الرئيسية بلوق الصفحة 31

بيان إلى الرأي العام في الذكرى السنوية الثالثة لاحتلال مدينتي رأس العين وتل أبيض

تمرُّ هذه الأيام الذكرى السنوية الثالثة لقيام دولة الاحتلال التركي ومعها مرتزقتها من الفصائل المتطرفة بالعدوان واحتلال مدينتي رأس العين Serêkaniyê, وتل أبيض Girêsipî، في تأكيد من تركيا لسياساتها الممنهجة القائمة على استخدام القوة العسكرية الهمجية، ومن ثم إحداث تغيير ديمغرافي وبناء المستوطنات، في سعيها الدائم نحو تغيير حقائق التاريخ والجغرافيا التي تتميز بها شعوب منطقتنا في الشمال السوري.

وهذا يعد أخطر ما تقوم به تركيا وماتزال، بالإضافة إلى المآسي والمعاناة الإنسانية التي يدفع ثمنها جميع مكونات شعوب المنطقة.

وجاءت جريمة اغتيال الأمين العام لحزبنا الشهيدة “هفرين خلف” أثناء حرب تركيا العدوانية لعام ٢٠١٩ لتؤكد للعالم أجمع، وبدون أدنى شك، أن تركيا دولة تستحضر ماضيها العثماني من جديد، في ظل صمت دولي مريب، وعجز عن الوقوف في وجه تركيا وأهدافها الاستعمارية.

لكن إرادة شعبنا وتضحياته، ووقوفه بكافة مكوناته صفاً واحداً مع قواتنا الأمنية والعسكرية، حال دون استمرار تركيا في تحقيق أهدافها التي كانت تعلن عنها باستمرار، والعالم يصمُّ أُذنيه ويعمي نظره عن حقيقة ما يجري على الأرض.

وعلى الرغم من ذلك نعيد اليوم التذكير بأهمية وجود دور فاعل للمجتمع الدولي والدول الضامنة من أجل وضع حد للعدوان التركي المستمر على شعبنا، وأن الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، يبدأ من خلال إنهاء احتلال تركيا لكافة مناطقنا الجغرافية، وخروج قواتها بشكل كامل، وعودة كافة المهجرين والنازحين إلى أراضيهم وقراهم ومدنهم، وضرورة بدء تطبيق قرار الحل السياسي الشامل في سوريا “٢٢٥٤” الذي اتخذه مجلس الأمن بالإجماع، من خلال جلوس كافة الأطراف السورية حول طاولة حوار وطنية تجمعهم من أجل إنهاء معاناة شعبنا التي طال أمدها.

لأن أي مؤامرات سياسية أو حلول مجتزئة ستعمق الأزمة السورية، وتزيد من اضطرابات المنطقة، والعالم، كونها ستوفر المناخ لعودة قوى التطرف والتنظيمات الإرهابية وبكل قوة، في ظل ما يشهده العالم اليوم جرَّاء الحرب في أوكرانيا، وحالة الاصطفاف الدولي التي نتجت عن ذلك.

ونحن في حزب سوريا المستقبل نعاهد شعبنا بالسير على خطى الشهيدة “هفرين خلف” حتى دحر الاحتلال التركي وإخراجه من كافة الأراضي السورية, وبذل قصارى جهدنا، مستلهمين من تضحيات شهدائنا العزيمة والقوة نحو تحقيق سوريا… ديمقراطية تعددية لامركزية.

حزب سوريا المستقبل

الرقة

٨ تشرين الأول ٢٠٢٢

برقية تهنئة بمناسبة المولد النبوي الشريف

باسم حزب سوريا المستقبل، نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى الأمة الإسلامية جمعاء, وإلى أبناء الشعب السوري بشكل خاص؛ بمناسبة حلول عيد المولد النبوي الشريف، رسول المحبة والوئام، رسول التسامح والسلام.

متمنين أن تكون هذه الذكرى بارقة أمل يسطُع منها الأمان والسلام في سوريا والعالم الإسلامي، وأن تتحقق فيها تطلعات شعبنا في الحرية والكرامة والتسامح.

كل عام وأنتم بخير

حزب سوريا المستقبل
الرقة
٧-١٠-٢٠٢٢

بيان إلى الرأي العام حول استهداف زينب محمد ويلماز شرو الرئاسة المشتركة لمكتب شؤون العدل والإصلاح

مازالت الفاشية التركية تمارس إرهاب الدول بحق المدنيين الآمنين في مناطق شمال وشرق سوريا أمام مرأى ومسمع العالم, وإنَّ ما حصل في ريف القامشلي الشرقي من عملية استهداف كلاً من “زينب محمد”, و “يلماز شرو” -الرئاسة المشتركة لمكتب شؤون العدل والإصلاح في إقليم الجزيرة-, ماهو إلا حلقةٌ من حلقات الإرهاب الممنهج الذي يستهدف شعبنا, ومن خلفه شبكة من الخونة والعملاء, والهدف والغاية منه؛ كسر إرادة الشعب وإحداث فجوة بين الإدارة والشعب.

إنَّنا في حزب سوريا المستقبل نُدين هذا الاعتداء بأشد عبارات الإدانة والاستنكار, ونؤكِّد وقوفنا خلف قوات سوريا الديمقراطية, والإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا, ونتقدم بخالص عزائنا إلى ذوي وأهالي الشهداء, ونعاهدهم بأنَّنا على العهد باقون وعلى خطاهم سائرون.

الرحمة والخلود للشهداء.. الخزي والعار للمرتزقة والخونة وتسقط الفاشية التركية

حزب سوريا المستقبل
الرقة
28-9-2022

الشهداء هم قادتنا المعنويون.. كلمة الرفيق جاهد حسن خلال الكونفرانس الثالث لمجلس عوائل الشهداء

(الشهداء قادتنا المعنويون): إنها جملة بسيطة قوامها ثلاث كلمات، قالها قائد حركتنا المفكر “عبدالله أوجلان”، لكنه وكعادته ببساطة حدد لنا البوصلة والمعيار الذي يجب أن نعيش عليه ونقيم به علاقاتنا, ونحدد من خلالها طبيعة عملنا، هي جملة تشكل الحد الفاصل كنصل السيف بين من يدعي قيادة الشعب ومن يفعل ذلك من خلال سلوكه وممارسته وفعله في الواقع وعلى الأرض، فالقيادة وفق المفهوم الذي حدده لنا القائد عبدالله أوجلان، ليست امتيازاً نميِّز به أنفسنا عمَّن سوانا، وليست رتبة من النجوم والنسور نضعها على أكتافنا، بل هي وفق هذا المعيار نكران للذات وتضحية حتى أقصى درجاتها، فداء لايدانيه فداء في بذل الروح بلا تردد، وتحمل للمسؤولية حتى حدودها القصوى، فمن كان الشهداء قادته لن يقبل على نفسه أن يعيش مشاعر الحزن، أو اليأس أو التردد، ذلك أن الشهيد منارة تنير الدرب كما النجوم الهادية لكل من أضَّل طريقه.

إنَّ القائد الذي وصف حزبنا بأنه حزب الشهداء, أدرك أهمية دور الشهيد في تحقيق تطلعات الشعب, والسير في مقدمة الجموع الثائرة لتقديم القدوة و المثل الأعلى، وإحداث الانعطافة الكبرى في مسار التاريخ، وكسر جدران الخوف و الوهم، وهتك ستار الجهل الذي تحاول أنظمة السلطة الديكتاتورية أن تبقي الشعوب في ظلامها للتخبط في الجهل والخوف والتردد، ولذلك فإن القائد أكَّد بأن (كل ما نعيشه هو أثر من آثار الشهداء)، ذلك أنه لولا شجاعة رفاقنا ورفيقاتنا الأبطال لما وصلنا إلى ما نحن عليه، ولما تحققت هذه الإنجازات.

(نحن لا نخاف من سكب الدماء، بل نخاف من توقف الدماء، لأننا نسكبها على درب الحرية)، والحرية بوصفها الجوهر الأثمن ومقياس إنسانية الإنسان، والتي لوحدها دون غيرها تستحق أن يدفع الإنسان حياته ثمناً لها هي الهدف الأسمى والأقدس الذي ناضل في سبيلها كل الثوار, والقادة في العالم وعبر كل تاريخ البشرية, ولولا أنها تشكل معيار إنسانية الإنسان لما استحقت أن تنهض وتنتفض الشعوب متحديةً كل المخاطر والأهوال في سبيلها.

في هذه الظروف الصعبة والمعقدة التي تمر بها بلادنا, ومكونات شعبنا،مقياس قربنا أو بعدنا من الشهداء هو سيرنا على دربهم لتحقيق أحلامهم، وأهدافهم التي استشهدوا من أجلها، ففي هذه الحرب القذرة المفروضة على الشعب السوري بكل مكوناته، نال السوريون ما نالوه من ظلم، وقتل، وتشريد، وتهجير، واستُتبع ذلك بسياسة التغيير الديمغرافي في معظم المناطق السورية، على خلفية الانتماءات الاثنية والعرقية، وتحكم الحقد الطائفي الأعمى بكل أفرقاء سوريا من أمراء حربها، سواءً كانوا من الموالاة أو من المعارضة، و معيار فخرنا، هو التزامنا الأخلاقي بنهج و فكر القائد أوجلان في التعالي والتسامي عن الأطروحات العرقية والمذهبية الضيقة واتخاذنا لنهج الأمة الديمقراطية عنواناً لطبيعة نضالنا، من أجل حماية كل مكونات شمال وشرق سوريا من محرقة الفتنة العرقية والمذهبية، ولأننا كنا أولئك (مؤمنون الذين جاءهم يوم كانوا قابضون على إيمانهم كالقابض على جمرة من نار), فتح تجار الحروب وأرباب المشاريع المشبوهة فوهات الجحيم علينا من كل حدب و صوب، بدءاً من النظام السوري، مروراً بفصائل من أطلقوا على أنفسهم الجيش الحر زوراً وبهتاناً، وصولاً لجبهة النصرة و تنظيم داعش الإرهابي، وأخيراً الدولة التركية بكل ملحقاتها.

يقول القائد عبدالله أوجلان (اعتدت أن أكون شخصاً لا يدوس حتى على نملة، لكن هذه حرب من أجل الشرف والدفاع عن النفس، لقد أجبرتني سياسة الإقصاء على الدفاع وأصبحت مدافعاً جيداً عن قضيتي)، وعليه فإنه من الطبيعي أن يجنح الإنسان السوي للسلم ولايميل للحرب، ذلك أن الحرب لاتخلف سوى حرقة القلوب والأكباد، لكن الحرب تصبح مشروعة وحقاً عندما تكون دفاعا عن النفس والشرف والكرامة وحينها يجب على الإنسان أن يكون مستعداً بكل طاقاته للدفاع عن النفس والشرف, وأن لا يتردد بالتضحية بكل غالٍ ونفيس لحماية شعبه ووطنه، وهذا ما فعله الشهداء.

ولأن العدو يدرك بأن النقطة المفصلية والجوهرية في أسباب هزيمته هم الشهداء؛ نرى استهداف تركيا لأضرحة ومزارات الشهداء وتجريف مقابر الشهداء الذي يعبر عن أعلى درجات الحقد والانتقام، فتركيا ومرتزقتها الذين عجزوا عن فرض الاستسلام على قواتنا ينتقمون من رفاة رفاقنا الشهداء, ليقينهم بأن هؤلاء الشهداء هم الذين يقودون نضالنا وكفاحنا حتى وإن غادروا هذه الحياة.

هذا الغزو الهمجي الذي استهدفنا، ضحى لصده رفاقنا الشهداء بأرواحهم ليحموا قيم وأخلاق الأمة الديمقراطية, من خلال إيمانهم بالعيش المشترك لشعوب ومكونات شمال وشرق سوريا، هذا الغزو الذي كان سببه الأساسي هو الحقد الأعمى لكل أطراف الصراع على الإدارة الذاتية الديمقراطية وقواتها قوات سوريا الديمقراطية، ذلك أن هذه الإدارة فوتت عليهم فرصة الاستثمار والفتنة, وجمعت كل أبناء الشمال في خندق واحد للدفاع على قراهم ومدنهم، للدفاع عن حوانيتهم وبيادرهم للدفاع عن أحلام أطفالهم وإنقاذهم من الفكر الظلامي، كل هذا ما كان له أن يكون لولا تضحيات الشهداء.

إن الصعوبات و التحديات التي تواجهنا هي جزء لا يتجزأ من الحرب المفروضة علينا، فالعدو الذي فشل في كسر وتحطيم إرادتنا بفضل رفاقنا ورفيقاتنا الشهداء والشهيدات، لن يتوانى لحظة واحدة في التضييق علينا وفرض الحصار والتجويع على شعبنا, وتنفيذ مختلف المؤامرات لكسر إرادتنا وفرض الاستسلام علينا، لكننا ولأننا أهل وذوي هؤلاء الشهداء، لأننا تلاميذ الشهداء وهم قادتنا، فإننا سنتحلى بالصبر والإرادة والعزيمة التي لا تلين لنتجاوز جميعاً ومع بعضنا، يداً بيد تلك الصعوبات والتحديات ولنلحق الهزيمة بعدونا ونحقق الحرية والكرامة والعيش الرغيد لشعبنا, ولنصل معاً إلى حل سياسي يحقق الكرامة لكل أبناء سوريا.

إن التغلب على الصعوبات والتحديات، يحتاج إلى وعي عميق لجذور الأزمة في سوريا، وإرادة ثورية قادرة على المبادرة وممارسة الفعل الثوري لرفع الراية, والسير قدماً على دروب النضال و التحرر، والابتعاد عن روح اليأس والحزن, والتمسك بالقشور على حساب المبادئ السامية التي استشهد من أجلها رفاقنا، فدوائر الحرب الخاصة التي هي العقل المدبر لكل أنواع الحرب الدموية ستفعل كل شيء من أجل إشغال عوائل الشهداء وذويهم عن السير على دروب أبنائهم، وستحاول دائماً نشر وبث مشاعر الإحباط والحزن بين صفوف الشعب، إلا أن وعي المرحلة التاريخية، وفهم الجوهر الحقيقي الشهادة سيكون الرد الحاسم على كل عوامل الحرب الخاصة المفروضة علينا.

يجب ألَّا نغفل شكل آخر من أشكال الحرب الخاصة التي تمارس على شعبنا، والمتمثلة بهجرة الشباب وإيهامهم أن الهجرة هي أفضل طريق للخلاص الفردي، وبغض النظر عما تحمله محاولات الخلاص الفردي من روح أنانية، وهروب من المسؤولية، وجحود بحق الأسرة على الفرد، فإن أكذوبة الخلاص في الهجرة هي جوهر النظام الرأسمالي الذي يحاول سرقة طاقات شبابنا وإفراغ الوطن منهم لإشباع العجز في قواه الخائرة, وإطعام أعمار هؤلاء الشباب لآلات مصانعه ومعامله مقابل فتات العيش والشعور الزائف بالرفاهية.

إن الهجرة كانت وما زالت عبارة عن نزف يصاب به وطن من الأوطان، شعب من الشعوب فيشلُّ قدراته، ويضع حاضره على حافة الهاوية، ويهدد مستقبله، وبما أنَّ الجهات المعادية للإدارة الذاتية بمختلف مسمياتها سالفة الذكر لم تستطع إلحاق الهزيمة العسكرية بقواتنا بفضل تضحيات الشهداء، وعجزت عن كسر إرادتنا بالحصار وسياسة التجويع، ولم تنجح بإشعال فتيل الفتنة العرقية من خلال استخدام المرتزقة ضد قواتنا, وتسويقها بأنها حرب ببين الكرد والعرب، لذلك انتقلوا إلى هذه الطريقة القذرة من خلال بناء شبكات وتأسيس عصابات تهريب منظمة وبدئوا بحملة من الإشاعات والتشويق لترغيب الشباب بالهجرة إلى ما يسمى جنة الغرب، وبالفعل فإن هذه المافيات المتورطة في الإتجار بالبشر تحصل على تسهيلات من أنظمة إقليمية لكي تعبر بالشباب من الحدود الإقليمية, ومن ثم القذف بهم إمَّا في أعالي البحار فيكونون عرضةً للغرق أو للرمي بهم في عمق الغابات ليكونوا فريسة سهلة لعصابات القتل و الإجرام، أو عرضةً للموت جوعاً وعطشاً، والمحظوظ منهم من يصل إلى مبتغاه لكن بعد أن يكون قد كلَّف أهله وذويه مبالغ طائلة كان بإمكانه استثمارها هنا وتحقيق العيش الكريم, فيما لو امتلك الوعي اللازم لما يخطط من مؤامرات تتعلق بالشباب, وما يتم من استهداف ذوي الشهداء بالتحديد.

رغم كل الظروف الصعبة والمعقدة وانسداد أفق الحل السياسي نتيجة تعنت النظام وارتهان قوى المعارضة للإرادة التركية والتي تستخدمهم كمرتزقة لتحقيق أطماعها التوسعية، إلَّا أنه واجب علينا جميعاً أن نتسلح بالقوة الكافية للإيمان بالوطن والشعب والانتماء إلى تضحيات الشهداء، ورد الدين لهم بالتمسك بالوطن وبالبقاء فيه والدفاع عنه أمام كل الأطماع، سواءً أطماع النظام السلطوي الديكتاتوري أو أطماع تركيا التوسعية التي لم يهمها في أي يوم من الأيام آلام ومآسي الشعب السوري إلا بقدر ما يحقق لها تلك الأطماع.

لا يخفى على أحد ما تحاول تركيا من تحقيقه بالتوسع في شمال سوريا والسيطرة على مقدرات السوريين ووضعها في خدمة الأجندة التوسعية، وما حملات الغزو التركي لاحتلال مدن الشمال السوري بدءاً من إدلب مروراً بعفرين والباب وإعزاز وجرابلس، وصولاً لتل أبيض وسري كانيه، إلَّا خطوات في إطار رغبة تركيا في إعادة أمجادها الغابرة على حساب دم الشعب السوري، وما عمليات التغيير الديمغرافي والثقافي في تلك المناطق إلَّا تأكيد على تلك الأطماع.

إن من يعمل على حماية الشعب السوري لايستخدم المهجرين الهاربين من الحرب كورقة ابتزاز ضد العالم، ولا يهدد العالم بفتح أبواب الهجرة للسوريين إن لم يرضخ العالم للرغبات التركية، ومعلوم مدى الإهانة التي تلحق بالشعب السوري من هذه المقاربات التركية التي تستخدم المدنيين السوريين كورقة ابتزاز في قضايا الهجرة.

كذلك فإن لم تكن لتركيا أطماع استعمارية، فلماذا تفرض اللغة والمنهاج التركي في مدارس المدن المحتلة، لماذا تلحق تلك المدن الحدودية بالولايات التركية، لماذا تربط المؤسسات الخدمية والبلدية في تلك المدن بالمؤسسات الخدمية والبلدية التركية، عدا عن ذلك، وفي سابقةٍ خطيرة من نوعها، لماذا تقوم تركيا بإجبار المهجرين بالعودة إلى مدن وقرى ليست مدنهم و قراهم؟ أليس ذلك مشروع لفتنة طويلة الأجل من شأنها أن تبقي الجرح السوري نازفاً لعشرات السنوات؟؟.

إن كل ما تقدم ذكره جزء من سياسة ممنهجة جرى التخطيط لها على أعلى المستويات لفرض الأجندة التركية وتحويلها إلى أمر واقع في سوريا ولا يضير تركيا إن كان حطب هذه النيران من الحقد والحرب والقتال هم الشعب السوري بكل مكوناته، المهم لديها تحقيق أهدافها والسيطرة والتوسع على حساب السوريين وبيد بعض المرتزقة السوريين.

كلنا نتذكر بداية الأزمة، وللأمانة التاريخية، هي لم تكن أزمة معيشية، بقدر ما كانت أزمة سياسية متعلقة بالحريات العامة والكرامة، لذلك أطلق عليها السوريون في البداية بثورة الحرية و الكرامة، لأن الحراك المطلبي السوري كان حراكاً مطلبياً سياسياً ولم يكن حراكاً مطلبياً معيشياً أو خدمياً، وكلنا نتذكر سياسة تركيا تجاه سوريا وتجاه الحراك السوري.

في البداية تبادلت تركيا الزيارات المكوكية مع دمشق عبر شخص وزير خارجيتها آنذاك؛ لإقناع نظام دمشق بالتشارك السلطوي مع الإخوان المسلمين, مقابل أن يتحالف الإخوان مع البعث للقضاء على الحراك وتصوير الأمر كأنه تحقق مطلب الحراك، لكن ونتيجة رفض النظام للمطالب التركية جمعت تركيا حولها مجموعة من الشخصيات, وبالإضافة لتنظيم الإخوان المسلمين, وراحت ترسم الخطوط الحمر للنظام, تلك الخطوط التي سقطت الواحدة تلو الأخرى, و كأنه اتفاق ضمني بين النظام و بين أردوغان لارتكاب المجازر بحق السوريين, مدينة تلو الأخرى وخطاً أحمراً تلو الخط، و كانت النتيجة أن دمرت معظم المدن السورية وتهجر ملايين السورين داخلياً وخارجياً، وتحولت الحرب إلى حجر رحى تطحن عظام الفقراء من أبناء سوريا فيما لجأ من أسموا أنفسهم قادة المعارضة مع عوائلهم إلى عواصم دول الجوار تاركين (الشقى لمن بقى).

فيما بعد ومع دخول روسيا على خط أزمة الحرب عبر قواتها العسكرية بدأ مسلسل الصفقات القذرة التي لم يدفع ثمنها سوى السوريين، حيث بدأ مسلسل تسليم المدن للنظام برعاية تركيا ونقل من يرفض المصالحة بالحافلات الخضراء إلى مدينة إدلب والقرى الحدودية للعيش في مخيمات تفتقد لأبسط مقومات الحياة, ولإجبار شباب تلك العوائل على الانخراط في صفوف الفصائل المرتزقة, ولترسلهم فيما بعد تركيا إلى كل حروبها وغزواتها الخاصة بها، وكأن الشعب السوري عندما انتفض ضد النظام انتفض لكي يفقد كرامته ويتحول إلى مرتزق يقاتل بالأجرة من أجل مصالح تركيا.

الآن وبعد اثنا عشر عاماً من المقتلة في سوريا، عاد رئيس النظام التركي إلى نقطة الصفر ليتحدث عن مصالحة مع النظام وعادت المياه إلى مجاريها, ليضغط على المعارضة للمصالحة مع النظام.

إن الطرح التركي الذي يندرج في إطار السياسات التركية الاستراتيجية والتي تستفيد من المرتزقة حتى أقصى الحدود, ومن ثم ترميهم عندما تنتهي حاجتها بهم, يؤكِّد مرةً أخرى صحة طروحاتنا التي قدمنها في بداية الأزمة السورية, وصحة تحليلاتنا عن الدور المتوقع من تركيا في حينه, ولكن مع الأسف لم نلقى آذاناً صاغية حينها لا من النظام ولا من المعارضة, ولذلك بالذات اخترنا الخط الثالث كنهج عمل سياسي مختلف في مساره عن كلا الفريقين, ولذلك بالذات تعرضنا لكل هذا الهجوم من كلا الطرفين.

مع كل هذا الذي حدث وحصل، ومع كل هذه الآلام والمواجع، كنا نعتقد ومازلنا، أن الحل السياسي هو السبيل الصحيح لحل المشكلة في سوريا، الحل السياسي الذي يعترف بالأزمة أولاً، يجلس فيه جميع السوريين على طاولة واحدة لبحث مشاكلهم وقضاياهم, والبحث عن حل لها يحقق السلام والاستقرار والكرامة والحرية لهم جميعاً.

وعلى ذلك وبناءً على كل ما تقدم فإننا بقدر حزننا على فقداننا لرفاقنا الأبطال، نحن فخورون بهم وبتضحياتهم، فخورون بأنفسنا بأننا تلاميذ هؤلاء الأبطال العظام والبطلات العظيمات.

المجد و الخلود للشهداء

بروكسيل.. حوار عربي كردي على وقع الأحداث العالمية

بحضور منظمة أوروبا لحزب سوريا المستقبل، وممثلية الإدارة الذاتية في أوروبا، وبدعوة من منظمة التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق ومعهد الدراسات الكردية في بروكسيل، والمؤتمر الوطني الكردستاني، عُقدت الجلسة الثانية من فعاليات الحوار العربي الكردي في العاصمة البلجيكية بروكسيل، في 24 من شهر أيلول لعام 2022.

وحضر الجلسة أكثر من 50 أكاديمياً وناشطاً وسياسياً من الجنسين، ومن بلدان أوروبية متعددة, كما شارك تسعة محاضرين في الجلسة، تناولوا فيها قضايا عديدة، تهمُّ موضوع الحوار، في سياق الأحداث التي يشهدها العالم عموماً، والشرق الأوسط على وجه الخصوص.

وتحدّث ممثل حزب سوريا المستقبل في أوروبا، الرفيق “طالب إبراهيم” عن التطرف الديني والثقافي, ودوره التخريبي في إنهاك المجتمعات المتنوعة عرقياً وثقافياً.

وقدّم ممثل الإدارة الذاتية في أوروبا “عبد الكريم عمر”، محاضرة تحدّث فيها عن طرق وأساليب واقعية لتطوير العلاقات الكردية العربية في دول المهجر.

وتحدثت الناشطة “ميديا عبدو” عن واقع المرأة في مناطق الشرق الأوسط، والعقبات التي تواجهها، ووجود ذات العقبات في أوساط الجاليات، وضرورة تبني أفكار تؤدي إلى تغييرات جوهرية في واقع المرأة، تعيد إليها حقوقها ودورها في المجتمع.

كما قدّمت الناشطة السودانية “شادية عبد المنعم” محاضرةً حول واقع اللَّاجئين في أوروبا، ومقترحات حول تنشيط تفاعلهم مع المؤسسات السياسية والحقوقية والإنسانية.

ومن جهتها شاركت الباحثة البلجيكية “سارا مارشا” في محاضرة حول قضايا المرأة والتحديات التي تواجهها في بلدان المهجر.

وقدّم الباحث الفلسطيني “محمد أبومهادي”، محاضرة حول العلاقات التاريخية للشعبين الكردي والعربي في مناطق الشرق الأوسط، والتداخل التاريخي والثقافي والنضالي.

وتناول الباحث الفلسطيني “حمدان الضميري” المختص بقضايا اللجوء، واقع اللجوء في أوروبا، والأسباب الأمنية والاقتصادية التي تؤدي إليه.

وقدّم عضو المؤتمر الوطني الكردستاني “آدم أوزون” محاضرة عن الأزمات الدولية المتراكبة، من الأزمة الاقتصادية العالمية، وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة بحر الصين، وتداخل الأزمات مع أزمات الشرق الأوسط، وضرورة البحث عن نظام سياسي واقتصادي يحقق الأمن والسلام للشعوب.

وشارك الباحث والمترجم العراقي “فؤاد عبد الرحمن” بمحاضرة تناول فيها تأثير التطرف في الجاليات الأوروبية.

واختتمت أعمال الجلسة الحوارية بمقترحات قدّمها المشاركون، وعلى رأسها تشكيل لجان بحثية وأكاديمية تتابع مشاريع ثقافية وبحثية تم نقاشها خلال الجلسة، مع التأكيد على متابعة هذه الجلسات في مدن وعواصم غربية وشرقية، ومناطق في الشرق الأوسط.

مأساة جديدة تُضاف إلى مآسي السوريين وتحصد أرواح العشرات

في مأساة جديدة حدثت قبالة السواحل السورية هزَّت وجدان العالم من هول الكارثة ‏التي حلَّت بعوائل وأفراد مهاجرين ولاجئين من سوريا ودول المنطقة, كانوا قد ركبَّوا ‏إحدى قوارب الموت عرض البحر، في بحثهم عن شروط حياة أفضل في ظل ‏الظروف الجارية وضغوط اقتصادية صعبة تشهدها سوريا والمنطقة.

هذه الظاهرة المؤلمة باتت تتكرر كل حين، وخصوصاً بالمهاجرين واللاجئين ‏السوريين, وذلك بعد كل ما حلَّ بشعبنا السوري من مآسي ومعاناة؛ بسبب جرائم ‏الإرهاب وممارسات الاحتلال العدوانية, وانسداد أفق الحل السياسي في سوريا.‏

هنا لابد أن نعيد التذكير بأهمية تحرك المجتمع الدولي بشكل فاعل بشأن قضايا ‏المنطقة وسوريا, وخصوصاً نحو تطبيق القرار الأممي “٢٢٥٤” المتعلق بالحل ‏السياسي والشامل في سوريا, بما يضمن مشاركة جميع مكونات شعبنا في بناء سوريا ‏ديمقراطية تعددية لامركزية, وبذلك نجنِّب شعبنا وشعوب المنطقة تكرار المآسي ‏والكوارث ويتحقق الأمن والسلام للجميع.‏

إننا في حزب سوريا المستقبل نتقدم بأحر التعازي إلى عوائل الشهداء من سوريين ‏ولبنانيين وفلسطينيين بهذا المصاب الأليم، ونتمنى للجرحى والمصابين الشفاء العاجل.

حزب سوريا المستقبل
الرقة
‏24-9-2022‏