كورونا اردوغان ضد خصومه!

887

ينشغل البرلمان التركي بقانون إطلاق سراح 90 ألف مجرم، بحجة فايروس كورونا المستجد، مع الاحتفاظ بالمعتقلين السياسيين إلى أجل غير مسمى، وذلك لتوجيه أنظار الأتراك في الداخل والخارج عن فشل الحكومة التركية في معالجة انتشار الفايروس مع ظهور أكثر من 50 ألف إصابة، وأكثر من ألف وفاة. وفق واشنطن بوست.
كان عدد المعتقلين السياسيين في تركيا قبل فترة حكم اردوغان حوالي 60 ألف معتقل، أما الآن فقد وصل العدد إلى 300 ألف.
وبنى اردوغان منذ وصوله إلى السلطة ١٧٨ سجناً، وتم استجواب ١٠٠ الف شخص بتهمة اهانة الرئيس، في سابقة لم تحدث في أكثر البلدان تسلطاً. وفق الصحيفة الأمريكية.
ومع قانون جديد يعفو عن المجرمين الأتراك، سيتم إطلاق سراح حوالي ثلث السجناء المحبوسين في الزنازين. لكن بالطبع لن يشمل ذلك أولئك الذين “أهانوا الرئيس”، لأن التهم الموجهةلهم ليست انتقاد الحكومة، ولكن دعمهم للإرهاب، أو الانتماء إلى منظمة إرهابية.
ويمكن أن يواجه الصحفيون الذين اعتقلوا بسبب تقاريرهم الصحفية وتحقيقاتهم ذات التهمة، ولن ينفذ الكتاب ونشطاء حقوق الإنسان المسجونين بسبب مشاركتهم في احتجاج، أو السياسيون المعارضون أيضاً من التهمة.
والقانون التركي المخول بإطلاق سراح المجرمين، يعطي الدلالة الحقيقية عن نهج اردوغان في الحكم. فالقانون يسمح بإطلاق سراح الفاسد، ويعطي الحق بمتابعة سجن الصحفي الذي فضح الفساد. ويسمح بإطلاق سراح “اللص” الذي سرق ونهب، ويبقي على المعارض السياسي الذي وصف اردوغان باللص، لأنه نهب من ثروات الدولة، هو وعائلته. وهذا ما وصفته الصحيفة الأمريكية بالظلم الكبير. وفق الصحيفة.
من جهة أخرى، توقفت الشحنة الطبية التي اشترتها اسرائيل من تركيا في الفترة الماضية، بعد شروط جديدة قدمها اردوغان. وفق موقع بلومبرغ.
والشحنة الطبية والتي ترقد في مطار استانبول، تشمل كمامات للوجه وملابس واقية وقفّازات معقّمة في محاولة اسرائيل، الاستفادة من المنتوج التركي، لمساعدتها في محاربة تفشّي فيروس كورونا.
وتحدثت وزارة الصحة الاسرائيلية عن تفشي كورونا المستجد في اسرائيل، وسجلت أكثر من 10 ألاف إصابة، وقرابة مئة حالة وفاة.
لكن اردوغان أضاف شرطاً جديداً لتصدير الشحنة، وهو أن تحصل السلطة الفلسطينية على مثلها، فتوقفت المعاملة إلى حين الاتفاق من جديد.
من جهته قال عراد نير مراسل قناة 12 الاسرائيلية: “إنّ إسرائيل منزعجة بعد طلب الرئيس التركي اردوغان، تحويل مساعدات مشابهة لتلك التي طلبتها إسرائيل، للسلطة الفلسطينيّة”.
سيما أن المعدات الطبيّة الموجودة في الشحنة، طلبتها شركات اسرائيلية خاصة، ولم تطلبها الحكومة.
ونقلت القناة الاسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليّين قولهم إنّ كل من يريد تحويل مساعدات طبيّة للسلطة الطبية “يمكنه فعل ذلك مباشرة دون عراقيل”، وأضافوا “لكنّ اردوغان يحاول الترويج لذلك، والدعاية في صفوف الرأي العام العربي والإسلامي، وهو ما يأتي خارج سياق الصفقة، وخارج الحالة الإنسانية الملحة”.