منظمة حزب سوريا المستقبل بأوربا ولجنة الحوار العربي الكوردي يدينان العدوان التركي على شعبنا الآمن
في عدوان جديد على المنطقة، تحت اسم “المخلب – السيف” مستخدمة تمثيلية تفجير استانبول، قصفت طائرات حربية تركية، مناطق في شمال وشمال شرق سوريا وفي جبال قنديل في كردستان العراق، نتج عنه استشهاد وجرح العشرات من مدنيين وعسكريين، وتدمير بعض من مخازن الغذاء، والمنازل.
تحاول حكومة حزب العدالة والتنمية الفاشية، اختصار الوقت بارتكاب الجرائم، بما تبقى لها قبل موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة، بعد الانتكاسات الاقتصادية والسياسية والعسكرية المتلاحقة التي أصابتها.
لم تبال قيادات الجيش التركي بهوية وقومية الضحايا بل همها فرض هيمنتها، وكسب الرأي العام العالمي والتركي، من خلال ايهامهما بسيناريو “تفجير التقسيم”، لتبرير سياسات القتل والإبادة ضد شعوبنا العربية والكوردية المقاومة والصامدة .وللتهرب من ضغوط المنظمات الدولية والاقليمية والمحلية، لصرف النظر عن استخدام تركيا الأسلحة الكيماوية ضد شعوبنا وقواها الشعبية.
فقد النظام التركي توازنه ويحاول بجريمته المفبركة في استنبول، جذب أنظار المجتمع الدولي، وحرف تحقيقات منظماته الحقوقية والإنسانية عن جرائمه وانتهاكاته، ويستغل في عدوانه الجديد على المنطقة، انشغال العالم بالحرب الروسية الاوكرانية، وتصيد حدث انعقاد مباريات كأس العالم في قطر، للقفز فوق حاجيات المنطقة للأمن والاستقرار.
للدولة التركية تاريخ طويل في الجرائم المماثلة، وما تكرار جرائمها الآن، إلا دليل واضح على مسار هذه الطغمة، مدفوعة اليوم بحكومة التنمية والعدالة.
وهدد اردوغان وقيادته العسكرية والامنية يوم 18 تشرين الثاني “نوفمبر” 2022 بحملة عسكرية في شمالي سوريا وكردستان العراق. ونفذوا تهديداتهم، وقصفوا منتصف ليلة 20 تشرين الثاني 2022 مناطق عديدة في سوريا.
• في منطقة كوباني: استهدف القصف غابة كوباني وطريق جرابلس في الطرف الغربي للمدينة، وتلة “مشتى نور” في الطرف الجنوبي لمدينة كوباني، وحي كانيا كوردا إضافة إلى استهداف قرية حلنج في الريف الشرقي لكوباني.
• في منطقة الشهباء: استهدف القصف قريتي بيلونية وشيخ عيسى في مقاطعة الشهباء وقلعة شوارغة في ناحية شرا بمقاطعة عفرين المحتلة وصومعة ظهر العرب شمال شرق ناحية زركان في مقاطعة الحسكة.
• في منطقة ديريك: استهدف القصف المنطقة الواقعة بين قريتي كركندال و”تقل بقل” التابعة لمنطقة الكوجرات. كما استهدف القصف تلة جلة في قرية تل شيه في منطقة برآف بناحية ديرك.
• في منطقة كري سبي/ تل ابيض القصف استهدف نقطة لقوات حكومة دمشق في قرية قزعلي في الريف الغربي لمقاطعة كري سبي مما تسبب في إصابة عدد منهم.
كما استهدفت طائرات الاحتلال التركي مناطق في شنكال/سنجار وقنديل في كردستان العراق.
اننا في لجنة الحوار العربي الكوردي ندين وبشدة هذه الجريمة والجرائم التركية المتواصلة، بحق الشعبين العربي والكوردي، وندين الانتهاكات المتكررة التي يقوم بها المحتل التركي، لسيادة الدول، وندعو المجتمع الدولي للقيام بواجباته السياسية والحقوقية والإنسانية، ونطالب الدول المعنية، والمتنفذة في الإقليم والعالم، وحكوماتها وبرلماناتها بالضغط على النظام التركي، من أجل وقف عدوانه في المنطقة، كما ندعوا القوى الوطنية والديمقراطية في سوريا والعراق والعالم، إلى اتخاذ مواقف تتناسب مع نهجها وبرامجها في التنديد بالجرائم التركية.
لجنة الحوار العربي الكوردي
20 نوفمبر 2022
بيان إلى الرأي العام حول الاستهداف التركي السافر لمناطق شمال وشرق سوريا
تعاود دولة الاحتلال التركي استمراراً لسلسلة أعمالها الإجرامية وتنفيذاً لمخططاتها التوسعية وهجماتها الوحشية مستندةً على حججٍ واهية, هجومها الغادر والمتواصل منذ يوم أمس السبت على مناطق شمال وشرق سوريا مستخدمةً طائراتها الحربية والمسيَّرة والقذائف الصاروخية, حيث استهدفت عدة مناطق في مركز مدينة كوباني وريفها في إقليم الفرات, وقرى في مقاطعة الشهباء وعفرين ونواحي في مقاطعة الحسكة وديريك وفي الدرباسية, وسط أنباء عن استشهاد مدنيين أبرياء جراء هذا القصف الهمجي, محاولةً بذلك زعزعةٌ الاستقرار الذي تحقق في ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية، وإعادة إحياء المنظمات الإرهابية، وخلق الفوضى, وتهجير السكان وإجبارهم قسريَّاً على مغادرة مُدنهم ومناطقهم وقراهم.
كل هذا يجري في ظل صمت دولي مريب عن هذه المجازر المرتكبة بحق أهلنا المدنيين في هذه المناطق، والتي تشكل جرائم ضدّ الإنسانية, وجرائم حرب مكتملة الأركان من خلال القصف العشوائي لمناطق المدنيين واستهداف البنى التحتية, وإن هذه الاعتداءات المتكررة على مناطقنا توضح مدى إجرام النظام التركي وتعطشه للدماء, والتي يهدف من خلالها إلى تغطية خساراته السياسية والعسكرية، داخلياً وخارجياً, مما دعاه لافتعال الهجوم على إسطنبول بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات التركية ليتخذ إجراءات حازمة ويهدد خصومه ويكسب الرأي العام.
فإنَّنا في حزب سوريا المستقبل ندين ونستنكر هذه الاعتداءات المتتالية على مناطق شمال وشرق سوريا, ونطالب المجتمع الدولي والدول الضامنة بالتدخل العاجل لحماية المدنيّين والحفاظ على حياتهم، بالضغط على الحكومة التركية وإجبارها على التوقف عن استهداف مناطق المدنيين، والخروج من الأراضي السورية المحتلة، ونؤكد أنَّ الاستمرار بهذه السياسة التوسعية يخالف مقاصد الأمم المتحدة, ويهدد الأمن والسلم الدوليين، ويعرقل أيَّة جهود أممية للتوصل لحل سياسي سلمي في سوريا وفق ما تضمّنته قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الخاصة بسوريا.
كما أننا نؤكد على وقوفنا إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في دفاعها المشروع وصمودها أمام التحديات الداخلية والخارجية, وعلى ارتباطنا بأرضنا من أجل الوصول بسوريا وجميع السوريين على اختلاف مكوناتهم إلى بر الأمان, ورسم مستقبل جديد في ظل دولة ديمقراطية تعددية لامركزية.
حزب سوريا المستقبل
الرقة
20 تشرين الثاني 2022
غالية الكجوان تكتب.. المرأة بين الصراع وإثبات الوجود!
إن الحالة الجدلية الأزلية بين الرجل والمرأة وأيهما الأكثر تأثيراً وحضوراً!، أدت إلى إشراك المرأة في الصراع الطبقي والقومي والتحرري الذي نسميه بالصراع العنيد من أجل بناء نموذج المرأة الحرة, أو إحياء الجوهر الحقيقي للحياة الحرة، وبهذه المقارنة العميقة نستطيع استنتاج الكثير من المعاني السامية حولها، حيث تعيش المرأة في المجتمعات الشرقية أوضاعاً متفاوتة, بين الحصول على شيء من الحقوق وبين هدرها جميعها، ومع تصاعد حالة الاستبداد السياسي للدولة القومية في المحيط الإقليمي تصاعدت درجة استبداد الرجل الشرقي، الذي يعَّد المرأة كأول المتضررين وآخرهم، وهنا تبقى المرأة تدور في فكرة النهوض في الشرق الأوسط.
علماً لم تأتي هذه الوضعية من فراغ, وإنما كانت نتاج نضال وسعي كبير ومعارك وحروب ضارية لتُثبت المرأة نضالها ضد الاستبداد والدكتاتورية ومقاومة القمع أو الاضطهاد أياً كان نوعه وشكله، سلطوياً أم اجتماعياً أم سياسياً, حيث أثبتت لنا الثورات التحررية الوطنية التي شهدها القرنان التاسع عشر والعشرون, أن أيَّة فلسفة أو تيار أو ثورة لا تقوم بمعالجة قضية المرأة بصورة جذرية وحتمية، فإنها في نهاية المطاف محكوم عليها بالفشل أو الانهيار أو بالانحراف عن أهدافها النبيلة والسامية.
فهنا ملف وباء العنف الممنهج ضد المرأة يحتاج إلى قراءة صحيحة لجذور التاريخ, ولمعالجة حاسمة وسريعة تشريعياً وثقافياً وقانونياً ًوتعليمياً من أجل الانتقال إلى مجتمع ديمقراطي سليم, فالعنف مشكلة لاتتصل بانتمائنا أو عقائدنا أو ديننا أو وجودنا, بل تتصل بالمعنى والمبنى عليه الأساس.. مثلاً لايمكن أن نتوقع من رجلاً مناصراً للديمقراطية وحقوق الإنسان وقيم المساواة والعدالة والحرية.. أن يعنِّف امرأة نفسياً وفكرياً وحتى جسدياً, ولكن يفعل كل ذلك بل أكثر.. لأنه حقيقة لا يؤمن, ولا يعترف بدور المرأة وحريتها.
فهنا تكمن المشكلة الحقيقية بالذهنية الذكورية السائدة, والقائمة على استعباد وانتهاك وسلب المرأة حقوقها، وبهذا الشكل يبدأ العنف الممارس بحق المرأة, ويساهم فيه كامل المجتمع وبكل أفراده وفئاته, دون أي إدانة أو استنكار, بل ربما تكون الإدانة إن وجدت, فهي للضحية “المرأة”, من جهة ومن جهة أخرى لأن المجتمع لايسمح لها عبر قوانينه وإسقاطاته الظلامية أو عبر العادات والتقاليد والأعراف الغير عادلة والأمراض المجتمعية… والتي تعطي للعنف المسيء بكل أشكال والممارس بحق المرأة المبرر, ليستمد شرعنته من الأنظمة القوموية النابعة من العقلية والمفاهيم الذكورية, والتي تسعى وتعمل منذ العصر السومري للتحكم والسيطرة على الأنثى من لحظة ولادتها حتى موتها, وبهذا يعود التكوين الذهني والوجداني لكل من المرأة والرجل إلى الإرث التاريخي والثقافي والاجتماعي والتعليمي الذي يساهم في تكوين الصورة النمطية والجنسوية للرجل والمرأة بشكل خاص, بحيث يحصرها في إطار تقليدي من الوظائف والأدوار والمكانة الاجتماعية في الحياة العامة, فلذلك يبدأ البناء الاجتماعي بالتراكم العديد من الضغوطات والعوائق الناتجة عن أحداث وعوامل الحياة اليومية والدافعة إلى العنف المباشر، فيتحول العنف من نتيجة إلى سبب, فيولد يومياً مزيداً من العنف والشراسة التي تخلق زاوية مفرغة تتكاثر فيها السلوكيات والأساليب العنيفة, إلى أن تتحول إلى أسلوب الحياة بين الرجل والمرأة.
فعند كل مشكلة أو أزمة أو نكبة اجتماعية أو سياسية وحتى اقتصادية نرى دائماً بأن الضحية الأولى والخاسرة الأكبر هي المرأة بدون شك, يعود هذا كله للمعايير الاجتماعية السلبية التي أدت إلى عدم المساواة بين الرجل والمرأة، وأيضاً لقبول المفاهيم الذكورية المرتبطة بهيمنة الرجال ومنحهم حق السيطرة وأساليب العنف الذي يستهدف المرأة, سواءً إن كان من الناحية الجسدية أو النفسية والعقلية والعاطفية, باستخدام كل وسائل وأدوات القهر والظلم والاستغلال من الألفاظ والكلمات وبالصرخة الواحدة يستطيع أن يسيطر على كل الأجواء الموجودة ليصل إلى حد القتل والاغتصاب مروراً بالضرب والإهانة، وبالتالي تحبس بين أربعة جدران كأسيرة لا يحق لها إبراز هويتها الأنثوية المستقلة.
فلذلك إن نضال المرأة في ظل تسارع الأحداث, والظروف المعقدة والأليمة التي عاشتها كانت من أجل تحرير ذاتها ومجتمعها, بحيث لايمكن أن تتحقق حرية المجتمع مالم تتحقق حرية المرأة، ومن أجل تحقيق ذلك كله لابد على المرأة أن توحد صفوفها وطاقاتها وجهودها أكثر وتنزع القيود التي تكبل حريتها, وتمنعها من السير قُدما لتحقيق أحلامها, وطموحاتها في الحياة الحرة, وتكون صانعة للسلام والعدالة التي تناضل وتكافح لتحقيقها خطوة بخطوة, من خلال المبادئ الأخلاقية, ورؤية مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل الذي يعد إنجازاً عظيماً في مسيرة تاريخ حرية المرأة، وكما له دورا ًبارزاً في تخفيف معاناة وحالات العنف التي تتعرض لها المرأة, واتخاذه من قدسية الدفاع عن النفس والتوعية الفكرية والحياة التشاركية بين الجنسين أساساً ًفي نضاله, ليزيد من إيمان وعزيمة المرأة بذاتها وبأهدافها, ولإبراز الهوية النسائية المتعددة الثقافات.
إلى جانب ذلك لاننسى الدور القذر الذي لعبته الحركات الإرهابية المظللة باسم الدين، والجرائم البشعة التي ارتكبتها بحق الشعوب, وخاصة بحق النساء اللواتي خرجن من عباءات التقاليد البالية, والأعراف الزاجرة والقامعة لتحقيق وجودها الحر الفاعل والمتفاعل ليس فقط على مستوى المساهمة في الإنتاج والحياة الاجتماعية, بل في كافة الميادين دفاعاً عن أسرتها وأمن عائلتها ومجتمعها جنباً إلى جنب الرجل، وفي الوقت ذاته على المرأة أن تحافظ على إرثها التاريخي العريق المتجذر بالأرض والوطن منذ آلاف السنين لتكون الشخصية الطليعية والرائدة في صنع الحياة من الموت, وتكون على قدر المسؤولية والوعي، وتتمثل هذه المسؤولية بإعداد جيل واعٍ قادر على إيجاد مساحة للتعبير عن ذاته، ويؤمن بحق المرأة قبل الرجل وبالحرية والمشاركة الفاعلة في الحياة، ومن هذا المنطلق لتتحد جميع النساء, ولتتوحد جميع الثقافات والمعتقدات والألوان والأصوات لتصل إلى حالة الانتفاضة التي تعود إلى حادثة اغتيال الأخوات ميرابال, اللواتي قدن كفاحاً فريداً, وقاتلن ضد الطغاة والفاشية من أجل تحقيق الحرية الديمقراطية, حتى أصبحن أملاً لجميع نساء العالم.