نحن نشعر اليوم بالفخر والاعتزاز لأننا نكمل مسيرة شهيداتنا بكل إرادة قوية, الشهيدات اللواتي رسمن لنا طريق الحرية، فنرى اليوم نساء إقليم شمال وشرق سوريا، ونساء المناطق المحررة, ونساء مقاطعة منبج يقدن هذه المرحلة المصيرية والحساسة، ويعبرن عن إرادتهن وصمودهن في وجه كل التحديات والمعوقات, وذلك انطلاقاً من أن المرأة هي الداعم الأساسي والشريك الفاعل في تطور المجتمعات وتقدمها وتشكل الطاقة المجتمعية الفعالة، لذا يصعب أن يحقق المجتمع تقدمه وتطوره وازدهاره ونهضته دون الدور النسائي الداعم والدافع لمسار التنمية في كل مجالات الحياة، ومن ثم يتوجب على المجتمع ألا يقلل أو يستهين بدور المرأة الرائد حيث أن مقدرتها على تهيئة المناخ الداعم للبناء لا يقابلها نظير.
وفي خضم ما ستشهده المنطقة من انتخابات ديمقراطية, نجد أن مشاركة المرأة في هذه الانتخابات, وترشحها للرئاسة المشتركة لمجلس البلديات يعتبر دليلاً واضحاً ومهماً على تطور المجتمع، وإدراكه لأهمية دور المرأة وأهمية مشاركتها السياسية، فهي داعم رئيسي لتحقيق العدالة والمساواة، حيث تعد جزءاً حيوياً من النسيج المجتمعي، ولها دور فعَّال في إحداث التطور ونهضة المجتمع، وجعلهما أمراً واقعاً ملموس النتائج مع تعزيز الممارسة الانتخابية والديمقراطية, كما أن ما تحمله المرأة من ثقافة ووعي يسهم في حفظ كيان الإدارة الذاتية ومقدراتها على توجيه من تعول عليه نحو طريق البناء.
وهنا باتت المشاركة الانتخابية من قبل المرأة هدفاً تؤكد من خلاله اختيارها لحقوقها الدستورية، وترسم صور التمكين المستقبلية والريادية، فالمرأة في إقليم شمال وشرق سوريا هي امرأة مخلصة صاحبة مبدأ، ويترسخ ذلك في عشقها لوطنها وحمايته والدفاع عنه بكل شجاعة وقيادة المرحلة بكل جسارة فقد انخرطت في مجالات العمل المختلفة، وتبوأت المكانة التي تليق بها مثلها مثل الرجل تماماً لتشكل بذلك الصورة الصحيحة للمرأة المناضلة تجاه ما تقوم به من جهود بناءة ومشاركات فعالة في كافة الميادين.
فالمرأة تعيش في عصر الحداثة الديمقراطية وهو عصر من أزهى وأرقى عصور التمكين والريادة، وتشارك بقوة في توعية المجتمع بأهمية الصوت الانتخابي، لتحقق آمال وطموحات كل النساء اللواتي أقبلن على صناديق الانتخاب وأدلين بأصواتهن بكل حرية وديمقراطية، وهن يحملن شعار (صوتنا إرادتنا)، وهذا إنجاز عظيم سوف يكتب في صفحات التاريخ وهو استكمال للإنجازات التي تحققت في ظل التحديات التي تتفاقم يوماً بعد يوم، و تحدق بنا من كل حدب وصوب، فها هي المرأة بكافة مكوناتها تكون مثالاً يحتذى به في العملية الانتخابية التي خاضتها في المرحلة الأولى وهي الانتخابات التمهيدية وسوف تخوض المرحلة الثانية على مستوى أكبر وأوسع وستحقق النجاح، فقد أحدثت هذه الانتخابات زخماً غير مسبوق في الشارع، لتؤكد المرأة على تواجدها وقوة مشاركتها وهذا متوقع من نساء إقليم شمال وشرق سوريا، ونساء المناطق المحررة، ونساء مقاطعة منبج صاحبات القيم والمبادئ والرؤية السديدة التي تثق بقيادتها وتماسكها ووحدتها، وتدرك بأهمية حماية مكتسبات الثورة التي قادتها المرأة وحققت من خلالها الانتصارات، فكانت موروثاً عظيماً لكل النساء؛ فأصبحن يعين كل المخططات التي تستهدف مشروعنا وإدارتنا، وتريد النيل منا داخلياً وخارجياً.
للمرأة دور كبير في نشر الثقافة السياسية، كما أنها تعتبر مثالاً وقدوة يحتذى بها في كل ممارساتها وأقوالها لدى أسرتها والمحيطين بها، وتعد مشاركة المرأة نموذجاً إيجابياً للأجيال الحالية والمستقبلية في الإدلاء بصوتها وترشحها بالانتخابات فهذا تأدية لحقها المنصوص عليه في العقد الاجتماعي، فعندما يشهد الشباب والشبيبة نموذج المرأة الناجحة الملهمة تؤدي دوراً فاعلاً، في الساحة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بل على كافة المستويات، يزيد ذلك من الطموح والثقة في قدرتها على المشاركة وإحداث التغيير الإيجابي في المجتمع.
وأخيراً لا جدال حول أهمية المشاركة في الحالة الديمقراطية والتي تحدث للمرة الأولى في مناطقنا، وبعد هذه السنوات من المقاومة والنضال يحسن الشعب الاختيار وفق ما يراه مناسباً في هذه المرحلة الحالية والمستقبلية، حيث تحمل لنا الأيام المقبلة الكثير من الأحداث، والتي منها ما هو جيد ومنها ما هو صعب، وهذا يتطلب منا أن نرفع من وتيرة نضالنا ونكون يداً واحدة وقلباً واحداً من أجل الوقوف سداً منيعاً أمام كل التحديات، ونبني سوريا المستقبل، سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية.
إبتسام عبدالقادر الرئيسة المشتركة لمجلس منبج بحزب سوريا المستقبل