الرئيسية بلوق الصفحة 105

الدم الفاسد لرجل أعمال مقرب من اردوغان!


كشف نائب رئيس تكتل نواب حزب الشعب الجمهوري التركي، اوزجور اوزيل، أن رجل الأعمال التركي مراد صانجاك المقرب من اردوغان، يستورد أكياس الدم من اوروبا بغية اتلافها، لقرب انتهاء صلاحيتها، لكنه وعبر شركته “Maxicells” يبيعها في تركيا بأضعاف سعرها للمرضى المحتاجين في تركيا، بموجب تصريح من هيئة التأمينات الاجتماعية والهلال الأحمر التركي، منذ عام 2017.
وفق الغد برس.
وأشارت الغد أن أرباح شركة صانجاك تصل إلى 1800 %.
وتحصل الشركات المملوكة لرجال الأعمال الأتراك المقربين من الحكومة ومن الحزب الحاكم، على إعفاءات وحزم تحفيزية، ولهم الأولوية في الحصول على المناقصات.

وأكد تقرير الغد برس، أن مدة صلاحية شحنات الدم المستورد هي 3 اشهر، على أمل أن يقوم التاجر التركي بإتلافها، لكنه يبيعها أضعاف سعرها، رغم أن القانون التركي يحظر بيع الدم الذي تقل صلاحيته عن عام واحد.

وذكر النائب الجمهوري اوزيل، أن 7 شركات تركية، لنقل الدم اجتمعت في فترة سابقة، لتحديد أسس استيراد الدم وتوزيعه في تركيا، على المستشفيات والمراكز الصحية، والتحقت بالاجتماع لاحقاً، أكثر من 11 شركة أخرى، لكن في النهاية تم تحديد اسماء الشركات التي لها الأولوية في استيراد وتوزيع الدم، وكانت تحديداً الشركات التي تتميز بعلاقات واسعة مع الحكومة التركية أومع حزب العدالة والتنمية.

#حزب_سوريا_المستقبل
#تقرير

مظاهرة جماهيرية كبرى لأهالي شمال وشرق سوريا رفضاً للعدوان التركي

شارك كل من فرع الرقة ,فرع الفرات ,وفرع الطبقة ولجان وأعضاء منتسبين لفرع إدلب وفرع الطبقة, وأعضاء من مكتب العلاقات العامة لحزب سوريا المستقبل ,بالإضافة إلى جميع الإدارات والمجالس بتظاهرة جماهيرية في مدينة عين عيسى تنديداً بالغزو التركي وجرائم الإبادة التي ينتهجها النظام التركي ومرتزقته ,حيث عبر المتظاهرون عن غضبهم واستياءهم من تخاذل المجتمع الدولي في إدانة ووقف هذه المحرقة ضد الأطفال والنساء والشيوخ.

حمل الآلاف من أهالي مدن ومناطق الرقة ودير الزور وكوباني ومنبج والطبقة يافطات كتب عليها عبارات تنديد واستنكار للممارسات الاحتلال التركي كان منها “الاحتلال عنف بمقاومة هفرين سنحطم الاحتلال والفاشية, لا للاحتلال التركي ونعم لوحدة الشعب السوري ووحدة أراضيه ,لا للتفرقة ولا للتغيير الديموغرافي, من أباح دماء الأكراد أباح دماء السوريين جميعاً ,التخاذل الأمريكي انتهاك صريح لإرادة شعوب شرق الفرات”.

حيث انطلق المتظاهرون من مدخل عين عيسى وصولاً إلى دوار البجعة وسط ناحية عين عيسى, وهناك تم الوقوف دقيقة صمت استذكاراً لأرواح الشهداء, وتلاها إلقاء عدة كلمات من قبل السيد عبد حامد المهباش الرئيس المشترك للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا, والشيخ حامد الفرج شيخ مشايخ العشائر في الرقة ,والسيدة هيفين اسماعيل الرئاسة المشتركة  لمجلس مقاطعة تل أبيض.

وجاء في كلمة  السيد عبد حامد المهباش: “سندافع عن كل ذرة من التراب السوري الطاهر وعن كل قرية أو بلدة أو مزرعة مهما كلفنا الثمن ,ونحن تعلمنا ثقافة المقاومة وثقافة الصمود والتصدي والتاريخ يشهد على ما نقول, حاربنا الإرهاب وانتصرنا وقدمنا لأجل كرامة وشرف أهلنا ومن أجل آلاف الشهداء وآلاف الجرحى”.

وأضاف المهباش قائلاً “أحرار العالم كلهم يشهدون أن قوات سوريا الديمقراطية حاربت الإرهاب نيابة عن العالم كله وانتصرت ,آلاف والمتطرفون الجهاديون والمهاجرين هم أسرى وموقوفين لدينا في سجون الإدارة الذاتية ,جاءوا إلينا من كل أصقاع العالم عبر بوابة الإرهاب وداعميه وأسياده النظام التركي الحالي متمثلاً برجب طيب أردوغان فهو من جمعهم وأحسن وفادتهم عبر مطاراته وهون من دربهم وسلحهم ومولهم إلى شمال وشرق سوريا لتحقيق طموحاته العدوانية والتوسعية  إلا انهم لم ينجحوا فقد قضينا عليهم وفتتناهم بهمة وعزيمة أبنائنا في قوات سوريا الديمقراطية وعندما فشلوا لجئ النظام التركي إلى التدخل المباشر بجيشه مستعملاً ما تبقى من أدواته ومرتزقته الذين فروا من معارك التحرير في شمال وشرق سوريا ,هذه ثقافة النظام التركي”.

واستطرد المهباش قائلاً: “النظام التركي هاجم القرى والبلدات السورية الآمنة في تل أبيض ورأس العين وكما قتل الأبرياء وحرقهم بنيرانه وهجرهم من مدنهم وقراهم ونهب وسرق أملاكهم هو ومرتزقته ,ليوطن اللاجئين السوريين في تركيا بدلاً منهم ولقد مارس أبشع جرائم الحرب والتغيير الديموغرافي ,وحرق الأطفال بالأسلحة المحرمة دولياً ,ومارس الاعدامات الميدانية كمل حصل مع الأمين العام لحزب سوريا المستقبل الشهيد المهندسة هفرين خلف”.

تم أيضاً إلقاء كلمة باسم عشائر شمال وشرق سوريا ألقاها حامد الفرج أشار من خلاها إلى وقوف شيوخ العشائر مع قوات سوريا الديمقراطية لبناء مجتمع ديمقراطي والمساهمة ببناء وطن للجميع والحفاظ على اللحمة الوطنية”.

وألقت الرئيسة المشتركة لمجلس مقاطعة تل أبيض هيفين اسماعيل كلمة طالبت فيها المجتمع الدولي ودول التحالف اتخاذ موقف حازم وجاد من عمليات التغيير الديمغرافي والانتهاكات التي تحصل في المدن التي تحتلها تركيا ومرتزقتها ,ودعت دول التحالف وأصحاب القرار في العالم لإخراج تركيا ومرتزقتها من المنطقة لتأمين عودة آمنة لأهالي المناطق التي تهجرت بفعل العدوان.

وانتهت التظاهرة بترديد الحشود الشعارات التي تحيي مقاومة قوات سوريا الديمقراطية وتدعو إلى اللحمة الوطنية بين مكونات الشعب السوري والتنديد بالعدوان وجرائمه.

#حزب_سوريا_المستقبل
#مكتب_العلاقات_العامة
#فرع_الرقة #فرع_الفرات
#فرع_الطبقة #فرع_إدلب
#عين_عيسى

ندوة حوارية تحت شعار.. الإحتلال عنف .. بمقاومة هفرين سنحطم الإحتلال والفاشية

في إطار فعاليات اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة والذي يصادف لتاريخ ٢٥ تشرين الثاني من كل سنة، أطلق فرع الجزيرة سلسلة ندوات حوارية ستقام في إقليم الجزيرة.

وعلى هذا أقام يوم أمس الخميس بتاريخ ٢٨/١١/٢٠١٩ مكتب تنظيم المرأة في فرع الجزيرة ندوة حوارية تحت شعار (الاحتلال عنف _ بمقاومة هفرين سنحطم الاحتلال والفاشية) ،بحضور العديد من النساء العاملات في المؤسسات الإدارية والمدنية وشخصيات بارزة وعدد غفير من الأهالي وذلك في مطعم النخبة بمدينة الحسكة.

علقت على الجدران في الندوة العديد من اليافطات التي تحمل صور المعاناة التي عانتها المرأة والأطفال بسبب الإحتلال التركي من جروح وحروق وهجرة وغيرها من مشاهد المعاناة وصور للشهيدة هفرين وغيرها من الشهيدات ويافطات أخرى كتب عليها (إرادتنا أقوى من قسوة عنفكم، ارفعوا ايديكم الظالمة) (على العهد باقون)، وغيرها من العبارات.

بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت استذكاراً لأرواح الشهداء، تلاها الترحيب بالمتواجدات، واستذكرت السيدة سعاد خلو رئيسة مكتب تنظيم المرأة العام للحزب الأخوات الثلاثة ميرا بال الذين كن ناشطات سياسيات ورمزاً لتحرر المرأة في العالم أجمع.

وتحدثت أيضاً عن معاناة المرأة بشكل عام في كافة المجالات والعنف الذي تتعرض له ابتداءً من الأسرة وتربية الأطفال على الذهنية الذكورية وإقصاء البنات من حقوق المحبة والتعامل مع الوالدين بالإنصاف فتكون بداية الاضطهاد والعنف.

وأكلمت خلو حديثها عن المجتمع الذي لا يعطي المرأة حقوقها وجعلها منبوذة وكذلك عن الأنظمة الشمولية التي تعامل المرأة على أنها مواطنة من الدرجة الثانية، وأيضاً تحدثت عن تجربة المرأة في الإدارة الذاتية التي تعتبر الرائدة في المنطقة من خلال ما قدمته المرأة من نضال رغم ما عانته في خضم الأزمة من نزوح إلى المخيمات والتشريد والقتل والسبي والبيع في أسواق النخاسة.

واختتمت خلو بالحديث عن الوحشية التي قتلت بها الشهيدة هفرين خلف والتمثيل بجثث الشهيدات بارين كوباني والأم عقيدة اللواتي أصبحن رمزاً للنساء لأنهن كافحن وناضلن في مجتمع وصلت فيه المرأة إلى قيادية وسياسية وقائدة عسكرية ،واختتمت بعبارة (نساء شمال شرق سوريا يرفضن جميع أشكال العنف ضد المرأة ويقاتلن جميع أنواع الإحتلالات).

تلاها حديث السيدة نهى اليساوي إدارية مكتب تنظيم المرأة في فرع الجزيرة حول العنف على الأطفال من تعريف للعنف وأنواعه من عنف جسدي وعنف نفسي وأشكاله من عنف أسري وعنف ومجتمعي وكذلك آثاره السلوكية والجسمانية.

وتحدثت عن الطفل محمد ذو الثلاثة ربيعاً من مدينة رأس العين والذي تعرض على أيادي الاحتلال التركي ومرتزقته للفوسفور الأبيض وأدى ذلك إلى احتراق جسده في حالة جسيمة وخطرة.

واختتمت اليساوي كلمتها بإننا في حزب سوريا المستقبل نرى أنه ليس هناك حل لتقليص العنف وأضراره إلا بإيقاف الحرب كلياً وإحلال السلام فمن يدفعون الثمن هم الأطفال قبل الكبار…. إلى متى؟

تلاها قراءة إحصائيات حالات العنف في العالم وفي سوريا على وجه الخصوص، وفتح مجال للحوار والمناقشة الذي شهد إقبالاً واسعاً من قبل المتواجدات.

واختتمت الندوة بعرض سنفزيون وثائقي عن الشهيدة هفرين خلف، والجدير بالذكر أنه سيتم عقد ندوات حوارية في القامشلي والشدادي في الأيام القادمة.

#حزب_سوريا_المستقبل
#فرع_الجزيرة
#الحسكة

ديوان الاجتماع

انتصار داوود تكتب: ننتظر قادم الأيام.. يا مستقبل!


لا نهتم بشيء.. لا نخشى من خسارة أي شيء.. لتأتي الظروف كما تشتهي أن تأتي..
طبعاً، ستأتي عكس ما نريد كالعادة.. لكننا جاهزون لتلقي الصدمات.. لقد اعتدنا تلقيها، الوجع صار أيضاً عادة، في هذه الحياة الموجعة، والتي تحولت إلى مسرح كبير.. دراما لا تنتهي.
توهمنا.. غصنا كثيراً في الأوهام.. ابتعدنا عن الحقيقة، كنا نسعى لراحة البال، لنعتاد على خيوط الأمل التي وإن كانت ضعيفة، كنا نتمسك بها، لنواجه الواقع المر.
من يريد أن يحيا، عليه أن يكون واقعياً، واقعنا اليوم هو المرار، نحن نعيش المرار ونتنفس المرار.. هذا المرار الذي نريد أن نغيره..!
ربما تكون كلماتي متعبة! ربما تكون غير واضحة! ربما..لكنها تتعلق بأطراف الأسئلة التي تبحث عن جواب!
ربما نعرف الحل، ربما نصيغ طريق الخلاص، الطريق المفعم بالاستقرار.. لكنه الطريق الذي يحتاج إلى تضحيات لا تقاس بالعدد ولكنها تقاس بالدم.. تضحيات لا يفهمها العدو، وربما لا يفهمها الصديق أيضاً..
نقدم أرواح لتعيش أرواح أخرى. نقدم أحباب ليعيش أحباب آخرون..
نبحث بين الأوراق الحمراء الملونة بدماء أطفالنا، عن معاني الكلمات.. الكلمات الأسيرة، لكنها تحمل في أسرها دفء المشاعر، وخصوبة الأحاسيس، تحت سقف الطائرات الموحشة، وفي زحمة ضجيج المدافع والرصاص، ننتظر بلهفة ذاك العيش الكريم، العيش المخضب بدماء أحبابنا وأطفالنا وجيراننا وسمائنا.
ننتظر بألم ذاك المستقبل الجديد. ذاك اليقين الجديد.. ذاك الفرح الجديد..
الأرواح البريئة تحضر المستقبل كما تحضر اليقين، تماماً مثلما تملأ الشوارع بالألم، ستملؤها في قادم الأيام بالأمل..
نشتاق إلى ذاك اليوم، الذي لا نزفّ فيه شهيداً، لا نودع فيه جريحاً، لا ندفن فيه الأحباب.. نشتاق إلى قادم الأيام أيها المستقبل المختبيء فيها.
تموت أرواح لتحيا أرواح أخرى، ونودع أحباباً لنستقبل أحبة آخرون.
سئل امبراطور صيني قديم، لماذا يريد بناء السور العظيم، لماذا يريد أن يهلك به الكثير من الصينيين؟
قال: يهلك صينيون ليعيش صينيون آخرون..
نصرخ في أذان الجبناء، ربما تجد آذانهم قيمة لصراخنا.. نصرخ بملء جروحنا، بكل ما تحمله هذه الجروح من دماء ومن آلام.. الدماء دماءنا والصراخ صراخنا، والآلام آلامنا، والأمل كبير أن نجد في نهاية هذا النفق المدمى شلال الأمل..

#حزب_سوريا_المستقبل

#مقال_رأي

#حزب_سوريا_المستقبل

#مقال_رأي

“نيويورك بوكس”: من هم المقاتلون بالوكالة الذين يخوضون الحرب نيابة عن تركيا؟

 

كان العلم التركي يرفرف على مكتب أحد الفصائل المدعومة من تركيا في منطقة سكنية في شانلي أورفا، في جنوب تركيا. كان الرجال في الغرفة يتوقعون حضوري، ومعظمهم من المقاتلين القدامى من شرق سوريا، لذلك بذلوا قصارى جهدهم للعثور على علم الثورة السورية في الوقت المناسب قبل اجتماعنا في صيف عام 2019. لم يتمكنوا من العثور على واحد. كل شيء عن الاجتماع وموقعه وديكوره ومحتواه، أوضح لي أن الرجال في الغرفة لم يكونوا هم المسؤولون. لقد كانوا يأملون قريبًا في شن هجوم على شمال شرق سوريا، لكن لم يكن لديهم أي فكرة عن الوقت الذي سيقوم فيه المسؤولون الأتراك، صانع القرار الحقيقي، بمنحهم أوامر التحرك.
كان إنشاء الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا، والمعروف أيضًا باسم الجيش الوطني السوري، نتيجة لتحول استراتيجي في موقع تركيا في سوريا. في السنوات الأولى من الحرب الأهلية، كانت تركيا تهدف إلى طرد “الأسد” من السلطة. وبعد تدخل روسيا المباشر في الحرب، في سبتمبر 2015، تحول ميزان القوى بشكل حاسم لصالح نظام “الأسد”. لذلك، عدلت تركيا طموحاتها للمضي قدماً بمجموعة من المصالح الضيقة. كان على رأس أولويات “أنقرة” هدف رئيسي هو منع دخول المزيد من اللاجئين السوريين والرغبة في قتال وحدات حماية الشعب الكردي (YPG)، المكون الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية، وهي المظلة التي تضم أيضًا الميليشيات العربية والسريانية. وحدات حماية الشعب الكردية هي فرع في سوريا للحركة المسلحة المستوحاه من تعاليم الزعيم الكردي المسجون عبدالله أوجلان الذي شن تمردًا دمويًا ضد تركيا منذ الثمانينيات. ونظرًا إلى أن قوات سوريا الديمقراطية عملت عن كثب مع الجيش الأمريكي في الحملة ضد “داعش” في سوريا، راقبت “أنقرة” بقلق متزايد حيث سيطرت الميليشيات التي يقودها الأكراد على مساحات شاسعة من ذلك البلد.
بالفعل، في أغسطس 2016، قررت تركيا اتخاذ إجراءات لمنع قوات سوريا الديمقراطية من ربط جيبين تحت سيطرتها، عفرين ومنبج في المناطق النائية في حلب، وطرد جيوب متبقية من مقاتلي “داعش” من هذه المنطقة الحدودية. كانت تلك العملية، التي أطلق عليها اسم “درع الفرات”، هي الأولى التي نشرت فيها تركيا فصائل من شأنها أن تصبح الجيش الوطني السوري كقوة داعمة إلى جانب الجيش التركي. استخدمت عملية ثانية في أوائل عام 2018، أطلق عليها اسم “غصن الزيتون”، هذه الفصائل لطرد قوات حماية الشعب الكردية من “عفرين” ووضعها تحت سيطرة تركيا وفصائلها السورية. بدأت العملية الأخيرة، التي أطلق عليها اسم “نبع السلام” -على ما يبدو دون سخرية- بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب القوات الأمريكية المتمركزة بالقرب من الحدود السورية مع تركيا والتي كانت تعمل مع قوات سوريا الديمقراطية. سعت تركيا إلى الاستفادة من فقدان وحدات حماية الشعب حماية الولايات المتحدة من خلال بدء عملية لطردها من شمال شرق سوريا.
وبعد بدء الغزو الذي قادته تركيا، اكتسبت هذه الميليشيات المدعومة من تركيا سمعة سيئة بعد أن تم تصوير أعضائها في سلسلة من أشرطة الفيديو التي أظهرتهم وهم يرددون شعارات متطرفة وتنفيذ عمليات إعدام ميدانية. وصفهم مسؤول أمريكي بـ”البلطجية وقطاع الطرق”. أجبرت العملية التركية الأخيرة قيادة قوات سوريا الديمقراطية على دعوة قوات النظام السوري إلى مساحات شاسعة من شمال شرق سوريا. وهكذا ساعد هؤلاء المقاتلون، الذين يقدمون أنفسهم على أنهم ثوريون يقاتلون النظام، الأسد على استعادة موطئ قدم له عبر منطقة شاسعة دون إطلاق رصاصة واحدة.
لكن من هم بالضبط حوالي 35000 رجل سوري يقاتلون لصالح تركيا في سوريا؟ لقد حافظت على اتصال منتظم مع بعض هؤلاء المقاتلين منذ عام 2014. معظمهم من العرب السنة الذين نزحوا من ديارهم خلال الحرب. المقابلات المتعددة التي أجريتها عبر الهاتف والمراسلة الفورية وجهاً لوجه في تركيا مع هؤلاء المقاتلين منذ عام 2014 تكشف أنهم طاقم متنقل من الرجال الذين يعانون من الصدمات والفقر في كثير من الأحيان والذين يشعرون بأنهم دفعوا إلى القتال لصالح تركيا لتحقيق مكاسب مالية. ينضم بعض هؤلاء المقاتلين إلى الفصائل للسرقة والنهب، لكن أولئك الذين لم يكن لديهم هذا الدافع يدركون بشكل متزايد أن مصالح تركيا لا تتماشى مع آمالهم في الإطاحة بنظام الأسد، حيث تشير أنقرة إلى استعدادها للتعاون مع نظام الأسد. لقد وجدت أن الأفراد من هذا القبيل يكافحون لترشيد وتبرير -لأنفسهم ومجتمعاتهم- تصرفاتهم وانتماءاتهم مع هذه الفصائل، التي يحتقرها الكثيرون من إخوانهم من السوريين، وخاصة من قبل المدنيين الذين يعيشون تحت حكمهم.
صناع القرار
باستثناء المناوشات القليلة، لم تقاتل الفصائل المدعومة من تركيا نظام “الأسد”. تضمنت العمليات الثلاث التي نفذتها تركيا ترتيبات “تفكيك النزاع” مع روسيا (وبالتالي، نظام الأسد) قبل أن تبدأ. تستمر هذه الترتيبات: المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الجيش الوطني لا تتعرض للقصف من قبل نظام الأسد أو روسيا، على عكس المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، في حين أن حدود حلب الشمالية التي يسيطر عليها الجيش الوطني السوري على الحدود مع الأراضي التي يسيطر عليها النظام، لم تشن القوة المدعومة من تركيا أي هجوم ضد النظام وكانت الخطوط الأمامية ثابتة ومستقرة.
تحتفظ تركيا بالسلطة على وكيلها في استخدام القوة في العمل العسكري. كما يتم توفير رواتب المقاتلين، والتدريب، والإشراف في المعركة من قبل تركيا. متحدثًا من نقطة تفتيش كان يحرسها في تل أبيض، وهي بلدة تم الاستيلاء عليها من القوات التي يقودها الأكراد في الهجوم الأخير للجيش الوطني السوري، يقول “محمد” (جميع الأسماء غير حقيقية لضمان أمنهم) وهو مقاتل ينتمي لأحد فصائل الجيش الوطني يدعى فيلق المجد من إدلب: “المقاتلون هنا يشبهون الحمير، يتبعون أسيادهم. والقادة هم أيضًا حمير، يتبعون الأوامر التركية، وحتى إذا كان ذلك يضر بمصالح الثورة [المناهضة للأسد]، فهم لا يهتمون “.
أكد “مازن”، المتمرد المخضرم من “الرستن” في ريف حمص الشمالي، والذي يقاتل الآن في صفوف “جبهة الشام”: “جميع القرارات، كبيرة وصغيرة، في الجيش الوطني تتخذها غرفة العمليات التي تديرها المخابرات التركية”. وكان كل من أجريت معهم المقابلات يرددون الاعتراف بأن اتخاذ القرارات كان خارج أيدي القادة السوريين أنفسهم. وقد خضع “مازن” أيضا لتدريب أفراد الجيش التركي في تركيا وسوريا.
المقاتلون
المقاتلون المدعومون من تركيا هم مزيج من المتمردين السابقين والمقاتلين الجدد. اعتمدت تركيا على فصائل المتمردين السوريين الموجودة بالفعل، والتي تلقى بعضها الدعم من قيادة العمليات العسكرية التي تقودها وكالة الاستخبارات المركزية أو برنامج تدريب وتجهيز وزارة الدفاع. تم إيقاف تشغيل البرنامج الذي تديره وكالة المخابرات المركزية، والذي أطلق عليه اسم “تيمبر سيكامور” في أواخر عام 2017، في حين فشل برنامج التدريب والتجهيز في شمال غرب سوريا في عام 2015. ومن بين المجموعات التي تلقت دعمًا أمريكيًا في السابق كانت “جبهة الشام” ولواء الحمزة (والذي اندمج فيما بعد مع جماعات المتمردين الأخرى لتشكيل فرقة حمزة). تولت تركيا دفع رواتب المقاتلين قبل عملية عام 2016 وزادت صفوفهم بشكل كبير، حيث نمت الفصائل في الحجم، من عشرات ومئات المقاتلين إلى الآلاف. أكبر الجماعات المتمردة التي تم دمجها في الجيش الوطني السوري، الفصائل التي تشكل أحرار الشرقية وجيش الإسلام، لم تتمتع بالدعم الغربي.
تم إنشاء فصائل أخرى، وخاصة تلك التي تحمل أسماء عثمانية أو تركية، تحسباً لعملية 2016. يميل مجندو ما بعد عام 2015 إلى أن يكونوا أصغر سناً، ويتم إغرائهم للانضمام إلى المعركة بالأجور المعروضة. تم تجنيد الكثير منهم كقاصرين، كلاجئين صغار يعيشون في تركيا ولم يكملوا التعليم الابتدائي الذي تعطل نتيجة الحرب.
ويبدو أن غالبية المقاتلين اليوم مجندين جدد، دون أي خبرة سابقة في قتال نظام “الأسد”. قدّر المقاتلون والقادة في صفوف الحزب الوطني الذين تمت مقابلتهم لهذه المقالة، أن المقاتلين الذين انضموا إلى صفوف الفصائل في عملية 2016، ثم في حملة تجنيد أخرى قبل غزو عفرين عام 2018، يشكلون 60% من القوة . وقال مصطفى، وهو قائد في فرقة الحمزة انضم إلى الثورة المسلحة في سن الرابعة عشرة في عام 2013، إن هؤلاء المقاتلين -المعروفين، في مفارقة كبيرة، بأنهم “ثوار 2016”- “انضموا في الغالب للحصول على الرواتب، وليس للثورة”.
المقاتلون في الجيش الوطني السوري هم رجال سنة ذوو خلفيات متواضعة، مثلهم مثل المتمردين السوريين المعادين لـ”الأسد”. لقد فقدوا جميعهم تقريباً منازل وأقارب وأصدقاء على أيدي نظام الأسد؛ بينما لم يحص سوى عدد قليل منهم خسائر مماثلة على أيدي “داعش” وقوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد. غالبيتهم من النازحين داخلياً من جميع محافظات سوريا. وهم يعيشون الآن في مساحة ضيقة من الأرض على طول الحدود التركية السورية. في حين يعيش 83% من السوريين الآن تحت خط الفقر في البلاد البالغ 6 دولارات في اليوم، فإن الأشخاص النازحين معرضون للخطر بشكل خاص: هم منفصلون عن مصادر الدخل التقليدية مثل العمل في المزارع أو المتاجر المملوكة للأسرة، ولديهم شبكة دعم محدودة حيث هم الآن، وعليهم دفع الإيجار. وهذا يجعل النازحين أكثر عرضة للانضمام إلى الجماعات المسلحة.
عندما أنشأت تركيا لأول مرة إطار فصائلها السورية، قبل عملية درع الفرات، كانت المرتبات المقدمة للمقاتلين مرتفعة بشكل غير عادي: 300 دولار شهريًا، تدفع بالليرة التركية. بمرور الوقت، انخفضت الرواتب. وبحلول بداية عام 2019، تم تخفيض الرواتب إلى حوالي 100 دولار موزعة كل سبعة إلى ثمانية أسابيع. هذا المعدل، البالغ حوالي 50 دولارًا شهريًا، غير كافٍ لتغطية حتى الضروريات الأساسية، لذلك يتعين على المقاتلين عمومًا الاعتماد على الحصول على قروض، ودعم الأسرة، والأنشطة الإجرامية مثل النهب من أجل تغطية نفقاتهم. ووفقاً لمحاسب من فصيل من قوات الجيش الوطني يعرف باسم “لواء المعتصم” تحدثت معه، فإن القادة يحصلون على ما لا يقل عن 300 دولار شهريا.
الفضاء غير المحكوم
ترتبط إدارة المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني في شمال حلب والمناطق التي تم الاستيلاء عليها حديثًا في شمال الرقة والحسكة ارتباطًا وثيقًا بتركيا. تدفع تركيا رواتب المستشارين المحليين والمعلمين والأطباء، بالإضافة إلى رواتب الشرطة المحلية والشرطة العسكرية والفصائل المسلحة. وعلى الرغم من وجود قوة شرطة عسكرية في المنطقة، إلا أنها غير قادرة إلى حد كبير على منع انتهاكات المدنيين التي يرتكبها الجيش الوطني أو الاقتتال الداخلي بين الفصائل. تفشي انعدام القانون، ولم يواجه سوى عدد قليل جدا من المقاتلين تداعيات على نشاطهم الإجرامي. وقال أيمن، الذي يعمل في الشرطة العسكرية في عفرين، إن عددًا من المقاتلين عوقبوا بسبب السرقة في المحاكم العسكرية، لكن عندما يتعلق الأمر بالقادة “هذا مستحيل.. الفصائل أقوى من الشرطة العسكرية.. إذا حاولت الشرطة العسكرية اعتقال القادة، سيجدون القوة تقابلهم”.
وعلى الرغم من تورط جميع العناصر المسلحة في سوريا في انتهاكات ضد المدنيين، إلا أن مستويات الإجرام في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني مرتفعة بشكل خاص، وفقاً للمدنيين الذين تحدثت معهم للعيش هناك، والكثير منهم نزحوا مما كان سابقاً تحت سيطرة المتمردين في المناطق التي احتلها النظام. يربط السكان المحليون، وكذلك أعضاء الجيش الوطني أنفسهم، هذا المستوى العالي من الإجرام بطبيعة الفصائل ونوع المقاتلين الذين ينتمون إليها، وهم أفراد تقودهم دوافع مالية، يفتقر معظمهم إلى روابط مع المجتمع.
يكمل المقاتلون أجورهم الضئيلة من خلال مخططات مختلفة. إن السيطرة على نقاط التفتيش الدائمة بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش الوطني والمناطق التي يسيطر عليها المتمردون، ومناطق النظام، والأراضي التي يسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، تحظى بتقدير كبير كمصدر للإيرادات، مما يؤدي إلى العديد من حلقات القتال بين الفصائل. في الهدنات غير المستقرة التي تعقب جولات الاقتتال الداخلية هذه، تقتسم الفصائل عمومًا السيطرة على المعابر فيما بينها، ويتم تقسيم الورديات في بعض الأحيان إلى ساعات يوميًا أو بضعة أيام في المرة الواحدة. وعلى السيارات التي تمر عبر نقاط التفتيش هذه دفع مبالغ مالية للحراس، إما نقدًا أو بوسائل أخرى. أولئك الذين ينقلون الأدوية، على سبيل المثال، يدفعون للمقاتلين عن طريق إعطائهم جزءًا من البضائع التي يقومون بنقلها – عادة، حبوب محفزة مثل الترامادول- هكذا أخبرني “محسن”، وهو متمرد منذ فترة طويلة من مدينة حلب، يقاتل الآن في صفوف لواء المعتصم.
هناك خطط أخرى لجني الأرباح. بالإضافة إلى نقاط التفتيش المحددة، قام المقاتلون أيضًا بإنشاء نقاط تفتيش مؤقتة من أجل ابتزاز الأموال من المارة. يطلب قادة الجيش الوطني أيضًا أموال الحماية من الشركات، “مثل وكلاء السيارات وأصحاب المطاعم وبائعي الذهب وأصحاب المصانع”، بحسب “محسن” الذي يقول “إنها مثل المافيا”. وتختطف بعض الجماعات أيضًا المدنيين، وعادةً ما يكونون أشخاصًا أثرياء أو لهم أقارب بالخارج، مطالبين بدفع الفدية.
وفي حين تنتشر الانتهاكات في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الوطني، فإن الأكراد الذين بقوا في عفرين يعانون بشكل خاص. بعد كل عملية من عمليات الجيش الوطني، ينهب المقاتلون الممتلكات المدنية. في عفرين في عام 2018، كان النهب أكثر شمولاً وأكثر تنظيماً من المعتاد. ويقول “منصور” قائد الفرقة التاسعة بأحد فصائل “الجيش الوطني”: “كان الكثير من الرجال [زملائه مقاتلي الجيش الوطني] ينهبون، ولم أستطع إيقافهم. لم يستطع الأتراك إيقافهم أيضًا. ضربنا [اللصوص] وأطلقوا النار علينا”. كذلك، أتاحت الهجرة الجماعية للمدنيين خلال تلك العملية العسكرية، وعدم قدرتهم على العودة، للفصائل فرصة مربحة لمصادرة المنازل ثم الانتقال إليها أو استئجارها للعائلات العربية النازحة من جيوب كان يسيطر عليها المتمردون سابقًا جنوبًا. في منطقة كانت ذات يوم أغلبية كردية، لم يعد معظم السكان، حسب سكان “عفرين”، من الكرد
أخبرتني “دجلة”، وهي امرأة كردية لا تزال تعيش في عفرين، أنها شعرت بأنها محظوظة. رغم القبض عليها بعد فترة وجيزة من استيلاء “فرقة السلطان مراد” على المنطقة بدعم من تركيا، قالت: “لقد تأثرت بالكاد، مقارنةً بالنساء الأخريات المحتجزات معي.. لقد تعرضت النساء في سن السبعين للضرب والتعذيب”. وتعزو “دجلة” حظها الأفضل لكونها معارضًا معروفًا لحزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب السياسي المرتبط بميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية، التي حكمت المنطقة سابقًا. ومع ذلك، تم احتجاز “دجلة” لمدة شهر.
في نهاية المطاف، عادت “دجلة” إلى عفرين التي وجدت أنها تحولت ونُهبت بشدة. وتقول: “الآن 90٪ من النساء الكرديات يرتدين الحجاب، خائفات من التعرض للمضايقات. لقد تعرضت للمضايقة والتهديد عدة مرات. ما زلت لا أضع الحجاب في المدينة، لكن في الريف، حيث الوضع أسوأ، أرتدي الحجاب .. هناك مقاتلون يبدون أنهم في الثالثة عشرة يحذرونك من ارتداء ملابس مناسبة، لكن في الوقت نفسه، يتعاطون المخدرات ويقومون بأشياء محظورة دينيًا”.
وقال “سامر”، وهو صحفي من إدلب زار عفرين قبل وبعد السيطرة التركية: “اعتادت عفرين أن تكون مكانًا مليئًا بالحياة.. الآن المتاجر تغلق مبكرا. أنت ترى كتابات على الجدران تشير إلى مناطق سيطرة الفصائل المختلفة”. واعترف “منتصر”، وهو مقاتل من فرقة الحمزة، وهي مجموعة متورطة في انتهاكات متعددة في عفرين، بأن مثل هذه الانتهاكات شائعة، لكنه ألقى باللوم فيها على الفصائل الأخرى. “المدنيون يعانون على أيدي بعض الفصائل، بينما يعاملهم آخرون جيدًا. أحرار الشرقية، رحمنا الله منهم، إنهم متطرفون قذرون… إنهم يضطهدون المدنيين كثيراً “. وصاغت “دجلة” الأمر على هذا النحو: “نحن خائفون باستمرار. يمكنهم القبض علينا في أي لحظة. لا يوجد قانون”.
الريف حول عفرين أكثر انعداما في القانون. “في الليل، هناك عمليات سطو”، هكذا تقول “دجلة”، مضيفة: “إنهم يدخلون منزلك ولا يمكنك المقاومة. الأشخاص الذين يقاومون يتعرضون للضرب أو حتى القتل. لا توجد محاسبة، لأن الفصائل تهدد وتضرب الأشخاص الذين يتقدمون بالشكاوى، لذلك يفضل الناس التزام الصمت أو الفرار”. الاغتصاب هو جريمة حرب تقوم بها جماعات المتمردين السوريين امتنعت إلى حد كبير عن ارتكابها، لكن التقارير عن عمليات الاغتصاب التي ارتكبها مقاتلو الجيش الوطني تنتشر بين الأكراد المحليين ووسائل الإعلام الكردية. ومما يثير القلق، أن اثنين من أعضاء الجيش الوطني، قاسم ومحسن، أكدا لي حدوث مثل هذه الحالات، ويمكنهم تسمية نساء أكراد وإيزيديات معينين يعرفون من اغتصبهم من مقاتلو “الجيش الوطني” في عفرين.
وقال “محسن”، الذي شارك في الهجوم على عفرين، إن السكان المحليين يكرهون ويخشون الفصائل. وبالإشارة إلى التقارير المتعلقة باغتصاب النساء الأكراد على أيدي المقاتلين التابعين للجيش الوطني، أقر أنه في عفرين “هناك اغتصاب جسدي… ثم اغتصب الجيش الوطني عرقهم الكردي”، في إشارة إلى اغتصاب الحقوق اللغوية والثقافية للأكراد، والتي شهدت تراجعا إلى حد كبير تحت الحكم التركي. “يتم اغتصاب حقوقهم”، هكذا يقول “محسن”، ونتيجة لذلك، “غادر معظم الشباب المنطقة، والباقي، أقلية يتكيفون مع الوضع”.
يبدو مقاتلو الجيش الوطني عمومًا على دراية بصورتهم العامة. وقال قاسم، أحد أعضاء الجيش الوطني: “تشعر بالحرج من الانتماء لهذا الجانب، خاصة وأنك لا تستطيع تغيير أي شيء”. إن سمعة بعض الفصائل، مثل أحرار الشرقية، المؤلفة من مقاتلين من شرق سوريا وخاصة دير الزور، سيئة للغاية، حتى أن المدنيين الذين نزحوا من دير الزور إلى مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا موصومون بالانتماء. وقال “خالد”، وهو ناشط من شرق سوريا يعيش في الباب موطن العديد من مقاتلي “أحرار الشرقية”: “يفترض الناس أنه في اللحظة التي تتحدث فيها باللهجة الديرية، فأنت تنتمي إلى أحرار الشرقية”.
في القرى الأصغر في المناطق ذات الأغلبية العربية والتركمانية، وكذلك في بلدة ماريا، يكون المقاتلون عادةً محليين ويتوافقون مع السكان، حسبما أفاد أيمن، ضابط الشرطة العسكرية. لكن في أماكن مثل إعزاز والراعي وجربلس، وكذلك الباب وعفرين، غالبًا ما يكون المقاتلون من الغرباء، وفي هذه البلدات، تدير الفصائل سجون يشيع فيها التعذيب. تقوم القنوات الشائعة على تطبيق المراسلة “تليجرام”، مثل “الباب.. الكابوس” و”جرابلس.. الكابوس”، بمشاركة التقارير بشكل روتيني عن الانتهاكات التي ترتكبها الفصائل.
ما الذي يحفز المقاتلين؟
في صورتهم الرسمية، يقدم مقاتلو الجيش الوطني أنفسهم باعتبارهم امتداداً للثورة السورية ويطلقون على أنفسهم لقب “الثوار”. أما على المستوى الخاص، فهم يتهمون بحرية في القتال أولئك الذين يقاتلون إلى جانبهم بالقتال من أجل المال فقط، والبعض يعترفون بأنفسهم، مبررين هذا من خلال تكاليف وأسعار السلع والإيجار والكهرباء والمياه التي يتعين عليهم دفعها لتوفيرها لعائلاتهم. وبينما لا يعترف أي منهم بالتورط في مشاريع إجرامية بأنفسهم، فإنهم يتهمون المقاتلين الآخرين في فصائلهم بالانضمام لسرقة المدنيين والنهب دون عقاب. وقال عبد الله، وهو مقاتل مع فرقة الحمزة، إن بعض المقاتلين “انضموا فقط.. من أجل غنائم الحرب والمال”. إن الانضمام إلى الجيش الوطني السوري يعد أيضًا شكلًا من أشكال الحماية، وهو أمر ذو قيمة في منطقة ينعدم فيها القانون.
وقال “محسن”، المقاتل في الجيش الوطني في صفوف “لواء المعتصم”، إن بعض المقاتلين هم ببساطة “مدمنون للمخدرات ومجرمون”. البعض الآخر مدفوع بالقوة. يستمتع المقاتلون الشباب، على وجه الخصوص، بعروض وسائل التواصل الاجتماعي من قيادة السيارات وتصوير الأسلحة والذهاب إلى المناطق السكنية في وقت متأخر من الليل، وإطلاق نيران أسلحتهم، والاستمتاع بالإفلات من العقاب الممنوح لهم. وما زال البعض الآخر مدفوعًا برغبة في الانتقام من وحدات حماية الشعب، ومن بينهم متمردون سابقون من مدينة حلب، والتي كانت محاصرة في عام 2016 وسكانها يتضورون جوعًا بسبب قرار وحدات حماية الشعب قطع طريق الإمداد الوحيد إلى المدينة. جاء ذلك بعد سنوات من القصف المتواصل بين الأحياء التي يسيطر عليها المتمردون والـ YPG في المدينة، في حين تم تهجير آخرين من بلداتهم عندما استغلت وحدات حماية الشعب هجوم النظام على حلب لتحقيق مكاسبها الخاصة ضد المعارضة الناشئة. قرر هؤلاء المقاتلون المتمردون من شرق سوريا أنه من غير الآمن العودة إلى ديارهم بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على الأراضي التي كانت تحت سيطرة داعش في السابق.
تلعب العنصرية المطلقة دورًا أيضًا. أثرت الأيديولوجية البعثية الرسمية لنظام “الأسد”، والتي جعلت الأكراد مواطنين من الدرجة الثانية، على السوريين العرب ككل. إن هيمنة قوات سوريا الديمقراطية وإدارتها التي يسيطر عليها الأكراد مزعجة بشكل خاص للعرب، الذين يشيرون في بعض الأحيان إلى الأكراد على أنهم “ملمعي الأحذية” و”عمال نظافة الشوارع”. وأفادت “دجلة” بأن “أطفال المقاتلين العرب أخبروني بأشياء مثل (أنتن عاهرات، نأمل أن تذهبي إلى الجحيم.. وسنقتل كل الأكراد.. تخيلوا ما هي الكراهية التي يعلمونها في المنزل لكي يتحدثوا هكذا؟”.
لكن هل هؤلاء المقاتلون “معظمهم من المتطرفين”، كما زعم بعض المسؤولين الأميركيين؟ أظهرت مقاطع الفيديو الأخيرة لمقاتلي الجيش الوطني يهتفون ويغنون أغاني جهادية. من الواضح أن بعض مقاتلي الجيش الوطني لديهم آراء متعصبة – تتجلى، على سبيل المثال، في تدنيس المعابد الإيزيدية في عفرين وتدمير المتاجر التي باعت المشروبات الكحولية هناك، وفرض الحجاب كأمر واقع على نساء عفرين. إن الخطاب الإسلامي، الذي يتضمن الإشارة إلى مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية بأنهم “ملحدين” أو “مرتدين”، قد أدى إلى تلك المواقف من جانب بعض المقاتلين بوضوح. عندما يُسأل هؤلاء المقاتلون (وأشخاص من مجتمعاتهم المحلية) عن هذه الهتافات ومقاطع الفيديو، يدّعون في كثير من الأحيان أنهم ببساطة يقدمون عرضًا ويتظاهرون بأنهم محاربون مقدسون، بينما في الواقع يشربون الخمر والدخان ويستخدمون المخدرات.
ويقول “محمد”، مقاتل فيلق المجد: “هذا الحديث عن الجهاديين ليس له معنى. ليس لدينا “داعش” هنا أو هيئة التحرير الشام [الجماعة الجهادية التي تسيطر على إدلب التي يسيطر عليها المتمردون]”، محاولا إثبات أن إخوانه في السلاح هم منبوذون. هناك منطق ما في هذا الأمر: إذا كان المقاتلون من المؤمنين الحقيقيين الجهاديين، فمن المحتمل أن يتوجهوا إلى إدلب للانضمام إلى مختلف المنظمات الجهادية العاملة في المنطقة وتواجه قوات نظام الأسد “الكافر”.
التنافر المعرفي
يتعارض تقديم المقاتلين أنفسهم باعتبارهم ثوار يقاتلون نظام الأسد القمعي مع الواقع. بدلاً من ذلك، تجنبت قوات الجيش الوطني المواجهة مع نظام الأسد إلى حد كبير، ويبدو أن ذلك الجيش الوطني راضٍ عن استخدامها من قبل تركيا لتعزيز أهدافها الاستراتيجية في سوريا. لا يزال هناك عدد قليل منهم يأملون في أن تسمح تركيا لهم بمحاربة الأسد، أو أن يتمكنوا من خداع أسيادهم الأتراك للسماح لهم بمحاربة النظام. صالح، وهو عضو سابق في اللواء 20، أحد فصائل الجيش الوطني، وهو فصيل مكون إلى حد كبير من المقاتلين المشردين من شرق سوريا، أصر على أن الغزو الحالي لشمال شرق سوريا سيمكنهم من مواجهة الأسد، وأنه حتى إذا حظرت تركيا ذلك، فسوف نشتبك مع قوات النظام. وقال لي بعد دخول شمال شرق سوريا مع القوات الغازية: “لا نهتم بما تقوله تركيا”.
برر آخرون العمل مع تركيا من خلال الإشارة إلى عدم وجود أي حلفاء محتملين آخرين. عصام، عضو في الجيش الوطني يعمل في عمليات إزالة الألغام، كتب بعربية ركيكة من منزله في عفرين، والذي صودر من عائلة كردية: “في الوقت الحالي، لا يقف أحد إلى جانبنا سوى تركيا. أين العرب؟ أين أوروبا؟ لذلك يجب علينا أن نقف إلى جانب تركيا بالطريقة التي تقف بها إلى جانبنا”. وبعد بضعة أيام، بعد أن صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا لا تعارض استيلاء النظام على مناطق في شمال شرق سوريا، فقد أضاف بحزن شديد أن “[الجيش السوري] سيحمي الحدود التركية فقط. هذه هي المهمة.. في أرضنا، ليس لدينا قرار في صناعة السياسة”.
لكن المقاتلين الآخرين يبدون أكثر إدراكًا لعجزهم عن التأثير على مسار الحرب، ناهيك عن تحقيق هدفهم المتمثل في الإطاحة بنظام الأسد. ومع ذلك، يشعرون بأنهم محاصرين من واجبهم في إعالة أسرهم. أبدى العديد من مقاتلي الجيش الوطني، على الرغم من أن أيًا من القادة الذين تحدثت إليهم، أعرب عن رغبته في التوقف عن القتال مع الفصائل -إذا توفرت فرص عمل أخرى- سواء لأنهم يشعرون بعدم الارتياح إزاء القتال نيابة عن بلد آخر أو لأنهم غير راضين عن التعويضات المادية الضعيفة. الحقيقة القاسية التي يواجهها هؤلاء الشباب النازحين ذوي التعليم والمهارات المحدودة، هي أن هناك القليل من الفرص الأخرى في هذه المنطقة التي مزقتها الحرب.
وأوضح “حسن”، وهو من سكان دير الزور: “لقد تم ترحيلي من تركيا إلى إدلب، ولأنني مطلوب من قبل هيئة التحرير الشام لمعارضتهم، اضطررت إلى الفرار إلى شمال حلب.. الوظيفة الوحيدة التي استطعت العثور عليها كانت مع أحرار الشرقية”. ونتيجة لذلك، شارك في الهجوم التركي الأخير وشاهد زملائه المقاتلين الذين نفذوا عمليات إعدام ميدانية، بما في ذلك السياسية السورية الكردية وناشطة حقوق المرأة هفرين خلف.
بالنسبة للعديد من هؤلاء الشباب، الذين يدركون مأزقهم وغير قادرين على خداع أنفسهم بأنهم سيسمح لهم في نهاية المطاف بمواجهة نظام الأسد، فإن الصدمة والذنب واضحان للغاية. لقد أمضوا بشغف ساعات على الهاتف معي، وأوردوا تفاصيل العنف والإساءات التي رأوها. كان الاشمئزاز واضحًا في أصواتهم، فقد لجأوا غالبًا إلى استخدام شخص ثالث عند وصف تصرفات الفصائل، وهم ينأون بأنفسهم عن تلك الأفعال. “مازن” قال “إنهم [مقاتلو الجيش الوطني] موظفون في الدولة التركية لحماية حدودها”، ثم انتقل إلى الشخص الأول: “الأتراك يستخدموننا كذخائر للمدافع. لقد أصبحنا مرتزقة”.
اليزابيث تسوركوف- نيويورك بوكس
ترجمة المركز الكردي للدراسات

#حزب_سوريا_المستقبل

#تقرير

حسين جمو يكتب: لماذا يكره أردوغان طائرات F16 الأمريكية؟

This picture taken on April 27, 2010 shows an US F-16 Falcon fighter aircraft as it takes off from the airbase in Spangdahlem in southwestern Germany. - An American F-16 fighter jet crashed and its pilot ejected to safety on October 8, 2019 near the city of Trier in western Germany, the German air force told AFP. (Photo by Boris Roessler / dpa / AFP) / Germany OUT

 

أجرت تركيا اختباراً تجريبياً لمنظومة الدفاع التي اشترتها من روسيا «إس 400» ووضعت طائرة «إف 16» الأمريكية الصنع كهدف على شاشة رادار «إس 400»، في مشهدٍ أثار حرجاً كبيراً لدى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تحاول عرقلة فرض عقوبات على تركيا بسبب هذه الصفقة.
ومنذ 15 يوليو 2015، الليلة التي حدثت فيها المحاولة الانقلابية المزعومة في تركيا، يلاحق كابوس الطائرة الأمريكية «إف 16» الرئيس التركي. فبعد لحظات من المحاولة الانقلابية شاهد أردوغان وهو في طائرته الرئاسية طائرتي «إف 16» بالعين المجردة حسب ما نقلته وسائل إعلام تركية بعد فشل الانقلاب المزعوم.
كانت الطائرتان مكلفتين من فريق الانقلابيين استهداف أردوغان. لم تنشر تفاصيل كافية حول واقعة مشاهدة أردوغان لـ«إف 16» قرب طائرته الرئاسية وكيفية نجاته، إلا أن واحدة من القرارات التي اتخذها على الفور ملاحقة قائدي الطائرتين.
وخلال الإجراءات اللاحقة، قام أردوغان، بالتنسيق مع وزارة الدفاع، بتوجيه ضربة ساحقة لقطاع «إف 16» من سلاح الجو التركي، حيث تم تسريح عشرات الطيارين والجنرالات باعتبار أن القوة الجوية هي المشتبه به الرئيسي في التخطيط للانقلاب.
وتحاول تركيا تفادي التصريح عن مبررها حيازة منظومة «إس 400»، إلا أن عملية تجربة المنظومة الصاروخية الروسية على طائرة «إف 16» أول من أمس قد قطعت الشك باليقين. فالرئيس التركي يريد حماية نفسه من «إف 16» بسلاح رادع من طراز «إس 400».
وسبق أن نشر موقع «أحوال» المتخصص في الشؤون التركية، قبل عدة شهور، تقريراً أن المسؤولين الأتراك أخبروا نظراءهم الأمريكيين أن الغاية من شراء المنظومة الروسية هو ردع أي محاولة انقلابية، ذلك أن المنظومة الصاروخية الخاصة بحلف الناتو لا تعمل على نحو ملائم حين يكون مصدر التهديد من منظومة صديقة، وهذا ما حدث ليلة المحاولة الانقلابية، فالمنظومة الصاروخية التركية المعتمدة «باتريوت» لا تصلح للتعامل مع تهديد قادم من سلاح شقيق لها.
وترفض تركيا الحلول الوسط الأمريكية، ومن بين المطروح كان عدم تشغيل المنظومة، وهو ما رفضته أنقرة. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الأربعاء إن تركيا لم تشترِ أنظمة الدفاع الروسية لإبقائها في العلبة. لدينا احتياجات.
والثلاثاء، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن التقارير بشأن اختبار تركيا لطائرات إف -16 المسلحة جنباً إلى جنب مع منظومة الدفاع الجوي إس-400 تثير القلق.
ويبدو أن حجة أردوغان قد أقنعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، غير أنه هو الآخر لا يستطيع التصريح علناً بقناعته حق أردوغان في حماية نفسه من «إف 16»، لأن من شأن ذلك أن يفتح الباب أمام ازدواجية التسليح لدى الدول الحليفة لواشنطن، وكذلك قد يؤدي ذلك إلى تقسيم الجيوش. ومثال ذلك تركيا، حيث من المستبعد في ظل الهلع الذي ينتاب أردوغان من أي محاولة انقلابية، أن يسلّم منظومة «إس 400» لقادة هيئة الأركان على سبيل المثال.. فهو يشتريها لردعهم!
عن البيان الإماراتية

#حزب_سوريا_المستقبل

#مقال_رأي

مقالات الرأي لا تعبر عن وجهة نظر الموقع

فوزة اليوسف تكتب: ماذا وراء التصعيد الروسي!

مع أنه تم التصريح من قبل المسؤولين الروس، وأكثر من مرة، أن قوات سوريا الديمقراطية، التزمت بما تم الاتفاق عليه، ويجب على الجانب التركي أن يطمئن، وأن يتم الاستمرار في تنفيذ اتفاقية سوتشي. وأكدت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أيضاً، وأكثر من مرة، أنها مستعدة لفتح حوار مع دمشق و بوساطة روسية، وهي تملك الإرادة السياسية لتحقيق ذلك.

وبالرغم من أن المسؤولين الروس العسكريين منهم والسياسيين، يعرفون، “وكانوا شهود عيان” أنه ومنذ 2015 وحتى الآن، هناك محاولات دائمة من قبلهم، ومن قبل القوى السياسية في شمال وشرق سوريا للوصول الى تسوية سياسية. إلا أن الحكومة السورية تتهرب بشكل دائم،  وتماطل في تحقيق أي خطوة عملية.

في الفترة الأخيرة أيضاً، كان هناك محاولات جدية من قبل قوات سوريا الديمقراطية، وطرحت مقترحات بصدد تحقيق بعض الخطوات، لتعزيز الثقة من الناحية العسكرية، وتم رفضها من قبل الحكومة السورية، قبل أن يتم إفراغها من مضمونها.

قال وزير الخارجية الروسي السيد سيرغي لافروف مؤخراً: “إن عودة القوات الأمريكية الى المنطقة أدى إلى تغيير في مواقف قوات سوريا الديمقراطية، وإن قوات سوريا الديمقراطية لم تلتزم بالتفاهمات التي تمت، ولا يوجد مواقف جدية من الحوار مع الحكومة السورية”. إن تصريح السيد لافروف مثير للقلق .
أعتقد أنه يجب التوقف عند هذا التصريح، سيما أن هناك أحاديث تجري خلف الكواليس. ويجب أخذها بعين الاعتبار أيضاً، والتي تشير إلى اتفاق سرّيّ بين روسيا وتركيا، حول ادلب، واحتمال أن تعطي روسيا الضوء الأخضر لتركيا، كي تستمر في الهجوم على مناطق شمال وشرق سوريا، مقابل تخلي تركيا عن مناطق في ادلب.
إذا كان هذا السيناريو صحيحاً، وأن هناك هناك اتفاق ضمنيّ، هذا يعني أن السيد لافروف بتصريحه التصعيدي الأخير، يمهد الطريق أمام أمر كهذا، و يقدم الذرائع، حتى تتحمل قوات سوريا الديمقراطية المسؤولية كاملة، وتتحمل الإدارة الذاتية المسؤولية أيضاً، بأن استمرار العملية العسكرية التركية سببه عدم التزامهما بالتفاهمات.

والسيناريو الآخر الذي يتم تداوله، أن موسكو وقبل اجتماع الناتو، تريد ان تقول لتركيا: “لا تقبلي بخطة الناتو الدفاعية، وسنقدم لك ما لا يمكن ان يقدمه الناتو”.

في الحالتين تكون سوريا والسوريين الضحية. لكن هذا لا يعني أن روسيا ستكسب أيضاً، لأن تركيا لن تخرج من الناتو بأي شكل من الأشكال. وستقوم تركيا بتوسيع مناطق نفوذها على حساب تضييق مساحة النفوذ الروسية. لأن القوات الروسية وقوات النظام السوري، يسيطرون على المناطق المحاذية للمناطق التي احتلتها تركيا مع مرتزقتها. والمرتزقة الذين يأتون من ادلب، سيحاربون الجيش السوري في بلدة عين عيسى.
في حال تم ذلك، فإن الكثير من الأوراق ستختلط، ولن يكون هذا في صالح الروس، ولا في صالح النظام على المدى البعيد.

وسيتحمل الروس المسؤولية كاملة، عن استمرار تركيا في احتلال أراض سورية، بالإضافة إلى ردود الأفعال التي تطورت ضد أمريكا، سيتم توجيهها إلى روسيا.

أتمنى ألا تكون هذه السيناريوهات صحيحة، حتى لا تكون نتائجها على كل الأطراف وخيمة.

عن صفحتها في الفيس بوك

#حزب_سوريا_المستقبل
#مقالات
مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر كُتَّابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

 

عبد الوهاب بدرخان يكتب: فتنة أو حرب لإنقاذ إيران ونفوذها

أهم ما حققته الانتفاضتان في العراق ولبنان، أنهما تمضيان في تفكيك الهيمنة الإيرانية على العقول والنفوس، وتجاوزان حاجز الخوف من الإرهاب الإيراني. قمع نظام طهران انتفاضة شعبه لكن لديه الكثير مما يقلقه في الداخل كما في مستعمراته.

فرضت السلطات الإيرانية ستاراً حديداً، على النمط السوفياتي السابق، طوال الفترة الزمنية التي طلبتها أجهزة الأمن لتتمكّن من القتل والتنكيل والاعتقال بعيداً عن شهود وكاميرات، غير أن الجرائم وُثّقت وأثبتت أن هذا النظام الذي يديره رجل دين لا يختلف عن أي نظام يتزعمه عسكري سفّاح أو مدنيٌّ مختلٌّ.

على مدى أيام التعتيم المطلق تحوّلت الشوارع في مئة مدينة إيرانية مسارح لإعدامات ميدانية ومقتلات مبرمجة أسقطت مئات الضحايا، ومطاردات مستهدفة تركت آلاف المصابين، واعتقالات حصدت الآلاف.

ولو لم يؤدِّ انقطاع الانترنت الى خسائر هائلة لاقتصاد منهك أصلاً لاستمرّ إغلاقها. وفيما كانت الأجهزة تمارس أبشع أنواع التعذيب للمعتقلين، سارع الرئيس، “الإصلاحي – المعتدل”، حسن روحاني الى اعلان التغلب على الاضطرابات، وحصر ما حصل بـ “مخططات خارجية” لنشر الفوضى في إيران وبأدوار لأجهزة استخبارية غربية.

كان المرشد علي خامنئي سبقه بالقول إن الاحتجاجات ليست “حركة شعبية” بل “مسألة أمنية تمّ التعامل معها – أي قمعها – بنجاح”. هل يعني ذلك أنه يعتبر ضمناً أن كلّاً من العراق ولبنان يشهدان “حركة شعبية”؟
تمكّن النظام من ضرب انتفاضة الشعب الإيراني بالحديد والنار، ولا دقّة في أعداد القتلى والجرحى والمعتقلين فأعلاها يبقى أدنى من الواقع.

برهن النظام تأهّبه بمقدار ما استخدم خبراته الدموية لكنه راهن على أن يثبط قمعه الوحشي لانتفاضتَي 2009 و2017 – 2018 عزيمة الإيرانيين الذين خرجوا الى الشوارع موقنين بأنهم سيُواجَهون آلة القتل، التي أشركت فيها هذه المرّة القوات المسلّحة و”الحرس الثوري”، بالإضافة الى “الباسيج”.

كانت التُهم جاهزة، فالذين تظاهروا مطالبين بـ “الموت للدكتاتور” و”سقوط المرشد” وهاتفين “لا غزّة ولا لبنان كلّنا فداء إيران” هم من معارضة المنفى (“مجاهدي خلق” وأنصار نظام الشاه) أو من عملاء اميركا والسعودية وإسرائيل.
هكذا، لم يبذل الملالي عناءً للعثور على الذرائع التي تريحهم، إنْ هي إلا “مؤامرة أميركية” أخرى يهزمونها، فإلى التمرين التالي.

لكن، إذا كان هؤلاء المعارضون، المنفيّون، قادرين على تحريك أكثر من مئة مدينة وعلى هزّ فرائص الملالي، فهذا يعني في الحدّ الأدنى أن نفوذ “المعارضة” أكبر من أن يُحتوى، غير أن النظام يعلم أن اتهاماته ملفّقة وأن لديه – في الداخل – ما يديم قلقه. ذهب فوراً وسريعاً الى سفك الدماء ليُرغم مواطنيه على نسيان رفع أسعار البنزين، لكن هذه تواصل سرقة التومانات القليلة من جيوبهم وتراكم الحنق والنقمة والحقد ذخيرةً للانفجار التالي.
لدى النظام ما يؤرقه أيضاً، في الخارج، في ما يسميها مناطق نفوذه، فكلّها مشتعلة. ومثلما أن المكابرة وحدها لا تكفي لتغطية أزمته الداخلية وتزيّن له أي تراجع على أنه “مقاومة” و”ممانعة”، كذلك لا تنفع رغبات الوليّ الفقيه وحدها في معالجة أزمات الحلفاء.

أياً تكن الظروف فلا شيء يطمئنه الى مستقبل التمدّد الإيراني في الإقليم، ومهما كان الاختراق الأميركي فإنه لا يستطيع تصنيع الانتفاضتين العراقية واللبنانية على هذا النحو من العمق والثبات. لكن الملالي يفضلون تصديق الكذبة التي ينسجونها وتساعدهم على الاستمرار في الإنكار: ليس هناك شعب ثائر بل هناك “الشيطان الأكبر” يدير مؤامرة ضد “الجمهورية الإسلامية”. لو كانت “جمهورية” حقّاً لما سعت الى التخريب لتصطنع “امبراطورية”، ولو كانت “إسلامية” حقاً لما جهدت لإنتاج هذا النموذج السيّء من الإسلام فيما تقدّم نفسها نقيضاً تصحيحياً لنماذج أخرى سيئة.
يكمن المأزق الحالي في أن الوليّ الفقيه كان تبلّغ أو أُقتنع بأن العراقيين واللبنانيين أصبحوا رعاياه ومواليه، بدليل تقارير جنرالاته التي تقول أن حسن نصرالله يحكم لبنان و”أبو مهدي المهندس” وفالح الفياض يحكمان العراق – ولو أنهما لا يضاهيان نوري المالكي، ثم أن عبدالملك الحوثي يحكم اليمن كما يحكم بشار الأسد سورية، فهؤلاء كلّهم “أولاد الولاية” وأزلامها، لا يحيدون عن “خط المقاومة” حتى لو اضطرّوا لحرق بلدانهم، وقد فعلوا.

نعم، استثمرت إيران الكثير في الشحن المذهبي والأدلجة، وفي التسليح والعسكرة، لكن ذكاءها خانها حين تجاهلت معاناة شعبها والشعوب التي تفاخر باستعمارها. أي تحليل سياسي، بمنظار تاريخي اجتماعي، سيوصل المخططين في إيران الى أن غطرسة القوة أعمت بصائرهم وأنهم اجتهدوا لتركيب أرجل لـ “الكذبة” ودفعها الى السير لبعض الوقت لكنها لن تدوم إلا بإدامة الفتن. لذلك فالمطلوب فتنة ما، حربٌ ما، لـ “إنقاذ” النظام الإيراني.
قد يوحي أتباع إيران لمواطنيهم بكل شيء إلا بالثقة، يتساوى في ذلك مَن هم من طائفتهم أو من سواها. في اليوم الثالث بعد اندلاع انتفاضة لبنان بادر الأمين العام لـ “حزب الله” الى خطاب الاعتداء عليها، هدّدها بإنزال جحافله الى الشارع وقد فعل لكنه لم ينجح في ترهيب المتظاهرين بل ضاعف أعدادهم، أنذرها بإشعال “حرب أهلية” وقد حاول فعلاً حين أطلق رعاعه من الشياح الشيعية الى عين الرمانة المسيحية لإحياء خط تماسٍ سابق، ولا يزال يناور بالسياسة للحفاظ على “نظامه” لكنه وحليفه “التيار العوني” تبادلا حرق بعضهما بعضاً. فما الفائدة من نظام بات يعرف أنه سقط في الشارع بعدما أغرق البلد في أزمة اقتصادية غير مسبوقة…
ومنذ اليوم الأول للتظاهر في العراق أدرك “الحشد الشعبي” أنه وراعيته إيران أمام وضع يستوجب إفلات “نخبة” القتلة والقناصة في صفوفه لخنق أي انتفاضة في مهدها.

قتلوا بضع مئات ولا يزالون يقتلون، أحدثوا إعاقات دائمة لأكثر من ثلاثة آلاف، تسببوا بجروح بالغة لما يفوق اثنتي عشر شخصاً، خطفوا المسعفين والناشطين. لا يستبعد قاسم سليماني وأزلامه “الحشديون” أي سيناريو، بما في ذلك المجازر، لكن توسّع الانتفاضة وانتشارها وثباتها كانت دليلاً ساطعاً الى فشلهم، فهُم أيضاً سقطوا في الشارع.

حتى في سورية تكثر المؤشرات الى “الكذبة” إياها في أكثر من مجال، كذلك في اليمن حيث يواجه الحوثيون واقعاً دولياً واقليمياً يريد نهاية قريبة للحرب فإمّا أن يحصلوا على موقع في الحل السياسي أو يخضعوا لمشيئة ايران وترتدّ الحرب عليهم.
حرص أعداء الانتفاضة في لبنان على الهتاف “شيعة… شيعة” لكنه وقع في آذان مَن لا يعنيهم بل ردّوا عليه بالنشيد الوطني.

لم يستطع أعداء الانتفاضة في العراق إطلاق صيحة “شيعة… شيعة” ضد المعتصمين في الساحات فهؤلاء من الشيعة ويهتفون “بالروح بالدم نفديك يا عراق”. ولم يستخدم القتلة في إيران تلك الصيحة لتذكير المتظاهرين بانتمائهم المذهبي فهؤلاء من الشيعة وكانوا يهتفون لتذكير الملالي بالانتماء الى إيران. هذه الفوارق البديهية، بل السطحية، تبدو كافية لإظهار المأزق بعمقه وكل أبعاده.

#حزب_سوريا_المستقبل
#مقالات
مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر كُتَّابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

45 دقيقة من حياة الشهيدة المهندسة هفرين خلف

مقتطفات من حياة الشهيدة المهندسة هفرين خلف الأمين العام لحزب سوريا المستقبل

هفرين خلف المهندسة المدنية التي غادرت شهادتها الجامعية لأن أخوة الشعوب تحتاج إلى شهادة أعلى.

المدرّسة الانكليزية التي غادرت التدريس لأن مستقبل سوريا يحتاج إلى لغة أسمى.

الشابة التي انطلقت من حاجة النساء السوريات إلى أفق سماوي للحرية.

الشابة التي تسامت مع إرادة الرجال في صناعة ربيع الثورة من خريف الواقع.

هفرين التي عرّشت كالياسمين في دروب الإنسانية والحرية والفرح، كانت منذورة لكل المثل التي ناضلت من أجلها. هفرين استشهدت على أيدي قتلة الإنسانية.

ولدت الرفيقة هفرين في مدينة ديريك، عام 1984، ودرست في مدارسها قبل أن تلتحق في جامعة حلب لتدرس في كلية الهندسة المدنية وتتخرج عام 2009.

التحقت بالعمل الإداري والحقوقي مع بداية الأزمة السورية، ثم تفرغت للعمل السياسي. انتخبت في منصب الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل بعد تشكيله في 27 آذار عام 2018.

واستشهدت في 12 تشرين الأول وهي تؤدي واجبها الوطني، على طريق سوري وبأيدي ميليشيات سورية تعمل بأمرة الجيش التركي.

في تأبينها قالت والدة هفرين:

ابنتي حصلت على شهادة الهندسة المدنية، وشهادتها بالبيت.

ابنتي هفرين درست أدب إنكليزي وشهادتها في البيت.

ابنتي هفرين قررت دراسة اللغة الكردية وشهادتها بالبيت.

ابنتي لم تكتف بهذه الشهادات وقررت أن تشارك في بناء سوريا لتكون مثلاً لأخوة الشعوب.

وابنتي هفرين حصلت اليوم على أغلى الشهادات، استشهدت ابنتي من اجل الشعب والوطن والقضية”.

السلام لروحك رفيقة هفرين والخلود للشهداء.
#حزب_سوريا_المستقبل
#الشهيدة_هفرين_خلف