الرئيسية بلوق الصفحة 130

حوار مع القائد العام ل “قسد” حول المنطقة الآمنة

كشف القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية ”مظلوم كوباني” في تصريح لوكالة “هاوار” بأن الولايات المتحدة الامريكية تلعب دور الوسيط بينهم وبين الدولة التركية, وتنقل ما يطرحونه وما يقبلون به وما يرفضونه للدولة التركية. و ينقلون لهم الافكار والطروحات التركية وما يقبلون به وما يرفضونه, موضحاً بأن اللقاءات تتواصل بهدف حل المشاكل، وقال بخصوص “المنطقة الآمنة”: ”تنفيذ الاتفاق يبدأ من المنطقة الممتدة بين سري كانيه وتل أبيض وستمتد بعدها إلى مناطق كوباني وقامشلو وديرك”.
وتحدث كوباني عن تفاصيل اللقاءات الأخيرة بخصوص “المنطقة الآمنة” وعمقها والمناطق التي ستشملها وتأثيرها على الوضع السوري والمباحثات مع النظام السوري.
-الآن الجميع يناقش “المنطقة الآمنة” أو “المنطقة العازلة”. في البداية أود طرح هذا السؤال: أنتم ماذا تطلقون على هذه المنطقة التي يتم التباحث حولها؟ من ناحية الكيفية أين يكمُن الاختلاف من حيث التسمية؟
قال كوباني :”في الحقيقة الموضوع الأساسي هو حماية الحدود. هناك مشكلة أمن الحدود بين شمال وشرق سوريا والدولة التركية. رسمياً تسمى “المنطقة الآمنة”، ونحن باستطاعتنا تسميتها بـ “المنطقة الآمنة”. ولكن جوهرها هو أمن الحدود.”
ورداً على سؤال مشاركة قوات سوريا الديمقراطية في الاجتماع على مدار ثلاثة أيام، قال كوباني:” هي مرحلة طويلة. عندما صدر القرار الأمريكي بالانسحاب مطلع العام الحالي، بدأت تركيا تُهدد شمال وشرق سوريا. في ذلك الحين، طلبنا تشكيل المنطقة الأمنية. لأننا كنا على يقين أننا لا نُشكل أي خطر على الدولة التركية. ولا يوجد أي سبب لهجوم تركي على شمال شرق سوريا. طلبنا من شركائنا الأمريكيين التوسط بيننا وبين الدولة التركية، لحل الموضوع بالحوار وليس بالحرب. وهذا الموضوع يستمر حتى الآن واجتاز عدة مراحل.”
واضاف :”حدثت لقاءات في أكثر من مناسبة وصدرت تهديدات تركية. مؤخراً، حشدت تركيا قواتها على الحدود وازدادت احتمالات الهجوم.”
وتابع :”كلما زاد احتمال الحرب تزداد احتمالات الوساطة والاتفاق. في هذا الإطار وبعلمنا، جرى لقاء في هذه الفترة.”
وعن مناقشة آرائهم سألت الوكالة ,هل تمت مناقشة آراءكم في الاجتماع الذي عُقد في أنقرة بين أمريكا وتركيا؟
رد كوباني: ”صحيح. عندما برزت مسألة المنطقة التي يطلق عليها اسم “آمنة”، طرحت قوات سوريا الديمقراطية مشروعها. ما هو تصورنا للـ “المنطقة الآمنة” ما هي وجهات نظرنا، ما هي مبادئ هذه “المنطقة الآمنة” وكيف ستضمن حماية حدودنا وحدود الدولة التركية، لدينا مشروع في هذا الإطار. طرحنا هذا المشروع على شركائنا الأمريكيين. ولدى الدولة التركية آراء، وهي أيضاً طرحت آرائها على الولايات المتحدة الأمريكية. منذ مطلع العام، تجري لقاءات في إطار الرؤيتين. ولكن الدولة التركية تُصر على آرائها وأعتقد أنها لا تزال. نحن على ثقة أن المشروع الذي طرحناه موضوعي ومعقول أكثر ويضمن أمن الطرفين. نحن على ثقة أن المشروع الذي طرحناه سيُطبق وسينجح.”
وعن الاخبار التي يتم تداولها بخصوص اللقاءات التي جرت في أنقرة، والقرارات التي خرجت عن الاجتماع. ولكن لم تتحدث أي شخصية رسمية ومعنية بالأمر عن تلك القرارات. ما مساحة تلك المنطقة، ومن سيتواجد في المنطقة، وهل سيتم إغلاق المجال الجوي أم لا. حقيقة ما هي القرارات التي اتخذت في تلك اللقاءات، هل بإمكانكم استعراض تلك القرارات؟”
اوضح كوباني: ”الموضوع الأكثر أهمية هو استمرار التفاوض لأن المشكلة قائمة. نحن لا نعتبرها مشكلة لأن الدولة التركية هي التي تُهدد بالهجوم دائماً، لكننا كقوات سوريا الديمقراطية لا نريد أن تنتهي المشكلة بالحرب أو أن تتطور إلى حرب. لا مصلحة لنا في الحرب. مساعينا منذ اليوم الأول وحتى الآن انصبّت على محاولة حل المشكلة بالحوار. المهم، إن اللقاءات الأخيرة أظهرت أن اللقاءات لم تصل إلى طريق مسدود، ونحن موجودون في تلك اللقاءات بشكل غير مباشر.”
وقال: ”الأمريكيون يلعبون دور الوسيط بيننا وبين الدولة التركية. يعرضون علينا آراء الدولة التركية ويقولون لتركيا ما نقبله أو نرفضه. وفي ذات الوقت، يطرحون رؤانا على الدولة التركية ويقولون لنا ما قبلته تركيا أو رفضته. ويستمر هكذا على هذا الشكل. في اللقاءات الأخيرة كانت هناك ضمانات باستمرار اللقاءات.”
وأضاف: ”نرى ذلك أمراً إيجابياً. تم الاتفاق على الخطوط العريضة، ليست هناك تفاصيل بعد. المسائل الثلاث الأساسية التي ظهرت في الإعلام هي مسائل أساسية ونحن نتفق مع ما ظهر. نحن على ثقة أن إطار الاتفاق مناسب للوصول إلى حل. ولكن لازالت هناك الكثير من التفاصيل.”
وحول الاتفاق على عمق المنطقة الآمنة. قال كوباني:”أستطيع أن أخبرك بالأمور التي قبلنا بها كقوات سوريا الديمقراطية. الأمور التي قبلنا بها كانت في مشروعنا بالأساس. تتضمن المنطقة الممتدة من نهر دجلة إلى نهر الفرات على طول الحدود. لم نقبل أن تتضمن منطقة محددة فقط. إذا حصل اتفاق يجب أن يشمل كل مناطق شمال شرق سوريا. المنطقة بأكملها عمقها 5 كم ولكن في بعض المناطق بين سري كانيه وتل أبيض يصل عمق المنطقة إلى 9 كم وفي مناطق “وهي قليلة للغاية” يزداد العمق إلى 14 كم بين سري كانيه وتل أبيض. بشكل عام عمق المنطقة هو 5 كم ولكن في أماكن صغيرة محددة تتراوح بين 9 و14 كم. لذا، نقول 5-9-14كم.”
وحول ما تم تداوله عن قرار إنشاء منطقة آمنة بين سري كانييه وتل أبيض قال: “لا، ليس هناك قرار من هذا القبيل. يُراد أن يبدأ تطبيق الاتفاق من المنطقة الممتدة بين سري كانيه وتل أبيض وأن تمتد بعدها إلى مناطق كوباني وقامشلو وديرك.”
ـوحول سؤال، لماذا تريدون إنشاء المنطقة على طول الحدود؟ ولماذا تصر تركيا على أن تكون المنطقة بين سري كانيه وتل أبيض؟
قال: “إذا جرى اتفاق يجب أن يكون اتفاقاً شاملاً. هذا الاتفاق ليس لمنطقة محددة بل لكل المناطق. شمال وشرق سوريا منطقة واحدة ولا فرق بين أقسامها. صحيح أن المنطقة الواقعة بين سري كانيه وتل أبيض تعيش فيها غالبية عربية، ولكنها جزء من سوريا. إذا جرى اتفاق على منطقة محددة، هذا ما لا يمكننا قبوله وليس هناك شيء من هذا القبيل”.
وأضاف: “في الوقت الحالي، ما يقال ليس صحيحاً. الاتفاق سيُنفّذ على مراحل. يراد أن يبدأ تطبيق الاتفاق من تلك المنطقة، وأساساً ليس من الممكن أن يُطبق الاتفاق في كل الأماكن في ذات الوقت. ليس من أين يبدأ التطبيق لأن الاتفاق سيُنفّذ تباعاً”.

منقول عن هاوار

قوات سوريا الديمقراطية في أول تعليق على المنطقة الآمنة


 

في أول تعليق عن المباحثات الجارية بين واشنطن وأنقرة حول المنطقة الآمنة شمال سوريا، قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي لوكالة أنباء هاوار: “إن المنطقة الآمنة التي يجري النقاش حولها بين واشنطن وأنقرة يجب أن تشمل كامل الحدود بين نهري دجلة والفرات. فمن أجل حفظ المنطقة من الهجمات والتهديدات التركية يجب أن تشمل كل المنطقة بين نهري دجلة والفرات”.

وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية تجري مباحثات غير مباشرة مع تركيا، عبر الوسيط الأمريكي. ولكن المباحثات لم تعط نتيجة بعد.

وأكد “أن المباحثات تجري للوصول إلى نتيجة”. وحول المطلب التركي بأن تشمل المنطقة الآمنة تل أبيض “كري سبي” ورأس العين “سري كانيه”، قال عبدي: “تريد تركيا من وراء هذا المطلب فصل مناطق الإدارة الذاتية”.

ومن الجدير بالذكر أن الطلب التركي ذاته عرضته أنقرة على واشنطن، قبل حملة التحالف الدولي لاستعادة الرقة، في تشرين الأول 2016 وطالبت بفتح كريدور من تل أبيض، يدخل عبره الجيش التركي، ورفضت واشنطن ذلك، وطلبت ثانية من واشنطن في حملة استعادة دير الزور. كما طلب الرئيس التركي أردوغان من واشنطن أن تتوغل قواته لمحاربة داعش في الفترة التي كان فيها داعش محاصراً في الباغوز.

 

 

 

الأسد غاضب من “المنطقة الآمنة” في سوريا!

 

أدانت الحكومة السورية يوم الخميس “8 آب الحالي” الاتفاق التركي الأمريكي بشأن “منطقة آمنة” في شمال سوريا باعتباره “هجوماً مفتوحاً” على السيادة السورية، و “تصعيداً خطيراً”.

ونقلت وسائل الإعلام السورية عن مصدر في وزارة الخارجية وصف الخطة بأنها “تهديد للسلام والاستقرار في المنطقة”.

توصلت الولايات المتحدة وتركيا إلى اتفاق، بشأن إنشاء مركز قيادة عسكري مشترك في تركيا، والذي سينسق ترتيبات “منطقة آمنة” بالقرب من الحدود التركية في شمال سوريا. يبدو أن هذا يقلل من فرصة قيام الجيش التركي بغزو سوريا للمرة الثالثة.

لم يتم الكشف عن الكثير عن تفاصيل الاتفاق.

جاء الاتفاق نتيجة ثلاثة أيام من المفاوضات بين وفود كلا البلدين “أمريكا وتركيا”، والتي وضعت حداً لشهور من الجمود. أمضت تركيا والولايات المتحدة وقتًا طويلاً في مناقشة حجم المنطقة الآمنة التي ينبغي أن تقوم بها قواتها التي يجب أن تقوم بدوريات هناك.

الأكراد مشكلة دبلوماسية

القضية ليست فقط بسبب العلاقات الدافئة بين حلفاء الناتو، أو بسبب رفض الرئيس السوري بشار الأسد للخطة.

فقد تم تحرير شمال وشرق سوريا من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، من قبل تحالف من جماعات المعارضة السورية التي تتألف أساساً من الأكراد، وبدعم من تحالف دولي على رأسه الولايات المتحدة الأمريكية. وهم يسيطرون حالياً على معظم شمال وشرق سوريا.

تخشى تركيا أن يبني الأكراد دولتهم في المنطقة. وهو احتمال غير مقبول بالنسبة لها. لأنها تقاتل من تعتبرهم “انفصاليين أكراد” منذ عقود.

من جهته حذر مسؤول كردي في المنطقة، في فترة سابقة، أن الهجوم التركي على الأكراد سيؤدي إلى “حرب كبيرة”.

الولايات المتحدة وسحب القوات

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي أن القوات الأمريكية ستنسحب من سوريا. وتحت ضغط مستشاريه العسكريين، تأخر الانسحاب.

هذا قبل أن تنشر وزارة الدفاع الأمريكية تقريراً، يحذر من عودة تنظيم داعش في شمال وشرق سوريا. وأضاف التقرير استنتاجاً مفاده أن مجموعات القتال الكردية لا تملك القدرة على منعها دون دعم أمريكي.

عن موقع NU “الآن” الهولندي.

 

طالب إبراهيم يكتب: شرق سوريا.. كيف ينتصر أردوغان!

وصل وفد عسكري أمريكي الى مدينة أورفا التركية لتشكيل “مركز عمليات مشترك” مع الجيش التركي بهدف “إدارة” المنطقة الآمنة وفق التفاهم الأمريكي التركي. حسب الاندبندنت.

مركز عمليات مشتركة، وخطة لمنطقة أمنية لم تتوضح معالمها بعد، تؤهل لبناء واقع سياسي “شرعي” وأمني جديدين، تحت قيادة قوات سوريا الديمقراطية، ومجلسيها التشريعي والتنفيذي، تتناقض عمليّاً مع التصريحات التركية المتعلقة بتحقيق انتصار.

يبدو أن الانتصار التركي يتراجع، ويتأجل بين كل مسار زمني وسياسي. ويتراجع الإعلان عنه مع كل تهديد باجتياح شمال سوريا. تهديد “متنقل” كرّره رئيس تركيا أردوغان في أكثر من مناسبة، ثم وزير دفاعه “اكار خلوصي” وصولاً إلى وزير الخارجية “تشاويش اوغلو”، مروراً بقطاع واسع من الصف الثاني داخل تنظيم “حزب” العدالة والتنمية التركي.

في معرض تهديداته لشمال وشرق سوريا، قال وزير دفاع تركيا “خلوصي” قبل جولة تفاوضية “تمهيدية” مع أمريكا تتعلق بإنشاء المنطقة الآمنة: “سنهاجم شرق الفرات”، ردّ وزير الدفاع الأمريكي بشكل واضح ومباشر “لن نسمح بذلك”.

كان ذلك قبل أن يصفق “خلوصي” ذاته في نهاية الجولة “التمهيدية”، معلناً نجاح المفاوضات، واقتراب أمريكا من المطالب التركية، فجاء الرّدّ الأمريكي عبر وزارة الخارجية والبنتاغون بالقول صراحة، “غير صحيح”.

من جهته هدد الرئيس التركي أردوغان، بدفن قوات سوريا الديمقراطية، فرد مظلوم كوباني “قائد قوات سوريا الديمقراطية: “ستكون حرباً مفتوحة”.

استعرض أردوغان قواته العسكرية في الحدود السورية الشمالية، ليضفي طابعاً حقيقياً على تهديده. قبل أن يطلب مساعدة قائد حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان المعتقل لديه، عبر محاميه، لتسهيل مهمة قبول الكرد بتفاهمات الجولة التمهيدية تلك وما بعدها. يهدد بصوت عال عبر منابر إعلامية، لكنه يستجدي بصوت منخفض، قائداً معتقلاً لديه.

تفضح تصريحات أردوغان بخصوص شرق سوريا، تناقضات أفعاله ليس تجاه ملف سوريا فقط، وإنما في المنطقة عموماً، مخالفاً مبادئ حزبه و”عقيدته” وعقيدة مريديه، تحت عنوان عريض “البراغماتية” التي توصف به سياساته وشخصيته على حد سواء، العنوان الذي طبع سلوك تركيا “الأردوغانية” منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى الآن.

“براغماتية” أردوغان تبرر وسيلته بغض النظر عن طينة هذه الوسيلة، وأخلاقيتها. منفعة ملف اللجوء السوري، يبرر وضع اللاجئين تحت المراقبة من أجل ابتزاز الأوروبيين، فيغلق حدوده إذا لزم الأمر أو يفتحها. وتبرر وسيلته فيما بعد، اعتقال اللاجئين وتسفيرهم، وقتل من يعود منهم إلى تركيا.

“براغماتيته” تسمح بتقديم السلاح و”العناصر” للمعارضة السورية المسلحة في إدلب، وتبرر تحديد نقاطهم ومستودعاتهم وأماكن تمركزهم، وتقديمها للروس حتى يقصفوها، وفق ما ذكره سيرغي رودسكوي رئيس العمليات في هيئة الأركان الروسية.

براغماتيته تمسح باليسرى على كتف المعارضة “الناعمة”، وتفرض باليمنى على أحمد طعمة رئيس وفد المعارضة السورية في أستانة أن يفتح “خزائنه” المكنوزة لموقع عرب 48، ويطلب بأن يمنح الله الجنة للأخوة الأتراك لما قدموه للمعارضة خلال السنوات الماضية، فهم لم يتركوا فرصة إلا ودافعوا فيها عن السوريين في كل الميادين.

ما يفضح أردوغان أنه متلوّن :نفعي” يظهر في كل الميادين، السياسية والعقائدية والحزبية. يستورد المنظومة الصاروخية S 400 الروسية، قبل أن يستفزروسيا بقوله للرئيس الأوكراني، “إن تركيا لا تعترف بضم القرم إلى روسيا ولن تعترف بذلك أبداً”. يتحدث عن فلسطين والأقصى بحماسة تفوق حماسة حركة حماس، في حين تكشفت بيانات إسرائيلية حديثة، أن حجم التبادل التجارى مع تركيا تخطى الـ 4 مليار دولار في 2019، وبزيادة مقدارها 14% في السنوات الأخيرة. لتحقق تركيا المركز الأول متفوقة على كل الدول الإسلامية كما العادة.

يفتح يديه لمؤسسي حزبه المنشقين حتى يعودوا “عن غيّهم” إليه، لأنه الأصل، لكنهم يئسوا منه ومن سياساته، وفقدوا الثقة بسلوكه، فيهاجمهم ويخوّنهم، وربما سيحاسبهم في القريب العاجل.

خلال أزمة أردوغان الداخلية والإقليمية، يبحث عن انتصار ما في أي مكان، حتى لو كان في مساحة إعلامية لا تتجاوز الإعلان الإنشائي، بعد سلسلة الهزائم التي مني بها نظامه “البراغماتي” المغلف بعباءة إسلامية. انتصارات إعلامية، تقفز من القرم وقبرص إلى السودان وليبيا. ووسط هذا الضجيج الإعلامي لا بد من تحقيق انتصار ما في قفزة المنطقة الآمنة.

 

  • مقالات الرأي لا تعبر عن رأي الموقع بل تعبر عن وجهة نظر صاحبها.

 

 

رياض درار.. طموح أردوغان العثماني

 

طموح أردوغان العثماني كان يمكن التوصل إليه باستمرار التقدم الإصلاحي في الاقتصاد التركي، وكان يمكن التفاهم حوله عبر مزيد من الإخاء مع الشعوب ومنها الشعب السوري الذي تبجح مراراً “إنهم المهاجرون ونحن الأنصار”. الشعار الكاذب الذي فضحته عمليات النقل الإجباري للشباب السوري إلى مناطق التصعيد في إدلب، ليجبروا على المشاركة في الفصائل التي تأتمر بإمرة الاحتلال التركي هناك. وكان يمكن أن يعطي دليلاً على صدقه لو انفتح على الشعب الكردي في تركيا، وسمح لممثليهم بالتعبير عن حقيقة كينونتهم ووجودهم، وهم يتقدمون بشكل حضاري من خلال المشاركة السياسية والاستعداد الفعلي بالعملية السياسية وعبر المؤسسات الوطنية. كان يمكن لأردوغان التعبير عن انفتاحه بمزيد من الإسهام في فتح باب الحريات بدل زج قادة الشعوب الديمقراطية في المعتقلات. لكن؛ ذلك لا يفلح لمن كانت بطانته الخوف، وعمق تفكيره الاستيلاء، ومنبع منهجه الخوض في الدماء لتحقيق السيطرة.

لم تكن الانطلاقة الثورية في الجزيرة السورية موجهة لحظة واحدة لتهديد الأمن التركي، كما يدعي أردوغان وحكومته، ولم يسع أحد لإطلاق رصاصة باتجاه تركيا رغم التهديدات المستمرة للتجربة النضالية التي استطاعت مواجهة داعش. داعش التي تلقت دعماً مستمراً غير مقطوع من الدولة التركية التي سهلت حركتهم ومرورهم، وتعايشت معهم ثلاث سنوات، تتبادل معهم المهربات من الآثار السورية إلى النفط إلى السلاح. وسكتت عن جرائمهم وهم يقتلون أبناء الشعب السوري بتهم زائفة منحرفة معبرة عن مفاهيم دينية سلطانية متخلفة. وفي معارك كوباني قدمت دولة الاحتلال التركي الدعم لداعش وسهلت لهم العبور، عبر المعبر الوحيد مع الفجر، ليقوموا بقتل المئات من الأبرياء. ولكن؛ أسطورة داعش انتهت، لتستيقظ الأطماع التركية ساعية عبر تقديم المزيد من التنازلات لشركائهم في آستانا؛ بغية الحظوة بمكاسب تقدمها روسيا، وتقايضها على الباب وجرابلس مقابل حلب، وعلى عفرين مقابل الغوطة، وتستجلب المتطرفين لتجميعهم في إدلب، ومن ثم تساوم عليهم لتسليمهم مقابل ما تسميه منطقة آمنة على الحدود، حيث تهدد المشروع السوري الوحيد الذي يحظى بالاستقرار والهدوء والأمان، والذي يقيم تجربة يمكن أن تشكل مخرجاً سورياً من الأزمة وتحل على أساسها المشكلة السورية.

اللعبة ليست مع دولة الاحتلال التركي؛ لأنها أصبحت أداة وتسعى للابتزاز في كل الجهات بعد أن تخبطت سياساتها، وبدأت تتآكل من داخلها، فتركيا الآن جزء من تحالف الشرق الثلاثي “تركيا وإيران وروسيا” الذي تشكل بغية الضغط على السياسة الأمريكية، لإخراجها من المنطقة، ولتصبح خالية للاعبين الثلاثة، وأمريكا حتى الآن لا تستجيب وهي بسبب حسابات انتخابية تتلكأ عن اتخاذ مواقف حاسمة، ولا تسعى للتصعيد خاصة مع إيران التي أعطت للآخرين تصوراً أن أمريكا ليست بوارد مواجهات عسكرية، وهو ليس ضعفاً؛ لأن القوة الأمريكية لا يستهان بها. ولكن؛ لحسابات داخلية ولغياب التوافق الدولي. وهذا يجعل دولة الاحتلال التركي تقوم بالتصعيد والتهديد الدائم لشرق الفرات اختباراً وابتزازاً، ويقومون بالضغط على قوات سوريا الديمقراطية الحلفاء بمواجهة الإرهاب، ويستمرون بالتهديد الذي يعد بأنهار من الدماء التي هي من طبائع الوحوش التي اعتادت أن تتعمد بالدماء، وأن تتوضأ بها باعتبار أن الجهاد دين وأن الدماء طريق تحقيقه. في الشعر الفارسي يقول شاعر : “إنهم يتوضؤون بالدماء؛ فلنقم نحن صلاة الجماعة”.

إنه كلام معبر فهؤلاء المدعون الإيمان يرتكبون الآثام باسم الدين، وأيديهم ملطخة بدماء أضحياتهم، وما على الضحايا إلا أن تتجمع وتوحد كلمتها؛ لأنهم بوحدتهم سيحققون الصمود ويكشفون كذب ادعاء أعدائهم وزيف إيمان الظالمين.

فيا أردوغان؛ هذا شعب لا يموت إلا واقفاً ولا يقبل الذل ولا يركع. ومهما توضأت بالدم، فإنهم سيقيمون صلاة الجماعة بوجهك وسينتصرون

نقلاً عن صحيفة روناهي

الدار خليل لـ”سي.إن.إن”: كيف يهدد التدخل التركي في سوريا المنطقة والعالم؟

في الوقت الذي سعت فيه الكثير من القوى والأطراف، ولا تزال، إلى الحفاظ على حالة الحرب والتوتر والصراع في سوريا، تمسكت مكونات شعبنا في شمال وشرق سوريا، من عرب وكرد وسريان-آشور وأرمن وتركمان وغيرهم، بمواقفهم الثابتة في منع هذه الأطراف التي تبحث عن مصالحها الشخصية على حساب الشعب السوري. وقدمت مكونات شعبنا، ولا تزال، كل ما هو ممكن من أجل الحفاظ على الاستقرار ووحدة المجتمع السوري بتعدده وتنوعه، من خلال مشروع أخوة الشعوب والتعايش المشترك. لذلك، يعتبر هذا الجانب غير المرضي لمن لا يريد الاستقرار أحد أهم جوانب استهداف شعبنا وتجربته الديمقراطية اليوم.

 

حارب شعبنا مساعي تدمير سوريا ومن كافة الجوانب، وكان أكثرها ما قدمه مكونات شعبنا في حربه ضد تنظيم “داعش”، حيث في الوقت الذي كانت فيه الكثير من القوى تهرب من المواجهة مع هذا التنظيم الخطير على العالم والإنسانية، قدم شعبنا على مدار ما يزيد عن 4 سنوات أكثر من 11 ألف شهيد و25 ألف جريح والمئات من الذين أصابتهم إعاقات مستدامة؛ هذه التضحيات إضافة لكوننا حريصون على تحقيق الاستقرار كانت جزءا كبيرا من واجبنا في حماية الإنسانية والعالم من خطر “داعش” وفكره المتطرف.

 

بالرغم من هذه الجهود والتضحيات وكل ما نسعى إليه من خلال إصرارنا على الحل الديمقراطي وتحقيق الاستقرار ومنع أن تكون سوريا مركزاً للصراع والتناحر، إلا أنه هناك من يعرقل كل هذه المساعي، وفي مقدمتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المحتل لعفرين وأكثر من 10‎%‎ من مساحة سوريا علناً.

 

التهديدات التركية اليوم على مناطقنا ومشروعنا الديمقراطي ليست وليدة اليوم وإنما عمرها يعود إلى بداية ثورة شعبنا في شمال وشرق سوريا؛ الثورة التي تحققت فيها كل المعايير اللازمة لأنها ثورة الشعوب وثورة نحو الديمقراطية في سوريا والمنطقة؛ هذه التهديدات خطر ليس فقط على مناطقنا وإنما على استقرار المنطقة، وعلى مستقبل الحل الديمقراطي في سوريا، وعلى جهود قوات سوريا الديمقراطية وشركائها في التحالف الدولي، خاصة في هذه المرحلة المهمة التي تلت نهاية داعش عسكرياً، حيث تستوجب المرحلة محاربة دقيقة لخلايا تنظيم “داعش” النائمة، كذلك تشكل هذه التهديدات خطرا على مستقبل الحل الديمقراطي في سوريا.

 

يوجد في مناطق الإدارة الذاتية الآلاف من معتقلي تنظيم داعش الخطيرين ومن أكثر من 50 دولة في العالم، كذلك هناك الآلاف من عوائلهم ومعهم أطفال تشبعوا من ذهنية التنظيم المتطرف؛ هذا كله خطر على العالم أجمع والتهديدات التركية تزيد من هذا الخطر. في الوقت الذي نحاول فيه أن يكون هناك حل لهذا الموضوع الخطير الذي يهدد العالم بأسره، تركيا تهددنا وتريد الهجوم على منطقتنا تحت حجج وذرائع لا أساس لها من الصحة ولا تمت إلى الحقيقة بصلة.

 

في إطار أداء شعبنا لواجبه الأخلاقي والإنساني في الدفاع عن العالم أجمع وعن الإنسانية فهل من المعقول أن يقف العالم صامتاً حيال التهديدات التركية ضد شعبنا؟ لا نرى بأن ذلك عدلاً كذلك لا يخدم ذلك جهودنا مع التحالف وكل أصدقائنا لحماية العالم من خطر المتطرفين وبناء الحل الديمقراطي في سوريا، نحن ومن حرصنا على كل ما تم التطرق إليه كنا وما زلنا منفتحين على الحلول الممكنة والمعقولة والسيد جيمس جيفري لامس هذه الحقائق من خلال زيارته إلى مناطقنا؛ لكن بالرغم من ذلك إلا أن أردوغان لا يتراجع عن تهديداته التي نراها إتاحة الفرصة لعودة تنظيم داعش وتدمير كل ما تحقق على الأرض.

 

العالم أجمع اليوم مطالب بمواقف واضحة وصريحة حيال هذا الخطر التركي على شعبنا؛ الخطر هو جدي وحقيقي وتبعاته اليوم واضحة في مناطق تواجد المرتزقة تحت الحماية التركية، نحن نسعى لمشروع ديمقراطي حقيقي في المنطقة ولا يوجد أي بديل يمكن من خلاله تحقيق الاستقرار؛ البدائل المطروحة أو التي يحاول البعض وتركيا في مقدمتهم تطويرها في سوريا هي بدائل تسبب المشكلات وتعمق الأزمة كمثال مشروع الإخوان المسلمين ومعهم من يمثلون الواجهة السياسية الشكلية للمعارضة، كذلك هناك مشروع البعث ونظامه الذي كان أحد أهم مسببات الأزمة في سوريا، لذا من المهم حماية هذا المشروع الديمقراطي الفريد من نوعه (مشروع مكونات شمال وشرق سوريا) كما سعوا وقاموا أصحاب هذا المشروع بحماية العالم بتضحياتهم وإصرارهم على الاستقرار والسلام في المنطقة؛ حيث حتى هذه اللحظة يدفع شعبنا ثمن مواقفه هذه من خلال ما يقدم من ضحايا نتيجة عمليات التفجير في المناطق المدنية الآهلة بالسكان.

 

  • الوقوف في وجه التهديدات التركية واجب إنساني وأخلاقي بالدرجة الأولى وحرص على تطوير الديمقراطية كون تركيا لا تستهدف دولة لأن يكون هناك أولويات ومصالح لدى البعض وإنما تستهدف منطقة صغيرة فيها شعب متنوع ومتعدد الانتماءات يريد تحقيق مشروع ديمقراطي في المنطقة ويقوم في ذات الوقت بواجبه في منع أن يكون هناك خطر في أي مكان من العالم.

منقول عن موقع  السي. إن. إن

لا للعدوان التركي

بحضور رئيس حزب سوريا المستقبل المهندس إبراهيم القفطان،ومساعد الأمين العام المحامي ابراهيم الفرج.

عقداجتماع جماهيري في قاعة الاجتماعات في المجلس التنفيذي في الكسرة تحت عنوان لا للعدوان التركي تكلم رئيس الحزب عن الوضع السياسي في شمال شرق سوريا وعلى الصعيد الدولي وتحدث عن دور الحزب في جنيف وأهميته وتحدث على آخر التطورات والتهديدات التركية على الأراضي السورية ورفض تقسيم الأراضي السورية حيث تحدث الأستاذ إبراهيم الفرج على الوضع الأمني في سوريا وبالأخص دير الزور وتم إلقاء كلمة من قبل رئيس المجلس التشريعي خلف الأسعد. شارك العديد الرفاق بأكثر من مداخلة حول الحزب وكان الحضور من كافة مناطق دير الزور كالمنطقة الشرقية والغربية وحضور لبعض اللجان والمنتسبين.
#حزب_سوريا_المستقبل
#فرع_ديرالزور

ابراهيم القفطان .. سيناريوهات الحرب في شرق الفرات!

رئيس حزب سوريا المستقبل يكشف لشبكة كوردستريت السيناريوهات المحتملة في شرق الفرات وهذه تفاصيلها:

أكد رئيس حزب سوريا المستقبل” إبراهيم القفطان” في حديث خاص لكوردستريت ، أن هناك سيناريوهات متعددة للمنطقة ، ولكن لن تكون هذه السيناريوهات أكثر أماناً من الإدارات الذاتية في شمال وشرق سوريا .

وأضاف القفطان ، أن السيناريو الأول : هو توافق أمريكي- تركي، ويأتي في المرتبة الأولى لجهة حظوظه في إمكانية التنفيذ . وذلك كون الولايات المتحدة الأمريكية تريد المحافظة على وجودها في منطقة  شرق الفرات ، إلى حين التوصل إلى “حل سياسي” للأزمة السورية، وتجفيف منابع الارهاب بكل أشكاله والقضاء على أسباب عودتها وانتعاشها من جديد .

أما السيناريو الثاني : فهو عودة النظام السوري، والكشف عن وجوده بشكل علني ورسمي بالتوافق مع مجلس سوريا الديمقراطي ( مسد ) وجناحه العسكري المتمثل بقوات سورية الديمقراطية ( قسد ) .

السيناريو الثالث : هو اجتياح عسكري تركي برفقة فصائل عسكرية” إرهابية”  على غرار عفرين، ووضع المنطقة، أو جزء منها أمام حالة من الصراع المفتوح وإعادة خلط الاوراق من جديد، وحدوث موجات جديدة من نزوح المدنيين، متمنياً  أن يكون هذا السيناريو الأقل ترجيحاً في الوقت الحاضر على الأقل، ولكنه يبقى وارداً إذا لم يتم سحب مبرراته ومعالجة أسبابه ،وكذلك لأهمية السيطرة على شرق الفرات التي تعتبر مسألة حيوية .

وأشار إلى أن هذا السيناريو في حال تحققه سيخلق مواجهة واضحة وضربة قاسية جداً ضد نفوذ ووجود واستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة بشكل عام ، وسيشكل خلطاً للأوراق في أكثر من مكان وعلى أكثر من مستوى . وقد يكون هذا السيناريو سبباً في حدوث نوع من الحرب الأهلية في هذه المنطقة بدعم وتحريض من كافة الاطراف الدولية والاقليمية .

ونوه إلى أن أياً من السيناريوهات المذكورة في حال حدوثه وتحققه ،سيكون خارج إرادة السوريين في التوافق على صياغة مشروع وطني سوري ” يطوي ” حقبة الدكتاتورية والشمولية والمركزية ويؤسس لسوريا جديدة لكل السوريين وبكل السوريين .

وفي سؤال حول الضمانات الأمريكية حول عدم التدخل التركي في شرق الفرات قال القفطان: لم يكن هناك أية ضمنات من الولايات المتحدة الامريكية، أو التحالف الدولي ،لكن نحن نتعامل معهم على أنهم شركاء في محاربة داعش واستقرار المنطقة والذهاب إلى التسوية السياسية لما ذكرها السيد جميس جفري، وهي إنهاء مرحلة داعش، وخروج القوات الايرانية والذهاب إلى التسوية السياسية .

وأضاف : أما بخصوص التعاطي مع المطالب التركية، فنحن نراها ليست مطالبة، بل هي نوع من أنواع” الاحتلال” لمناطق سورية جديدة على غرار ماحصل في عفرين وادلب وجرابلس والباب .

وتابع : إذا كان لتركيا مطالب محقة كما تدعي بموضوع الأمن القومي ،يمكن أن يكون ذلك من خلال الحوار المبني على أسس وقوانين دولية، وضمن مظلة الأمم المتحدة ومجلس الامن مؤكداً أن قراءتنا لهذه المنطقة، هو اشراكها في اللجنة الدستورية، وحل الأزمة السورية.

وأختتم رئيس حزب سوريا المستقبل حديثه لكوردستريت قائلاً : أما بخصوص المنطقة الآمنة ، فيجب أن تكون ضمن الأراضي التركية إن كانت تريد حماية أمنها القومي، وأن لا تكون ضمن الاراضي السورية .

أما فيما يتعلق بعودة المهجرين المتواجدين في تركيا ، فمن يرغب العودة إلى سوريا أو الشمال الشرقي من سوريا، فنحن نرحب بأي سوري يرغب بذلك ،وها نحن نرى عودتهم آمنة من خلال زيارتهم في الأعياد أو عودتهم الدائمة، منوهاً إلى أن تركيا ليست معنية بالمنطقة الآمنة إذا حصلت، بل القوات التي حررت المنطقة ” قوات سوريا الديمقراطية ” وأن دخولها يعتبر “إحتلال ” ، وعودة داعش بوجه آخر كل ذلك على حد قوله  .

منشور في صحيفة كوردستريت

#حزب_سوريا_المستقبل
#حوار
#كوردستريت

طالب إبراهيم يكتب: سوريا.. هويات النظام والهويات!

استعمل النظام السوري كما الدول الإقليمية والدولية، الهويات السورية في حرب النفوذ على سوريا. صراع نفوذ، تمكنت القوى المتصارعة فيه بكل تفان ونشاط، من خلق حالة فوضى ودمار، في إطار جغرافي محدود، يفوق ما تعرض له أي بلد، في الفترة الممتدة بعد الحرب العالمية الثانية وفق مقارنة لهيئة الأمم المتحدة.

تصارعت الهويات المسلمة فيما بينها، مثلما تصارعت مع هويات الأقليات. وتصارعت الهويات القومية المتواجدة منذ مئات السنين سوية في دائرة جغرافية واحدة.

صراع ال”نحن” ضد الخونة. صراع الايمان ضد الكفر. صراع المسلمين ضد الكفار، صراع العرب ضد الكرد. صراع المكونات ضد المكونات. صراعات ظهرت فيه الهويات السورية باعتبارها متناقضة ومتناحرة، على أنها جوهر الصراع، وغاب الجوهر الحقيقي، وهو الصراع على سوريا كمناظق نفوذ ومصالح.

تغيرت خارطة التحالفات فجأة، تركيا الصديق الإسلامي للنظام السوري، تحولّت في فترة زمنية قياسية لتصبح العدو الأخواني الأول له. وتحوّلت قطر من داعم مادي ومعنوي لمحور المقاومة، إلى ممول رئيسي في الحرب ضده.

ضاعت حدود سايكس بيكو السورية، في الفترة التي يصرّ فيها أصحاب القومي الاجتماعي على هوية سوريا الطبيعية والتي تمتد حتى قبرص. وفي الفترة التي يزاود البعثيون عليهم فيها، لتمتد هويتهم من جزيرتي طنب الكبرى والصغرى في المحيط الشرقي إلى جزيرتي سبتة ومليلة في المحيط الغربي.

تنازل شيوعيو سوريا عن هويتهم الأممية، لصالح هويات سياسية مستحدثة مؤقتة، أظهرت تفاوتاً كبيراً في مواقفهم، والتي تناثرت على مساحات واسعة ومتناقضة، امتدت بين دعم تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين  ضمنيّاً وعمليّاً، تحت عنوان كوميدي، يعتبر أن العتبة الرئيسية في بناء سوريا القادمة، سيكون من خلال  كسر النظام الأمني والعسكري أولاً، بغض النظر عن حامل عملية الكسر هذه، وصولاً إلى دعم النظام السوري تحت عنوان عريض هو “المواجهة الحتمية مع الامبريالية العالمية” التي بدأت عملياً مع تاريخ ثورة اكتوبر البلشفية.

يتشابه معهم اسلاميو سوريا من حيث تنازلهم عن هويتهم الإسلامية لصالح عديد كبير من الانقسامات، وعديد كبير من الانتماءات والولاءات وحنوهم إلى عديد من التواريخ مع عدة كبيرة من البدايات، بداية الدعوة الاسلامية، بداية الفتح الاسلامي، بداية الانشقاق الاسلامي، وبدايات حدّيّة في التاريخ كتواريخ تشكيل أقليات وأكثريات.

تقاسمت المجموعات السورية الإسلامية منها والشيوعية والقومية، في تقديم ولاءاتها على مجموعة من الدول التي تدير عجلة الأزمة السورية.

مجموعات إسلامية وشيوعية وقومية تدين بالولاء لأمريكا، ومثلها من حيث التكوين لكن ولاءها لروسيا. مجموعات أخرى قدمت الطاعة لتركيا وايران واسرائيل. وبين هذه الولاءات الرئيسية تنطحت مجموعات أخرى لتدين بالولاء لمن هم دون مستوى في إدارة الأزمة السورية. واحتفظ النظام السوري أيضاً بمجموعاته المتنوعة والمتناقضة لتبرير مشاركته أيضاً في إدارة الأزمة.

تنازل الإسلاميون عن هويتهم الإسلامية، لصالح أجندة اقليمية ذات عنوان اسلامي، وتلاقحت تنظيمات اسلامية مع تيارات يسارية، لتنفيذ أجندة استخبارية ضاعت فيها العقيدة في دهاليز النفعية. في ظل تفوق نظرية “الواقع الملموس” الذي يبرر الوسائل “الضرورة” للوصول نحو الهدف المنشود.

عجز النظام السوري عن بناء هوية سورية وطنية جامعة، خلال مسيرة حكمه الطويلة. وعجز عن بناء دولة بمفهومها الحديث. ومفردة “عجز” تحمل معنى “عدم رغبة” أيضاً.

استعمل النظام السوري الهويات السورية في الجهة التي توطد حكمه فقط، عبر تنافسها فيما بينها، وصراعها ضمن حدود السيطرة.

إذا كانت الدولة هي قوة توحيد وهندسة للهويات المختلفة ضمن حدودها، أو كانت نظاماً معيارياً مؤسّساً لأنماط من الهوية والهوية الوطنية. أو كانت قوة إكراه تجبر المجموع على التوحيد إذا أرادت أن تعبر عن هوية جامعة. فقد كانت السلطة السورية هي أجهزة القمع والعنف فقط، ولم تشهد من تلك الصفات التي تميز الدولة إلا تفصيل إكراه الهويات، وإجبارها على التغيير. تفصيل تطويع الهويات وتطويع رجالاتها، وفرض هويات جديدة على كل هوية، وتشتيت الكل، لتثبيت أركان النظام السياسي والمخابراتي القائم.

بعد الفتوى الشهيرة لرجل الدين الشيعي موسى الصدر، حول شيعية الطائفة العلوية، وبالتالي اسلاميتها، لاضفاء طابع شرعي على استلام الأسد للرئاسة، تماشياً مع الدستور السوري المتعامل به في ذاك الحين، والذي ينص على تحديد ديانة الرئيس السوري. حاول الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، إضفاء طابع سني على الطائفة العلوية، للتقرب ما أمكن من الأكثرية السورية. معتمداً فيها على طاعة العديد من شيوخ الطائفة العلوية المشهورين، قبل أن يحاول الرئيس السوري الحالي بشار الأسد إضفاء طابع شيعي عليها، خدمة للمصالح المشتركة مع ايران.

بين  محاولتي تسنين الطائفة العلوية وتشييعها، غاب الكثير من تفاصيل صقوسها التاريخية وعاداتها، لمصلحة طقوس تتناسب مع حاجات السلطة السياسية والمخابراتية. وتلوثت هويتها الدينية بطابع سياسي نفعي، لمصلحة هوية جديدة لها، تتناسب مع طموحات النظام الأمني والعسكري.

لم تسلم هويات الأقليات الأخرى من عبث السلطة أيضاً، ومحاولات تغيير البنى الداخلية لها، وإضفاء طابع تبعي عبر استعمال شخصيات وتيارات مهمة ضمن كل أقلية. لينتج بالنهاية هويات نفعية جديدة للأقليات القديمة.

وعبثت السلطة أيضاً بالطائفة السّنّية عبر تدوير زوايا الطائفة، وتطويع بعض من أمهر قياداتها الدينية وتطويع تابعيها، ومعاقبة المعترضين بأقسى العقوبات. ونشر التخلف والتعصب عبر عملائه فيها من رجالاتها ورجالاته. خاصة بعد حربه مع الاخوان المسلمين.

في فترة حكم البعث الأولى كان معيار تحديد القيادات في مفاصل النظام السوري، هو الانتماء العقائدي والتنظيمي، حتى حرب 1979-1982 بين تنظيم الاخوان المسلمين الإرهابي والنظام السوري الديكتاتوري. فيما بعد تغيرت معايير اختيار قيادات النظام الأمنية والعسكرية. وظهرت الهوية العلوية في أركان النظام الأساسية، لتكون جيش الثقة الذي يحتاجه في تثبيت حكمه.

يتحمل النظام السوري المسؤولية كاملة عن حالة الانقسام والتشظي التي يعاني منها المجتمع السوري. ويتحمل أيضاً المسؤولية عن حالة التفسخ المعرفي والمجتمعي. ويتحمل مسؤولية وجود الكثير من المجموعات المتناقضة من المعارضات، والتي اهتمت بتقديم الذاتي على الجمعي، والآني على الاستراتيجي.

إن حالة القمع الطويلة التي اعتمدها خلال سني حكمه الطويلة أرهقت المعارضة، وأرهقت المجتمع، وأفرزت في النهاية مجتمعاً بدائياً مشلولاً، عبر عن شلله وبدائيته دائماً، وتركز تعبيره عن نفسه خلال سنين الحرب الطويلة.

ما يميز السلطة الحاكمة في سوريا، يميز الكثير من سلطات الحكم في بلدان العالم الثالث. تشابهات تشير إلى مدرسة واحدة تلقى منها حكامنا دروس الحكم في القمع والتدجين وتشويه المبادئ والهويات.

لكن التاريخ يحمل في طياته دائما التفاؤل حتى في أحلك ساعات التشاؤم. تظهر نواة حقيقية لسوريا الجديدة القادمة، نواة في شرق وشمال سوريا. تحاول وفق الإمكانيات الذاتية والموضوعية، بناء هوية جامعة للمنطقة، رغم كل المطبات والانتكاسات. نواة ثورة حقيقية حاملها الإدارة الذاتية. نواة في مراحلها الأولى، المراحل الصعبة والخطيرة والمصيرية. والتي تحتاج إلى تضافر جهود كثيرة ومتنوعة.

نواة سوريا الحقيقية التي تزيل ترهل المجتمع، وتشوه هوياته، وتشظي معارضاته، وعنف النظام وعملائه.

منشور في مجلة الشرق الأوسط الديمقراطي

#حزب_سوريا_المستقبل
مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر كُتَّابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.