الرئيسية بلوق الصفحة 99

البطاقة الذكية للحكومة السورية!

تبدأ وزارة التجارة الداخلية السورية، توزيع مواد تموينية على الأسر السورية بموجب “البطاقة الذكية” ووفق مقاييس تم تحديدها، تحت عنوان التدخل الإيجابي لصالح المستهلك. وفق إذاعة شام اف ام السورية.
وفي حديثة للإذاعة السورية، قال رفعت سليمان، معاون وزير التجارة الداخلية، إن الكمية المسموح بها لكل فرد في الاسرة 1كلغ من السكر و1كلغ رز و200 غرام شاي، على ألا تتجاوز الكمية للأسرة الواحدة 4 كلغ رز أو سكر و1كلغ شاي.
ونفى سليمان للإذاعة أن عمليات تحديد كميات التوزيع التموينية مرتبطة بالحصار الإقتصادي على سوريا، أو بسبب نقص المواد، ولكنه أكد أن المسألة تدخل في صالح المستهلك السوري.
وتعاني سوريا من حصار اقتصادي، بدأ خلال الأزمة السورية، وزاد في نهاية العام الماضي، بعد أن فعلت الولايات المتحدة الأمريكية، قانون سيزر.
فقد أقر مجلس النواب الأمريكي بالإجماع بداية العام 2019،”قانون حماية المدنيين” أو ما يعرف بقانون “سيزر” والذي ينص على فرض عقوبات على الحكومة السورية والدول التي تدعمها مثل إيران وروسيا لمدة 10 سنوات أخرى للتأكيد على عزم المجلس على لعب دور هام في الشرق الأوسط.
وبموجب هذا القانون، فقد شملت المقاطعة، كل الشركات والأشخاص الذين يتعاونون مع النظام السوري. وهذا يعني “سيفاً مسلّطاً على شركاء النظام السوري وحلفائه في الأعوام العشرة القادمة” وفق ال BBC.
وتأتي تسمية القانون ب”قانون سيزر” نسبة للمصور السوري الذي لقّب ب”سيزر”، والذي كانت مهمته تصوير جثث المعتقلين السوريين في سجون النظام السوري، واستطاع المصور الهروب من سوريا مع أرشيف كامل لتلك الصور.
من جهة أخرى تخطى الدولار الواحد في سوريا عتبة ال 1000 ليرة سورية، في خطوة اعتبرها محللون أنها نتيجة الحصار الأمريكي الجديد، ومفاعلات الأزمة الإقتصادية.

وفد برئاسة المهندس إبراهيم القفطان يلتقي بالجنرال مظلوم عبدي

في لقاء جمع بين وفد من حزب سوريا المستقبل برئاسة رئيس الحزب المهندس “إبراهيم القفطان” والجنرال “مظلوم عبدي” القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية.

بداية قدم الجنرال مظلوم العزاء للحزب باسمه وباسم قسد باستشهاد الأمين العام للحزب المهندسة هفرين خلف، وأشار لتأثير شهادتها على روح مقاومة الكرامة.

وتطرق الجانبان للقضايا السياسية في سوريا والتطورات المستجدة على الصعيد الدولي والإقليمي.

وركزا على أهمية الاعتراف السوري بالإدارة الذاتية دستورياً خاصةً بعد نجاح هذا المشروع إدارياً، وأيضاً على ضرورة الحفاظ على خصوصية قوات سوريا الديمقراطية في المنظومة الدفاعية في سوريا مستقبلاً.

وأكد رئيس الحزب المهندس إبراهيم القفطان على مبدأ الديمقراطية واللامركزية والتعددية، وأن الوصول لهذا الهدف المنشود هو إيفاء لتضحية الرفيقة هفرين، وأن الحزب بقيادته وجماهيره على العهد باقون.

وفي ختام اللقاء قدم رئيس الحزب تذكاراً للقائد العام الجنرال مظلوم عبدي، وكان التذكار عبارة عن لوحة لصورة الشهيدة هفرين خلف.

#حزب_سوريا_المستقبل
#المهندس_إبراهيم_القفطان #الجنرال_مظلوم_عبدي
#الشهيدة_هفرين_خلف

مظلوم عبدي ومستقبل شمال وشرق سوريا


فلاديمير فان ويلجنبرغ
معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى:10/1/2020

في ظل التصعيد غير المتوقع مؤخرًا بين إيران والولايات المتحدة في العراق، يبدو أن التحديات المستمرة المتعلقة بسوريا أصبحت للوقت الراهن موضع خلاف إقليمي تراجعت وتيرة الحديث عنه. غير أنه بالنسبة لـ “قوات سوريا الديمقراطية”، التي لا تزال تسيطر بشكل متزعزع على منطقة ذات حكم ذاتي شمال شرق سوريا، كانت الأشهر القليلة الماضية بمثابة اختبار لقبضتها على المنطقة.
فخلال الأشهر التي تلت انسحاب الجنود الأمريكيين من الحدود التركية-السورية و”عملية نبع السلام” التركية اللاحقة، التي أُطلقت في 9 تشرين الأول/أكتوبر، أصبح مستقبل شمال شرق سوريا أقل يقينًا بالنسبة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” على بعض الأصعدة. فبالإضافة إلى الخسارة الكبيرة السابقة لعفرين خلال عملية “غصن الزيتون” التركية في آذار/مارس 2018، تكون “قوات سوريا الديمقراطية” قد خسرت الآن أيضًا سيطرتها على رأس العين وتل أبيض.
لكن للوقت الراهن، حال اتفاقا وقف إطلاق النار اللذان أبرمتهما تركيا مع الولايات المتحدة في 17 تشرين الأول/أكتوبر ومع روسيا في 22 تشرين الأول/أكتوبر حتى الآن دون تفاقم الصراع وسيطرة تركيا على المزيد من الأراضي شمال شرق سوريا. علاوةً على ذلك، أبرمت “قوات سوريا الديمقراطية” اتفاقًا مع دمشق بوساطة روسية لحماية الحدود السورية، ورغم أنه لم يتبلور إلى إبرام اتفاق ملموس بين دمشق و”قوات سوريا الديمقراطية”، إلا أنه على الأقل كان محفزًا لاستمرار المفاوضات بين الطرفين.
وفي كانون الأول/ديسمبر، أجرى المؤلف مقابلةً مع القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي الذي شرح موقف ومخاوف القوات الراهنة، وكيف ساهم اتفاقا وقف إطلاق النار اللذان يحكمان حاليًا الوضع على الحدود السورية-التركية في الحدّ من خطر شن أي هجوم تركي في المستقبل. وأشار الجنرال مظلوم إلى أنه رغم أن خطر شنّ تركيا لهجوم إما على الجزيرة (محافظة الحسكة) أو كوباني لا يزال قائمًا، إلا أن هذا السيناريو لن يكون سهلًا بالنسبة لتركيا، قائلًا “إنهم يعلمون أننا سنقاتل بشراسة – لكن ثمة اتفاقات أكبر الآن. هناك اتفاقات مع الروس وكذلك مع الولايات المتحدة تمنع تركيا من شنّ هجمات. ويقول الأمريكيون إنه في حال نفذت تركيا هجمات [على كوباني] ستفرض عليها عقوبات – ناهيك عن وجود قوات روسية أيضًا في المنطقة”.
علاوةً على ذلك، بالنسبة للإدارة الذاتية المحلية شمال شرق سوريا، لم تتغيّر الأحوال بشكل كبير خلال الأشهر التي تلت أحدث توغّل قامت به تركيا. ورغم أنها اضطرت إلى إخلاء مركزها في عين عيسى والانتقال إلى الرقة، إلا أن “قوات سوريا الديمقراطية” لا تزال تسيطر على عدد من حواجز التفتيش والمعبر الحدودي مع العراق فيش خابور. ويُعتبر المعبر الحدودي بشكل خاص أساسيًا بما أنه يشكّل منفذًا مستمرًا إلى شمال شرق سوريا أمام الصحافيين الأجانب والمنظمات غير الحكومية من دون الحاجة إلى الاستحصال على تأشيرة دخول من الحكومة في دمشق. وما تغيّر هو أن القوات الروسية شغلت مواقع الجيش الأمريكي، وأصبحت القوات السورية تمدّ خط المواجهة حاليًا بقوات مدعومة من تركيا، رغم أنها لا تقيم حواجز تفتيش. علاوة على ذلك، قامت تركيا بالسيطرة على تل أبيض ورأس العين.
في غضون ذلك، بدّل الجيش الأمريكي في الوقت الراهن موقعه بحيث توغّل أكثر في عمق أراضي شمال شرق سوريا – فبين تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر، انسحب الجيش الأمريكي من مناطق قرب الرقة وكوباني ومنبج، وأعاد نشر جنوده في محافظة الحسكة ومنطقة دير الزور الغنية بالنفط. والآن، أصبحت مهمة هذه القوات تتمثل بحماية البنية التحتية النفطية ومواصلة المعركة ضد تنظيم “داعش”.
صمود “قوات سوريا الديمقراطية”
رغم خسارة الأراضي، برزت نتيجة مهمة للقتال ألا وهي إثبات الوحدة بين الغالبية الكردية والأقليات غير الكردية في شمال شرق سوريا، رغم توقعات بحدوث خلاف ذلك. وقد ذكر مسؤولون في “قوات سوريا الديمقراطية” أنه لم تحدث انشقاقات كبيرة في صفوف المقاتلين العرب أو انتفاضة في أوساط السكان العرب في شمال شرق سوريا لدعم سواء قوات النظام السوري أو تركيا في مناطق على غرار الرقة أو دير الزور. وكما قال الجنرال مظلوم، “لقد تمّ تقويض خطط تركيا؛ كانوا يتوقعون أنه فور شن هجوم، ستنتفض المناطق التي يقطنها العرب ضدنا [“قوات سوريا الديمقراطية”]، على سبيل المثال الرقة ودير الزور ومنبج والطبقة”. وعلى نحو مماثل، رغم أن التوقعات أشارت إلى احتمال انشقاق عناصر “قوات سوريا الديمقراطية” من غير الأكراد، ذكر الجنرال أن “ذلك لم يحدث قط، لا بل ازدادت في الواقع وحدة الصفوف. وفيما نحن نتحدث، ينضم مقاتلون عرب إلى “قوات سوريا الديمقراطية” بوتيرة أكثر من الفترة التي سبقت الغزو التركي”.
ولم يكن هذا الجهد الوحيد لحث هذه القوات على التخلي عن “قوات سوريا الديمقراطية”. ففي وقت سابق من شهر كانون الأول/ديسمبر، طلب رئيس “جهاز أمن الدولة” في سوريا اللواء علي مملوك بدوره من القبائل العربية الانضمام إلى صفوف الحكومة السورية. أما مظلوم، فأشار إلى أن الجهدين المبذولين للحث على الانشقاق – سواء من جهة دمشق التي ترسل تهديدات أو تركيا التي تشنّ هجمات – باءا بالفشل، مضيفًا أن قواته “رفضت تلبية نداء” الحكومة السورية، عازيًا السبب إلى نظرة مشتركة: “إن الذين انضموا إلى “قوات سوريا الديمقراطية” يؤمنون بأفكارها وأهدافها”.
تحدي الاعتراف
مع ذلك، يسلّط النداء الذي وجهه علي مملوك الضوء على الواقع المستمر بأن “قوات سوريا الديمقراطية” والحكومة السورية ليستا على وفاق رغم تعاونهما العسكري السابق ضد تركيا. فالمفاوضات بين دمشق و”قوات سوريا الديمقراطية” لتسوية وضع الإدارة الذاتية المحلية شمال شرق سوريا في نظر الحكومة السورية لا تزال جارية، كما أكّد قائد القوات. لكن حتى الآن لا تزال دمشق ترفض الموافقة على أي أحكام تقضي بالاعتراف بـ”قوات سوريا الديمقراطية”، وهي لا تزال مصممة على دمج مقاتليها على أساس فردي في الجيش السوري.
في المقابل، أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” أنها ستنضم إلى الجيش السوري فقط في حال وضع دستور جديد للبلاد يكفل حق القوات بـ”الحفاظ على استقلاليتها في منطقة قيادتها ومؤسساتها”. وأكّد الجنرال مظلوم أن “محادثاتنا مع الروس والحكومة السورية ستستمر فقط ضمن هذا الإطار”.
ولغاية الآن، يبدو أن الرئيس بشار الأسد ليس مهتمًا بإبرام اتفاق مماثل، رغم أن الاتفاق مع “قوات سوريا الديمقراطية” قد يحسّن اقتصاد سوريا المتدهور والحالة المزرية لليرة السورية – التي سجلت مستوى منخفضًا قياسيًا. هذا ولا تزال “قوات سوريا الديمقراطية” تسيطر على موارد نفطية وزراعية كبيرة وتجري صفقات تجارية مع الأكراد العراقيين، ما قد يوفّر تدفقات إلى الاقتصاد السوري ككل في حال التوصل إلى اتفاق ما.
قضية اللجوء
فضلًا عن ذلك، تواجه “قوات سوريا الديمقراطية” بشكل أساسي في الوقت الحالي نوعًا آخر من التحديات التي تهدّد حدودها: إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رغبته علنًا بوضع مليون لاجئ سوري موجودين حاليًا في سوريا ضمن مناطق سورية خاضعة لسيطرته.
وبرأي الجنرال مظلوم، “إن هدف أردوغان هو جلب مواطنين من غير السكان المحليين وإرغامهم على الاستقرار، وتشريد الشعب الكردي والديمقراطيين من ديارهم – وبعدها استقدام مرتزقة من أولئك الذين تمّت إعادة توطينهم لاستخدامهم بغية تخريب وحدة الشعب السوري، واستخدام السوريين لتطبيق أجندات أردوغان في سوريا”. ولفت قائد “قوات سوريا الديمقراطية” إلى أن الظروف الأساسية الضرورية لإعادة توطين اللاجئين السوريين لم تتوافر بعد: “أولًا، لا بدّ من إنهاء الحرب السورية كي يتمكّن الجميع من العودة إلى ديارهم”.
ولطالما قالت “قوات سوريا الديمقراطية” والإدارة المحلية إنهما تنتهجان سياسة تقوم على السماح لأي لاجئ يتحدّر في الأصل من المنطقة الخاضعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” بالعودة والاستقرار فيها مجددًا. غير أن قائد هذه القوات شدّد على أن غالبية السوريين في تركيا هم من مناطق دمشق وحمص ودرعا جنوبًا. ويعتبر الجنرال مظلوم أن خطة تركيا لإعادة التوطين لن تعود بالفائدة سواء على سكان الإدارة الذاتية المحلية أو على الذين يعاد توطينهم، بما أنه، بحسب رأيه، هؤلاء اللاجئين المتواجدين حاليًا في سوريا “لا يريدون الاستقرار شمال شرق سوريا”.
ومن شأن خطة مماثلة لإعادة التوطين أن تخفف من وطأة الضغوط للتوصل إلى حل سياسي يسمح للاجئين بالعودة إلى منازلهم في سوريا، وقد أصر الجنرال على إتمام عملية مماثلة لحل الأزمة السورية.
في المقابل، ستساهم خطة تركيا لإعادة التوطين بدورها في تشريد المزيد من السوريين الأكراد من عفرين ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة تركيا حاليًا، ما يقوّض بالتالي الدعم الذي تحظى به “قوات سوريا الديمقراطية” في هذه المناطق. وأعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في تقريره الصادر في حزيران/يونيو 2019 عن مخاوفه من إمكانية أن يغيّر السماح للعرب بالاستقرار في منازل الأكراد في عفرين بشكل دائم التركيبة الإثنية في المنطقة. وتخشى “قوات سوريا الديمقراطية” من أن يؤثر السيناريو الذي يتبلور أساسًا في عفرين أيضًا على المناطق التي سيطرت عليها تركيا حديثًا، رغم أن وزير الدفاع التركي نفى هذه الاتهامات.
إقامة توزان بين روسيا ودمشق
رغم ما جرى مؤخرًا، لا تخشى “قوات سوريا الديمقراطية” حاليًا من تهديد روسيا لها بمنح الضوء الأخضر لتركيا لشنّ هجوم على كوباني أو مناطق أخرى بغية الضغط عليها لتقديم المزيد من التنازلات إلى دمشق كما حصل في كانون الثاني/يناير 2018. فحينذاك، سمحت موسكو لتركيا بمهاجمة عفرين ما إن اتضح أن الأكراد لا يريدون تسليم عفرين إلى دمشق.
والآن، قد تسعى روسيا إلى الوصول إلى المناطق الغنية بالنفط الموضوعة حاليًا تحت حماية الولايات المتحدة، لكن الجنرال مظلوم يستبعد تبلور هذه الاهتمامات لتصبح أفعالًا ملموسة. وقد أفاد أنه “ثمة اتفاقات بين الروس والأمريكيين… [فالروس] لم يطلبوا منا أمرًا مماثلًا، وهم أيضًا ينسقون مع الأمريكيين، ليس نحن فقط”.
ويثبت الوضع الحالي أنه رغم تراجع قوة “قوات سوريا الديمقراطية”، إلا أنها تمكّنت من الحفاظ على استقلاليتها بحكم الأمر الواقع، من خلال إقامة توازن بين موسكو ودمشق وأنقرة وواشنطن من دون أن تتفكك. كذلك، إن استمرار الوجود الأمريكي في المناطق الغنية بالنفط في شمال شرق سوريا أعطى هذه القوات الآن ميزة في المفاوضات مع دمشق.
غير أن التوصل إلى اتفاق سياسي مع دمشق لا يزال بعيد لمنال. وفي حال عجزت “قوات سوريا الديمقراطية “ودمشق عن التوصل إلى اتفاق، من المرجح أن تزداد التوترات مرة أخرى. ويمكن للتوترات الإقليمية الراهنة بين الولايات المتحدة وإيران أن تؤثر سلبًا أيضًا على “قوات سوريا الديمقراطية”، ولا سيما في دير الزور. لكن دمشق لا تملك عناصر بشرية كافية لتحل محل “قوات سوريا الديمقراطية”، خاصة في ظل تدهور اقتصادها. وعليه، ستبقى “قوات سوريا الديمقراطية” كيانًا مستقلًا بحكم الأمر الواقع رغم الضبابية حيال مستقبلها ما لم تحدث تغييرات مفاجئة على الصعيد السياسي في سوريا.

فلاديمير فان ويلجنبرغ هو المؤلّف المشارك في الكتاب الذي نُشر مؤخرًا “أكراد شمالي سوريا: الحكم والتنوع والصراعات.”

عبد الوهاب بدرخان يكتب: ما بعد سليماني.. الأسد والحشد وحزب الله!

بنت إيران نفوذها الإقليمي على دور قاسم سليماني وعلاقته مع “الوكلاء”. بعد مقتله يشعر هؤلاء كما لوأنهم أصبحوا أيتاماً مستضعفين.

لماذا اختار فلاديمير بوتين هذا الإخراج لزيارته لدمشق، وما الرسائل التي أراد اطلاقها، ولمن؟ لماذا فضّلت إيران هذا السيناريو لردّها “الانتقامي”، وما ارتدادات اغتيال قاسم سليماني على نظام طهران؟ لماذا تجرّأت الرئاسات الثلاث العراقية على ادانة الخرق الإيراني لسيادة العراق، وما الانعكاسات الداخلية على النظام؟ لماذا ارتبك تأليف الحكومة في لبنان على رغم مخاطر الانهيار المالي والاقتصادي؟ هل تستمر الحراكات الشعبية وما المطلوب لتطوير أدائها وتمكينها من تحقيق أهدافها؟
هنا قراءة أولية سريعة لأسئلة كثيرة فرضها الاغتيال بما عناه من “ردع” أميركي، والتصعيد الخطير الذي تلاه بما أظهره من تهيّب إيران إزاء “معركة التحرير الكبرى” التي سنحت لها أخيراً لكن موازين القوة وتقديرات الموقف فرضت على “إيران الثورة” التراجع أمام “إيران الدولة”، وإن كان التناقض بينهما طفيفاً أو وهمياً.
لم تتأخّر مؤشرات التغيير في ايران نفسها، بدءاً بالهجوم الصاروخي المصمم وفقاً للمعايير التي حدّدها الجانب الأميركي، مروراً بتصدّر الثنائي روحاني – ظريف لإنهاء التصعيد، وصولاً الى الاعتراف بحقيقة التفجير “غير المتعمّد” للطائرة الأوكرانية وما أبداه من هلع وخلل وعدم تنسيق. هذه مجرّد بداية لمراجعة إيرانية قد تشمل أيضاً الاستراتيجيات، بما فيها تلك المتعلّقة بـ “تصدير الثورة” ونشر النفوذ والهيمنة. هل تتجه إيران الى “تغيير سلوكها”؟ أصبحت مدركة الآن أن تخلّصها من العقوبات لا يمكن أن يتم بالتشدّد الأيديولوجي، ولا بالسعي الى هدف (إخراج أميركا من المنطقة) يصعب تحقيقه حتى في العراق، ولا أخيراً بالمراهنة على قدراتها لإحراج دونالد ترامب وإخراجه من البيت الأبيض… ما مدى جدّية التغيير في إيران وكيف سيتبلور؟ هذا ما تجدر مراقبته في مقاربتها لشروط المفاوضات وتعديل قيود الاتفاق النووي؟
ما تحاول طهران اخفاءه من تداعيات الاغتيال والتصعيد كشفه الرئيس الروسي حين هبطت طائرته في دمشق وراح يجول في بعض أحيائها ومعالمها التاريخية قبل أن يستدعي رئيس النظام للقائه في مقر القيادة الروسية. كانت الزيارة سنوية تقليدية لمعايدة الجنود أما رسائلها فجاءت من وحي التطورات: إذا اشتبك ترامب وخامنئي فالرابح هو بوتين. دمشق مدينة حُسمت الهيمنة عليها للإيرانيين برغبة بشار وماهر الاسد اللذين لا يثقان بالروس، لكن بوتين شاء الإيحاء بالبدء بتغيير هذه الصورة. وما نُقل عن اللقاء يشير الى أن الجانب الروسي بدا مرتاحاً الى غياب سليماني ومتفاعلاً معه: غير مسموح للأسد باللعب في مجرى التصعيد الأميركي – الإيراني لقاء استمرار مهادنته اسرائيلياً، وغير مسموح بأي توتير في الشمال الشرقي، وغير مسموح بمواصلة الهجمات في إدلب أو مضايقة تركيا التي باتت علاقتها مع روسيا استراتيجية بامتياز… والدليل تجاوز تناقضاتهما الشديدة باتفاق في شأن ليبيا، ثم العودة الى “الهدنة” في إدلب… هل يعني ذلك تغييراً في استراتيجية البحث عن حل سياسي؟ هذا ما يفترضه الواقع لكن المنطق البوتيني في سورية لم يتسم دائماً بالواقعية.
بالعودة الى مؤشرات التغيير ايرانياً اضطرّت طهران لكبح جماح “الحشد الشعبي” في العراق، إذ حاول “الحشد” بعد خيبة أمله من محدودية انتقام طهران لسليماني أن يفصل انتقام ميليشياتها لـ “أبو مهدي المهندس”، وبالتالي مواصلة تنفيذ الخطط التي وُضعت سابقاً برعاية سليماني نفسه. أدركت الميليشيات أن سقوط “أمير الحرب” الذي رعاها منذ نشأتها يعني بدء مرحلة جديدة ترغمها على التريث. وبعد حفلة الترهيب الذي مارسه “الحشد” على البرلمان لاستصدار قرار بإنهاء وجود القوات الأجنبية – الأميركية تحديداً، أدركت الرئاسات العراقية الثلاث بدورها أن اساءات الحليف الإيراني (الذي كان دور أساسي في ترئيسها) بلغت حدّاً يمهزل مواقعها ومكانتها فتذكّرت فجأة أن لا قيمة لها إذا لم تحفظ كرامة العراق، تلك الكرامة التي لم يكلّ الشارع العراقي المكلوم من الدفاع عنها. كان رئيس الجمهورية أول من وعى مسار التغيير حتى قبل اقتراب اميركا وايران من التصادم، وتبعه رئيس البرلمان حين تحدّث صراحةً عن “شيعية” المطالبة بانسحاب الاميركيين، أما رئيس الحكومة فواصل المراوغة ملتزماً محاباة إيران و”الحشد” ناسياً أنه مستقيل. وحدها مرجعية علي السيستاني بقيت صاحبة الموقف الأكثر عقلانية وجرأة ووطنية في التعامل مع الشأنين الداخلي والخارجي، فهل تضاعف طهران الاعتماد على المرجعية في المرحلة المقبلة بعد كان سليماني يهمّشها؟
بعد يومين على التهديدات التي أطلقها الأمين العام لـ “حزب الله”، في سياق إعداد الانتقام لسليماني، وبعد النداءات الخاصة التي تلقّاها من ابنة الأخير، وجد حسن نصرالله نفسه في وضع مخزٍ. في الأصل كان وضعه مثلوماً وشبيهاً بوضع الحكم العراقي بعد انكشافهما أمام الانتفاضتين الشعبيّتين، وكانت خياراته محدودة ومكلفة، فأين سينتقم وكيف وممَّ، إذ أنه استبعد استخدام صواريخه لضرب إسرائيل، وليس متاحاً له التعرّض للاميركيين في سورية، فهل يعود الى خطف الأجانب؟ ثم أن تعليمات طهران وأمرت بالتهدئة، أي، بوضوح: إطووا صفحة سليماني؟! غداة الاغتيال ألغى “الحزب” كل الاتصالات في شأن تأليف الحكومة – “حكومته” – وانتدب نبيه برّي للمخاتلة وكسب الوقت. اهتزّ نظامه ومنعته المكابرة من الاعتراف بذلك، وبات الواقع أقوى من أن يطوّعه: فلا الحكومة التي أرادها استقامت بين يديه، أما الحكومة التي يريد أن يواصل الحُكم من خلالها فلا تقوى على مواجهة الصعوبات ولا تناسبه… حتى خيار تغيير النظام اللبناني لم يعد ورقة رابحة في جعبته، فأي تغيير حقيقي في لبنان ينبغي أن يعيده الى حجم طبيعي.
على رغم ولادة توجّهات جديدة في طهران فإنها لم تبلور خيارات مختلفة في مواجهة انتفاضتي العراق ولبنان، ففي الأول لا يزال عنف الميليشيات هو الغالب، وفي الثاني يُستخدم اشتداد الأزمة المالية وتفاقم الأزمة الاجتماعية وتزايد الإجراءات القمعية لإضعاف الحراك الشعبي. لذلك يعتقد مصدر سوري رؤيوي أن أزمات البلدان الثلاثة، سورية والعراق ولبنان، باتت تحتاج الى زخم جديد لتحريكها وفقاً لتخطيط ومسار مختلفين. إذ يختصر المرحلة المقبلة بأن سليماني كان الأداة الرئيسية للحلف الاستراتيجي بين إيران والبلدان الثلاثة باعتبارها بؤر مواجهة مع اميركا. تبعاً لذلك يشكّل قتل سليماني فرصة لتحريك ملفات البلدان الثلاثة وإحداث التغيير فيها:
– في العراق ولبنان ستزداد الصعوبات، ويفترض أن تساعد الولايات المتحدة في خلط الأوراق. كيف؟ استنتجت أن ايران استطاعت السيطرة على نحو 90 في المئة من أصحاب القرار وبقي نحو 10 في المئة ممن يأخذون في الاعتبار رأي الشعب، لكن الانتفاضة الشعبية أظهرت وجود 40 في المئة يوالون ايران و60 في المئة يرفضون هيمنتها، وهؤلاء ينبغي تعزيزهم لتقوية الـ 10 في المئة من أصحاب القرار.
أما في لبنان فيبدو أن العقوبات الأميركية استطاعت “حشر” تأثير نصرالله وحزبه في ادارتهما للحكم، لكن واشنطن أبلغت أن لديها علماً بأن حليفهما جبران باسيل فتح خطاً مباشراً مع طهران ظنّاً منه أنه بذلك يستبق “الحزب” اذا أراد بيعه. لذلك ضغطت واشنطن على “مجموعة الدعم الدولي” لتتبنّى معايير دقيقة يفترض أن تمنع “الحزب” وباسيل من التلاعب بتركيبة الحكومة التي يمكن المجتمع الدولي التعامل معها لمعالجة الأزمة الاقتصادية.
– مقتل سليماني يضعف جناح “بشار – ماهر” والفرقة الرابعة التي يعتبرها الروس “إيرانية”، وأي تغيير تحديداً في العراق ينعكس على وضع النظام السوري، علماً بأنه تأثر لتوّه بمجريات زيارة بوتين، إذ لم يعد بإمكان الأسد أن يتنكّر بوجه إيراني ليفاوض الروس ولا بوجه روسي ليفاوض الإيرانيين. هناك من يقول أن بوتين تعمّد “إرعاب” الأسد فلم يعرف مسبقاً بزيارته ولم يراعِ أي بروتوكول، كما أن المضمون السياسي للمحادثات لم يكن مريحاً ولا مطمئِناً.

عن صفحته في الفيس بوك

مجلس سوريا الديمقراطية والجمعية الوطنية السورية في زيارة إلى حزب سوريا المستقبل

زار اليوم بتاريخ ٩ كانو الثاني ٢٠٢٠ الخميس وفدٌ من مسد ممثلاً بالشيخ “رياض درار” الرئيس المشترك لمسد ،السيد “جهاد عمر” ممثل مكتب العلاقات العامة لمسد ،والسيد “هوشنك درويش” ممثل مسد في إقليم كوردستان ،ووفد من الجمعية الوطنية السورية برئاسة الدكتور “أمير زيدان” ،والأستاذ “زاهر سعد الدين”.

وكان في استقبالهم كلاً من رئيس حزب سوريا المستقبل المهندس إبراهيم القفطان ،ومساعد رئيس الحزب السيدة “نوبهار مصطفى”، السيد “إياد خطيب” مكتب الإعلام العام ،السيدة “جلاء حمزاوي” مكتب العلاقات العامة والسيدة “ريم النجم” مكتب التنظيم العام.

رحب المهندس إبراهيم القفطان بالضيوف، وتحدث عن مبادئ وأهداف حزب سوريا المستقبل وعن المناطق التي ينشط فيها الحزب.

استهل الشيخ رياض درار كلمته بتقديم العزاء باستشهاد المهندسة هفرين خلف مستنكراً هذه الجريمة واعتبارها خسارة كبرى لسوريا والسوريين باعتبارها رمزاً من رموز السلام.

وأبدى درار ثناءه على عمل حزب سوريا المستقبل وحثه على الاستمرار بالنضال على خطى الشهيدة هفرين خلف.

ثم بدأ الدكتور أمين زيدان حديثه بالترحم على الشهيدة هفرين خلف واستنكر جريمة القتل التي تعرضت لها، وعبَّر عن سروره بزيارة حزب سوريا المستقبل والتواصل مع قيادته.

خيَّم على الزيارة الطابع الودي حيث أبدى الجميع تفاؤلهم واستعدادهم للتواصل المستمر وتعزيز التنسيق مع حزب سوريا المستقبل بما يخدم حل القضية السورية.

ترامب.. لا إصابات أمريكية!

كتب الرئيس الأميركي دونالد ترمب: “كل شيء على ما يرام حتى الآن”، في حسابه في تويتر، وهو يتحدث عن خسائر الهجوم الصاروخي الإيراني على قوات بلاده في قاعدة عين الأسد العراقية وقاعدة أربيل فجر 8 كانون الثاني.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين أن القصف لم يؤد إلى إصابات في صفوف القوات الأميركية.

وأطلقت القوات الإيرانية مجموعة من الصواريخ البالستية، من داخل إيران على قاعدتين للقوات الأمريكية في المنطقة، رداًعلى مقتل الجنرال قاسم سليماني زعيم فيلق القدس، وذكر التلفزيون الإيراني الرسمي، أن عشرات الصواريخ البالستية الإيرانية، أطلقت على قواعد أمريكية في العراق، أسفر عن مقتل حوالي 80 فرداً فيها.
من جهته كشف مسؤول عسكري أمريكي، في تصريحات خاصة لـCNN، أن الجيش الأمريكي كان لديه تحذير مبكر بما يكفي من الهجوم الصاروخي الإيراني، وتم تدارك الموقف، وتشغيل صافرات الإنذار، ونزول العناصر إلى الغرف المحصنة تحت الأرض.
لم تهدف الهجمات الإيرانية الصاروخية على القاعدتين الأمريكيتين، إلى إلحاق خسائر بشرية في صفوف القوات الأمريكية، لأنها لا تريد التصعيد، وتخشى رداً أمريكياً خطيراً، إذا خرجت عمليات الرد عن أطرها المحدودة. وفق الاندبندنت.
وذكر بيان للحرس الثوري الإيراني، أن إيران سترد بقسوة لم تشهدها المنطقة، إذا ردّت أمريكا على الهجمات الصاروخية الإيرانية.
ويبدو الأمر منطقيًا، بسلوك إيران رداً لا يثير الحرب، ولا يستدعي الرد الأمريكي من جديد، ويخدم تنفيذ أمر المرشد الأعلى خامنئي بالرد صراحة على الأهداف العسكرية الأمريكية، وعبر الجيش الإيراني لا عبر الوكلاء.
فضرب أهداف عسكرية أمريكية، بعدد صغير من الصواريخ، قد يسهل ما يريده الطرفان في النهاية. فأمريكا كما إيران لا تريدان الحرب. وفق ال CNN.
وقال مسؤول عسكري أمريكي، إن القوات الأمريكية في العراق بدأت دوريات في محيط القواعد العسكرية التي تضم عناصر الجيش الأمريكي، في أعقاب الهجمات الصاروخية التي استهدفت قاعدتين للقوات الأمريكية.
فيما سقطت طائرة ركاب اوكرانية مدنية، عقب إقلاعها من مطار طهران، وقتل جميع ركابها. وفق RT.
الأمر الذي استدعى شركات الطيران الدولية الكبرى، في تحويل رحلاتها من المجال الجوي الإيراني.
وقالت الخطوط الجوية السنغافورية في بيان يوم 8 كانون الثاني، إن رحلاتها تحولت من المجال الجوي الإيراني، وهي تراقب الوضع عن كثب. كذلك فعلت شركة “إيفا إير” التايواني، وشركة الخطوط الجوية الماليزية، وذكرت الشركتان في بيانهما، أنهما ستتجنبان المجال الجوي الإيراني، لضمان السلامة.

#حزب_سوريا_المستقبل

#تقرير

إبراهيم القفطان يكتب: انعدام الرؤية السياسية تكريس للإرهاب

ثورات تنهزم وثورات تتعثر وثورات تنتصر.

لكن، هناك شيء يتأسس وروح تستحضر ونضال متجدد .

لقد طال أمد الأزمة السورية وثقلت تكلفتها على الشعب السوري من الناحية البشرية والاقتصادية . وبعد تسع سنوات من إراقة الدماء التي ألهمت الأمل في التغيير الديمقراطي، لكن الجميع أدرك أن ما يحدث في سوريا معقد جداً ويحمل الكثير من الألغاز السياسية المحيرة لكن، الواضح أن سوريا أصبحت أكثر هشاشة مما كانت عليه قبل الحرب، وخصوصا بعد تدخل خمس قوى إقليمية وعالمية ” أمريكا وروسيا وتركيا وإيران وإسرائيل ” وهذه القوى ليس هناك صراع فيما بينها، بل هناك مصالح تربطها في سوريا بسبب موقعها الجيوسياسي ، ورغم أن المنسق مابين القوى الإقليمية هي روسيا على أساس المصالح المشتركة ، مابين تركيا وإيران وإسرائيل ، لكن المصالح المشتركة، مابين روسيا وأمريكا في سوريا ضعيفة جداً، ومصالحها خارج سوريا وليس داخلها . وهذا ما يجعل هناك ريبة وشك بوجود قوتين نوويتين في سورية رغم أن ذلك لم يحصل إلا في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية ، وجود روسيا وأمريكا ، ولم يحصل بينهما حرب وكلاهما يمتلك سلاحا نوويا  (ما يعني استحالة الحرب بينهما ) وهو ما أدى إلى بقاء ألمانيا منقسمة إلى دولتين لأكثر من خمسة وأربعين عاماً ، وهذا ما دعى روسيا إلى الاستثمار الطويل في سوريا من خلال مرفأ طرطوس ومصفاة حمص وغيرها من المطارات. لذا، فإنه من الضروري إنتاج جيل جديد من السوريين يستطيع الفهم والتحليل السياسي وخاصة في ظل ما لوحظ من ضعف ، واستعجالهم لضوء وهمي في آخر النفق ، وهذا ما يعتبر من أهم متطلبات إعادة بناء الدولة السورية الديمقراطية اللامركزية القادمة، وخاصة بعد التغير والتبدل السريع بالمواقف الدولية والإقليمية في طريقة التعاطي مع الواقع العسكري والسياسي ،  وإن الاستنزاف الشديد للبنية السورية ولكوادرها وطاقتها البشرية والمادية وابتعاد الطبقة المجتمعية عن المشاركة في النشاط السياسي، بسبب الفوضى وغياب قواعد ومعايير العمل السياسي، وندرة الكوادر السياسية الشابة وانعدام الحياة الحزبية في سوريا، كل ذلك يطيل من عمر الأزمة وانتشار الكتل الإرهابية وغياب المشروع الوطني .

وإن أي تمويل مخصص للمهجرين وأماكن الإيواء والإطعام أشبه مايكون بتمويل للحرب نفسها واستثمار أبناء سورية في حرب إقليمية لصالح الدول وكما يحصل الآن في تركيا وأخذ أبناء سوريا إلى ليبيا واشراكهم في حرب لا ناقة فيها ولا جمل كما يقال ، ولكن، المستفيد منها توسع الدولة التركية وحفظ أمنها القومي كما تدعي ، على حساب دماء السوريين، مما جعل المجتمع الدولي متبلداً إزاء الوضع الإنساني وكذلك المأزق السياسي والأخطر من ذلك أن الجميع يبحثون حالياً عن أفضل السبل لاستثمار وحشية <الإرهاب > في خدمة مصالحهم وخاصة تركيا وايران . 

 بعد تسعة أعوام من الصراع والتراجع . وفي غمرة المواجهة، ينسى الجميع الظروف التي ساهمت في ظهور الإرهاب والأسباب التي يقولون إنهم يريدون تبديدها. لكن، مجريات الحرب تبدو على العكس وخاصة في المناطق المسيطر عليها من قبل تركيا والكتل الارهابية الأخرى .( عفرين والباب وإدلب وتل أبيض ورأس العين )  ، حافزاً لاستبدال جيل آخر من الإرهاب بجيل جديد وهو إرهاب الدولة . ولنسأل ، ما الهدف من الحرب الراهنة التي افتعلتها تركيا ، أهو القضاء على داعش والنصرة وغيرها أم إخلاء المناطق من ساكنيها وتشريد أبنائها ثم ماذا بعد؟ لا شك في أن عدم الوضوح بالنسبة إلى <ما بعد ذلك > يلقي بظلال قاتمة على “وحدة سوريا أرضاً وشعبا” فما نعتقده أن الدول الموجودة على الأرض السورية والتي تحارب من أجله لن يكون واقعياً، فكلها تحارب خارج أرضها، في اتفاقهما أو اختلافهما  ، فإن الحرب من رؤية سياسية . تبدو منذ الآن وصفة لخطرين مستقبليين: أولهما أن المعاناة الانسانية للاجئين والمهجرين لن تنتهي قريباً، بل ستتفاقم وتؤدي الى مآسٍ أكبر من ذلك ، والآخر أن هذه المآسي معطوفة على انتصارات وهمية  تسجلها بعض الدول الراعية وبذلك تسعى إلى ترسيخ وتجديد الإرهاب بمسميات جديدة ، وإرهاب جديد ونفوذ دولي جديد في المنطقة  .

المهندس : ابراهيم  القفطان رئيس حزب سوريا المستقبل …

سميرة العزيز: التدخلات الإقليمية والدولية أحد أهم معوقات الحل في سوريا

بيّنت عضوة المجلس العام لحزب سوريا المستقبل سميرة العزيز أن الشعوب السورية قد اكتوت بنار الإرهاب وذاقت الأمَرّين خلال سنوات الأزمة، وأن التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن السوري؛ تجعل من حل الأزمة حلاً بعيد المنال، وأشارت إلى أنّ تركيا باحتلالها لأراضي الشمال السوري تحاول أن تعيد رسم خرائط المنطقة وفق أجندات العثمانيين الجدد، وأكدت أن الحوار السوري ـ السوري وحده كفيل بوضع حد للدماء التي أريقت كما ناشدت دول العالم بتشكيل محكمة دولية خاصة بمحاكمة الدواعش الأسرى على الأرض التي تحررت من إرهابهم.

جاء ذلك في الحوار الذي أجرته معها صحيفتنا “روناهي” والذي دارت نقاطه حول ما يلي:

ـ بعد مرور أكثر من ثماني سنوات على الأزمة في سوريا، وبعد كل الدمار، والتهجير، والقتل، والتدخلات الإقليمية والدولية على الجغرافية؛ هل حلّ الأزمة باتَ قريباً أم ما زال بعيد المنال؟

لقد عانت الشعوب السورية، وعلى مدار عمر الأزمة  الأمرّين، وذاقت مختلف أنواع الويلات فالقتل، والتهجير والذبح، وتدمير البيوت على ساكنيها، وظهور الإرهاب بأشكاله المختلفة، والتدخلات الإقليمية، والدولية، وتشعب المعارضة وتفتتها، وارتهانها لإرادة تركيا، واحتلال الأخيرة للأراضي السورية، وممارسة سياسة التتريك، وابتعاد جميع الضالعين في الأزمة عن الحلول، وتغليبهم لمصالحهم، وتحويل الجغرافية السورية إلى ساحة لتصفية الحسابات بين الدول، والدمار الاقتصادي، والاجتماعي للبلاد؛ كل هذه الأمور دليل على أن الحلول بعيدة إلا إذا استجاب السوريون بكل أطيافهم لنداءات الحوار التي تطلقها شعوب شمال وشرق سوريا، وبدأوا ببناء أسس الثقة بينهم؛ حينذاك سنبني وطناً ديمقراطيا حراً يسع الجميع دون استثناء لأحد.

ـ تدخلت تركيا في الأزمة السورية منذ اليوم الأول للحراك الجماهيري، وانتهى آخر فصول تدخلها بغزو شمال وشرق سوريا واحتلالها لسري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض)؛ وفق تحليلكِ إلى أين تريد دولة الاحتلال التركي أن تصل؟

دولة الاحتلال التركي ولا سيما بعد سيطرة حزب العدالة والتنمية على جميع السلطات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية فيها تسعى إلى تغيير خرائط دول المنطقة، وتحاول من خلال تدخلها السافر في أراضي سوريا، والعراق، وليبيا مؤخراً إلى احتلال المزيد من الأراضي زاعمةً ملكيتها لمساحات واسعة من أراضي هذه الدول، ولا سيما شمال سوريا والعراق، فأحلام العثمانيين الجدد بقيادة الطاغية أردوغان لا تعترف بالحدود الدولية المرسومة، وعيونهم على أراضي الآخرين؛ تنفيذاً لميثاقهم الملي الذي مضى عليه مئة عام. لذلك؛ احتلت بشكل سافر عفرين، والباب، وكري سبي، وسري كانيه، وغيرها، ويقول ساستها جهاراً نهاراً أنهم لن ينسحبوا من أي أرض، وطأتها أقدام جنودهم .

ـ مجلس سوريا الديمقراطية الذي ينضوي تحت مظلته ممثلي شعوب شمال وشرق سوريا كافة ومن ضمنهم حزبكم، حاور السلطات في دمشق للوصول إلى حل للمشكلة السورية المتأزمة؛ إلى أيّ منحى سار الحوار بينكم؟

في الحقيقة مجلس سوريا الديمقراطية الذي يضم ممثلين عن كافة الشعوب في شمال وشرق سوريا، لغة الحوار هي اللغة التي تستند إليها في جميع لقاءاتها مع الجميع، وللدفع بالحوار نحو أفق إيجابية نظمت العديد من الجلسات بين السوريين وهناك حوار جرى بين ممثلي شعوب شمال وشرق سوريا، والسلطات في دمشق. لكن؛ هذه الحوارات إلى الآن ما زالت تراوح في مكانها، ونأمل أن يتحاور جميع السوريون مع بعضهم البعض، ويضعوا حدا للدماء التي تراق كل يوم، ونحن في حزب سوريا المستقبل، ومجلس سوريا الديمقراطية سنتمسك بالحوار السوري ـ السوري، ولن نحيد عنه أبداً.

ـ بعد الانتصار الذي أحرزته قوات سوريا الديمقراطية على الإرهاب الداعشي؛ ظهرت مسألة آلاف الدواعش الأسرى لدى قسد؛ ألا ترين أن إقامة محكمة دولية على الأراضي التي هزمت الإرهاب بات أمراً ملحاً؟

إن قوات سوريا الديمقراطية في سبيل تحرير شعوب شمال وشرق سوريا من الإرهاب قدمت أكثر من أحد عشرة آلاف شهيد، وعشرات آلاف الجرحى وأن مرتزقة داعش قد ارتكبوا جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية، وخلفوا العديد من المآسي لشعوب المنطقة، وأباحوا الحرمات، فإن لم تستجب دول العالم وتأخذ دواعشها الأسرى، فعليها أن تسعى إلى إقامة محكمة ذات طابع دولي على الأراضي التي عاث فيها داعش فساداً فوجود عشرات الآلاف من الإرهابيين في السجون والمخيمات مقلق لسكان المنطقة، وهؤلاء يجب أن تضع دول التحالف، والجهات ذات الصلة حلاً قريباً لهم.

نقلاً عن صحيفة روناهي

بعد مقتل سليماني!


في أعقاب اغتيال قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بغارة أميركية، كتب رئيس تحرير صحيفة هآرتس الاسرائيلية، “الوف بن” مقالاً تحليلياً، أورد فيه أهم النقاط التي يمكن أن تحدث.

يعتقد بن، أن أمران مهمان ربما يحدثان بعد مقتل سليماني، الأول عودة أميركا من جديد إلى الشرق الأوسط وبقوة. والثاني أن خليفة سليماني في فيلق القدس “سلمان قاآني” لن يكون بحجمه وقدرته.
ويضيف بن، إن “اغتيال سليماني أعاد العجلة إلى الوراء. أميركا باقية في المنطقة وملتزمة بالدفاع عن مصالحها هنا”.
ويعتقد رئيس تحرير هآرتس، أن “خطأ سليماني كان إستراتيجياً وليس تكتيكياً. فقد ترأس قوة صغيرة نسبياً، فيلق القدس، لكنها حظيت بحرية عمل، في مساحات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، ولم يعرقل مصالح الولايات المتحدة، وكانت هذه نقطة غاية في الأهمية. وتعاون إلى حد ما في تحطيم تنظيم داعش، والأميركيون وافقوا على خطواته من أجل إنقاذ نظام بشار الأسد في سورية. لكنه عندما توجه ضدهم مباشرة، وحشد الجموع لمحاربة أمريكا ومصالحها، تمت تصفيته”.
ويوضح “لا توجد لدى إيران أي طريقة لاستهداف الولايات المتحدة، لكنها هي ذاتها معرضة بالكامل للقدرات العسكرية الأمريكية، التي بإمكانها أن تدمر المنشآت النووية الإيرانية تماماً، وتدمر صناعة النفط، وتستهدف قادة النظام الإيراني، ومقتل سليماني دليل قوي على قدرة أمريكا على استهداف الآخرين. وعلى الأرجح أنه تكمن في أدراج البنتاغون خطط عسكرية مفصلة لتدمير هذه الأهداف من الجو”.

من جهتها، رصدت أجهزة الرصد الأمريكية، تحريك الحرس الثوري الإيراني، مجموعة من الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى، من أماكنها داخل إيران، وفق ال CNN.

ميليشيات الحرس تتأهب!
قال موقع جرف نيوز إن الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني المنتشرة في دير الزور، بدأت استعدادات خاصة تحسباً لعمل عسكري قد يطلب منها انتقاماً لمقتل قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني.
ونقل الموقع عن مصدر خاص، أن قادة في ميليشيات الحرس الثوري المنتشرة في البوكمال شرقي سوريا، أبلغوا عناصرها، بأن يكونوا على استعداد كامل لـ”عملية عسكرية كبيرة”، قد يطلب منهم المشاركة فيها، أو تنفيذها ضد القوات الأمريكية المنتشرة في الضفة المقابلة لنهر الفرات ولم يتم التأكد من صحة الخبر من مصادر أخرى.

البرلمان العراقي يطالب!

في اجتماعه أمس 5 كانون الثاني، اتخذ البرلمان العراقي قراراً، بانهاء تواجد القوات الأمريكية والتحالف الدولي في العراق، وبإلغاء الاتفاقية الأمنية بين أمريكا والعراق لمحاربة داعش.

وجاء الرد الأمريكي واضحاً، وعبر الرئيس ترامب، الذي هدد بفرض عقوبات على بغداد، أكثر شدة من العقوبات المفروضة على طهران، في حال القيام بأي عمل ضد الأمريكيين. وطالب بتسديد المبالغ التي أنفقتها الولايات المتحدة لإقامة قاعدة عسكرية في العراق. وفق الاندبندنت.

اعتبر وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري، أن “قرار مجلس النواب العراقي غير ملزم”، وأشار زيباري في حسابه في تويتر، أن النواب الكرد، ونواب العرب السنة، قاطعوا الاجتماع، ولم يصدر تشريع برلماني، وطرحت القضية من أجل المزيد من المحادثات السياسية”.

وفي سياق متصل، هدد زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله الأمريكيين، في خطاب بثته قناة الميادين. وقال أنه سيعيدهم في نعوش سوداء إلى بلادهم، وطالب باستهداف الجنود الأمريكيين في كل المنطقة العربية.

من جهته دعا الاتحاد الأوروبي إلى ضبط النفس، ووجه دعوة إلى وزير الخارجية الإيراني للمجيء إلى بروكسل. وفق يورو نيوز.