#حزب_سوريا_المستقبل
#بيان
بيان للرأي العام
تدخل الأزمة السورية عامها التاسع، ولا يزال الشعب السوري يلاقي المزيد من ويلاتها، وما خلفته من دمار اجتماعي وبنيوي للأسف في الوقت الذي نسعى فيه لإيجاد الحلول، وتذليل العقبات في سبيل حل هذه الأزمة، وإنهاء الصراع وإبعاد شبح الحرب وويلاتها عن أبناء شعبنا، وإرساء قواعد الاستقرار في مناطق تواجدنا تخرج علينا الدولة التركية بتهديداتٍ عدائية تكشف وجهها الحقيقي، ومطامعها المعلنة لاحتلال أجزاء أخرى من الوطن السوري، ضاربةً بعرض الحائط كل العهود والمواثيق الدولية وحسن الجوار.
إنَّنا في حزب سوريا المستقبل، نرى في منطقة شمال وشرق سوريا نموذجا حياً تتجلى فيه روح وأصالة الشعب السوري، من تآخي وعيش مشترك بين جميع مكونات المنطقة التي عانت لسنين طويلة من الاستبداد والقبضة الأمنية تلتها فترات مظلمة من الإرهاب والسواد الممثل بتنظيم داعش، والفصائل ذات الأجندات الخارجية التي لا تصبُّ في مصلحة الشعب السوري.
بعد تحرير هذه المنطقة من قبضة الإرهاب، على يد أبنائها الذين نظموا أنفسهم وقواهم في صفٍّ واحد متمثل بقوات سوريا الديمقراطية، أصبحت هذه المنطقة قبلةً لكل السوريين الحالمين بالأمن والاستقرار، وكانت حاضنةً لكل أبناء الشعب السوري من كافة المناطق المتوترة.
هنا كنا نعيد بناء الإنسان الذي أرهقته الحرب، ولوث محيطه الفكر المتطرف أصبحنا نرى الابتسامات على وجوه الأطفال في طريقهم لمقاعد الدراسة نسمع أصواتهم وصخبهم في الحدائق والملاعب هنا نزرع في أعماقهم الأمل بمستقبل مشرق مزدان بشمس الحرية.
للأسف التهديدات التركية، من شأنها تقويض كل ما حققه أبناء الشعب السوري من مكاسب على صعيد محاربة الإرهاب، والفكر المتطرف، وما حققناه من استقرار، وإعادة بناء ما خلفته الحروب.
كنا نأمل أن يتجه المجتمع الدولي لتفعيل مسار الحل السياسي وفق القرار ٢٢٥٤، والتزام جميع الأطراف المعنيين بهذا القرار، لا أن تكون الحلول وفق شريعة الغاب، وكل يفرض حلوله بقوة السلاح ولغة التهديد.
كما أنَّ تشكيل لجنة صياغة الدستور دون تمثيل فاعل لمنطقة شمال وشرق سوريا كان من شأنه دعم مطامع تركيا في المنطقة ممَّا أدى إلى تماديها بلغة التهديد والوعيد متذرعة بحجج واهية، وخدع لا تنطلي على أبناء المنطقة.
ونؤكد على تمسك أبناء هذه المنطقة بمكاسبهم، والتفافهم حول إداراتهم ورفضهم لهذه التهديدات، ونحن كأحد المكونات السياسية في هذه المنطقة ، نجدد رفضنا لهذه التهديدات، ونؤكد على حقنا المشروع في الدفاع عن أرضنا في وجه أيِّ اعتداءٍ خارجي وندعوا جميع الأطراف المعنية لتحمل مسؤولياتهم تجاه حماية هذه المنطقة من التهديدات التركية.
وندعوا الجميع لتفعيل العملية السياسية وفق القرار الدولي ٢٢٥٤، والضغط على جميع الأطراف التي تسعى للتصعيد العسكري وندعوا الجميع لإعلان وقف إطلاق نار شامل في كل الأراضي السورية، والجلوس لطاولة الحوار إذ أننا نؤكد دائماً أن الحلول تبدأ من نبذ العنف ومدِّ يد السلام وتفعيل لغة الحوار لا لغة الوعيد والحرب.
ونؤكد أننا في حزب سوريا المستقبل، وكافة وأبناء المنطقة بجميع مكوناتهم، وأعراقهم جزء لا يتجزأ من سوريا، ومتمسكون بأرضنا ومكتسباتنا، ولن نسمح لأحد أن يعبث بها ويعيد شبح الإرهاب والتطرف والفوضى إليها، وندعو جميع أبناء الشعب السوري للوقوف في وجه هذا الاعتداء والتنبُّه للمطامع التركية التي لن تقف عند حدٍ معين في حال سمح بها.
هذه الأرض سورية وستبقى سورية بصمود أبنائها وتماسكهم يداً بيد في وجه كل معتدٍ وطامع.
حزب سوريا المستقبل
٨/١٠/٢٠١٩