بيان إلى الرأي العام

938

إلى كافة نساء العالم

إلى النساء السوريات

أعلنت الأمم المتحدة 25 نوفمبر من كل عام يوم لمناهضة التمييز ضد المرأة الذي يعتبر جريمة إنسانية تنتهك حقوق وكرامة المرأة، فالعنف الممارس ضد المرأة هو سلوك عنيف موجه متعمد يأخذ عدة أشكال سواء كانت معنوية او جسدية. وهذا السلوك الممارس ضد المرأة والمدفوع بالعصبية الجنسية النابعة من الذهنية الذكورية يسبب لها الأذى النفسي والجنسي والمعنوي، ويهدد حريتها في الحياة الخاصة والعامة ويحرمها من أدنى شروط العيش الكريم.

لا يقتصر العنف ضد المرأة على الأذى الجسدي فقط بل يتعداه إلى أذى اجتماعي واقتصادي وسياسي وأمني لها والانتهاك الواضح لحقوق الإنسان، إذ يمنعها من التمتع بحقوقها الكاملة ويترتب عليه آثار اجتماعية واقتصادية خطيرة ليس على المرأة فقط بل يؤثر في المجتمع بأكمله. والجدير بالذكر أن العنف ضد المرأة لا يعرف ثقافة أو ديانة أو بلد أو طبقة اجتماعية بعينها بل هو ظاهرة اجتماعية عامة، ومشكلة تؤرق العالم بأسره ودول الشرق الأوسط بشكل خاص.

النساء في شمال شرق سوريا حققت مكاسب كبيرة بالمشاركة في الإدارات والمجالس وصولاً للمناصفة وضمنت حقوقها عبر القوانين التشريعية وباتت لها بصمة في كل مجالات الحياة ووضعت رؤيا استراتيجية للنهوض بالمرأة وتمكينها من أجل إكسابها المزيد من المهارات والقدرات بما يؤهلها للمشاركة الجادة والفاعلة في قضايا الوطن والتأثير في عمليات صياغة القرارات الوطنية. وباتت صور المرأة معلقة بالأذهان لدى الحديث عن مناطق الإدارات الذاتية والمدنية في المنطقة واستطاعت المرأة من كسر الصورة النمطية وتبوأت الكثير من المناصب والمهام التي كانت حكراً على الرجال فقط.

لكن بسبب الحروب المستعرة في البلاد وفقدان الأمن والسلام عانت المرأة السورية الويلات أكثر فالنازحات بمئات الآلاف وفقدت كل أساليب العيش الكريم في ظل مخاوف على حياتها وحياة أبنائها، وأعداد النازحات واللاجئات تعدّت مئات الآلاف والفقر وحرمانها من حرية الراي والتعبير، وكانت المرأة أداة ضغط بيد الأطراف المتصارعة وتارةً وسيلة لتحطم بها إرادة المجتمع بتعرضها للابتزاز والاغتصاب وإجبارها على ممارسات لا تليق بمكانتها. واليوم نعيش احتلال من قبل الدولة التركية والفصائل المدعومة من قبلها التي استهدفت المرأة ومكاسبها بالدرجة الأولى، وبتنا نرى بأم أعيننا كيف يستهدفون النساء بالقتل والتمثيل بجثثهن كالشهيدة هفرين خلف وأمارا، والتعامل اللاإنساني مع الأسرى والاعدامات الميدانية بحقهم، ونزحت عشرات الآلاف من النساء مع أولادهن من وحشية هذه الفصائل.

الوضع الذي نعيشه أثبت أن ما تعيشه المرأة السورية هو عنف وتمييز بحق المرأة من أعلى المستويات، فالشهيدة هفرين خلف الأمين العام لحزب سوريا المستقبل كانت امرأة تقود حزباَ سياسياً لبناء السلام وأخوة الشعوب وإيجاد حل سياسي للأزمة العاصفة بالوطن، وكانت صوت المرأة الحر، وناضلت من أجل حرية المرأة ودافعت عن حقوقها وعملت في حزبها من أجل تمكينها سياسياً والاعلاء من شأنها. واستطاعت أن تضع بصمتها القوية في المناطق المحررة من داعش لخلق نموذج المجتمع الديمقراطي بريادة المرأة. لهذا استهدفتها يد الغدر بالتعذيب والتنكيل والقتل.

نحن النساء في حزب سوريا المستقبل ندين ممارسات كل الأطراف التي تزرع الحروب والفتن والتداخلات السلبية لزعزعة أمان واستقرار المنطقة وكل الممارسات الهادفة للنيل من كرامة المرأة ومكتسباتها.

ونناشد كافة المنظمات الدولية والمنظمات النسوية في العالم بالتضامن للكشف عن ملابسات الجريمة ونطالب محاكمة مجرمي الحرب، وننادي المنظمات النسوية والحقوقية السورية بالتكاتف لصد العدوان على وحدة سوريا سيادتها وخاصة الاحتلال التركي كي نبني وطن السلام بأيدي النساء الحالمات بالسلام ونعمل على ضمان حقوق النساء عبر كتابة دستور جديد لسوريا.

ننحني إجلالاً لروح الشهيدة هفرين خلف ولجميع شهيدات الحرية ونعاهد السير قُدماً نحو الحرية بشعار “على العهد باقون“.

يحيا نضال المرأة الحرة
الخلود لروح الشهيدة هفرين خلف ( الأمين العام لحزب سوريا المستقبل)

23/11/2019

مكتب المرأة في حزب سوريا المستقبل
#حزب_سوريا_المستقبل
#مكتب_تنظيم_المرأة
#اليوم_العالمي_للقضاء_على_العنف_ضد_المرأة
#تشرين_الثاني #نوفمبر
#بيان