هل يعي الأسد ما يقول!

975

قال الرئيس السوري بشار الأسد في جلسة “حوارية” مع مجموعة طلاب جامعيين وقياداتهم من اتحاد الطلبة السوري: “أن أهم ما ينقصنا هو تفعيل الحوار بين مختلف الشرائح وعلى كل المستويات”.وفق موقع رئاسة الجمهورية السورية.

وقال: “ينقصنا الحوار البناء الهادف لإيجاد الحلول وتطبيقها، وليس الحوار من أجل الحوار فقط”.

وقال ايضاً: “إن مثل هذه الحوارات باتت حاجة ملحة لكل مجتمع تُفرض عليه تحديات كبرى كالتي نواجهها، والتي تتطلب تماسكاً ووعياً مجتمعياً، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الجلوس مع جميع الأطراف والتحاور معها، زمع تلك التي لا تشبهنا قبل التي تشبهنا”.

ظهر الرئيس السوري، كأنه يريد أن يبرر لمستمعيه جلسات حوار اللجنة الدستورية التي عقدت أولى جلساتها في جنيف بداية تشرين الأول، والتي ضمت في صفوفها من سماهم الأسد ذاته إرهابيون وداعمي الإرهابيين.

يعجز الأسد عن حرب الأتراك في الشمال السوري، رغم أنه أرسل جنوده إلى هناك، إلا وفق المخطط الروسي. ويعجز عن القيادة خارج صالات حوار الطلبة، وحوار الأقنية التلفزيونية السورية الرسمية والروسية، إلا بإمرة القيادات الروسية.

كما عجز الأسد عن رفض اللجنة الدستورية، بالسحنة التي عبرت فيها، وعجز عن رفض آليات عملها، كما سيعجز لاحقاً عن رفض مقرراتها إذا كان لديها مقررات، لأنها قرار روسي أولاً، ولأن روسيا تفرض وصايتها على سوريا “المفيدة” وعليه، ولأن أجندتها “الظاهرة منها والمخفية”، تأتي في المرتبة الأولى، وعليه التنفيذ، حتى وإن لم يكن راضياً.

 

في ذات السياق، وتفسيراً لعجز النظام السوري، ومراوغته ومراءاته، كتب مصطفى بالي، المدير الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية في صفحته في الفيس بوك:

حارب الكرد والعرب والسريان المشاركون في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا داعش وانتصروا عليها. وحرروا قراهم ومدنهم وحافظوا على البنية التحتية، وقطعوا طريق الفتنة العرقية والمذهبية. وحافظوا على السلم الأهلي وأكدوا في كل مناسبة أنهم جزء رئيسي من سوريا.
ورغم ذلك يتهمهم النظام السوري في كل مناسبة أنهم انفصاليون، ويرفض التفاوض معهم لإيجاد حل سياسي للأزمة.
ومن جهة أخرى، شارك كرد وعرب وسريان في المعارضة السورية، وانضموا للائتلاف، وشاركوا فيما سمي بالجيش الوطني، الذي يهاجم شمال سوريا بحذاء الجيش التركي. لم يحاربوا داعش، بل ساندوها. وشرعنوا تنظيم جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا. كما شرعنوا الانفصال عبر تدوير المشروع التركي، من التعامل بالعملة التركية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة، وصولاً إلى انتهاج سياسة التتريك. وشاركوا في قتل الناس على أسس طائفية ومذهبية.
ورغم ذلك يتفاوض معهم النظام السوري، لإيجاد حل سياسي.

يتحدث الأسد عن الحوار مع من يختلف معهم، ومع الإرهابيين، لكن سجونه تزدحم بالمعتقلين، والذين لم يجدوا اذناً صاغية مع داعية الحوار البنّاء المجتمعي. ولم يجدوا حكماً واضحاً حتى من محكمة الإرهاب التي شكلها الأسد ذاته لمحاكمة من يختلف معهم، ويريد الحوار معهم أمام لجنة طلابية بقيادة اتحاد الطلبة، الفصيل الداعم لفصائل وفروع الأمن السورية.

#حزب_سوريا_المستقبل
#تقرير