بيان إلى الرأي العام بذكرى مجزرة شنكال.. 3 آب 2014
بعد مضي ثمانية سنوات على مجزرة شنكال الأليمة, والتي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بمساندة, ودعم دولة الاحتلال التركي بحق الألاف من النساء والأطفال والشيوخ، والتي تعتبر مأساة الشعب الإيزيدي الأعزل الذي تعرض لأبشع أنواع المجازر الوحشية, وحملات القتل الجماعي والإبادة العرقية والثقافية الممنهجة, وبالأخص بحق المرأة التي نالت الجزء الأكبر من المأساة الإيزيدية التي يندى لها جبين الإنسانية, حيث تعرضت للتعذيب والسبّي والإتجار في أحلك الظروف وأعقدها، وكل ذلك تطبيقاً لسياسات الدول الإقليمية ذات الأنظمة الرجعية والاحتلالية الهادفة إلى إنهاء الوجود الإيزيدي وإعادة فرض الاستعمار، والقضاء على مكتسبات الشعب الكردي وكافة الشعوب.
حيث كانت حصيلة هذه المجزرة أكثر من 5000 شهيد و 83 مقبرة جماعية وحوالي 6417 مخطوف و 2717 مختطفة و 189337 نازح,
كما نثمن الدور التاريخي لوحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة على ما قدموه من بطولة لفتح ممرات آمنة لهم في حين تخلى الأخرون وتركوهم لمصيرهم.
ولم تكتفي الدولة التركية بذلك فقط, بل استمرت في انتهاكاتها لتحقيق أهدافها في تغيير الهوية التاريخية والمجتمعية لكافة المكونات والأطياف السورية, من خلال ضرب مشروع الإدارة الذاتية, وذلك عبر هجماتها المستمرة, وسياساتها التعسفية متجاوزةً كافة القوانين والمواثيق الدولية, من خلال إصرارها على تبني نهج وفكر الإرهاب والتطرف ضد الشعب الإيزيدي الآمن, الذي أبدى مقاومة بطولية لانظير لها في مواجهة أعتى التنظيمات الإرهابية في العالم، وهذا ما جعل تضحياته رمزاً للمقاومة والنضال ضد التعصب والعقلية الظلامية, وبالرغم من تحريرهم لشنكال من مرتزقة داعش وعودة شعبنا الايزيدي إلى موطنهم وأرضهم وتشكيل وحدات حماية خاصة وإدارة ذاتية, إلا أنه لا زال يعاني من الظروف الإنسانية الصعبة, وحالات اللجوء القاسية وآلام مجزرة الثالث من آب 2014 حتى يومنا الحالي.
إننا في حزب سوريا المستقبل نتوجه بالنداء إلى منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة, وجميع دول العالم بادراك أهمية مخاطر الدولة التركية وأطماعها الاستعمارية؛ ولذلك نطالب بإنهاء احتلال الدولة التركية لكافة الأراضي السورية, وإنشاء محاكم دولية لمحاسبة الجناة ومقاضاتهم وعلى رأسهم تنظيم داعش الإرهابي, ودولة الاحتلال التركي ومرتزقته على الجرائم التي ارتكبوها بحق النساء التي ترتقي لمستوى الإبادة الجماعية, والعمل على فضحها أمام المجتمع الدولي، والسعي لإعلان الثالث من آب يوماً عالمياً للتضامن مع الشعب الايزيدي وإيقاف فرمانات الإبادة بحقهم.
كما ندين التحركات الأخيرة المشبوهة من قبل الدولة التركية ومن يطبق أجندتها بالعمالة والخيانة بشنكال لطمث هوية وثقافة هذا الشعب وفرض الحماية القصرية عليه .
ونتوجه بتحياتنا النضالية إلى شعبنا في شنكال ,ونثمن مواقفهم الصامدة ومقاومتهم التاريخية, ونحيي دور المرأة القيادية في مقارعة الإرهاب ونتعهد ببذل الجهود الوطنية والإنسانية لرفع مستوى النضال والمقاومة والسير على هذا الدرب بكل إمكانياتنا وطاقاتنا.
الرحمة لشهداء مجزرة شنكال
عاشت سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية
حزب سوريا المستقبل
الرقة
3/ آب/ 2022