طالب إبراهيم يكتب: “ترامب عطس.. والله عطس”!

1٬302

فاجأ الرئيس الأمريكي ترامب الخائفين، بتصريح مرعب “إن أمريكا تنتظر أسبوعين مرعبين”، وتحدث عن أرقام فظيعة سيسببها الفايروس “القائد” كوفيد 19.
ربما تفقد أمريكا 2 مليون إنسان، ولكن الرئيس الأشقر أكد “نستطيع تقليل العدد إلى النصف، إذا اعتمدنا إجراءات قاسية”.
الإجراءات القاسية، هي حبس الأمريكيين في بيوتهم، ومعاقبة المخالفين. ونجح الإجراء على مسارين، حبس الأمريكيين، وحصاد أرواح المسنين.
وقبل دخوله المشفى، لأن حرارته لم تستقر، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون “المكورن”، “أيام صعبة تنتظر بريطانيا، وقد نفقد نصف مليون بريطاني بسبب الفايروس، إلا أذا طبقنا إجراءات قاسية، نختصر العدد إلى النصف”. فحبس البريطانيين في بيوتهم، وحتى يصدق مستمعوه ما يقوله لهم، وأن لا أحد خارج الإصابة والمرض والحبس، مرض هو وحبس نفسه.
وبعد أن قارب عمره القرن، توقع هنري كيسينجر ثعلب الخارجية الأمريكية، أن العالم سيتغير، وجائحة فايروس كورونا ستغير النظام العالمي إلى الأبد. وأن الأضرار الصحية للفايروس قد تكون مؤقتة، لكن الأضرار الاقتصادية والسياسية قد تستمر لأجيال.
وطلال أبو غزالة، رجل الإعلام الأردني، والذي توقع حدوث أزمة اقتصادية عالمية وكساد اقتصادي، منذ عامين، يتوقع أن يكون بعد كورونا أصعب من الآن، وفي مساحة خيال غير اقتصادية لديه، توقع حرباً بين أمريكا والصين قبل نهاية هذا العالم.
خيال أبو غزالة، أصاب المنجمين العرب بالعدوى، فتسابقو على البكاء في الشاشات، والحديث عن أزمة كبيرة، تتشابه مع خيال غزالة الأسطوري، وتختلف بالمفردات.
تتناقص أعداد الوفيات بسبب كوفيد 19 في اسبانيا وإيطاليا وفرنسا، في البلدان التي تحدثت الميديا العالمية عن مآسي ونكسات وانهيارات فيها، لكنها نفّذت إجراءات قاسية، وتخطت إلى حد ما أزمة كورونا المستجد.
وعادت الصين إلى صناعتها، وعاد عمالها إلى إنتاجهم، وزادت نسبة النمو الإقتصادي عما كانت عليه قبل كورونا.
وتستمر إسرائيل بتشكيل حكومتها، بعد ثلاثة انتخابات صاروخية أفرزت ذات الكتل النيابية، رغم خطر الفايروس الانتخابي.
وتستمر أندية كرة القدم الأوروبية بعقد الصفقات، وتبادل اللاعبين والمدربين، وتجهيز خارطة التدجين الرياضية القادمة، رغم خطر الفايروس الرياضي.
ولم ينقطع عمال الشركات الخاصة في هولندا عن أعمالهم، رغم إغلاق هولندا مطاراتها، وبلدياتها، ورغم مناشدة الحكومة الهولندية كل الهولنديين التزام المنازل، والتباعد الاجتماعي، وانتظار الأسوء.
أكثر من تفاجأ بالحملة العالمية ضد كورونا، هو الفايروس كورونا ذاته. لم يعتقد في لحظة، انه سيكون جهاز كشف الحالة النفسية والأخلاقية للبشر، ومدى تأثير عمليات التدجين التي مارستها السلطات عليهم، وهل وصلت السلطات إلى صناعة الكائن البشري الذي تريده، مثلما وصل علماؤها لصناعة الفايروس الذي تستعمله.
في زمن مضى، زمن السوفييت والمنظومة الشرقية، كان إذا سقط الثلج في موسكو، ارتدى شيوعيو العالم المعطف. اليوم في زمن منظومة كورونا، إذا عطس ترامب، انحبس العالم في المنازل، وأغلقوا الأبواب بالمفاتيح.