ببالغ الحزن و الأسى تلقينا نبأ استشهاد الأمين العام لحزبنا حزب سوريا المستقبل هفرين خلف إثر استهداف سيارتها من قبل الدولة التركية والمرتزقة التابعين لها على الطريق العام الدولي بين قامشلوا ومنبج عندما كانت متجهة إلى مركز عملها في مركز الحزب في مدينة الرقة واستشهدت على أثرها مباشرة هي وسائق سيارتها التي كان يقودها .
انتخبت المهندسة هفرين خلف إلى الأمانة العامة لحزب سورية المستقبل في المؤتمر التأسيسي للحزب بتاريخ٢٧/٣/٢٠١٨ حيث كان تأسيس الحزب هو بداية لمرحلة جديدة في تاريخ سوريا ، مرحلة محلمة بمسؤوليات مصيرية تاريخية كبيرة بعد أن عصفت بسورية نتيجة التدخلات الإقليمية والمحلية والدولية التشتت الفكري والطائفي والمذهبي والإثني والديني ، وتحولت إلى مرتع للفوضى والإرهاب وفقدت السوريين الآمال الواعدة بمستقبل فيه الأمن والأمان ، وقد كان لتحرير الرقة العاصمة المزعومة لداعش صدى كبير في عودة الآمال للسوريين الذين فقد آمال النور بعد أن خيم ظلام داعش والفصائل الإرهابية وكان تأسيس حزب سورية المستقبل وسط هذه الظروف الصعبة والمصيرية بمثابة بشرى للسوريين على البدء بمرحلة جديدة مرحلة ردع للتقسيم والتشتت والطائفية والعنصرية والمذهبية والإسلاموية والقوموية مرحلة إعادة اللحمة بين السوريين ، مرحلة إعادة الأمل المفقود إلى السوريين ، مرحلة العيش المشترك وأخوة الشعوب ، مرحلة سورية لكل السوريين ، مرحلة تقودها نحو سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية موحدة .
لقد حملت الرفيقة هفرين خلف هذه المسؤولية التاريخية الكبيرة على عاتقها وهي كانت تدرك أنها ليست مهمة سهلة بل ربما من أصعب المهام التاريخية في مراحل الحروب العالمية والتي تمحورت وتمركزت في سوريا حيث نذرت نفسها لهذه المهمة التاريخية ، لانها كانت تدرك أن المراحل التاريحية تتطلب الشخصيات القيادية ونذرت نفسها لتحقيق ذلك .ورغم صعوبة المرحلة وسط الصراع الكبير .
استطاعت المهندسة هفرين خلف خلال فترة قصيرة ورغم تجربتها الفتية الناشئة في المجال السياسي أن تحقق قفزات وتطورات كبيرة على المستوى السوري وأن تصبح رمزاً سورياً وطنياً تقود المرحلة السورية الجديدة بكل جدارة من خلال لملمة التشتت والتقسيم وإعادة اللحمة بين السوريين وخلق الأمل والنور للسوريين الذين فقدوا الأمل نتيجة الحروب الممنهجة التي عصفت بسوريا وأسفر ت عن الخراب والدمار وارتكاب المجازر والإبادات العرقية والإثنية .
استهداف الأمين العام لحزبنا الرفيقة هفرين خلف هو استهداف للوحدة من أجل التقسيم والتشتيت استهداف للأمل المنشود بالحرية والديمقراطية من أجل فقدان الأمل ، واستهداف النور من أجل عودة الظلام والسواد ، استهداف للأمن والاستقرار من أجل الفوضى والفتنة ، أو يظهر هذا من أن الدولة التركية تحاول من خلال هذه إعادة الحياة إلى المنظمات الإرهابية وعلى رأسها داعش .
وفي الأخير نناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وجامعة الدول العربية على الوقوف في وجه هذا الإرهاب الوحشي الذي يقوده تركيا والفصائل الداعمة لها ووقفها والتنديد بذلك ومحاسبتهم على هذه الجرائم التي يندى لها الجبين ،
كما إننا نعزي العائلة وجميع رفاق حزبنا في مختلف الفروع والمؤسسات الحزبية ونعاهد الشهيدة هفرين خلف على أننا ماضون على دربها درب الحرية درب النصر والإيمان بالتعددية والأخوة حتى تحقيق الأهداف التي ناضلت من أجلها وهي سورية ديمقراطية تعددية لامركزية .
المجد والخلود للشهداء
حزب سوريا المستقبل
١٢.١٠.٢٠١٩
المجلس العام