طالب إبراهيم يكتب: العدد الاردوغاني للاجئين السوريين!

1٬142

 

في تركيا، تنمو أعدد اللاجئين السوريين، أسرع من نمو البكتريا في فم الرئيس التركي أردوغان. وأيضاً في فم أفراد نظامه. فقد وصلت أعدادهم في تركيا اليوم حسب فم السلطان التركي إلى 3.6 مليون سوري. والتزايد الطردي للعدد مرهون دائما بدرجة استثمار أردوغان ونظامه له، في مواجهة أوروبا داخل حدودها عبر إرسال موجات لجوء من حدوده إليها، أو بمواجهة أوروبا أيضاً لكن عبر تشريع إعادتهم إلى المنطقة التي يطالب بإنشائها كمنطقة آمنة في الشمال السوري.

ويلتقط بعض زعماء العالم “الحر” هذا التكاثر الخليوي لعدد اللاجئين السوريين في تركيا، ليقولوا إن اردوغان يقوم بعمل جيد وعلينا مساعدته، ووافقوا على إعادة دفع 6 مليار يورو جديدة لقاء خدماته اللاجئة.

كررت زعيمة ألمانيا أنجيلا ميركل العدد “3,6 مليون” مبتسمة، ولم تتساءل إذا كان أردوغان قد حذف المليون سوري الذي عبروا من تركيا إلى ألمانيا في السنوات الماضية.

ولم يتساءل زعيم حلف الناتو “يانس ستولتنبرغ”، وهو يكرر “3,6 مليون” ثلاث مرات، اذا اهتم اردوغان أيضاً، بحذف أعداد الذي عبروا من الضفة التركية إلى ضفاف العالم الحر.

أغلق اردوغان حدود تركيا بوجه السوريين منذ فترة طويلة، ومن يتجاوز الحدود يُقتل من قبل الجندرمة التركية، والوثائق الحقوقية لدى المنظمات المحلية والدولية، تؤكد بالتفصيل عمليات القتل وأسماء الضحايا.

أغلق الحدود التركية السورية أمام المقهورين من السوريين، لكنه أبقاها مفتوحة أمام قوافل الدواعش من سوريين وأمم أخرى، لأن داعش هذا القاتل االمأجور، نفذّ الأجندة التركية وغيرها من الأجندة في مراحل سابقة من عمر الأزمة السورية، وينفذها الآن، وهو يدخل في عداد حسابات الأجهزة الأمنية التركية وخزائنها السّرّيّة، وخزائن السلطان، ومسألة أعدادهم تدخل ضمن حسابات معادلات أخرى أكثر تعقيد.

إغلاق الحدود التركية السورية، يعني أن عدد اللاجئين السوريين يجب أن يتناقص باعتبار أن السلطان التركي ارتكب كل ما يمكن أن يقلل منهم.

فقد جنّس الكثير من السياسيين السوريين والمصابين بلوثة “الثورة المستمرة” الذين حرصوا منذ بداية الأزمة السورية على تطبيق أجندته، وليس المقصود هنا، أولئك المجنسين من أعضاء في جماعة الاخوان المسلمين السورية، بل قسم كبير آخر ممن يجولون في فضاء هذه الجماعة، من سياسيين وثوريين ينتمون إلى صنوف أخرى من السجادة الثورية السورية، وناشطين إعلاميين وجدوا طريقاً إلى الكتابة، وهلاميين يتلونون في دهاليزهم.

وجنّس الكثير من العوائل والأشخاص الذين وجدوا طريقاً للتجنيس عبر دفع رشاوى لمافيا التجنيس، تفاوتت بين 7 آلاف دولار للشخص الواحد و12 ألف دولار للعائلة.

وأعاد الكثير منهم قسراً إلى المناطق التي احتلها جيشه ومرتزقته من السوريين والايغور وغيرهم، وفق تصريحاته هو ذاته. وطوع الكثير منهم في ميليشياته لاحتلال أراض سورية جديدة وقُتل منهم الكثير. وفتح البحر أمامهم للوصول إلى اليونان والعالم الحر. وذكرت مواقع يونانية وصول أكثر من 500 لاجئ في يوم واحد قادمين من السواحل التركية. وطالبت بمراقبة الحدود التركية، التي تم التوافق عليها مسبقاً مع الاتحاد الأوروبي لمراقبتها.

أمام كل هذه االعوامل التي تؤدي حتماً إلى تناقص أعداد اللاجئين السوريين في تركيا، فلماذا إذن تزداد أعدادهم في عام واحد من 2,5 مليون إلى 3,6 مليون، لا أحد يعلم، إلا إذا قلنا إن السلطان التركي ونظامه وإعلامه وإحصاءاته يكذبون.

#حزب_سوريا_المستقبل

#مقال_رأي

مقالات الرأي لا تعبر عن وجهة نظر الموقع