الحسكة.. تركيا تقطع المياه والعالم يدعو!

1٬835

تسيطر تركيا والفصائل التي تدعمها على مصادر المياه في محطة علوك الرئيسية، وتمنع تغذية حاجة سكان الحسكة وتل تمر وريفيهما من المياه. الأمر الذي أدى إلى تضرر قرابة مليون و300 ألف نسمة من نقص حاد في مياه الشرب، هم سكان المنطقة والنازحون إليها من مدن وبلدات الشريط الذي احتلته تركيا في عملياتها العسكرية السابقة.

وتحاول تركيا استعمال سلاح الماء في الجزيرة السورية، بالإضافة إلى كل الأسلحة الأخرى التي استخدمتها في احتلالها للمدن والبلدات السورية.

وقطعت تركيا مياه نهري دجلة والفرات في فترة سابقة، وهي تقطع مياه الشرب القادمة من محطة علوك للأسبوع الثالث على التوالي، متجاهلة كل القوانين والأعراف الدولية ذات الصلة.

وتداركاً للحالة المأساوية، وفي سعيهم لمواجهة أزمة قطع المياه، استطاع الأهالي في المناطق المنكوبة فتح أكثر من 3 آلاف بئر سطحي، لتغطية حاجاتهم المائية، لكن الآبار السطحية ملوثة وغير صالحة للشرب، لذلك تبقى مسألة الحصول على مياه الشرب هي العقبة الرئيسية.

من جهتها عملت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على فتح أكثر من 50 بئراً بالقرب من محطة الضخ المركزية في منطقة “الحمة”، والتي تبعد قرابة11 كلم عن مدينة الحسكة، ويتوقع أن تنتج الآبار قريباً24  ألف متر مكعب يومياً، في حين أن حاجة المدينة هو 100 ألف متر مكعب على الأقل.

ومع ازدياد حجم المأساة، والمحاولات التركية المتواصلة في استعمال المياه ومصادرها كسلاح، لدفع الأهالي إلى الهجرة، وخلق الفوضى وإثارة المشاكل، وتأليب الرأي المحلي ضد الإدارة الذاتية، بقي حجم المواقف الدولية ضعيفاً، وردود الأفعال الغربية دون حجم المأساة، واقتصر على الإدانة والشجب والتنديد بدون وجود آليات ضغط واضحة، رغم التعاطف الشعبي الداخلي منه والخارجي الكبير.

أما التحالف الدولي فقد دعا تركيا، إلى عدم استخدام المياه كوسيلة ضغط عسكرية أو سياسية، وطلب منها احترام القوانين الدولية، خاصة منها قانون العمل الانساني.

وفي زحمة تسجيل المواقف، لجأ النظام السوري أيضاً إلى استثمار المأساة، ومحاولته العودة إلى المنطقة، ولكن هذه المرة عبر أزمة المياه. فقد طلب “بشار الجعفري” ممثل النظام السوري في الأمم المتحدة، وفي اتصال هاتفي مع “انطونيو غوتيريش” الممثل العام للأمم المتحدة، بوقف الانتهاكات التركية، وباحترام القوانين الدولية المتعلقة بالمياه.

وأكد غوتيريش إنه على دراية بالوضع في الحسكة، وأنه كلّف فريقاً من الأمم المتحدة في سورية ومبعوثه الخاص غير بيدرسون “بالقيام بما يلزم لمعالجة هذه المسألة، وضمان حلها بشكل عاجل، وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين، لحين إعادة تشغيل محطة الضخ في علوك”. وأكد على التواصل مع روسيا وتركيا وإيران، ضامني الاستانة، لوضعهم في صورة المأساة.

وبين الابتزاز التركي المتواصل وجرائمه المستمرة في سوريا والإقليم والعالم، وعجز المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته، عن وضع حد لعنجهيته، تتواصل أزمة المياه في الجزيرة السورية، لتضاف إلى بقية الجرائم التركية التي يوثقها تاريخ الإنسانية.