاج سوريتنا لأمثالك رفيقتي. كم تحتاج لامرأة بناءة، امرأة قائدة..

هفرين.. ما زالت نقاشاتنا تصدح في القاعات، صدى صوتك وأنت تطرحين أفكاراً جديدة على رفاقك. مازال صوتك يجول  في القاعات.

هفرين هذه القاعات تفتقدك اليوم.

سأخبركِ سراً.. أنت مازلتِ تطرحين الأفكار، ومازلتُ أناقشك فيها. ونختلف كما كنا سابقاً، ثم نعود ونلتقي مجدداً، وروح المرح تخيم في أحاديثنا.

كنت كما النهر يتدفق في جريانه عطاءً ومحبة.

هفرين ربما تتذكرين قلعة النجم الشامخة، ووقفتك التي كانت تنافس القلعة في شموخها. تلك الوقفة التي مازال عبق ذكراها عالقاً بين جدران ذلك التاريخ، ليتحد مع الحاضر الجديد، ويروي للمستقبل قصة شعبي الموجوع الثائر منذ الأزل. قصة المرأة الكردية، التي ناطحت الصخر، لتبني قلعتها، ها أنت اليوم شامخة، كما تلك القلعة، وها هو شعبنا يروي قصة بطولتك لأبنائه.

هفرين نشرتِ عبق الياسمين في كل مدينة زرتها. أفكار السلام التي كنت تناقشينها في المدن بروح امرأة سورية، ترددها الآن ساحات تلك المدن.

الياسمين اليوم هو هفرين هذه المرة.

أتعلمين ..! كل يوم نرزق بهفرين جديدة، أتعلمين بأن روحك ترفرف فوق سماء سوريا حاملة ياسمين السلام، ليحقق حلمك!

رفيقة دربي أهذا هو الرحيل؟

هل تؤمنين بالرحيل يا ياسمينة سوريا!

لا ..مطلقاً.. أنت اليوم في كل الساحات، فكل قطرة دم من جسدك الطاهر، ستلاحق أولئك الأوغاد. دماؤك تعلن يوم الحساب. أعلم بأنك ستنتقمين منهم، أنا أعرف عزة نفسك واعتدادك. قلعتك الآن شامخة، توازي جبال جودي رفعة، أنت جبلٌ يواجه جودي ويصاحبه، ستروين له عن تمسكنا به، تحدّثيه عن جميلات وطني، كيف أصبحن شهداء هذا الوطن.

هفرين أتذكر جيداً أمك، وعلاقتك بها، وقلقك الدائم عليها، لكنك كنت مقتنعة بأن الأم الكبيرة، يجب أن تتحرر، لذلك كانت تهون عليك الصعاب والابتعاد عن أمك “اليادي”..

صديقتي.. عرفت الآن كيف وصلت الى هذه المرتبة، عندما رأيت أمك. تعرفت إليك مجدداً. عرفت تلك الروح التي لم تكن تستسلم للصعاب والمخاطر، فأمك اليوم ليست أمّاً فقط، بل وطن كبير بقلب أم.

أمك اليوم أبدت مقاومة لا نظير لها. أعرف بأنك تقولين: أمي وأعرفها، وتبتسمين كعادتك، وعيونك تلمع شوقاً.

عزيزتي.. أمك اليوم كانت تعلمنا معنى الوطن، معنى الإرادة والتصميم والانتقام. لم تبكيك لحظة.. بل غنت لك يا عزيزتي.. غنت بصوت حنون بصوت أم تزف ابنتها.

رفيقتي سأتحدث قليلاً عن تضحياتك..

التضحية عندك يا هفرين لها معانٍ خاصة، تتجاوز المعاني المتعارف عليها. التضحية كانت في مدى تحقيق العمل، ومدى تطويره، وتحقيق النتائج، ومناسبة النتائج مع الهدف، وتناسب الهدف مع الواقع الاجتماعي والسياسي والتنظيمي والثقافي  للمجتمع.

هفرين.. لا تعرف الوقوف، كانت تسير مسافات طويلة في يوم واحد، ودون أن تشعر بالتعب، رغم بعض آلامها ووضعها الصحي، لكن إرادتها كانت أقوى من المرض. تراها دائماً مندفعة، تعمل وكلما عملت تطلب المزيد من العمل. تناقش وتحاور وتصل الليل بالنهار، دون أن تشعر بالتعب، لأن هدف النضال والعمل والكفاح أسمى.

تقوم بعقد الاجتماع، وتقطع مسافات طويلة، من أجل أن تكون على رأس  عملها. كانت تنطلق في ساعات الصباح الأولى، حين يكون الصباح نائماً، من ديريك لتصل الى مركز عملها بالرقة في التوقيت السليم.

تصل قبل المتواجدين في الرقة، هذا هو جانب من التضحية في شخصية هفرين.. لا تكتفي بالعمل فطبيعتها تجعلها تهتم بأمور وأعمال لا تنتهي باجتماع.

تبدأ بالحديث مع الرفاق وتناقش مشاكلهم وتنصحهم وتوجههم وتحل مشاكلهم وتتحول إلى مصدر للمعنويات لكل من يتحدث معها. كانت تعرف كيف تقترب من الأمور  الحساسة، وتعالجها بمنطقها المرن وبأسلوبها المتفتح والدبلوماسي، دون أن تخلق ضرراً لأحد، لا بل تجعل من أصحاب المشاكل أكثر قرباً.

تقرأ التقارير، وتقيِّم الملاحظات، ورغم كل هذا التعب والانهاك المكثف اليومي، تبتسم ولا تظهر  علامة من علامات الارهاق والتعب. وهذا شكل آخر التضحية.

لا تعرف المخاطر رغم صعوبات الطريق، ورغم خطورة الوضع  كانت حاضرة في جميع الساحات. أرادت نشر ياسمين سوريا في كل بقعة منها، ولم تتوانَ يوماً لأن قوة التضحية هي في مدى التزامها بعملها.

هل تعرفين..!

أصبحت لنا العهد والوعد.

هل تعرفين..! أصبحت الأمل المنثور في كل بقعة، وفي كل حديث، أنت الأساس، وأنت الأصل وأنت الرمز وأنت القيادة.

هل تعرفين..! سألت دموعي.. لا تقولي يا هفرين لما هذه الدموع.. ليست دموع.. هي الروح، تريد أن تتطهر وهي تواجه روحاً طاهرة.

كم أنت عظيمة يا صغيرتي.. كم أنت أصيلة يا ابنة الوطن..

رفيقتي هفرين.. روحك المرحة تحاصرني. وكلماتك تلك أصبحت صوراً تزيّن جدار ذاكرتي..

هل تذكرين يا جميلتي، عندما كنت تسألين: أين أنت؟ وأردّ: أنا في العين، أو في طريقي إليها.. وكان جوابك: أنا في العقل.. هفرين.. أنت الآن في العقل..

هفرين لا تفي الكتابة حقك.. مهما كتبت ستبقى كلماتي قصيرة أمام حجم تضحيتك وإيمانك بقضيتك وقضية شعبك.

هفرين لما هذا الرحيل..! أيبدوا هذا الرحيل الذي اخترتيه،  جميلٌ، لأنه يعبق بلقاء قديسي وطني..! رحيل  مثمر يليق بك يا ياسمينة وطني.

#حزب_سوريا_المستقبل
#الشهيدة_هفرين_خلف
#مقالات

هل يعي الأسد ما يقول!

قال الرئيس السوري بشار الأسد في جلسة “حوارية” مع مجموعة طلاب جامعيين وقياداتهم من اتحاد الطلبة السوري: “أن أهم ما ينقصنا هو تفعيل الحوار بين مختلف الشرائح وعلى كل المستويات”.وفق موقع رئاسة الجمهورية السورية.

وقال: “ينقصنا الحوار البناء الهادف لإيجاد الحلول وتطبيقها، وليس الحوار من أجل الحوار فقط”.

وقال ايضاً: “إن مثل هذه الحوارات باتت حاجة ملحة لكل مجتمع تُفرض عليه تحديات كبرى كالتي نواجهها، والتي تتطلب تماسكاً ووعياً مجتمعياً، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الجلوس مع جميع الأطراف والتحاور معها، زمع تلك التي لا تشبهنا قبل التي تشبهنا”.

ظهر الرئيس السوري، كأنه يريد أن يبرر لمستمعيه جلسات حوار اللجنة الدستورية التي عقدت أولى جلساتها في جنيف بداية تشرين الأول، والتي ضمت في صفوفها من سماهم الأسد ذاته إرهابيون وداعمي الإرهابيين.

يعجز الأسد عن حرب الأتراك في الشمال السوري، رغم أنه أرسل جنوده إلى هناك، إلا وفق المخطط الروسي. ويعجز عن القيادة خارج صالات حوار الطلبة، وحوار الأقنية التلفزيونية السورية الرسمية والروسية، إلا بإمرة القيادات الروسية.

كما عجز الأسد عن رفض اللجنة الدستورية، بالسحنة التي عبرت فيها، وعجز عن رفض آليات عملها، كما سيعجز لاحقاً عن رفض مقرراتها إذا كان لديها مقررات، لأنها قرار روسي أولاً، ولأن روسيا تفرض وصايتها على سوريا “المفيدة” وعليه، ولأن أجندتها “الظاهرة منها والمخفية”، تأتي في المرتبة الأولى، وعليه التنفيذ، حتى وإن لم يكن راضياً.

 

في ذات السياق، وتفسيراً لعجز النظام السوري، ومراوغته ومراءاته، كتب مصطفى بالي، المدير الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية في صفحته في الفيس بوك:

حارب الكرد والعرب والسريان المشاركون في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا داعش وانتصروا عليها. وحرروا قراهم ومدنهم وحافظوا على البنية التحتية، وقطعوا طريق الفتنة العرقية والمذهبية. وحافظوا على السلم الأهلي وأكدوا في كل مناسبة أنهم جزء رئيسي من سوريا.
ورغم ذلك يتهمهم النظام السوري في كل مناسبة أنهم انفصاليون، ويرفض التفاوض معهم لإيجاد حل سياسي للأزمة.
ومن جهة أخرى، شارك كرد وعرب وسريان في المعارضة السورية، وانضموا للائتلاف، وشاركوا فيما سمي بالجيش الوطني، الذي يهاجم شمال سوريا بحذاء الجيش التركي. لم يحاربوا داعش، بل ساندوها. وشرعنوا تنظيم جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا. كما شرعنوا الانفصال عبر تدوير المشروع التركي، من التعامل بالعملة التركية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة، وصولاً إلى انتهاج سياسة التتريك. وشاركوا في قتل الناس على أسس طائفية ومذهبية.
ورغم ذلك يتفاوض معهم النظام السوري، لإيجاد حل سياسي.

يتحدث الأسد عن الحوار مع من يختلف معهم، ومع الإرهابيين، لكن سجونه تزدحم بالمعتقلين، والذين لم يجدوا اذناً صاغية مع داعية الحوار البنّاء المجتمعي. ولم يجدوا حكماً واضحاً حتى من محكمة الإرهاب التي شكلها الأسد ذاته لمحاكمة من يختلف معهم، ويريد الحوار معهم أمام لجنة طلابية بقيادة اتحاد الطلبة، الفصيل الداعم لفصائل وفروع الأمن السورية.

#حزب_سوريا_المستقبل
#تقرير