سميرة العزيز: التدخلات الإقليمية والدولية أحد أهم معوقات الحل في سوريا

1٬161

بيّنت عضوة المجلس العام لحزب سوريا المستقبل سميرة العزيز أن الشعوب السورية قد اكتوت بنار الإرهاب وذاقت الأمَرّين خلال سنوات الأزمة، وأن التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن السوري؛ تجعل من حل الأزمة حلاً بعيد المنال، وأشارت إلى أنّ تركيا باحتلالها لأراضي الشمال السوري تحاول أن تعيد رسم خرائط المنطقة وفق أجندات العثمانيين الجدد، وأكدت أن الحوار السوري ـ السوري وحده كفيل بوضع حد للدماء التي أريقت كما ناشدت دول العالم بتشكيل محكمة دولية خاصة بمحاكمة الدواعش الأسرى على الأرض التي تحررت من إرهابهم.

جاء ذلك في الحوار الذي أجرته معها صحيفتنا “روناهي” والذي دارت نقاطه حول ما يلي:

ـ بعد مرور أكثر من ثماني سنوات على الأزمة في سوريا، وبعد كل الدمار، والتهجير، والقتل، والتدخلات الإقليمية والدولية على الجغرافية؛ هل حلّ الأزمة باتَ قريباً أم ما زال بعيد المنال؟

لقد عانت الشعوب السورية، وعلى مدار عمر الأزمة  الأمرّين، وذاقت مختلف أنواع الويلات فالقتل، والتهجير والذبح، وتدمير البيوت على ساكنيها، وظهور الإرهاب بأشكاله المختلفة، والتدخلات الإقليمية، والدولية، وتشعب المعارضة وتفتتها، وارتهانها لإرادة تركيا، واحتلال الأخيرة للأراضي السورية، وممارسة سياسة التتريك، وابتعاد جميع الضالعين في الأزمة عن الحلول، وتغليبهم لمصالحهم، وتحويل الجغرافية السورية إلى ساحة لتصفية الحسابات بين الدول، والدمار الاقتصادي، والاجتماعي للبلاد؛ كل هذه الأمور دليل على أن الحلول بعيدة إلا إذا استجاب السوريون بكل أطيافهم لنداءات الحوار التي تطلقها شعوب شمال وشرق سوريا، وبدأوا ببناء أسس الثقة بينهم؛ حينذاك سنبني وطناً ديمقراطيا حراً يسع الجميع دون استثناء لأحد.

ـ تدخلت تركيا في الأزمة السورية منذ اليوم الأول للحراك الجماهيري، وانتهى آخر فصول تدخلها بغزو شمال وشرق سوريا واحتلالها لسري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض)؛ وفق تحليلكِ إلى أين تريد دولة الاحتلال التركي أن تصل؟

دولة الاحتلال التركي ولا سيما بعد سيطرة حزب العدالة والتنمية على جميع السلطات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية فيها تسعى إلى تغيير خرائط دول المنطقة، وتحاول من خلال تدخلها السافر في أراضي سوريا، والعراق، وليبيا مؤخراً إلى احتلال المزيد من الأراضي زاعمةً ملكيتها لمساحات واسعة من أراضي هذه الدول، ولا سيما شمال سوريا والعراق، فأحلام العثمانيين الجدد بقيادة الطاغية أردوغان لا تعترف بالحدود الدولية المرسومة، وعيونهم على أراضي الآخرين؛ تنفيذاً لميثاقهم الملي الذي مضى عليه مئة عام. لذلك؛ احتلت بشكل سافر عفرين، والباب، وكري سبي، وسري كانيه، وغيرها، ويقول ساستها جهاراً نهاراً أنهم لن ينسحبوا من أي أرض، وطأتها أقدام جنودهم .

ـ مجلس سوريا الديمقراطية الذي ينضوي تحت مظلته ممثلي شعوب شمال وشرق سوريا كافة ومن ضمنهم حزبكم، حاور السلطات في دمشق للوصول إلى حل للمشكلة السورية المتأزمة؛ إلى أيّ منحى سار الحوار بينكم؟

في الحقيقة مجلس سوريا الديمقراطية الذي يضم ممثلين عن كافة الشعوب في شمال وشرق سوريا، لغة الحوار هي اللغة التي تستند إليها في جميع لقاءاتها مع الجميع، وللدفع بالحوار نحو أفق إيجابية نظمت العديد من الجلسات بين السوريين وهناك حوار جرى بين ممثلي شعوب شمال وشرق سوريا، والسلطات في دمشق. لكن؛ هذه الحوارات إلى الآن ما زالت تراوح في مكانها، ونأمل أن يتحاور جميع السوريون مع بعضهم البعض، ويضعوا حدا للدماء التي تراق كل يوم، ونحن في حزب سوريا المستقبل، ومجلس سوريا الديمقراطية سنتمسك بالحوار السوري ـ السوري، ولن نحيد عنه أبداً.

ـ بعد الانتصار الذي أحرزته قوات سوريا الديمقراطية على الإرهاب الداعشي؛ ظهرت مسألة آلاف الدواعش الأسرى لدى قسد؛ ألا ترين أن إقامة محكمة دولية على الأراضي التي هزمت الإرهاب بات أمراً ملحاً؟

إن قوات سوريا الديمقراطية في سبيل تحرير شعوب شمال وشرق سوريا من الإرهاب قدمت أكثر من أحد عشرة آلاف شهيد، وعشرات آلاف الجرحى وأن مرتزقة داعش قد ارتكبوا جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية، وخلفوا العديد من المآسي لشعوب المنطقة، وأباحوا الحرمات، فإن لم تستجب دول العالم وتأخذ دواعشها الأسرى، فعليها أن تسعى إلى إقامة محكمة ذات طابع دولي على الأراضي التي عاث فيها داعش فساداً فوجود عشرات الآلاف من الإرهابيين في السجون والمخيمات مقلق لسكان المنطقة، وهؤلاء يجب أن تضع دول التحالف، والجهات ذات الصلة حلاً قريباً لهم.

نقلاً عن صحيفة روناهي