حزب سوريا المستقبل.. يدخل عامه الثالث بخطوات ثابتة واثقة

1٬387


يأتي ميلاد حزبنا في ٢٧ من آذار في العام ٢٠١٨ في ظل ظروف دولية وإقليمية، وداخلية متشابكة، ومعقدة ومتنافرة فقد العالم فيها بأسره بوصلته الصحيحة تجاه الحل في سوريا ،بعد سبع سنوات عجاف، وصلت فيها الأوضاع السورية لحالة كارثية، ومشهد سوداوي شديد القتامة، يشابه في ظروفه تماماً ما يمر به العالم اليوم من عجز دولي آخر، وغياب رؤية موحدة مشتركة في مواجهة جائحة فيروس كورونا القاتل هذه الأيام، والذي أربك الجميع، وأفقد ساسة الدول وحكوماتها التوازن، وأصاب النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والصحي العالمي بالشلل التام.

إن حزبنا جمع بين ثناياه روئ وعزيمة وطموح أبناء سوريا الذين تلاقت أهدافهم وتوحدت جهودهم ليقدموا للسوريين بكافة أطيافهم، وقومياتهم ،أيقونة سورية تجمع الفسيفساء من كل الجغرافيا السورية، بكل غناها وتنوعها ،وتاريخ الحضارات التي ميزت مختلف الشعوب والتي عاشت وشيدت أمجاد سوريا عبر مختلف العصور والحقب التاريخية، والتي انفردت بها الحالة السورية أمام باقي الأمم والشعوب، إرثاً وتاريخاً حضارياً وإنسانياً.
سوريا والتي شهدت حراكاً شعبياً وجماهيرياً في آذار من الأعوام ٢٠٠٤ و ٢٠١١بعد عقود من هيمنة الحزب الواحد، والفكر الواحد، وتسلط الأجهزة الأمنية، وقمع كافة أشكال التعبير عن الرأي، وغياب أدنى أشكال الديمقراطية والحياة السياسية في ظل نظام الحكم المركزي، والقمع الدموي والقبضة الأمنية.
مما حول الأوضاع في سوريا لثورة عارمة وسعت الجغرافيا السورية، وشملت كل أطياف السوريين مطالبة بالحرية والديمقراطية في أشهرها الأولى.
وفي ظل تباين مصالح القوى الكبرى، وتعطيل دور المجتمع الدولي عبر مجلس أمن شله الفيتو، ومن ثم فتح الحدود لدخول الإرهابيين العابرين للحدود من دول الجوار السوري، وبالأخص الحدود التركية لخلط الأوراق، وعسكرة الثورة وتحويل سوريا بأكملها بؤرة للإرهاب والتنظيمات المتطرفة
والصراع المفتوح ليس إلا.
وجاء ظهور قوات سوريا الديمقراطية والمقاومة الشعبية التي تشكلت من أبناء سوريا بكافة أطيافهم، والتي واجهت الإرهاب وتنظيماته، بدعم من التحالف الدولي، والتي استطاعت تحقيق انتصارات عظيمة، والقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في عقر داره، وعاصمته مدينة الرقة ثم التخلص منه نهائياً في معارك الباغوز بريف دير الزور إلّا أن التآمر على سوريا، و تضحيات السوريين أستمر وازداد طرداً فبدل أن تشهد الانتصارات على الإرهاب بدء تفعيل المسار السياسي، وفق القرار الدولي الأممي ٢٢٥٤ الذي يضمن خطوات الحل السياسي، بالتزامن مع القضاء على الإرهاب وتنظيماته.
شهدت الساحة السورية جولة جديدة من الصفقات، و المسارات في آستانا وسوتشي، والتي أدت إلى التغيير الديمغرافي والتهجير القسري الذي سببه الغزو والاحتلال التركي، وكانت النتائج تغييرا ديمغرافيا، وتهجيرا قسرياً
في شرق حلب ودرعا، وأرياف دمشق وحمص و إدلب وحماة وعفرين، وأخيراً.. في رأس العين وتل أبيض.
وكان اللافت للنظر غياب وتغييب السوريين عن المشهد بأكمله، رغم أنهم أصحاب الشأن والقضية بما في ذلك النظام السوري التي رفض في البداية الاستجابة للمطالب الشعبية السلمية ، فخسر دوره المفترض القيام به، لجمع السوريين حول طاولة مستديرة أطرافها السوريين فقط ،لكن في ظل تعنته، وإصراره على الحسم العسكري، والأمني وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه.
ومن هنا كانت الضرورة لحزب سوري يحمل كل تداعيات ما حملته السنوات المثقلة، من مآسي و كوارث ألمت بسوريا، وعصفت بالسوريين ، لينهض بالسوريين من ركام الحرب، والدمار من جديد ليحمل رؤيتهم باعثاً الأمل، ومداوياً الألم ورافعاً للهمم ،يفخر و يزهو بأن تكون سوريا له الاسم والمضمون مستلهماً من تاريخها وتراثها المستقبل الذي يتطلع له السوريون.
سوريا التي محت الظلام والجهل يوماً ما عن البشرية جمعاء
وأهدت العلم والمعرفة لهم عبر أبجدية أوغاريت هي سوريا نفسها اليوم التي تخضبت بدماء شهدائها، وقدمت التضحيات من كل بيت، إن حزبنا والذي يخطو اليوم بخطى ثابتة نحو عامه الثالث، وهو قد ازداد إصرارا بتحمل المسؤولية تجاه سوريا والسوريين رغم أن العامان اللذان مضيا كانا مفعمين بالعمل والنضال السياسي، إلا أن حزبنا قدم أغلى ما للديه، وأعز ما يملك على مذبح المجد والخلود في سبيل سوريا
إننا اليوم في حزب سوريا المستقبل نستلهم دوماً ونستذكر أبداً روح شهدائنا ورفاق نضالنا، و ينفطر الفؤاد على فراق الرفاق العظماء والشهداء النبلاء.
عمر علوش
مروان فتيح
فرهاد رمضان
و .. هفرين خلف الأمين العام لحزب سوريا المستقبل.
وننحني بإجلال وخشوع أمام تضحياتهم ، ونعاهدهم كما عاهدوا هم من قبل سوريا، وأقسموا وأبروا القسم بأن نكون كما كانوا ونحقق ما أرادوا، وأن نكمل مسيرة النضال التي رووها بدمائهم، وسبقونا إلى العلياء، لنحقق ما بدأناه معهم وتعاهدنا عليه في مثل هذا اليوم منذ عامين بأن نبذل دمائنا وقصارى جهدنا نحو تحقيق.
“سوريا ديمقراطية لامركزية.. ترسيخ الإدارة الذاتية.. تعزيز قوات سوريا الديمقراطية”
حزب سوريا المستقبل
27/3/2020