الرئيسية بلوق الصفحة 13

غالية كجوان تكتب: بترسيخ فكر الأمة الديمقراطية نُفشل المؤامرات ونُنهي الاحتلال في سوريا

إذا قيَّمنا التاريخ بالشكل الصحيح حينها نصل إلى أن الشرق الأوسط هو مهد الحضارات الإنسانية، لأن الشيء الذي تم انكاره ضمن العلوم الاجتماعية بحد ذاته هو تاريخ الإنسانية، فخير مثال على ذلك هو عدم قدرة جميع الحركات التحررية والاشتراكية المشيدة في دول أوربا والعالم النجاة من خدمة مصالح النظام الرأسمالي، وذلك يعود الى عدم صحة تحليلهم لتاريخ الإنسانية، وليس لعدم سعي ومطالبة الشخصيات الوطنية التي قامت بتلك الثورات والتي في حينها نادت بالحرية والعدالة وحقوق الإنسان التي تعتبر من أسمى المطالب والحقوق الديمقراطية وأقدسها.

أما اليوم عندما نحلل وضعنا الراهن المعاش نجد بأن الدول القومية سعت إلى تطبيق السياسة القانونية التي تخدم وجودها، وتفرض هيمنتها على المجتمع والمرأة وتعمل على خلق التفرقة والعنصرية والصراعات، وعلى ذلك النهج شهدت البشرية العديد والكثير من الحروب والمجازر والابادات بحق الإنسانية في عهدي النظام الرأسمالي والدولة القومية التي عملت بكل مساعيها على تفكيك النسيج المجتمعي، وانتهاك كافة الحريات والحقوق الإنسانية عبر محاربة القوميات وخلق الفتنة بين الشعوب المتعايشة مع بعضها البعض منذ الآلاف السنين, وخير دليل وبرهان على ذلك سياسات العثمانيون الذين تركوا وراءهم  حقبة سوداء بعد فترة حكمهم في سوريا، والتي اتسمت بالإبادة الدينية، العرقية، الثقافية وبحجة تحقيق الاستقرار حصلت العديد من المذابح التي لا تزال محفورة في ذاكرة تاريخ سوريا، ومنها ماحدث من المجازر التي توسعت لتشمل كل المسيحيين وعلى رأسهم السريان والأرمن ومذابحهم المعروفة، وأيضاً وما يفعله أردوغان اليوم بإصراره على إعادة الهيمنة العثمانية ليست إلا رغبة لإحياء صيتها السيء وممارساتها بشكل عملي، لا بل يقوم بأفعال أسوأ منها، حيث في إطار المقارنة التاريخية ما فعلته داعش يتطابق تماماً مع ممارسات العثمانيين بشكل علمي وعملي وكذلك ممارسات أردوغان تتطابق مع الاثنين تماماً , فدولة الاحتلال التركي منذ بداية الأزمة في سوريا, تسعى بكل السبل لتكريس واقع الفوضى واللا استقرار, وكذلك تعمل في سبيل إعاقة وعرقلة المساعي نحو تحقيق الحل الديمقراطي، كما إنها تخالف كل القواعد وتتدخل لصالح أجنداتها في كل الأمور، ومن أبرز الأسباب الحقيقية التي تعقّد الأزمة في سوريا وأهم الجوانب التي حرّفت المعنى الحقيقي للثورة في سوريا هي المعارضة (كما تسمي نفسها) والتي تشكل بكامل تفاصيلها هيكلاً أجوفاً لا معنى له ولا قيمة، حيث منذ بداية الحراك في سوريا ما تطرحه المعارضة ليس فيه فارق عما يريده النظام السوري فمنظور المعارضة لا يختلف عن النظام ولا سيما أن الأشخاص الذين يسمون أنفسهم بالمعارضة هم جزء من مشروع الحرب من أجل السلطة, ويريدون استبدال الحكم في سوريا بنمط يوازي التغيير الشكلي في البلاد، لكن ضمنياً يعملون على تطوير نموذج الهيمنة الأحادي, عبر ممارسات خطيرة ومنها انخراطهم ودعمهم لمشروع دولة الاحتلال التركي في التطهير العرقي بسوريا, لا بل كانوا العماد فيه, حيث هذا المشروع إبادي ويغير من معالم سوريا وطمس هوية الشعب السوري.

وعلى مدى السنوات الأخيرة، شنت تركيا عمليات عسكرية داخل أراضي سورية بمُعدل عملية واحدة كُل عامين فكانت الأولى درع الفرات في عام 2016 التي غزت فيها الدبابات التركية الأراضي السورية لأول مرة من عام 2011، فعملية غُصن الزيتون في 2018 التي هدفت إلى إنهاء وجود قوات سوريا الديمقراطية في مناطق الحدود، والتي انتهت باحتلال تركيا لعدد من المُدن في الشمال السوري، ثم عملية درع الربيع في  2020 التي هدفت لوقف تقدُم الجيش السوري في مُحافظة إدلب وانتهت نهاية فاشلة وقبل أردوغان الشروط الروسية لوقف القتال في القمة التي عُقدت بينهما، وأغلب الفصائل والتنظيمات العسكرية في سوريا هي خليط من الجماعات الدينية المتطرفة والحركات الإرهابية, وفقاً للقرارات الدولية وبعضها يتكون من مقاتلين مرتزقة، وسرعان ما فتحت أنقرة أبوابها لفصائل المعارضة السورية لممارسة أنشطتها وتنظيم اجتماعاتها ووفرت لهم الدعم السياسي والإعلامي، وتصاعد التأييد التركي ليمتد إلى التزويد بالسلاح والخدمات اللوجستية، وتوفير الممر الآمن عبر الحدود للانتقال إلى داخل سوريا والخروج منها، وامتد الأمر إلى دعم التنظيمات المُتطرفة الإرهابية كجبهة النصرة وداعش، وصولاً إلى انتهاك صارخ للأراضي السورية بشكل صريح وغزو الجيش التركي مناطقها أكثر من مرة، فقامت باحتلال عشرات المُدن والبلدات أهمها عفرين، وجرابلس، وأعزاز، وجنديرس، وراجو، ادلب , وشيخ الحديد. ومؤخرا رأس العين وتل أبيض وفي الوقت ذاته استخدم الإعلام التركي وسائل عثمانية قديمة لتبرير التدخل العسكري والاحتلال التركي لهذه المُدن.

ولم تقتصر السيطرة التركية على حُكم هذه المناطق بل شملت عملية “تتريك” تضمنت تغيير الكتب المدرسية وتدريس بعض المواد باللغة التركية، وإنشاء مدارس تقوم بالتدريس باللغة التركية فقط، وتُديرُ وزارة الصحة التركية المُستشفيات في هذه المُدن وترفع على مبانيها العلم التركي وليس السوري.

وتغيير لافتات الطرق والميادين والمؤسسات العامة وأسماء الشوارع التي باتت تحمل أسماء تركية، وإضافة اللغة التركية إلى جوار اللغة العربية، فعلى سبيل المثال، ففي مدينة أعزاز، التي تقع شمال غرب مدينة حلب، كُتب على جدار مبنى المجلس المحلي للمدينة الذي عينته السُلطات التركية عبارة “التآخي ليس له حدود” باللغتين العربية والتركية، وظهر إلى جانبها علم الجمهورية التركية وراية المعارضة السورية، وأطلق المجلس اسم “الأمة العثمانية” على الحديقة العامة في المدينة بعد ترميمها.

ويدُل هذا على أن تركيا تهدف إلى تغيير هُوية سُكان هذه المناطق واستبدالهم بآخرين وتغيير هوية المكان وإكسابه طابعاً تركي, والهدف هُو خلق وإيجاد نطاقات سُكانية واجتماعية عربية خاضعة لتُركيا في مناطق الحدود , وضمان أن يستمر هذا النفوذ حتى بعد انسحاب الوجود العسكري التركي المُباشر من الأراضي السورية، وذلك من خلال النُخب التابعة والعميلة, إلى جانب ذلك إن النساء في المناطق المحتلة تعيش في ظلام ومعاناة جراء انتهاكات الاحتلال التركي الذي لا يختلف عمّا فعله مرتزقة داعش بحق النّساء من خطف واغتصاب وقتل وضغوط نفسية، والتطاول والاعتداء على النّساء , وأيضاً تهدف تُركيا في محافظة إدلب إلى جعلها منطقة خاضعة للفصائل والتنظيمات السياسية والعسكرية المدعومة منها التي تسير في فلكها , فكثير ممن يسكنون مُحافظة إدلب الآن هُم ليسوا من أبنائها ولكنهم من أعضاء تلك التنظيمات والفصائل من كُل أنحاء سوريا الذين تم نقلهم إلى إدلب في السنوات الأخيرة, وتهدف تُركيا إلى استمرار وضع هذه الجماعات في إدلب حتى بعد تسوية الصراع ومنع الحكومة السورية من ممارسة حقها في إدارة المحافظة كونها جزءا من إقليم الدولة السورية , وهذه هي سياسة الأمن القومي التركي في سوريا وهي سياسة توسعية مُخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وإن معظم القوانين والاتفاقيات الدولية ومواثيق حقوق الإنسان التي صدرت عن الأمم المتحدة بعد الحروب والنزاعات التي أودت بحياة الملايين من البشر، عالجت الواقع المرير الذي عاشته شعوب العالم وجاءت لتنهي حقبة من الظلم والاستبداد والعبودية, ولهذا لقد منح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حق الحياة لكل شخص, وحظر استباحة الدماء مهما كانت الأسباب, وصان الملكية الشخصية، واعتبر الأسرة كياناً مقدساً، ومنح الآباء والأمهات الحق في التربية وصون أطفالهم كما يشاؤون, ومنح الإنسان الحق في الدفاع عن النفس في مواجهة التهديدات الخارجية, والحق في محاكمة عادلة، وكان للنساء والأطفال النصيب الأكبر من الحقوق من هذه الاتفاقيات والمواثيق حيث اعتمدت الأمم المتحدة اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة، والقرار 1325 لعام 2000 المرأة والأمن والسلام, إلا أننا نجد أن جميعها ضربت بعرض الحائط, فقد انتهكت وسلبت حياة الناس, ونهبت ممتلكاتهم وسرقت أموالهم، وتلاعبت بمصائرهم وأهانت كرامتهم, واعتقلت واغتصبت نسائهم وحرمت أطفالهم من العيش في كنف أسرة آمنة، ومنعتهم من التعليم، وهجرتهم قسراً من منازلهم ومزارعهم وأراضيهم ليعيشوا مشردين دون مأوى في العراء أو في مخيمات اللجوء، حيث الافتقار إلى أدنى مستويات العيش الكريم بعد أن كان أهالي الشمال والشمال الشرقي من سوريا، وخصوصاً في عفرين ورأس العين وتل أبيض, ينعمون بالسلام والأمان ويعيشون بكرامة ضمن بيئة طبيعية في منازلهم ومزارعهم ويعلمون أطفالهم بلغتهم الأم التي حرموا منها.
ولقد أدت الحرب وظروف الاحتلال إلى آثار اجتماعية ونفسية على المرأة بشكل خاص , حيث تعاني المرأة ويلات النزوح بأشكال متعددة فعليها تحمل وطأة الاقتلاع, وفقدان البيت والممتلكات والأقارب, وتشتت العائلة, وعدا عن الخوف والتعب والإرهاق أثناء عملية الانتقال فقد تتعرض للانتهاك الجنسي أو تفقد حياتها، وما إن تصل إلى المخيمات حتى تبدأ معاناة جديدة, فالاكتظاظ وسوء توفر الخدمات والمرافق الأساسية, وفقدان الخصوصية العائلية فلا ماء ولا كهرباء ولا تبريد ولا تدفئة ولا رعاية صحية واجتماعية ولا طعام, وحتى إن وجد فإن المرأة تفضل أولادها عليها, وقد تتعرض للابتزاز لتوفر طعام أولادها ما يؤدي بها إلى أمراض جسدية ونفسية جمَّة , إلى جانب  ظروف الاعتقال والاغتصاب والعنف الجنسي التي تتعرض له النساء من قبل الفصائل المسلحة كما حصل في عفرين وريفها وغيرها من المناطق المحتلة؛ أدت ببعضهم إلى التفكير في الانتحار والخلاص, جرَّاء الذي لحق بهن من أذى, فهؤلاء النسوة يتعرضن للقتل أكثر من مرة في حياتهن الأولى, الاعتقال والاغتصاب, والثانية في ما يتناوله المجتمع حيث المستقبل المجهول بالنسبة لهن, وهذا ما يؤدي بهن إلى الاكتئاب الذي يتحول إلى أمراض نفسية مزمنة تودي بالحياة.

وإلى جانب كل ذلك تستمر دولة الاحتلال التركي في هجماتها وتهديداتها على المناطق السورية, وتعمل على استغلال الأزمات الدولية والإقليمية لخدمة سياستها الاحتلالية ومع الصمت الدولي اتجاه الإرهاب التركي في مناطق شمال وشرق سوريا، والذي جعل الإدارة الذاتية تحت ضغط كبير سواء إن كان اقتصادياً وعسكرياً واجتماعياً والحد من قدرتها على محاربة الإرهاب وفي تنفيذ المشاريع التنموية، بالإضافة الى التنسيق العسكري والأمني مع كل من تركيا روسيا وإيران والنظام حول هدفهم المشترك هو محاربة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عبر شل القدرة الاقتصادية خاصة بعد تدمير البنى التحتية والمصانع والمنشئات الخدمية , ومحاولة تفتيت الحاضنة الشعبية لها, وجعلها معرضة باستمرار للهجمات الإرهابية وللفتن ، وأيضاً لإضعاف حالة الأمن والاستقرار فيها تمهيداً لإعادة إحياء تنظيم داعش, وهذا يُشير إلى أنه ثمة نوعاً من المقايضة بين محاور آستانا, وبالتالي إن استمرارية الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الاحتلال التركي بحق النساء في المناطق التي احتلها في شمال شرق سوريا من قتل , اغتصاب ,خطف وأغتيال النساء والاتجار بها، وإبادتها ثقافياً وسياسياً وعلى كل الأصعدة ،وهذا كله لدور المرأة البارز وفعاليتها التي باتت واضحة وجلية لجميع الاطراف المحلية والاقليمية والدولية، لذلك فقد باتت المرأة هدفاً للجهات المعادية , وبالرغم من ذلك أثبتت الإدارة الذاتية من خلال نشاطها في سنوات الأزمة السورية على أنها المشروع الأنسب لسوريا المستقبل والأكثر قابلية للحياة والتطبيق الفعلي على أرض الواقع وذلك وفقا لعقد اجتماعي يضمن حقوق كافة المكونات والاطياف السورية.

ومع ذلك إن القضية السورية مازالت مستمرة في التعقيد وعدم الحل ، وذلك لاستمرار زيادة الانتهاكات من قبل سياسات سلطة النظام السوري والاحتلال التركي من العنف والاستغلال بكافة أشكاله، ومن القتل والمجازر والاعتداءات و التهجير والنزوح  الداخلي واللجوء الخارجي ، ولا سيما سياسة الاستيطان والتغيير الديمغرافي وكل هذه الانتهاكات تشكل خطراً على حقوق الإنسان ، وتؤدي إلى انتهاك حقوق الشعب السوري في كافة نواحي الحياة بدءاً من الحق الأساسي في الحياة والعيش بكرامة، إلى كل الحقوق الأخرى.1

فالشعب السوري من حقه تقرير مصيره في بناء سوريا المستقبل سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية، وذلك عبر الاعتراف بالإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا التي عملت على خلق روح الأخوة بين الشعوب وتنوع الثقافات لضمان حقوق جميع المكونات والأطياف السورية  المتعايشة في المنطقة مبنية على احترام عقيدة وثقافة الآخر والتشارك إلى جانب ذلك لعبت المرأة دوراً كبيراً في هذه الإدارة من خلال دورها التاريخي المبني على العدالة والمساواة والمشاركة الحقيقة في الإدارة والدفاع عن سوريا .
        
وبناء ًعلى ذلك إن مجلس المرأة العام في حزب سوريا المستقبل صاحب رؤية واضحة في حل الأزمة السورية وذلك عبر ضمانات ورعاية دولية في إنهاء الاحتلال التركي وعودة المهجرين والنازحين إلى ديارهم وإعادة الإعمار في سوريا ،وكما يتوجب على جميع السوريين التفكير العميق والتحليل السليم لمراحل الأزمة السورية ، من أجل إيجاد السبل السياسية والقانونية والاجتماعية لنيل حقوقنا المسلوبة، وفي الوقت نفسه علينا تحرير أنفسنا من هذه الذهنيات التي تكونت ضمن إطار الدولة والسلطة التي لا ترتبط أي ارتباط بالطبيعة الحقيقية للإنسان، لأننا بصدد مرحلة تاريخية لتحرير الذهنية من النظريات الشائعة بأن السلطة تعني الحرية حيث بات المجتمع يقتنع بأنه يجب أن يكون سلطوياً أو عبداً ليكون حراً وهذه الذهنيات أفقدت المجتمع من قدراته وطاقاته كي لا يتمكن من رؤية ولو جزء من حقيقته الجوهرية،  لأن معنى الأمن الإنساني هو التحرر من الخوف والتحرر من الحاجة …فهنا نقصد الخوف من القتل والعدوان أو من ارتكاب جرائم الحرب والكوارث الطبيعية فاليوم نحن نتعرض لانتهاكات شرسة وعنيفة، ونعيش تحت نير ظلم الاحتلال التركي فهنا لاتحرر من الخوف فأما أمس الحاجة.

بقلم غالية كجوان: ناطقة مجلس المرأة العام في حزب سوريا المستقبل

  1. * ↩︎

برقية تعزية باستشهاد الرفيق سليمان داوود عضو حزب سوريا المستقبل

ببالغ الحزن والأسى، تلقينا نبأ استشهاد الرفيق سليمان داوود، عضو حزب سوريا المستقبل، الذي تم استهدفه في 2 شباط 2024 على يد قوى الظلام، أعداء الشعوب وأعداء السلام والعيش المشترك.

إننا ننحني أمام روح الشهيد البطل، الذي ضحى بحياته في سبيل الحرية والكرامة والديمقراطية، والذي كان من أوائل الرفاق الذين انضموا لحزب سوريا المستقبل، وعمل جاهداً على نشر فكر الحزب وأهدافه بين الشعب، وكان له الفضل في انتساب رفاق ورفيقات للحزب.

وكان الرفيق سليمان داوود عضواً في لجنة الانضباط في مجلس الحسكة دورتين متتاليتين، لما يتمتع به من أخلاق وقيم عالية، وكان من أكثر أعضاء الحزب في الحسكة نشاطاً وفعالية، وعمل في مخيم الهول، ومن ثم في هيئة الزراعة في شمال شرق سوريا، ومن ثم عمل ضمن صفوف واجب الدفاع الذاتي، مقدماً مثالاً للتفاني والمسؤولية في كل موقع يعمل فيه.

إننا في قيادة حزب سوريا المستقبل نعزي ذوي الشهيد، ونعزي رفاقنا ورفيقاتنا في حزب سوريا المستقبل، باستشهاد الرفيق سليمان داوود، وفي شخصه نعاهد كل شهدائنا بأننا على العهد باقون.

حزب سوريا المستقبل
الرقة
12 شباط 2024

بيان إلى الرأي العام حول محاولة استهداف أعضاء حزب سوريا المستقبل في ديرالزور

أمام تصاعد وتيرة الأحداث الدامية والصراعات العسكرية، في منطقة الشرق الأوسط، وانعكاس ما يحدث، من آثار خطيرة، على الأوضاع في سوريا، بالرغم من كل ما يعانيه شعبنا من كافة المكونات، جراء تداعيات الأزمة السورية المتفاقمة منذ العام ٢٠١١، والتي ما تزال عصية على الحل الحقيقي، في ظل انعدام آفاق الحل السياسي، وتعطيل آليات تنفيذه من مختلف الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية.

وعلى الرغم من دور حزب سوريا المستقبل السياسي والسلمي، وسعيه الدائم، من أجل تفعيل آليات الحوار الوطني بين كافة الأطراف السورية، وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2254 للحل السياسي في سوريا.

ورغم كل ما يبذله كافة رفاقنا في الحزب من جهود وتضحيات، بكل مسؤولية وإخلاص من أجل إنهاء مأساة شعبنا وبلدنا، أقدم مجهولان صباح هذا اليوم، يستقلان دراجة نارية ويحملان أسلحة رشاشة، بإطلاق وابل من الرصاص صوب أعضاء من حزبنا أثناء تواجدهم أمام ساحة مركز حزب سوريا المستقبل الرئيسي في دير الزور، قبل أن يلوذا مسرعين بالفرار، لكن دون أن يتعرض أي أحد من رفاقنا لأي إصابة أو أذى جراء هذا الهجوم الإرهابي الغادر والجبان.

إن حزب سوريا المستقبل يعبر عن إدانته الشديدة لهذا الهجوم الإرهابي، ويستنكر أي عمل يحمل بصمات الإرهاب والتطرف، أياً كانت الجهة التي تقف خلفه، ويستهدف كل سوري وطني يبذل قصارى جهده، من أجل شعبه وبلده.

إن حزبنا بكافة أعضاءه ومنتسبيه وقيادته، يتقدم بالتهنئة إلى كافة رفاق نضالنا ومسيرتنا الحزبية، في دير الزور على نجاتهم وسلامتهم، جراء ما تعرضوا له صباح هذا اليوم من إرهاب فاشل، لن يستطيع أن يثنيهم عن متابعة نضالهم الوطني، أو ينال من عزمهم وإرادتهم الصلبة.

وفي الختام فإننا في حزب سوريا المستقبل، نجدد العهد لشعبنا ووطننا السوري، على مواصلة نضالنا الوطني، ومتابعة مسيرتنا الحزبية، وسنبقى ما حيينا أوفياءً لتضحيات ودماء رفاقنا الشهداء في حزب سوريا المستقبل، حتى نحقق أهدافنا، وتطلعات شعبنا من أجل سوريا … ديمقراطية تعددية لا مركزية.

حزب سوريا المستقبل

الرقة

5 شباط 2024

بيان إلى الرأي العام في الذكرى السادسة لاحتلال عفرين

مع حلول الذكرى السادسة لاحتلال عفرين الأبية، والذي قامت به دولة الاحتلال التركي، ومن خلفها مرتزقتها من الفصائل المتطرفة، الذين باعوا أنفسهم للمحتل وخانوا شعبهم ووطنهم.

وحقاً لا تقاس مقاومة عفرين وشجاعة أبنائها والمدافعين عنها، بعدد أيام صمودهم ودفاعهم عنها، وما قدموه من  بطولات وتضحيات ومآثر فحسب، بل هي مقاومة شاركت فيها عفرين بتاريخها العريق وحاضرها المشرق.

فعفرين وأهلها فتحوا قلوبهم وبيوتهم لكل أبناء سوريا، الذين عانوا من ظروف الاستبداد والتطرف، خلال سنوات الثورة السورية، ولذلك كان الشهداء والمدافعين عنها من كافة مكونات شعبنا ومن مختلف مناطق سوريا الجغرافية، ومن هنا يبرز وجه عفرين الحضاري والإنساني، وغناها وتنوعها الثقافي الذي عرفت وتميزت به.

إن عفرين ومنذ أن قامت تركيا ومرتزقتها باحتلالها، وصمت العالم عما حصل ومازال يحصل من انتهاكات ومآسي بحق عفرين وأهلها، ولم يسلم من شرور المحتلين واجرامهم حتى طبيعتها الخلابة وأشجار زيتونها وصولاً لآثارها ومعالمها التاريخية والدينية، والتي تشهد حضارتها ودورها البارز عبر تاريخها الطويل.

ومن هنا فإن تحرير عفرين من المحتلين، وعودة ابنائها المهجرين قسراً إليها سيكون إحدى مرتكزات الحل الحقيقي للأزمة السورية، لأن احتلال عفرين قبل ست سنوات، شرعن لدولة الاحتلال التركي، ما تريد تحقيقه من أطماع عبر الغزوات والهجمات العدائية الواحدة تلو الأخرى، والتي تشنها على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.

وكذلك شرعن لتركيا تدخلها السافر في الشأن السوري، وسط صمت حكومة دمشق وتقاعسها عن أداء دورها المنوط بها، أمام مؤسسات المجتمع الدولي، وكذلك كانت الصفقات المشبوهة التي تعقدها تركيا مع روسيا وإيران فيما يسمى محور أستانا، عبر جولات لقاءاتهم العشرين الماضية، ولقد جاء تزامن الإعلان عن جولة جديدة مع ذكرى احتلال عفرين التي نعيش ذكراها الأليمة هذه الأيام. ليؤكد على ذلك.

إن حزب سوريا المستقبل يؤكد على ضرورة وأهمية تحرير عفرين وكافة الأراضي السورية المحتلة، وحزبنا يرى أن تحرير عفرين حتماً سيكون مرحلة هامة على طريق تحرير سوريا أرضاً وشعباً، من قوى الاحتلال والإرهاب، وبداية طريق الخلاص نحو سوريا المستقبل التي يتطلع إليها أبناء شعبنا كافة، من خلال تضامن وتكاتف القوى الوطنية الديمقراطية المخلصة، وفق قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن الدولي 2254 للحل السياسي الشامل في سوريا.

حزب سوريا المستقبل

الرقة

20 كانون الثاني 2024

سهام داوود: لقد كان مؤتمرنا رمزًا للأمل والسلام وشهد إعلان فجر جديد ‏للديمقراطية والشفافية في سوريا

عبّرت الأمين العام لحزب سوريا المستقبل الرفيقة “سهام داوود” خلال تصريح لموقعنا حول ‏أعمال مؤتمر مجلس ديرالزور, عن فخرها واعتزازها بنجاح أعمال ‏مؤتمر مجلس الزور، وبالإنجازات التي تحققت في أرض العزة والكرامة.

وأكدت بالقول: “لقد كان مؤتمرنا رمزًا للأمل والسلام، وشهد إعلان فجر جديد ‏للديمقراطية والشفافية في سوريا، وشروق شمس ‏الحرية، مُضيئةً دروب المستقبل بنور العدالة والمساواة, حيث توحدت تحت سقف العزم ‏والتصميم، الأصوات والأيدي في مجلس ديرالزور، وتم اختيار القيادة ‏الجديدة بإرادة صلبة وقلوب مفعمة بالأمل”.

وتابعت داوود: “أتقدم بالتهنئة للرفيق “ثامر الشمري”, والرفيقة “منى الحمادي”, ‏والأعضاء الذين تقلدوا بكل جدارة مسؤولية إدارة المجلس، مُعززين بثقة الأعضاء ‏والتزامهم نحو بناء سوريا ديمقراطية لامركزية, ومع كل صوت أُدلى في صناديق ‏الاقتراع، نرسم معًا خطوط مستقبل مشرق، حيث نُعلي شعار التغيير السياسي السلمي، ‏مُبتعدين عن ظلال الصراع والعنف”.

وأضافت: “إنها رحلة نحو الوئام والتفاهم، عبر حوار سوري خالص، يُنهي الأزمة ‏ويُعيد البناء, فلتُسجل الأيام هذه الخطوات الثابتة نحو الوحدة والتقدم، ولتُحفر في ‏الذاكرة كلمات البيان الختامي للمؤتمر، التي تُعبر عن إرادة شعب يُناضل من أجل ‏الحرية والعدالة. مجلس ديرالزور، بقيادته الجديدة، يُعلن عن بزوغ عهد جديد، عهد ‏الأمل والتجديد”.

واختتمت داوود معاهدةً بالقول: “إننا في حزب سوريا المستقبل نجدد العهد لشعبنا السوري العظيم، بأننا سنواصل ‏السير على درب الشهداء، متحدين كل الصعاب، من أجل مستقبل أفضل لسوريا ‏وشعبها”.‏

تهنئة بمناسبة العام الميلادي الجديد 2024

إلى شعبنا السوري العظيم والمناضل..

بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد 2024، نهنئكم بقلوب ملؤها الحب والفرح، ونتمنى لكم عاماً ملؤه الخير والبركة والاستقرار، وندعو الله أن يحفظ سوريا وأن ينعم عليها بالأمن والسلام، وأن يجمع شمل السوريين ويزيل الفرقة والنزاع بينهم.

ندرك تماماً معاناتكم وآلامكم وتضحياتكم من أجل الحرية والكرامة والعدالة، ونؤكد رفضنا القاطع لكافة أشكال القمع والاستبداد، والتدخلات الخارجية التي تهدف إلى تقسيم وتدمير بلدنا الحبيب، ونؤمن بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية.

ونحثُّ كافة الأطراف المؤمنة بالحل السياسي على بذل المزيد من الجهد والعطاء، وندعوكم إلى الوحدة والتكاتف، في رسم خارطة طريق لسوريا المستقبل، سوريا الديمقراطية والحديثة والمتقدمة، سوريا التي تحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية والتنوع الثقافي والديني والعرقي، سوريا التي تضمن العدالة الاجتماعية والمساواة والمشاركة لجميع أبنائها وبناتها.

كل عام وأنتم بخير وسعادة ونجاح.

حزب سوريا المستقبل
الرقة
31 كانون الأول 2023