النفط الأمريكي.. تحت الصفر فوق الصفر!

1٬910

للمرة الأولى في تاريخ النفط الأمريكي، يصل سعر البرميل إلى أدنى من 37 دولار تحت الصفر، وفق جلسة تداولات 20 نيسان، قبل أن يرتفع مجدداً في تداولات 21 نيسان، فما تفسير ذلك؟
تعتقد صحيفة “ذي غارديان” البريطانية، أن الفرصة قد تكون نادرة للحصول على نفط رخيص، في ظل تلاعب الشركات والمصنعين بأسعار النفط لغايات سياسية أو اقتصادية، لكن المشكلة الكبرى، هي أين يمكن تخزينه!
لماذا انهارت الأسعار
كان يوم 19 نيسان، آخر يوم يمكن لمنتجي النفط الأميركي تداول البراميل المقرر تسليمها من أجل الشهر القبل، شهر أيار.
ويتداول منتجو النفط الأمريكي البراميل بموجب عقود تسمى “العقود الآجلة لنفط غرب تكساس”. حيث تقوم شركات أو دول بالاتفاق على تبادل كميّة معيّنة من النفط خلال فترة زمنيّة معيّنة بسعر معيّن بغض النظر عن سعره في الأسواق العالمية، مع قابلية إلغاء العقود مباشرة.
وإذا كانت أزمة انهيار أسعار النفط مرتبطة فقط بالشهر القادم، فهل يعني ذلك أنه إذا استطاعت الدول التخلص من النفط الآن، فإن أزمة انهيار الاسعار ستتبدد؟
سبب آخر
يرى بعض المحللين أن الحدث التاريخي، مرتبط مباشرة بفايروس كورونا، فمع توقف الكثير من الأنشطة والحركة، غدا الطلب على النفط نادراً، وبوجود كميات كبيرة من العرض، بعد رغبة المتعاملين بالبيع، ومع امتلاء منشآت التخزين في المركز الرئيسي في كاشينغ في ولاية اوكلاهوما الأمريكية، ورفضها استلام أية كميات أخرى، توقف البيع، وانهارت الأسعار. وفق DW.
ساهم تفشّي فايروس كورونا حول العالم، بتوقّف الصناعات الثقيلة. والنفط الذي اشترته الدول المصنعة سابقاً، خدمة لصناعتها الثقيلة تم تخزينه بعد أن توقف نشاط إنتاجها، الأمر الذي أدى إلى امتلاء مخازنها بالنفط، بما في ذلك داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
خزنت أمريكا ما يقارب 19 مليون برميل خلال اسبوع واحد، وكمية مخزون النفط الموجود في حاملات النفط العالمية حول العالم يقدر ب 160 مليون برميل، وهذه الأرقام ضخمة للغاية في ظل توقف التصنيع والحركة. وفق عرب 48.
وعدم توقع نهاية وباء كوفيد 19 بصورة محددة، يزيد من أزمة النفط أيضاً، رغم أن بعض التقديرات تشير إلى بداية انحسار الوباء في الصيف، لكن البعض يعتقد أن هذه كلّها تكهّنات متفائلة، فقد أعلنت توقعات أخرى إلى أنّ أزمة الفايروس لن تنتهي قبل 12 شهرًا على الأقلّ، ما يعني صعوبة وضع خطط اقتصادية لما بعد الأزمة، على عكس أزمات أخرى ضربت العالم من قبل وأثّرت على صناعة النفط. وفق صحيفة أتلانتيك.
يعتقد محللون آخرون أن المسألة مرتبطة بحرب النفط الروسية السعودية، والتي ساهمت بانهيار أسعار النفط العالمي عموماً، لكن التأثير الأكبر كان على النفط الصخري الأمريكي واحتياطيات أمريكا عموماً.
وتوقعت شركات النفط العالمية، ارتفاعاً في أسعار النفط بعد الاتفاق الروسي السعودي على تقليص كمية الإنتاج، لكن الأحداث أكدت العكس.
وأعلنت منظمة أوبك في الاسبوع الماضي تخفيض الإنتاج بمقدار 10 مليون برميل يومياً، اعتباراً من أيار القادم، لكن ذلك لم يكن كافياً. وفق الشرق الأوسط.

وفي أول رد فعل له على هذه التطورات أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة، عن زيادة المخزون الاستراتيجي من النفط بمقدار 75 مليون.