بيان إلى الرأي العام بمناسبة يوم المرأة العالمي

1٬159

إلى كافة نساء العالم

إلى المرأة الكادحة والمناضلة

يحتفل العالم كل عام بإنجازات المرأة وإسهاماتها  في كافّة نواحي الحياة، فهو يوم لإلقاء الضوء على دور المرأة الريادي، وللتأكيد على العهد باستمرارية الكفاح للإقرار على حقوق المرأة، وتعزيز قيم المجتمع المتقدم، للتأكيد على المساواة والعدالة ،ورفض التمييز. فاليوم العالمي للمرأة هو تخليد لشجاعة المرأة عبر التاريخ لأجل أداء دورها الاستثنائي.

في 8 آذار من كل عام تحيي المرأة هذه المناسبة بلون جديد وطابع مختلف. فكل عام تحقق المرأة اسهامات أكبر لإحداث تغيير في المجتمعات والأنظمة الحاكمة. وترسم ملامح مستقبلها عبر المكاسب التي تحققها من خلال نضالها العتيد. فهذا اليوم هو لإبراز التضامن بين جميع النساء في بلدان العالم ،وللاحتفال بمكاسبهن وانجازاتهن دون تفرقة عرقية، لغوية، ثقافية أو سياسية. والآن أكثر من أي وقت مضى ،هناك ارادة نسائية قوية للمضي قدماً نحو تعزيز مشاركة المرأة ،وتمكينها في كل الميادين ،وعلى كافة المستويات.

لقد أحرزت المرأة العالم تقدماً لا يستهان به في وجه المجتمع الذكوري المبني على انكسار جنس المرأة ،وجعلها في المراتب المتدنية في الحياة. فهي لم تستسغ هذه الانكسارات التي عاشتها عبر التاريخ، وعبرت عن تمردها دائما والتاريخ يشهد على ذلك.

الأزمة العاصفة بسوريا، والتي وصلت إلى حروب مسلحة أحرقت الأخضر واليابس، وراح ضحيتها الأبرياء من الشعب السوري، ولم تجلب للوطن سوى الخراب والدمار. هذه الحرب المدمرة دمرت مستقبل المرأة ،وهددت حياتها وأهدرت كرامتها. فلا النظام الاستبدادي أنصفها، ولا مُدّعي الثورة أعطوها كرامتها ومكانتها اللائقة بها. والوضع المزدري أثقل كاهلها بآلام الحرب ومتاعب الكفاح لأجل الحياة. ولم تترك لها سوى خيار المقاومة والنضال لأجل السلام، الكرامة، والعدالة. ولم تبخل المرأة السورية في رفع وتيرة عملها، وتصعيد كفاحها والنضال في كل الميادين لتضمن حقوقها وتقرر مصيرها في سوريا المستقبل.

نضال المرأة ليس قضية نسائية فقط ، بل هو قضية مجتمع يطالب الحرية فهو يوم نضالي وفرصة هامة نقوم من خلالها بنشر رسالة تحمل معاني العدل ،المساواة، وإرساء السلام والتآخي في عالمنا.

في شمال وشرق سوريا نرى التجربة الثمينة التي حققتها المرأة، حيث تعتبر التجربة الفريدة التي يمكن الاحتذاء بها. فهي تقاوم الاحتلال، تعبر عن غضبها من الاستبداد، وطموحها بالعمل في كل الساحات وكل المجالات. وتمكنت من بناء منظومتها والتمكين السياسي والقيادي والاداري للمرأة، فالمرأة في هذه التجربة انتهزت الفرص لإبراز هويتها، ولم تتردد في التضحية بالذات لحمل راية رسالتها الخالدة، وقدمن أرواحهن رخيصة للسلام والعدالة والحرية.

حزب سوريا المستقبل الذي يعمل لأجل ديمقراطية سوريا والحفاظ على مكتسبات الشعب التي حققها في ظل الإدارة الذاتية وضمان حقوق المرأة دستورياً، هو حزب النساء اللواتي عانين من بطش الاستبداد وعنف الارهاب، هو حزب الشهيدة هفرين خلف، يناضل في سبيل أن تنال المرأة في سوريا مكانتها في قيادة البلد وتبوء مراكز صنع القرار ،وتكتب التاريخ بقلمها وتطبع الحياة بطابعها.

حزب سوريا المستقبل هو حزب الشهيدة هفرين خلف التي آمنت بأخوة الشعوب وأخلصت في إيمانها. وأيقنت أن الحل لن يكون إلا عبر توحيد الصفوف رجالاً ونساء كرداً وعرباً. فلا وطن دون سلام، ولا عيش كريم إلا بحرية الفرد والمجتمع. ولا يكون المجتمع حراً إلا بحرية المرأة. فساهمت في قيادة حزب سوريا المستقبل، ليكون حزباً يسعى إلى بناء سوريا الديمقراطية التعددية اللامركزية و يسعى إلى سلام شامل لإنهاء سيل الدم الجارف إثر الصراع الذي أنهك الشعب السوري، ليكون حزباً للمرأة السورية.

كفاح الرفيقة هفرين بث الرعب في قلوب العنصريين والاستبداديين والمتطرفين، وهزّ عرشهم المبني على القتل والدمار، لهذا كانوا لها بالمرصاد وطالت يد غدرهم بإنهاء حياة الأمين العام لحزب سوريا المستقبل ،واستشهادها بطريقة شنيعة على يد الفصائل المرتزقة. وإن دلّ هذا عن شيء، فإنه يدل على أن أعداء الوطن يهابون المرأة الواعية ، المناضلة ويهابون الثورة التي تخلق المرأة القوية الحرة.

نعم أنهوا حياة الرفيقة هفرين بوابل من الطلقات، لكن لم ينهوا مسيرتها. فاليوم الآلاف من النساء السوريات على اختلاف قومياتهم وأديانهم رفعن شعار “على العهد باقون”، وراية الحرية مرفوعة بسواعد النساء المقاتلات، المناضلات، الكادحات. والمئات من الوليدات أسمين باسم هفرين، فهفرين أنجبت المئات.

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة نهنئ المرأة السورية ،ونناشد بتوحيد كلمتنا وطموحنا، ونعمل سوية لإرساء السلام وبناء سوريا ديمقراطية الضامن لحقوق المرأة في الدستور وفي الحياة.

  • الخلود لروح الشهيدة هفرين خلف.
  • عاش نضال المرأة الحرة.
  • عاشت سوريا حرة ديمقراطية تعددية لامركزية.

حزب سوريا المستقبل

1 آذار 2020