بيان إلى الرأي العام في الذكرى السنوية الخامسة الأليمة لاحتلال عفرين

457

منذ خمسة أعوام مضت شنت دولة الاحتلال التركي مع فصائل من المرتزقة السورية ‏هجوماً غادر كخطوة تمهيدية لاحتلال مدينة عفرين وفصلها عن مناطق شمال شرق ‏سوريا, وفرض واقع التقسيم لتوسيع مساحة احتلالها العثماني، وإحياء مايسمى ‏بالميثاق الملِّي وإعاقة مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطي في المنطقة، حيث ماتزال ‏ممارستها الوحشية مستمرة عبر آلة الحرب ودعم الإرهاب, وجرائم القتل والإبادة ‏والتغيير الديمغرافي بتدمير المناطق التاريخية والدينية وأضرحة الشهداء ومحو المعالم ‏الأثرية الدالة على هوية عفرين، وانتهاج سياسة العداء، الإنكار، النهب والتهجير ‏القسري بحق أبنائها الذين عبَّروا عن مدى إصرارهم بالدفاع عن أرضهم عفرين التي ‏تمثل منبع المبادئ والقيم الديمقراطية لثورة جديدة تؤمن بها شعوبها المتعددة، كما ولم ‏تكتفي القوى المعادية والمحتلة بذلك، بل استمرت بهجماتها العدائية والشرسة على ‏المناطق السورية التي تشهد حالة من الأمان والاستقرار.‏

وفي هذا العام تمرُّ الذكرى السنوية الخامسة الأليمة لاحتلال عفرين قدم خلالها شعبها ‏تضحيات جسام, وأثبتوا أن الإرادة القوية والروح الوطنية العالية والمقاومة البطولية ‏لم تضعف رغم المعاناة و الكارثة الإنسانية التي خلفها الزلازل المدمر، والظروف الإنسانية القاسية في مخيمات التهجير بالشهباء والمناطق ‏الأخرى، التي برزت فيها قوة الالتفاف والتكاتف بين كافة المكونات والأطياف ‏السورية، بتمثيلها أهم مراحل الصمود والملاحم التاريخية ضد الدولة التركية, ‏ومخططاتها التي تسعى لدوام حالة الاحتلال والحصار الجائر المنافي لكافة القوانين ‏والأعراف الدولية بما فيها المعايير الأخلاقية، من قبل الأنظمة الحاكمة والتي عملت على استغلال وتسييس كارثة الزلازل على أساس التمييز القومي والعرقي والطائفي وخاصة في جنديرس، حيث انتهجت ‏سياسة العداء العميق في انتهاك الحقوق المشروعة للشعوب في تحديد مصير ‏مستقبلها, ووحدة هويتها ووجودها في مواطنها الأصلية في سوريا.‏

إننا في حزب سوريا المستقبل نؤكد سيرورة العمل والسعي بقصارى جهدنا لبذل كل ‏مابوسعنا في توحيد الجهود الفعٌّالة والرؤى السياسية بين كافة السوريين؛ لرسم ‏استراتيجية موحّدة تضمن تحرير عفرين, وتسجل نصراً تاريخياً آخر في مقارعة ‏المحتل التركي, وإفشال مخططاته وتهديداته على مناطق شمال شرق سوريا، وفي ‏الوقت نفسه إذ نطالب مجلس الأمن والأمم المتحدة وكل الأطراف المعنية والضامنة ‏لحل الأزمة السورية بتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة والتي من شأنها إنهاء ‏احتلال الدولة التركية لعفرين وكافة الأراضي السورية المحتلة، وضمان العودة الأمنة ‏للمهجرين قسراً وبضمانات دولية, ومحاسبة الجناة من المرتزقة في المناطق المحتلة ‏وعلى رأسها عفرين بارتكابهم جرائم بحق  النساء ترتقي لمستوى الإبادة حيال استمرار صمتهم الذي هو دليل على التعاون والمساندة المبطنة في هذه الجرائم والمجازر الوحشية، وكما يتطلب إيجاد آليات حماية وموقفاً صريحاً مناصراً لكل المهجرين والنازحين والمتطلعين للحرية والفكر الديمقراطي.

كما إننا نتوجه بتحياتنا ومشاعرنا الوطنية إلى شعبنا وأهلنا المهجرين من عفرين، ‏ونثمن مواقفهم الصامدة بالدفاع عن سوريا برمَّتها, والحفاظ على الهوية الوطنية ‏السورية الجامعة لكل السوريين الأحرار، ونؤكد دائماً بروح مقاومة عفرين ستنتصر ‏إرادة الشعوب صاحبة إرث المقاومة والنضال التاريخي, وانطلاقاً من مبادئنا وقيَمنا، ‏وإيماناً منَّا بأهدافنا فإننا نناضل من اجل تنظيم أنفسنا وتقوية روابطنا ورفع مستوى نضالنا ومقاومتنا وتضامننا لمناهضة كافة أشكال الحروب والاحتلال والعنف وإحلال الأمن والسلام والحرية.

الرحمة للشهداء.. عاشت مقاومة عفرين

حزب سوريا المستقبل
الرقة
17 آذار ٢٠٢٣‏