التقرير السياسي لشهر تشرين الثاني 2019

1٬007

تحية وبعد ..

بعد انتهاء مرحلة الحرب والمعارك ودحر الإرهاب في شمال شرق سوريا خاصة وعلى كامل الأرض السورية عامةً والانتقال إلى المرحلة السياسية والدبلوماسية والسعي لتشكيل لجنة دستورية ضمن قرار جنيف / 2254 / وبرعاية الأمم المتحدة وكذلك موضوع المنطقة الآمنة وتنفيذها من خلال الوساطة الأمريكية ما بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية ,وبالفعل تم الاتفاق على أن تكون على مراحل وبدء العمل بتسيير دوريات عسكرية ما بين أمريكا وتركيا ضمن المسافة المتفق عليها (5- 14 كم) على أن يتم التنفيذ ضمن ثلاثة مراحل.

وكانت المرحلة الأولى ،تبدأ من تل أبيض إلى رأس العين ولكن الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية وما يسمى الجيش الوطني السوري قامت بالغزو العسكري بعد مغادرة القوات الأمريكية، مما تسبب بقتل وجرح وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين المدنيين السوريين وتدمير بيوتهم ونهب ممتلكاتهم.

وهذا الغزو كان إضافة إلى مآسي وعذابات الشعب السوري, لذلك بادرت قوات سوريا الديمقراطية بشكل إيجابي وعاجل إلى إشراك روسيا والحكومة السورية في الوضع الناتج عن الغزو التركي للحد من الجرائم العدوانية والانتهاكات التركية في شمال شرق سوريا.

لكن الاحتلال التركي لازال يمتلك ذهنية التوسع وإعادة العمل (بالميثاق الملّي) تمهيداً لعودة الإمبراطورية العثمانية, مما أدى إلى عودة زخم الاهتمام العالمي والإقليمي بالملف السوري نتيجة الغزو التركي والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتغيير الديمغرافي وعاد تسليط الضوء إعلامياً للكوارث الناتجة عن الغزو التركي وتداعياته.

وتبين أيضاً أن أمريكا لم تنسحب من سوريا بل كان إعادة انتشار لقواتها وأنها لن تترك مصالحها الاقتصادية والسياسية فيها. لما تتمتع به سوريا من موقع “جيو سياسي” بذريعة منع وقوعها في يد داعش و الجماعات الإرهابية الأخرى. وأيضاً … كورقة ضغط على الحكومة السورية. لتفعيل العملية السياسية والتسوية بشكل حقيقي وجديّ.

يضاف إلى ذلك …منع التفرد الروسي في الملف السوري لدور روسيا الغير إيجابي في موضوع اللجنة الدستورية وفي محور آستانا. ولن ننسى بأن الاتفاق الروسي التركي بخصوص المنطقة الآمنة لم يتم برعاية الأمم المتحدة كما كان يفترض ،وهذا ما يثير القلق لدى أبناء شمال وشرق سوريا.

ورغم أن الاتفاق لم يحمل جوانب إيجابية مثل وقف اطلاق النار وإبعاد شبح الحرب والتغيير الديمغرافي الذي تسعى له تركيا بتوطين المهجرين في مناطق تل أبيض ورأس العين وإضفاء الشرعية على (إتفاقية اضنة) الموقعة بين الحكومة التركية والحكومة السورية عام/ ١٩٩٨/ وتفعيلها من جديد بصيغة جديدة تمكن تركيا من الدخول مسافة أعمق داخل الأراضي السورية، وكل ذلك يقع ضمن المصالح المشتركة بين الدول على حساب حقوق أبناء الشعب السوري .

وإن الازدواجية في الدور التركي تظهر جليّاً في إدلب وذلك من خلال إخلاء ونقل المجموعات الإرهابية وتحويلهم إلى شمال شرق سوريا. وكل ذلك بدأ ينعكس سلبا على المنطقة كاملةً من إيران إلى العراق ولبنان. مما ينبئ بحدوث كارثة اقتصادية، قد تؤدي بهم إلى الانهيار وخسران الدول لتحالفاتها مع دول أخرى لحساب مجموعات وعصابات إرهابية.

وعلى صعيد العلاقة بين حزب سوريا المستقبل والأحزاب الأخرى والكتل الوطنية. لم يتلكأ حزب سوريا المستقبل، يوماً من تلبية أي دعوة للحوار بين الأطراف السورية بكل مكوناتها وأطيافها، لأننا نرى هذا الأمر حالة استراتيجية وضرورية من خلال دعواتنا الدائمة للحوار .
ختاماً … سيظل حزبنا يواصل العمل والنضال عبر مساره الوطني من أجل بناء سوريا المستقبل لكل السوريين دولة … لا مركزية تعددية ديمقراطية يتمتع في ظلها كل أبناء سوريا بكافة حقوقهم الوطنية.

مع تحياتنا النضالية.

الرقة ٢٠١٩/١١/٢٨ حزب سوريا المستقبل

#حزب_سوريا_المستقبل
#تقرير