الرئيسية بلوق الصفحة 99

الوطني يعود جثة من ليبيا!

وصلت 14 جثة من عناصر الجيش الوطني، الموالي لتركيا، إلى سوريا، قادمة من ليبيا، بعدما قتلوا خلال المعارك الدائرة بين قوات الجنرال حفتر، وميليشيات حكومة الوفاق الاخوانية. وفق المرصد السوري.
وشاركت ميليشيات الجيش الوطني، في المعارك إلى جوار حكومة السراج الأخوانية، بأمر من الرئيس التركي ومخابراته.
وأشار المرصد، إلى احتمال أن قتلى ميليشيات الوطني في ليبيا بلغت 26 قتيلا، من ميليشيات السلطان مراد، ولواء المعتصم، وفرقة الحمزات، وصقور الشمال، وغيرها من الفصائل التي أرسلت عناصرها للحرب في ليبيا، لكنه لم يؤكد الخبر حول ذلك حتى الآن.
ووصل عدد المرتزقة السوريين العاملين في الجيش الوطني، إلى 1600 عنصر، للمشاركة في المعارك الليبية.
ونشرت صفحات معارضة تتبع للمعارضة السورية المقيمة في تركيا، صور عناصر للجيش الوطني، الذين قتلوا في ليبيا، بعدما وصلوا إليها.
وذكرت تلك الصفحات بالاسم والصورة، إلى مقتل محمود بشير الجار الله، وعصام الجار الله، وعبد الرزاق المحمود.
ينحدر القتلى جميعاً من مدينة تدمر، وبايعوا في فترة سابقة مع بداية الأحداث في سوريا، فصيل الفاروق، قبل التحاقهم بتنظيم داعش. وبعد هزيمة التنظيم الإرهابي في الرقة، هربوا إلى الشمال السوري، والتحقوا بفرقة الحمزات، قبل أن يتم فرزهم إلى الفرقة الأولى، في الفيلق الأول من الجيش الوطني.

من جهة أخرى فشلت مفاوضات وقف إطلاق النار في ليبيا، والتي دعت إليها موسكو، بين فريقي الحرب الليبية، الجنرال حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، ورئيس حكومة الوفاق الأخوانية، التي تحظى بدعم تركي.

ورفض الجنرال حفتر التوقيع على قرار وقف إطلاق النار، وفق وكالة تاس الروسية.

وأبلغ حفتر الجانب الروسي بشروطه لوقف القتال، والمتضمنة تسليم سلاح الميليشيات الإسلامية العاملة بخدمة حكومة السراج، وتشكيل لجنة من الجيش الوطني بجانب الأمم المتحدة لحصر السلاح، وحدد الجهة التي تتسلم الأسلحة، والتي تنحصر بإشراف قواته المسلحة. ورفض أن تكون تركياً وسيطاً دولياً، لأنها لا تدعم استقرار ليبيا، ولكنها تدعم الميليشيات. وفق صحيفة رأي اليوم.

وقال الرئيس التركي اردوغان أمام حشد من مناصريه في حزب التنمية والعدالة التركي، إنه لن يتوانى عن تلقين حفتر درساً لن ينساه. وفق TRT.

يذكر أن قوات حفتر مدعومة من مصر والإمارات وروسيا وأمريكا وفرنسا، في حين تدعم تركيا حكومة السراج.

10 إجراءات أميركيةـ أوروبية للضغط على سوريا

واشنطن تلوح بـ “أقصى ضغط” على دمشق، وموسكو تراهن على “الصبر الاستراتيجي”.
يسعى مسؤولون أميركيون لإقناع نظرائهم الأوروبيين بنسخ «التجربة الإيرانية» في سوريا، عبر اتباع نهج جديد يقوم على فرض «الضغط الأقصى» على دمشق بتطبيق 10 إجراءات سياسية وعسكرية واقتصادية، لدفع موسكو إلى ممارسة ضغوط على دمشق وتقديم «تنازلات جوهرية» تتعلق بملفين هما: تحديد النفوذ الإيراني في سوريا، وإجراء إصلاحات سياسية وفق القرار «2254» كافية لعودة اللاجئين وتحقيق الاستقرار في سوريا.
الموجة الأولى من الخيبة الغربية الجديدة جاءت بعد انتهاء أعمال اللجنة الدستورية في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي؛ إذ حمّلت واشنطن ودول أوروبية الحكومة السورية مسؤولية الفشل في تحقيق أي تقدم في أعمال اللجنة باتجاه البدء بإصلاحات دستورية وتنفيذ خريطة الطريق في القرار «2254»، وتشمل إصلاحات دستورية وتوفير «بيئة محايدة» وصولاً إلى انتخابات بإدارة من الأمم المتحدة.
الموجة الثانية من الخيبة جاءت بسبب عدم قيام موسكو بممارسة ضغوط، كما تريد دول غربية، على دمشق لاستقبال المبعوث الأممي غير بيدرسن للاتفاق على «أجندة» أعمال اللجنة الدستورية ودفع أعضاء الوفد الممثل للحكومة إلى التعاطي بإيجابية مع الاجتماعات.
عليه؛ فإن واشنطن باتت أكثر ميلاً إلى دفع دول أوروبية لتبني نهج «الضغط الأقصى» و«الصبر الاستراتيجي» مع دمشق وموسكو، وفق الأدوات المتوفرة في حقيبة الإدارة الأميركية، وهي تشمل التالي:
أولا: البقاء العسكري في شمال شرقي سوريا وتحديداً قرب حدود العراق لقطع طريق طهران – بغداد – دمشق – بيروت، ومنع الحكومة السورية من السيطرة على منابع النفط والثروات الاستراتيجية شرق الفرات.
ثانياً: تقديم نصائح لدول عربية بعدم البدء في أي عملية تطبيع سياسي ودبلوماسي ثنائي أو جماعي مع دمشق وعدم المساهمة في الإعمار والمشاريع الاقتصادية.
ثالثاً: دفع الدول الأوروبية إلى الحفاظ على وحدة موقفها القائم على ربط المساهمة في إعمار سوريا بتحقيق تقدم ذي صدقية في العملية السياسية، إضافة إلى عدم فتح سفارات أوروبية في دمشق.
رابعاً: فرض سلة جديدة من العقوبات الأميركية على دمشق، عبر البدء قريباً بتنفيذ «قانون قيصر» الذي أقره الكونغرس ووقع عليه الرئيس دونالد ترمب.
خامساً: تشجيع دول أوروبية على فرض حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية على رجال أعمال منخرطين في الإعمار، وقد جرى الاتفاق بين الدول الأوروبية على مسودة القائمة.
سادساً: تجميد مقاربة المبعوث الأممي القائمة على «خطوة مقابل خطوة»، أي استعداد دول أوروبية للإقدام على خطوات تتعلق بالتطبيع وتخفيف العقوبات، أو عدم فرضها في حال أقدمت دمشق على خطوات إيجابية بالعملية السياسية.
سابعاً: تشجيع المبعوث الأممي على البحث عن بوابات جديدة لتنفيذ القرار «2254» مثل العمل على توفير «البيئة المحايدة» وإطلاق معتقلين وسجناء.
ثامناً: تشجيع دول أوروبية على استضافة مؤتمر المانحين في بروكسل، بحيث تبقى هذه الدول تملك منبراً يتعلق بتمويل المساعدات الإنسانية والإمساك بملف اللاجئين. عملياً، استمرار الدول الغربية (أميركا والأوروبية) في استخدام 3 أوراق للضغط، هي: العقوبات، والتطبيع – الشرعية، والإعمار.
تاسعاً: البحث عن وسائل للإفادة من الأزمة الاقتصادية في لبنان لحرمان دمشق من مصادر القطع الأجنبي لتوفير خفض إضافي في سعر صرف الليرة، الذي تجاوز أمس جدار الألف ليرة للدولار الأميركي.
عاشراً: السماح بتعاطٍ انتقائي بين «قوات سوريا الديمقراطية» شرق الفرات ودمشق فيما يتعلق بالموارد الطبيعية مثل النفط، بحيث يوفر ذلك موارد لحلفاء واشنطن من القطع الأجنبي وليس لتوفير فائض من القطع الأجنبي في دمشق.
في المقابل، تتبع موسكو نهجاً مختلفاً تعزز بعد زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأخيرة إلى واشنطن وعودته بخيبة جراء عدم تجميد الرئيس ترمب «قانون قيصر» وعدم إقرارها بـ«خطوات إيجابية في سوريا».
مقاربة روسيا تراهن أيضاً على «الصبر الاستراتيجي» وفق فهمها، ذلك أن مسؤوليها يعتقدون بإمكانية «شراء الوقت والانتظار» لأن تكلفة الحرب في سوريا منخفضة. كما أن الكرملين ليس رهن مواعيد الانتخابات والتغيير في النظام السياسي ولا هو أسير الأجندات المحلية. يتضمن الرهان الروسي أيضاً بروز تحديات في أوروبا جراء الهجرة والإرهاب وظهور أزمات جديدة تعطي فرصاً لها في الشرق الأوسط من جهة؛ وتراجع الاهتمام بالملف السوري من جهة ثانية، وتمكن السلطات السورية من استعادة السيطرة والقدرة في جغرافيا البلاد ومؤسساتها من جهة ثالثة. وفي هذا السياق، يمكن وضع إشارات الخطاب الرسمي الروسي عن زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى دمشق؛ إذ إنه ركز على وجود «الأمن في دمشق وبينها وبين مطارها الدولي» وعلى استعادة «الدولة إمكاناتها»، إضافة إلى وجود «الاستقرار في البلاد».
أيضاً؛ جاء تمسك الجانب الروسي بفرض شروطه في مجلس الأمن على الدول الغربية؛ بحيث ألغيت معابر حدودية مع الأردن والعراق لتسليم المساعدات الإنسانية إلى سوريا، والتمديد للقرار الدولي بالاكتفاء بمعبرين بين تركيا وشمال سوريا، في سياق مساعي موسكو لدفع الدول الغربية إلى العمل في دمشق والتطبيع معها من بوابة المساعدات الإنسانية، إضافة إلى استمرار رهان بوتين على العمل مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان لتحقيق تفاهمات ومقايضات في سوريا مقابل تعزيز التعاون الثنائي الاستراتيجي وخلق تحديات إضافية لأوروبا وضغوطات على حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

ابراهيم حميدي- الشرق الأوسط

نقاشات شفافة وشروحات موضوعية في اللقاء الموسع لفرع الفرات

تحت شعار “بوحدة شعوب عشاق الحرية سنرفع من وتيرة مقاومتنا” عقد فرع الفرات لقاءً جماهيرياً موسع في مقاطعة كوباني بالمركز الثقافي /بافي خذو/.

بدأ اللقاء بالوقوف دقيقة صمت استذكاراً لأرواح الشهداء ،وثم تلاها الترحيب بالحضور اللذين كان منهم وجهاء المنطقة وأحزاب سياسية والعاملين في الإدارات وعدد من الجماهير.

شرح رئيس فرع الفرات الرفيق كديم عيدان الوضع السياسي وما آلت إليه المنطقة خاصةً تل أبيض ورأس العين من إبادة عرقية والتهجير القسري جراء الهجمة البربرية الوحشية ،حيث قال العيدان “تناصرنا نحن والتحالف لمقاومة الارهاب منذ مقاومة كوباني مروراً بتل أبيض ووصولاً لرأس العين وتحرير كافة مناطق شمال وشرق سوريا وتشكيل إدارة شمال وشرق سوريا ،وندين لتحالف بالشكر والعرفان ،ولكن القرار الذي اتخذ مؤخراً كان تخاذل مما أفسح المجال لتركيا بالهجوم على مناطقنا ،حيث أدى ذلك إلى تهجير عشرات الآلاف وتقديم الشهداء والجرحى وتدمير البنية التحتية وإحداث تغيير ديمغرافي”.

وأضاف العيدان “نسأل التحالف هل الإرهاب محصور بداعش وجبهة النصرة ؟، ولكن هناك إرهاب دولي بقيادة أردوغان الذي أوصل تشعبات هذا الإرهاب إلى شمال أفريقيا وليبيا وينفذ بتجنيد السوريين ،وإن وضع سوريا أصبح أكثر هشاً مما قبل وخاصةً بعد دخول الدول العالمية والإقليمية في سوريا”.

كما دعى العيدان روسيا بأن يكون موقفها إيجابياً وأن تكون دولة ضامنة عملاً وليس قولاً وبأنه يجب على الحكومة السورية أن تاخذ خطوات عملية مع الإدارة الذاتية وتحذو حذوا إدارة شمال شرق سوريا لحماية سيادة وحدود سوريا.

ومن جهته تحدث الرفيق إبراهيم جمعة عضو المجلس العام عن هوية وبرنامج حزب سوريا المستقبل والضرورة الملحة لتقديم رؤية منهجية وسياسية تمس الشعب والمجتمع والدولة وإيجاد حل للأزمة السورية وفق دستور يضمن حقوق كافة المكونات وفق العهود والمواثيق الدولية.

جرى خلال اللقاء فتح باب النقاش عن الوضع السياسي وعن وضع مدينة إدلب ومأساة المدنيين ، حيث تمنى الحضور توحيد الرؤى والمواقف بين كافة الأحزاب السورية الذين يؤمنون بالديمقراطية ووحدة الأراضي السورية.

وبعد الإجابة عن استفسارات الحضور تم تقديم عرض سنفزيوني عن حياة الشهيدة هفرين خلف.

ومن الجدير بالذكر انه كان النقاش والحوار بكل موضوعية حيث أبدى الحضور ارتياحهم بمجمل اللقاء.

البطاقة الذكية للحكومة السورية!

تبدأ وزارة التجارة الداخلية السورية، توزيع مواد تموينية على الأسر السورية بموجب “البطاقة الذكية” ووفق مقاييس تم تحديدها، تحت عنوان التدخل الإيجابي لصالح المستهلك. وفق إذاعة شام اف ام السورية.
وفي حديثة للإذاعة السورية، قال رفعت سليمان، معاون وزير التجارة الداخلية، إن الكمية المسموح بها لكل فرد في الاسرة 1كلغ من السكر و1كلغ رز و200 غرام شاي، على ألا تتجاوز الكمية للأسرة الواحدة 4 كلغ رز أو سكر و1كلغ شاي.
ونفى سليمان للإذاعة أن عمليات تحديد كميات التوزيع التموينية مرتبطة بالحصار الإقتصادي على سوريا، أو بسبب نقص المواد، ولكنه أكد أن المسألة تدخل في صالح المستهلك السوري.
وتعاني سوريا من حصار اقتصادي، بدأ خلال الأزمة السورية، وزاد في نهاية العام الماضي، بعد أن فعلت الولايات المتحدة الأمريكية، قانون سيزر.
فقد أقر مجلس النواب الأمريكي بالإجماع بداية العام 2019،”قانون حماية المدنيين” أو ما يعرف بقانون “سيزر” والذي ينص على فرض عقوبات على الحكومة السورية والدول التي تدعمها مثل إيران وروسيا لمدة 10 سنوات أخرى للتأكيد على عزم المجلس على لعب دور هام في الشرق الأوسط.
وبموجب هذا القانون، فقد شملت المقاطعة، كل الشركات والأشخاص الذين يتعاونون مع النظام السوري. وهذا يعني “سيفاً مسلّطاً على شركاء النظام السوري وحلفائه في الأعوام العشرة القادمة” وفق ال BBC.
وتأتي تسمية القانون ب”قانون سيزر” نسبة للمصور السوري الذي لقّب ب”سيزر”، والذي كانت مهمته تصوير جثث المعتقلين السوريين في سجون النظام السوري، واستطاع المصور الهروب من سوريا مع أرشيف كامل لتلك الصور.
من جهة أخرى تخطى الدولار الواحد في سوريا عتبة ال 1000 ليرة سورية، في خطوة اعتبرها محللون أنها نتيجة الحصار الأمريكي الجديد، ومفاعلات الأزمة الإقتصادية.

وفد برئاسة المهندس إبراهيم القفطان يلتقي بالجنرال مظلوم عبدي

في لقاء جمع بين وفد من حزب سوريا المستقبل برئاسة رئيس الحزب المهندس “إبراهيم القفطان” والجنرال “مظلوم عبدي” القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية.

بداية قدم الجنرال مظلوم العزاء للحزب باسمه وباسم قسد باستشهاد الأمين العام للحزب المهندسة هفرين خلف، وأشار لتأثير شهادتها على روح مقاومة الكرامة.

وتطرق الجانبان للقضايا السياسية في سوريا والتطورات المستجدة على الصعيد الدولي والإقليمي.

وركزا على أهمية الاعتراف السوري بالإدارة الذاتية دستورياً خاصةً بعد نجاح هذا المشروع إدارياً، وأيضاً على ضرورة الحفاظ على خصوصية قوات سوريا الديمقراطية في المنظومة الدفاعية في سوريا مستقبلاً.

وأكد رئيس الحزب المهندس إبراهيم القفطان على مبدأ الديمقراطية واللامركزية والتعددية، وأن الوصول لهذا الهدف المنشود هو إيفاء لتضحية الرفيقة هفرين، وأن الحزب بقيادته وجماهيره على العهد باقون.

وفي ختام اللقاء قدم رئيس الحزب تذكاراً للقائد العام الجنرال مظلوم عبدي، وكان التذكار عبارة عن لوحة لصورة الشهيدة هفرين خلف.

#حزب_سوريا_المستقبل
#المهندس_إبراهيم_القفطان #الجنرال_مظلوم_عبدي
#الشهيدة_هفرين_خلف

مظلوم عبدي ومستقبل شمال وشرق سوريا


فلاديمير فان ويلجنبرغ
معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى:10/1/2020

في ظل التصعيد غير المتوقع مؤخرًا بين إيران والولايات المتحدة في العراق، يبدو أن التحديات المستمرة المتعلقة بسوريا أصبحت للوقت الراهن موضع خلاف إقليمي تراجعت وتيرة الحديث عنه. غير أنه بالنسبة لـ “قوات سوريا الديمقراطية”، التي لا تزال تسيطر بشكل متزعزع على منطقة ذات حكم ذاتي شمال شرق سوريا، كانت الأشهر القليلة الماضية بمثابة اختبار لقبضتها على المنطقة.
فخلال الأشهر التي تلت انسحاب الجنود الأمريكيين من الحدود التركية-السورية و”عملية نبع السلام” التركية اللاحقة، التي أُطلقت في 9 تشرين الأول/أكتوبر، أصبح مستقبل شمال شرق سوريا أقل يقينًا بالنسبة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” على بعض الأصعدة. فبالإضافة إلى الخسارة الكبيرة السابقة لعفرين خلال عملية “غصن الزيتون” التركية في آذار/مارس 2018، تكون “قوات سوريا الديمقراطية” قد خسرت الآن أيضًا سيطرتها على رأس العين وتل أبيض.
لكن للوقت الراهن، حال اتفاقا وقف إطلاق النار اللذان أبرمتهما تركيا مع الولايات المتحدة في 17 تشرين الأول/أكتوبر ومع روسيا في 22 تشرين الأول/أكتوبر حتى الآن دون تفاقم الصراع وسيطرة تركيا على المزيد من الأراضي شمال شرق سوريا. علاوةً على ذلك، أبرمت “قوات سوريا الديمقراطية” اتفاقًا مع دمشق بوساطة روسية لحماية الحدود السورية، ورغم أنه لم يتبلور إلى إبرام اتفاق ملموس بين دمشق و”قوات سوريا الديمقراطية”، إلا أنه على الأقل كان محفزًا لاستمرار المفاوضات بين الطرفين.
وفي كانون الأول/ديسمبر، أجرى المؤلف مقابلةً مع القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي الذي شرح موقف ومخاوف القوات الراهنة، وكيف ساهم اتفاقا وقف إطلاق النار اللذان يحكمان حاليًا الوضع على الحدود السورية-التركية في الحدّ من خطر شن أي هجوم تركي في المستقبل. وأشار الجنرال مظلوم إلى أنه رغم أن خطر شنّ تركيا لهجوم إما على الجزيرة (محافظة الحسكة) أو كوباني لا يزال قائمًا، إلا أن هذا السيناريو لن يكون سهلًا بالنسبة لتركيا، قائلًا “إنهم يعلمون أننا سنقاتل بشراسة – لكن ثمة اتفاقات أكبر الآن. هناك اتفاقات مع الروس وكذلك مع الولايات المتحدة تمنع تركيا من شنّ هجمات. ويقول الأمريكيون إنه في حال نفذت تركيا هجمات [على كوباني] ستفرض عليها عقوبات – ناهيك عن وجود قوات روسية أيضًا في المنطقة”.
علاوةً على ذلك، بالنسبة للإدارة الذاتية المحلية شمال شرق سوريا، لم تتغيّر الأحوال بشكل كبير خلال الأشهر التي تلت أحدث توغّل قامت به تركيا. ورغم أنها اضطرت إلى إخلاء مركزها في عين عيسى والانتقال إلى الرقة، إلا أن “قوات سوريا الديمقراطية” لا تزال تسيطر على عدد من حواجز التفتيش والمعبر الحدودي مع العراق فيش خابور. ويُعتبر المعبر الحدودي بشكل خاص أساسيًا بما أنه يشكّل منفذًا مستمرًا إلى شمال شرق سوريا أمام الصحافيين الأجانب والمنظمات غير الحكومية من دون الحاجة إلى الاستحصال على تأشيرة دخول من الحكومة في دمشق. وما تغيّر هو أن القوات الروسية شغلت مواقع الجيش الأمريكي، وأصبحت القوات السورية تمدّ خط المواجهة حاليًا بقوات مدعومة من تركيا، رغم أنها لا تقيم حواجز تفتيش. علاوة على ذلك، قامت تركيا بالسيطرة على تل أبيض ورأس العين.
في غضون ذلك، بدّل الجيش الأمريكي في الوقت الراهن موقعه بحيث توغّل أكثر في عمق أراضي شمال شرق سوريا – فبين تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر، انسحب الجيش الأمريكي من مناطق قرب الرقة وكوباني ومنبج، وأعاد نشر جنوده في محافظة الحسكة ومنطقة دير الزور الغنية بالنفط. والآن، أصبحت مهمة هذه القوات تتمثل بحماية البنية التحتية النفطية ومواصلة المعركة ضد تنظيم “داعش”.
صمود “قوات سوريا الديمقراطية”
رغم خسارة الأراضي، برزت نتيجة مهمة للقتال ألا وهي إثبات الوحدة بين الغالبية الكردية والأقليات غير الكردية في شمال شرق سوريا، رغم توقعات بحدوث خلاف ذلك. وقد ذكر مسؤولون في “قوات سوريا الديمقراطية” أنه لم تحدث انشقاقات كبيرة في صفوف المقاتلين العرب أو انتفاضة في أوساط السكان العرب في شمال شرق سوريا لدعم سواء قوات النظام السوري أو تركيا في مناطق على غرار الرقة أو دير الزور. وكما قال الجنرال مظلوم، “لقد تمّ تقويض خطط تركيا؛ كانوا يتوقعون أنه فور شن هجوم، ستنتفض المناطق التي يقطنها العرب ضدنا [“قوات سوريا الديمقراطية”]، على سبيل المثال الرقة ودير الزور ومنبج والطبقة”. وعلى نحو مماثل، رغم أن التوقعات أشارت إلى احتمال انشقاق عناصر “قوات سوريا الديمقراطية” من غير الأكراد، ذكر الجنرال أن “ذلك لم يحدث قط، لا بل ازدادت في الواقع وحدة الصفوف. وفيما نحن نتحدث، ينضم مقاتلون عرب إلى “قوات سوريا الديمقراطية” بوتيرة أكثر من الفترة التي سبقت الغزو التركي”.
ولم يكن هذا الجهد الوحيد لحث هذه القوات على التخلي عن “قوات سوريا الديمقراطية”. ففي وقت سابق من شهر كانون الأول/ديسمبر، طلب رئيس “جهاز أمن الدولة” في سوريا اللواء علي مملوك بدوره من القبائل العربية الانضمام إلى صفوف الحكومة السورية. أما مظلوم، فأشار إلى أن الجهدين المبذولين للحث على الانشقاق – سواء من جهة دمشق التي ترسل تهديدات أو تركيا التي تشنّ هجمات – باءا بالفشل، مضيفًا أن قواته “رفضت تلبية نداء” الحكومة السورية، عازيًا السبب إلى نظرة مشتركة: “إن الذين انضموا إلى “قوات سوريا الديمقراطية” يؤمنون بأفكارها وأهدافها”.
تحدي الاعتراف
مع ذلك، يسلّط النداء الذي وجهه علي مملوك الضوء على الواقع المستمر بأن “قوات سوريا الديمقراطية” والحكومة السورية ليستا على وفاق رغم تعاونهما العسكري السابق ضد تركيا. فالمفاوضات بين دمشق و”قوات سوريا الديمقراطية” لتسوية وضع الإدارة الذاتية المحلية شمال شرق سوريا في نظر الحكومة السورية لا تزال جارية، كما أكّد قائد القوات. لكن حتى الآن لا تزال دمشق ترفض الموافقة على أي أحكام تقضي بالاعتراف بـ”قوات سوريا الديمقراطية”، وهي لا تزال مصممة على دمج مقاتليها على أساس فردي في الجيش السوري.
في المقابل، أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” أنها ستنضم إلى الجيش السوري فقط في حال وضع دستور جديد للبلاد يكفل حق القوات بـ”الحفاظ على استقلاليتها في منطقة قيادتها ومؤسساتها”. وأكّد الجنرال مظلوم أن “محادثاتنا مع الروس والحكومة السورية ستستمر فقط ضمن هذا الإطار”.
ولغاية الآن، يبدو أن الرئيس بشار الأسد ليس مهتمًا بإبرام اتفاق مماثل، رغم أن الاتفاق مع “قوات سوريا الديمقراطية” قد يحسّن اقتصاد سوريا المتدهور والحالة المزرية لليرة السورية – التي سجلت مستوى منخفضًا قياسيًا. هذا ولا تزال “قوات سوريا الديمقراطية” تسيطر على موارد نفطية وزراعية كبيرة وتجري صفقات تجارية مع الأكراد العراقيين، ما قد يوفّر تدفقات إلى الاقتصاد السوري ككل في حال التوصل إلى اتفاق ما.
قضية اللجوء
فضلًا عن ذلك، تواجه “قوات سوريا الديمقراطية” بشكل أساسي في الوقت الحالي نوعًا آخر من التحديات التي تهدّد حدودها: إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رغبته علنًا بوضع مليون لاجئ سوري موجودين حاليًا في سوريا ضمن مناطق سورية خاضعة لسيطرته.
وبرأي الجنرال مظلوم، “إن هدف أردوغان هو جلب مواطنين من غير السكان المحليين وإرغامهم على الاستقرار، وتشريد الشعب الكردي والديمقراطيين من ديارهم – وبعدها استقدام مرتزقة من أولئك الذين تمّت إعادة توطينهم لاستخدامهم بغية تخريب وحدة الشعب السوري، واستخدام السوريين لتطبيق أجندات أردوغان في سوريا”. ولفت قائد “قوات سوريا الديمقراطية” إلى أن الظروف الأساسية الضرورية لإعادة توطين اللاجئين السوريين لم تتوافر بعد: “أولًا، لا بدّ من إنهاء الحرب السورية كي يتمكّن الجميع من العودة إلى ديارهم”.
ولطالما قالت “قوات سوريا الديمقراطية” والإدارة المحلية إنهما تنتهجان سياسة تقوم على السماح لأي لاجئ يتحدّر في الأصل من المنطقة الخاضعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” بالعودة والاستقرار فيها مجددًا. غير أن قائد هذه القوات شدّد على أن غالبية السوريين في تركيا هم من مناطق دمشق وحمص ودرعا جنوبًا. ويعتبر الجنرال مظلوم أن خطة تركيا لإعادة التوطين لن تعود بالفائدة سواء على سكان الإدارة الذاتية المحلية أو على الذين يعاد توطينهم، بما أنه، بحسب رأيه، هؤلاء اللاجئين المتواجدين حاليًا في سوريا “لا يريدون الاستقرار شمال شرق سوريا”.
ومن شأن خطة مماثلة لإعادة التوطين أن تخفف من وطأة الضغوط للتوصل إلى حل سياسي يسمح للاجئين بالعودة إلى منازلهم في سوريا، وقد أصر الجنرال على إتمام عملية مماثلة لحل الأزمة السورية.
في المقابل، ستساهم خطة تركيا لإعادة التوطين بدورها في تشريد المزيد من السوريين الأكراد من عفرين ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة تركيا حاليًا، ما يقوّض بالتالي الدعم الذي تحظى به “قوات سوريا الديمقراطية” في هذه المناطق. وأعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في تقريره الصادر في حزيران/يونيو 2019 عن مخاوفه من إمكانية أن يغيّر السماح للعرب بالاستقرار في منازل الأكراد في عفرين بشكل دائم التركيبة الإثنية في المنطقة. وتخشى “قوات سوريا الديمقراطية” من أن يؤثر السيناريو الذي يتبلور أساسًا في عفرين أيضًا على المناطق التي سيطرت عليها تركيا حديثًا، رغم أن وزير الدفاع التركي نفى هذه الاتهامات.
إقامة توزان بين روسيا ودمشق
رغم ما جرى مؤخرًا، لا تخشى “قوات سوريا الديمقراطية” حاليًا من تهديد روسيا لها بمنح الضوء الأخضر لتركيا لشنّ هجوم على كوباني أو مناطق أخرى بغية الضغط عليها لتقديم المزيد من التنازلات إلى دمشق كما حصل في كانون الثاني/يناير 2018. فحينذاك، سمحت موسكو لتركيا بمهاجمة عفرين ما إن اتضح أن الأكراد لا يريدون تسليم عفرين إلى دمشق.
والآن، قد تسعى روسيا إلى الوصول إلى المناطق الغنية بالنفط الموضوعة حاليًا تحت حماية الولايات المتحدة، لكن الجنرال مظلوم يستبعد تبلور هذه الاهتمامات لتصبح أفعالًا ملموسة. وقد أفاد أنه “ثمة اتفاقات بين الروس والأمريكيين… [فالروس] لم يطلبوا منا أمرًا مماثلًا، وهم أيضًا ينسقون مع الأمريكيين، ليس نحن فقط”.
ويثبت الوضع الحالي أنه رغم تراجع قوة “قوات سوريا الديمقراطية”، إلا أنها تمكّنت من الحفاظ على استقلاليتها بحكم الأمر الواقع، من خلال إقامة توازن بين موسكو ودمشق وأنقرة وواشنطن من دون أن تتفكك. كذلك، إن استمرار الوجود الأمريكي في المناطق الغنية بالنفط في شمال شرق سوريا أعطى هذه القوات الآن ميزة في المفاوضات مع دمشق.
غير أن التوصل إلى اتفاق سياسي مع دمشق لا يزال بعيد لمنال. وفي حال عجزت “قوات سوريا الديمقراطية “ودمشق عن التوصل إلى اتفاق، من المرجح أن تزداد التوترات مرة أخرى. ويمكن للتوترات الإقليمية الراهنة بين الولايات المتحدة وإيران أن تؤثر سلبًا أيضًا على “قوات سوريا الديمقراطية”، ولا سيما في دير الزور. لكن دمشق لا تملك عناصر بشرية كافية لتحل محل “قوات سوريا الديمقراطية”، خاصة في ظل تدهور اقتصادها. وعليه، ستبقى “قوات سوريا الديمقراطية” كيانًا مستقلًا بحكم الأمر الواقع رغم الضبابية حيال مستقبلها ما لم تحدث تغييرات مفاجئة على الصعيد السياسي في سوريا.

فلاديمير فان ويلجنبرغ هو المؤلّف المشارك في الكتاب الذي نُشر مؤخرًا “أكراد شمالي سوريا: الحكم والتنوع والصراعات.”

عبد الوهاب بدرخان يكتب: ما بعد سليماني.. الأسد والحشد وحزب الله!

بنت إيران نفوذها الإقليمي على دور قاسم سليماني وعلاقته مع “الوكلاء”. بعد مقتله يشعر هؤلاء كما لوأنهم أصبحوا أيتاماً مستضعفين.

لماذا اختار فلاديمير بوتين هذا الإخراج لزيارته لدمشق، وما الرسائل التي أراد اطلاقها، ولمن؟ لماذا فضّلت إيران هذا السيناريو لردّها “الانتقامي”، وما ارتدادات اغتيال قاسم سليماني على نظام طهران؟ لماذا تجرّأت الرئاسات الثلاث العراقية على ادانة الخرق الإيراني لسيادة العراق، وما الانعكاسات الداخلية على النظام؟ لماذا ارتبك تأليف الحكومة في لبنان على رغم مخاطر الانهيار المالي والاقتصادي؟ هل تستمر الحراكات الشعبية وما المطلوب لتطوير أدائها وتمكينها من تحقيق أهدافها؟
هنا قراءة أولية سريعة لأسئلة كثيرة فرضها الاغتيال بما عناه من “ردع” أميركي، والتصعيد الخطير الذي تلاه بما أظهره من تهيّب إيران إزاء “معركة التحرير الكبرى” التي سنحت لها أخيراً لكن موازين القوة وتقديرات الموقف فرضت على “إيران الثورة” التراجع أمام “إيران الدولة”، وإن كان التناقض بينهما طفيفاً أو وهمياً.
لم تتأخّر مؤشرات التغيير في ايران نفسها، بدءاً بالهجوم الصاروخي المصمم وفقاً للمعايير التي حدّدها الجانب الأميركي، مروراً بتصدّر الثنائي روحاني – ظريف لإنهاء التصعيد، وصولاً الى الاعتراف بحقيقة التفجير “غير المتعمّد” للطائرة الأوكرانية وما أبداه من هلع وخلل وعدم تنسيق. هذه مجرّد بداية لمراجعة إيرانية قد تشمل أيضاً الاستراتيجيات، بما فيها تلك المتعلّقة بـ “تصدير الثورة” ونشر النفوذ والهيمنة. هل تتجه إيران الى “تغيير سلوكها”؟ أصبحت مدركة الآن أن تخلّصها من العقوبات لا يمكن أن يتم بالتشدّد الأيديولوجي، ولا بالسعي الى هدف (إخراج أميركا من المنطقة) يصعب تحقيقه حتى في العراق، ولا أخيراً بالمراهنة على قدراتها لإحراج دونالد ترامب وإخراجه من البيت الأبيض… ما مدى جدّية التغيير في إيران وكيف سيتبلور؟ هذا ما تجدر مراقبته في مقاربتها لشروط المفاوضات وتعديل قيود الاتفاق النووي؟
ما تحاول طهران اخفاءه من تداعيات الاغتيال والتصعيد كشفه الرئيس الروسي حين هبطت طائرته في دمشق وراح يجول في بعض أحيائها ومعالمها التاريخية قبل أن يستدعي رئيس النظام للقائه في مقر القيادة الروسية. كانت الزيارة سنوية تقليدية لمعايدة الجنود أما رسائلها فجاءت من وحي التطورات: إذا اشتبك ترامب وخامنئي فالرابح هو بوتين. دمشق مدينة حُسمت الهيمنة عليها للإيرانيين برغبة بشار وماهر الاسد اللذين لا يثقان بالروس، لكن بوتين شاء الإيحاء بالبدء بتغيير هذه الصورة. وما نُقل عن اللقاء يشير الى أن الجانب الروسي بدا مرتاحاً الى غياب سليماني ومتفاعلاً معه: غير مسموح للأسد باللعب في مجرى التصعيد الأميركي – الإيراني لقاء استمرار مهادنته اسرائيلياً، وغير مسموح بأي توتير في الشمال الشرقي، وغير مسموح بمواصلة الهجمات في إدلب أو مضايقة تركيا التي باتت علاقتها مع روسيا استراتيجية بامتياز… والدليل تجاوز تناقضاتهما الشديدة باتفاق في شأن ليبيا، ثم العودة الى “الهدنة” في إدلب… هل يعني ذلك تغييراً في استراتيجية البحث عن حل سياسي؟ هذا ما يفترضه الواقع لكن المنطق البوتيني في سورية لم يتسم دائماً بالواقعية.
بالعودة الى مؤشرات التغيير ايرانياً اضطرّت طهران لكبح جماح “الحشد الشعبي” في العراق، إذ حاول “الحشد” بعد خيبة أمله من محدودية انتقام طهران لسليماني أن يفصل انتقام ميليشياتها لـ “أبو مهدي المهندس”، وبالتالي مواصلة تنفيذ الخطط التي وُضعت سابقاً برعاية سليماني نفسه. أدركت الميليشيات أن سقوط “أمير الحرب” الذي رعاها منذ نشأتها يعني بدء مرحلة جديدة ترغمها على التريث. وبعد حفلة الترهيب الذي مارسه “الحشد” على البرلمان لاستصدار قرار بإنهاء وجود القوات الأجنبية – الأميركية تحديداً، أدركت الرئاسات العراقية الثلاث بدورها أن اساءات الحليف الإيراني (الذي كان دور أساسي في ترئيسها) بلغت حدّاً يمهزل مواقعها ومكانتها فتذكّرت فجأة أن لا قيمة لها إذا لم تحفظ كرامة العراق، تلك الكرامة التي لم يكلّ الشارع العراقي المكلوم من الدفاع عنها. كان رئيس الجمهورية أول من وعى مسار التغيير حتى قبل اقتراب اميركا وايران من التصادم، وتبعه رئيس البرلمان حين تحدّث صراحةً عن “شيعية” المطالبة بانسحاب الاميركيين، أما رئيس الحكومة فواصل المراوغة ملتزماً محاباة إيران و”الحشد” ناسياً أنه مستقيل. وحدها مرجعية علي السيستاني بقيت صاحبة الموقف الأكثر عقلانية وجرأة ووطنية في التعامل مع الشأنين الداخلي والخارجي، فهل تضاعف طهران الاعتماد على المرجعية في المرحلة المقبلة بعد كان سليماني يهمّشها؟
بعد يومين على التهديدات التي أطلقها الأمين العام لـ “حزب الله”، في سياق إعداد الانتقام لسليماني، وبعد النداءات الخاصة التي تلقّاها من ابنة الأخير، وجد حسن نصرالله نفسه في وضع مخزٍ. في الأصل كان وضعه مثلوماً وشبيهاً بوضع الحكم العراقي بعد انكشافهما أمام الانتفاضتين الشعبيّتين، وكانت خياراته محدودة ومكلفة، فأين سينتقم وكيف وممَّ، إذ أنه استبعد استخدام صواريخه لضرب إسرائيل، وليس متاحاً له التعرّض للاميركيين في سورية، فهل يعود الى خطف الأجانب؟ ثم أن تعليمات طهران وأمرت بالتهدئة، أي، بوضوح: إطووا صفحة سليماني؟! غداة الاغتيال ألغى “الحزب” كل الاتصالات في شأن تأليف الحكومة – “حكومته” – وانتدب نبيه برّي للمخاتلة وكسب الوقت. اهتزّ نظامه ومنعته المكابرة من الاعتراف بذلك، وبات الواقع أقوى من أن يطوّعه: فلا الحكومة التي أرادها استقامت بين يديه، أما الحكومة التي يريد أن يواصل الحُكم من خلالها فلا تقوى على مواجهة الصعوبات ولا تناسبه… حتى خيار تغيير النظام اللبناني لم يعد ورقة رابحة في جعبته، فأي تغيير حقيقي في لبنان ينبغي أن يعيده الى حجم طبيعي.
على رغم ولادة توجّهات جديدة في طهران فإنها لم تبلور خيارات مختلفة في مواجهة انتفاضتي العراق ولبنان، ففي الأول لا يزال عنف الميليشيات هو الغالب، وفي الثاني يُستخدم اشتداد الأزمة المالية وتفاقم الأزمة الاجتماعية وتزايد الإجراءات القمعية لإضعاف الحراك الشعبي. لذلك يعتقد مصدر سوري رؤيوي أن أزمات البلدان الثلاثة، سورية والعراق ولبنان، باتت تحتاج الى زخم جديد لتحريكها وفقاً لتخطيط ومسار مختلفين. إذ يختصر المرحلة المقبلة بأن سليماني كان الأداة الرئيسية للحلف الاستراتيجي بين إيران والبلدان الثلاثة باعتبارها بؤر مواجهة مع اميركا. تبعاً لذلك يشكّل قتل سليماني فرصة لتحريك ملفات البلدان الثلاثة وإحداث التغيير فيها:
– في العراق ولبنان ستزداد الصعوبات، ويفترض أن تساعد الولايات المتحدة في خلط الأوراق. كيف؟ استنتجت أن ايران استطاعت السيطرة على نحو 90 في المئة من أصحاب القرار وبقي نحو 10 في المئة ممن يأخذون في الاعتبار رأي الشعب، لكن الانتفاضة الشعبية أظهرت وجود 40 في المئة يوالون ايران و60 في المئة يرفضون هيمنتها، وهؤلاء ينبغي تعزيزهم لتقوية الـ 10 في المئة من أصحاب القرار.
أما في لبنان فيبدو أن العقوبات الأميركية استطاعت “حشر” تأثير نصرالله وحزبه في ادارتهما للحكم، لكن واشنطن أبلغت أن لديها علماً بأن حليفهما جبران باسيل فتح خطاً مباشراً مع طهران ظنّاً منه أنه بذلك يستبق “الحزب” اذا أراد بيعه. لذلك ضغطت واشنطن على “مجموعة الدعم الدولي” لتتبنّى معايير دقيقة يفترض أن تمنع “الحزب” وباسيل من التلاعب بتركيبة الحكومة التي يمكن المجتمع الدولي التعامل معها لمعالجة الأزمة الاقتصادية.
– مقتل سليماني يضعف جناح “بشار – ماهر” والفرقة الرابعة التي يعتبرها الروس “إيرانية”، وأي تغيير تحديداً في العراق ينعكس على وضع النظام السوري، علماً بأنه تأثر لتوّه بمجريات زيارة بوتين، إذ لم يعد بإمكان الأسد أن يتنكّر بوجه إيراني ليفاوض الروس ولا بوجه روسي ليفاوض الإيرانيين. هناك من يقول أن بوتين تعمّد “إرعاب” الأسد فلم يعرف مسبقاً بزيارته ولم يراعِ أي بروتوكول، كما أن المضمون السياسي للمحادثات لم يكن مريحاً ولا مطمئِناً.

عن صفحته في الفيس بوك

مجلس سوريا الديمقراطية والجمعية الوطنية السورية في زيارة إلى حزب سوريا المستقبل

زار اليوم بتاريخ ٩ كانو الثاني ٢٠٢٠ الخميس وفدٌ من مسد ممثلاً بالشيخ “رياض درار” الرئيس المشترك لمسد ،السيد “جهاد عمر” ممثل مكتب العلاقات العامة لمسد ،والسيد “هوشنك درويش” ممثل مسد في إقليم كوردستان ،ووفد من الجمعية الوطنية السورية برئاسة الدكتور “أمير زيدان” ،والأستاذ “زاهر سعد الدين”.

وكان في استقبالهم كلاً من رئيس حزب سوريا المستقبل المهندس إبراهيم القفطان ،ومساعد رئيس الحزب السيدة “نوبهار مصطفى”، السيد “إياد خطيب” مكتب الإعلام العام ،السيدة “جلاء حمزاوي” مكتب العلاقات العامة والسيدة “ريم النجم” مكتب التنظيم العام.

رحب المهندس إبراهيم القفطان بالضيوف، وتحدث عن مبادئ وأهداف حزب سوريا المستقبل وعن المناطق التي ينشط فيها الحزب.

استهل الشيخ رياض درار كلمته بتقديم العزاء باستشهاد المهندسة هفرين خلف مستنكراً هذه الجريمة واعتبارها خسارة كبرى لسوريا والسوريين باعتبارها رمزاً من رموز السلام.

وأبدى درار ثناءه على عمل حزب سوريا المستقبل وحثه على الاستمرار بالنضال على خطى الشهيدة هفرين خلف.

ثم بدأ الدكتور أمين زيدان حديثه بالترحم على الشهيدة هفرين خلف واستنكر جريمة القتل التي تعرضت لها، وعبَّر عن سروره بزيارة حزب سوريا المستقبل والتواصل مع قيادته.

خيَّم على الزيارة الطابع الودي حيث أبدى الجميع تفاؤلهم واستعدادهم للتواصل المستمر وتعزيز التنسيق مع حزب سوريا المستقبل بما يخدم حل القضية السورية.

ترامب.. لا إصابات أمريكية!

كتب الرئيس الأميركي دونالد ترمب: “كل شيء على ما يرام حتى الآن”، في حسابه في تويتر، وهو يتحدث عن خسائر الهجوم الصاروخي الإيراني على قوات بلاده في قاعدة عين الأسد العراقية وقاعدة أربيل فجر 8 كانون الثاني.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين أن القصف لم يؤد إلى إصابات في صفوف القوات الأميركية.

وأطلقت القوات الإيرانية مجموعة من الصواريخ البالستية، من داخل إيران على قاعدتين للقوات الأمريكية في المنطقة، رداًعلى مقتل الجنرال قاسم سليماني زعيم فيلق القدس، وذكر التلفزيون الإيراني الرسمي، أن عشرات الصواريخ البالستية الإيرانية، أطلقت على قواعد أمريكية في العراق، أسفر عن مقتل حوالي 80 فرداً فيها.
من جهته كشف مسؤول عسكري أمريكي، في تصريحات خاصة لـCNN، أن الجيش الأمريكي كان لديه تحذير مبكر بما يكفي من الهجوم الصاروخي الإيراني، وتم تدارك الموقف، وتشغيل صافرات الإنذار، ونزول العناصر إلى الغرف المحصنة تحت الأرض.
لم تهدف الهجمات الإيرانية الصاروخية على القاعدتين الأمريكيتين، إلى إلحاق خسائر بشرية في صفوف القوات الأمريكية، لأنها لا تريد التصعيد، وتخشى رداً أمريكياً خطيراً، إذا خرجت عمليات الرد عن أطرها المحدودة. وفق الاندبندنت.
وذكر بيان للحرس الثوري الإيراني، أن إيران سترد بقسوة لم تشهدها المنطقة، إذا ردّت أمريكا على الهجمات الصاروخية الإيرانية.
ويبدو الأمر منطقيًا، بسلوك إيران رداً لا يثير الحرب، ولا يستدعي الرد الأمريكي من جديد، ويخدم تنفيذ أمر المرشد الأعلى خامنئي بالرد صراحة على الأهداف العسكرية الأمريكية، وعبر الجيش الإيراني لا عبر الوكلاء.
فضرب أهداف عسكرية أمريكية، بعدد صغير من الصواريخ، قد يسهل ما يريده الطرفان في النهاية. فأمريكا كما إيران لا تريدان الحرب. وفق ال CNN.
وقال مسؤول عسكري أمريكي، إن القوات الأمريكية في العراق بدأت دوريات في محيط القواعد العسكرية التي تضم عناصر الجيش الأمريكي، في أعقاب الهجمات الصاروخية التي استهدفت قاعدتين للقوات الأمريكية.
فيما سقطت طائرة ركاب اوكرانية مدنية، عقب إقلاعها من مطار طهران، وقتل جميع ركابها. وفق RT.
الأمر الذي استدعى شركات الطيران الدولية الكبرى، في تحويل رحلاتها من المجال الجوي الإيراني.
وقالت الخطوط الجوية السنغافورية في بيان يوم 8 كانون الثاني، إن رحلاتها تحولت من المجال الجوي الإيراني، وهي تراقب الوضع عن كثب. كذلك فعلت شركة “إيفا إير” التايواني، وشركة الخطوط الجوية الماليزية، وذكرت الشركتان في بيانهما، أنهما ستتجنبان المجال الجوي الإيراني، لضمان السلامة.

#حزب_سوريا_المستقبل

#تقرير