اردوغان ميركل.. هدايا في منطقة ساخنة!

965

التقت رئيسة وزراء ألمانيا انجيلا ميركل، مع الرئيس التركي اردوغان في استانبول، يوم 24 كانون الثاني، وتباحثا في ملفات كثيرة، منها ملف إدلب وقضية اللاجئين السوريين، وموضوع المنطقة الآمنة في الشمال السوري، وأبدت ميركل دهشتها في اللقاء وفي المباحثات، مثلما أثارت دهشتها، افتتاح جامعة تركية ألمانية في استانبول، وهدية ثمينة قدمها اردوغان لها، وهي مرآة بغطاء ذهبي.

تحاول ميركل إعادة الدفء للعلاقات الألمانية التركية، بعد فترة من التوتر، وتحاول إصلاح ذات البين بين تركيا واليونان، سيما فيما يتعلق بخلافات الغاز والطاقة، وترسيم الحدود بين أنقرة وطرابلس، بعيداً عن الخلافات التاريخية. وبحثت بالتفصيل في مفاوضاتها ملف إدلب، وأزمة مئات آلاف اللاجئين، الذين توجهوا باتجاه الحدود مع تركيا، كما قال أردوغان في مؤتمره الصحفي في استانبول. وفق DW.

عودة عنوان “اللاجئين”

اعتبرت “TRT” التركية أن اللقاء بين الطرفين كان بناء، وأن تركيا قدمت أوراقها، وتلقت إجابات بناءة، لكن الخطوط الرئيسية، والاتفاقيات النهائية، تحتاج إلى المزيد من المفاوضات.

حول ملف إدلب، ولجوء “مئات آلاف السوريين إلى الحدود التركية”، اعتبرت TRT أنها قضية ذات اهتمام مشترك، بين تركيا والاتحاد الأوروبي عموماً وليس فقط ألمانيا، وعدم الاهتمام في هذه القضية الشائكة، سيؤدي إلى انهيار اتفاق 2015، الموقع بين الاتحاد الاوروبي وتركيا والمتعلق بملف اللاجئين، وضرورة تقديم المساعدات.

والهجوم الذي يشنه االجيش السوري بمساعدة جوية من روسيا، على إدلب، خطير للغاية، ولا تستطيع تركيا لوحدها إعاقته، وتحتاج إلى الاتحاد الأوروبي في ذلك، وفق أنباء الأناضول.

وقدم الجانب التركي وجهة نظره في ضرورة بناء منطقة آمنة في الشمال السوري، تفتح المجال لإعادة اللاجئين السوريين من تركيا إليها. وهذه المنطقة أيضاً مهمة لدى تركيا ولدى الاتحاد الأوروبي، سيما فيما يتعلق بتقليص عدد اللاجئين إلى الصفر، باعتبار المنطقة ستكون بمثابة ملاذ “آمن” لهم. وغير ذلك سيستمر تدفق اللاجئين باتجاه أوروبا، وفق أنباء الأناضول.

إمكانيات أوروبا

في حديثه مع DW، يرى ميركو كابيلبيرت، الخبير الألماني في الشأن السياسي، إن أوروبا قادرة على دعم بعض الخدمات للاجئين السوريين في تركيا، وتوفير حاجيات مادية ومعيشية، لكن إمكانيات الضغط على روسيا فيما يتعلق بإدلب ضعيفة، لأن مواقف الدول الأوروبية متفاوتة في الأزمة السورية عموماً وفي إدلب على وجه الخصوص، كما هو متفاوت في الأزمة الليبية أيضاً، ولكن يمكن الاستفادة من الاتفاقيات الموقعة بين روسيا وتركيا فيما يتعلق بأنبوب الغاز الواصل إلى أوروبا، إذا أرادت تركيا حقيقة الضغط على روسيا.

يهدد اردوغان دائماً بملف اللاجئين، وهو في موقع قوة، ولو لم يكن كذلك لما ذهبت ميركل إلى استانبول. يقول كابيلبيرت.

منطقة مستوطنات

تعتبر الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إقامة منطقة آمنة خارج التفاهمات الدولية التي توافقت عليها قوات سوريا الديمقراطية مع الأتراك، بوساطة أمريكية أو روسية، هي بمثابة تغيير ديمغرافي مقصود للمنطقة، خاصة في ظل الاحتلال التركي القائم، وفي ظل الانتهاكات والجرائم اليومية التي تحصل. وفي ظل إعادة توطين الميليشيات التي تعمل في جوار الجيش التركي وتوطين أهاليهم القادمين من مناطق سورية أخرى، في مناطق شمال وشرق سوريا المحتلة وفي عفرين.