بيان إلى الرأي العام بمناسبة حلول ذكرى ثورة 19 تموز

428

تمرُّ علينا هذه الأيام الذكرى السنوية العاشرة لثورة 19 تموز والتي بدأت شرارتها من ‏كوباني بمشاركة وريادة دور المرأة والشبيبة والقوى المجتمعية عام 2012, ومن ثم ‏انتشرت في عموم مناطق شمال وشرق سوريا ليشارك فيها كافة المكونات، لذا تعتبر ‏هذه الثورة ميراثاً مهماً لعموم الشعوب والقوى الديمقراطية في سوريا والمنطقة ‏والعالم, لأنها ثورة الحقوق والديمقراطية, وثورة الشعوب المتعددة الواحدة.

ثورة 19 تموز هي الثورة الحقيقية التي تمثل جوهر التغيير السياسي السلمي في ‏سوريا فعلى الرغم من كل محاولات تشويه خطَّها الديمقراطي, إلَّا أن مبادئ ونضال ‏شعبنا في هذا الإطار لا زالت مستمرة وبكل قوة، هذه الثورة الديمقراطية بنت الأساس ‏المتين للمشروع الديمقراطي في سوريا والذي نجمت عنه وحدة المكونات المتنوعة, ‏وأنتجت مشروعاً تاريخياً في سوريا وفريداً من نوعه في المنطقة ألا وهو الإدارة ‏الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، كذلك أسست هذه الثورة قوة الحماية الذاتية والبناء الذاتي, ما ساهم ‏في تغيير جميع المفاهيم والنظريات التقليدية في سوريا.

لم تقتصر ثورة 19 تموز على الجانب السياسي، الإداري والعسكري فقط بل امتدت ‏لتكون ثورة ثقافية، اقتصادية واجتماعية, وجسّدت طموحات وآمال الشعب السوري ‏التي انتفض من أجلها، وحملت مقومات تحقيق سوريا ديمقراطية تعددية وفق الهوية ‏الوطنية السورية الجامعة.

واليوم تمثل هذه الثورة الروح الحقيقية للمقاومة ضد كل مشاريع الإرهاب والتطرف, ‏وكذلك ثورة نوعية ومتميزة في بناء إرادة المرأة التي لطالما كانت حقوقها وحريتها ‏مصادرة لعقود طويلة، هذه الثورة بكل ما تحمل من مميزات هي اليوم الأساس الفعلي ‏للحل الحقيقي في سوريا فكل المشاريع البديلة عن ثورة 19 تموز لم تستطع تخطي ‏تلك الحواجز المرسومة لها وبقيت ضمن أطر دينية، قوموية، تعصبية ضيقة وبالتالي ‏لا يمكن لها أن تكون في أي لحظة أساساً لمستقبل الحل في سوريا.

ولهذه الأسباب لاتزال الهجمات والتهديدات والمؤامرات مستمرة على المناطق التي ‏تحررت بفضل ثورة 19 تموز, وتستمر محاولات القوى الديكتاتورية والسلطوية ‏وعلى رأسها الاحتلال التركي لإفشال هذه الثورة ومشروعها الديمقراطي عبر التهديد ‏باحتلال مزيد من مناطق شمال شرق سوريا.

وإنَّنا في حزب سوريا المستقبل نجدد العهد بالسير على خطى شهدائنا الذين قدموا ‏أرواحهم في سبيل تحقيق هذه المنجزات العظيمة ودحر قوى التطرف والإرهاب, ‏ونؤكد على أهمية مكتسبات ثورة 19 تموز والتي تمثل الخارطة الأساسية لمستقبل ‏سوريا في تنظيمها وإدارتها الذاتية, وعلى ضرورة إيجاد الحل الأمثل للأزمة السورية ‏التي تمر بها سوريا عبر الحوار السوري السوري مع كافة الأطراف السورية التي ‏ترى الحوار هو الحل لقضية الشعب السوري, وتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة ‏ومنها القرار 2254.

كما ندعوا المجتمع الدولي للاعتراف السياسي بالإدارة الذاتية كمشروع سياسي إداري ‏تنظيمي استطاع أن يحافظ على اللحمة الوطنية للسوريين بكافة أعراقهم وأطيافهم.

حزب سوريا المستقبل
الرقة
‏18/7/2022