طالب إبراهيم يكتب: لجنة بيدرسون.. هامش أم حل!

1٬206

 

وضع غير بيدرسون إذن، مبعوث الأمم المتحدة للملف السوري، بصمته على قائمة أعضاء اللجنة الدستورية الخاصة، الذين حددهم بالاسم والمهمة، ضامنو حلف الاستانة.

لا يعرف السيد بيدرسون حجم تمثيل الأكراد في القائمة، وهو لا يهتم في البحث في هذه التفاصيل وفق ما ذكره في لقاء إعلامي مؤخراً. وتحدث عن ذلك أيضاً جيمس جيفري منسق الرئيس ترامب في الملف السوري، لكن السفير جيفري بدا مرتبكاً وهو يقول “عن الإدارة الذاتية”، هم لا يريدون المشاركة في اللجنة، متردداً في أن يقول إنه لا يهتم، أو لا يعرف، أو لا يريد أن يعرف.

أعضاء المجلس الوطني الكردي، شركاء النظام التركي في القضية الكردية، سعداء بوجودهم في اللجنة الدستورية، ويتقاسمون السعادة مع شركاء آخرين للنظام التركي من المعارضة السورية، ومع عناصر النظام السوري، وشركائه من المعارضة الداخلية.

لجنة الأستانة الدستورية أمام مهمات عظيمة، تتمحور حول تحقيق ما عجزت عن تحقيقه الجيوش والميليشيات المشاركة في الحرب السورية، عبر حضور اجتماعات دورية أو غير دورية، لمناقشة الإصلاحات الدستورية، في بلد مدمّر ومنهك ومقسّم، وآخر همه التفكير في إصلاح دستوري.

يسجّل للمبعوث الأممي بيدرسون، والمنسق الأمريكي جيمس جيفري، استبعاد الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من اللجنة، واستبعاد مجلس سوريا الديمقراطية، وقوات سوريا الديمقراطية.

فهم بيدرسون أن وجود أعضاء أكراد في اللجنة يعني تمثيل الإدارة الذاتية، وهذا يعني تلقائياً أن السيد الأممي، لم يفهم حتى الآن ما يجري في سوريا.

رحب جيفري باللجنة، لكنه طالب الجامعة العربية أن ترفض الأسد من جديد، وأن توقف االتطبيع معه، تماشياً مع استمرار العزلة العربية والدولية المفروضة عليه، لحين وقف هجماته الوحشية على السوريين.

ورحبت أمريكا بتشكيل اللجنة، رغم استبعاد شركائها المحليين في محاربة الإرهاب، ربما لأنها تعرف حجم الخراب في الساحة السياسية والعسكرية السورية، وحجم العجز لدى اللجنة الوليدة في رأب الصدع.

شرح روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في سوريا ذلك بتفصيل مكثف حين أشار إلى اللجنة الدستورية بعبارة “وهم الإصلاح الدستوري السوري”.

ووضّح بومبيو وزير الخارجية الأمريكي الأمر، على نحو يتماثل مع مقصد فورد، بتوجيه الاتهام للنظام السوري باستخدام الكيماوي بحربه ضد إدلب.

نظام متهم باستعمال الكيماوي ضد شعبه، وبانتهاك حقوق الإنسان، وانتهاك المعايير الإنسانية، وانتهاك الدستور الذي وضعه هو، لكنه ينوي القيام باصلاحات دستورية، عبر 150 مشارك مفروزين من منصة الاستانة التي تحاول لي عنق منصة جنيف. إصلاحات هائلة تفتح المجال واسعاً نحو الحل السياسي الذي يشتهيه النظام السوري، والذي يختلف عن الحل السياسي الذي تتحدث عنه كل المراجع الإعلامية الخاصة بالجيوش المشاركة في الحرب السورية.

لجنة بيدرسون الدستورية، نتيجة جهد أممي أذاب ثلاثة مبعوثين أممين سابقين، فشلوا في صياغة رؤية أممية انتقالية، تبدأ بحكم انتقالي، وتنتهي إلى لجنة دستورية محترفة تكتب الدستور، فشلوا بسبب تنافس المصالح الدولية، وتناقض مصالح الإقليم. لكنهم رفضوا التسليم بابتزاز النظام السوري، وابتزاز شركائه، ورفضوا قبول الهوامش الدستورية، على عكس ما سلّم به المنسق الأممي بيدرسون عبر لجنته الهامشية.

اللجنة الدستورية، ورغم أنها كلفت الكثير من الجهد والانتقاء والمفاوضات، إلا أن مهمتها الحقيقية هي تقطيع الوقت لحين جلوس الأمريكان مع الروس لتحديد مستقبل سوريا، من الحكم الانتقالي إلى الدستور.