جهاد عمر في ورشة بوخوم: البقاء للمشروع الأرقى!

931

عقد في مدينة بوخوم “Bochom” الألمانية ورشة عمل، بدعوة من مجلس سوريا الديمقراطية، يومي 21 و22 أيلول 2019، وبحضور 40 شخصية سورية، جمعت إعلاميين وسياسيين معارضين ومستقلين وأكاديميين وناشطي مجتمع مدني.

وقدم عدد كبير من الحضور مداخلات، شملت انتقادات حادة لآليات عمل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وقدم آخرون صورة تتأرجح بين النقد والمجاملة. وقدم المشرفون على سير عمل الورشة ردوداً شملت توضيح آليات عمل الإدارة، وتقسيماتها ونشاطها وتوضيح مسائل كثيرة كانت غامضة لقسم من المشاركين.

قال جهاد عمر مسؤول العلاقات العامة في مجلس سوريا الديمقراطية: “هناك سبع إدارات تعمل ضمن مناطق شمال وشرق سوريا، وهناك إدارة ذاتية جامعة، في فترة سابقة، طلب رفاقنا في المجلس الوطني الكردي، أن ننسف الإدارة الذاتية الحالية، ونبني إدارة جديدة. علماً أننا تشاركنا معاً في 2014 لبناء الإدارة الذاتية في الجزيرة السورية، قبل أن ينسحبوا منها. وبعد أن انسحبوا يطالبون بنسفها. لو وجد نظام عمل أو إدارة أفضل من الإدارة الذاتية، لانضممنا له بسهولة، أما أن ننسف رحلة عمل وتعب وتضحيات ببساطة، وبدون وجود أي بديل، فهذا غير وارد”.

يشرح عمر أن آليات عمل الإدارة الذاتية أثبتت نجاحها في تسيير أمور المجتمع السوري بكل تكويناته، اجتماعيا وسياسياً وتنظيمياً، بعد انتصار قوات سوريا الديمقراطية على تنظيم داعش الإرهابي.

ورغم ذلك، يقول عمر: “نحن منفتحون على الجميع وعلى كل البرامج ونصغي جيداً، ونريد تطوير عملنا وبرامجنا حتى نحقق نتائج أفضل”.

اعتبر أحد الحاضرين أن الإدارة الذاتية فشلت فشلاً ذريعاً في حقل الاعتراف بها، كهيئة شرعية للمنطقة الواقعة تحت سيطرتها، ويظهر ذلك في عدم حصولها على اعتراف من قبل تركيا، كما لم تحصل على اعتراف المعارضة السورية، تماماً كما أنها لم تحصل على اعتراف من النظام السوري، ولم تعترف بها أمريكا كهيئة شرعية، تماماً كما لم تعترف بها روسيا. ونتيجة أخطاءها فإن الإدارة لم تشارك في المحافل الدولية.

ردّ عمر: “إن هذا الطرح غير صحيح. الإدارة غير جاهزة حتى تكون عميلاً تركياً، من أجل أن تعترف بها تركيا، وغير جاهزة لتسلم للنظام ما يريده، حتى يعيد إنتاج نفسه، أمام الإدارة الذاتية مهمات سورية كبيرة، وتسعى لتحقيق الإعتراف ضمن سوريا موحدة، لكن ذلك لن يكون على حساب مبادئها وتضحياتها”.

وبخصوص المطالب التركية يقول عمر: “ما تطرحه تركيا في مفاوضاتها ولقاءاتها وأمام جمهورها هو ضم مناطق سورية كاملة لتكون تحت سيادتها مثل حلب، يريدونها كما يريدون الموصل وكركوك، وهذه مسألة لا يمكن القبول فيها أبداً. إذا تم اعتبار أننا فشلنا لأننا لم نقبل تقسيم سوريا كما يريدها الأتراك، نحن نقول نعم فشلنا ونفشل دائما في ذلك”.

تكرر الإدارة الذاتية أحد أهم المطالب في كل مفاوضاتها ولقاءاتها وحواراتها سواء مع التحالف الدولي أو في المحافل واللقاءات الخارجية، والذي يتعلق بضرورة مشاركة الإدارة في العملية السياسية، لأن المسألة لا يمكن أن تقتصر على العمل العسكري، خاصة بعد الانتصار على تنظيم داعش. يضيف عمر.

لم تثمر مؤتمرات جنيف عن شيء، مثلها المؤتمرات الأخرى البديلة من سوتشي إلى الأستانة. وعمليات توالي االمسؤولين الأممين في رئاسة تلك المفاوضات دليل على فشلها.

يقول عمر: “لن تؤدي مؤتمرات جنيف إلى أية نتيجة، جاء الإبراهيمي وغادر، قبل أن يأتي ديمستورا ويغادر. وبيدرسون سيغادر أيضاً، إن عمليات التفاوض في هذه المؤتمرات ليست أكثر من تقطيع وقت”.

أما لماذا وصلت المعارضة السورية المسلحة إلى أطراف دمشق قبل أن تنكسر وتتجمع في إدلب، يقول عمر: “لأن الطابع الغالب على المعارضة السورية وعلى فصائلها المسلحة كان أخواني، وهناك قرار دولي بعدم تمكينهم”.

فهل تنتهي إدلب كما انتهب مناطق سورية أخرى كانت تحت سيطرة المعارضة؟

يقول عمر: “ستبقى إدلب، أو يبقى قسماً من إدلب تحت سيطرة المعارضة السورية، حتى يكون هناك مبرر للتفاوض بين النظام السوري والائتلاف المعارض”.

وحول تواصل الإدارة الذاتية مع أطراف عديدة، يقول عمر: “يتم العمل والتواصل مع الجميع، ولكن أي قرار يخرج من الهيئات والمنظمات التي لا نشارك فيها، ببساطة لن نطبقه في مناطقنا، لا من اللجنة الدستورية، ولا من جنيف ولا من سوتشي ولا من الاستانة، ولا من أي هيئة أو تحالف ما لم نكن موجودين فيه. لا يمكن أن نقبل تطبيق قرار من اللجنة الدستورية التي يتحدثون عنها لا في شؤون الانتخابات ولا غيرها، لأننا لسنا موجودين فيها، وبالنسبة التي تمثل قوانا العسكرية والسياسية والبشرية”.

يعيش في مناطق الإدارة الذاتية حوالي 5 مليون إنسان، يجب أن يكون لهم صوتاً في المحافل الدولية وفي الهيئات السياسية والتنظيمية والدولية التي تريد إقرار مسائل جوهرية مرتبطة بهم. يوضح عمر.

ويدعو عمر جميع الفرقاء الأكراد للعمل ضمن مناطق الإدارة الذاتية، “يجب أن يظهروا إمكانياتهم وقدرتهم، هذه الأرض مفتوحة لهم، لنرى حجم تمثيلهم. “إن عدد شهدائنا الذي قدموا أرواحهم فداء لهذه الأرض، أكثر من عددهم  مع عائلاتهم. نحن قدمنا دماء شريفة وغالية، وهذا يختلف تماماً عمن قدّم الكلمات في الإعلام”.

ذكر أحد المشاركين أن الإدارة الذاتية فشلت سياسياً لأنها غير ناضجة، في خلق مساحات للتوازنات الدولية.

قال عمر: “نحن موجودون الآن، على رأس عملنا وبقوانا ومشروعنا بسبب نجاحنا في خلق توازنات والعمل عليها. لم تنقطع علاقاتنا حتى مع روسيا التي غدرت بنا، وقدمت عفرين لتركيا. نحن نعي تماماً أن كل الأطراف تعمل لمصلحتها، من أمريكا إلى روسيا إلى إيران، لكن نحن أيضاً نعمل من أجل مصلحتنا.نحن لم نطلب من أمريكا أن تأتي، أمريكا كانت موجودة، وهي من طلبت المشاركة بعد مقاومتنا في كوباني. كنا نناشد المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية، فيما بعد قوانا الذاتية، هي من غيرت التحالفات”.

أشار عمر أنهم فتحوا الأبواب أمام الجميع من أجل مساعدة المقاومة في كوباني، وهناك الكثير مما لبى الدعوة، وقدم جهده ودمه.

وبخصوص أمن الحدود ووجود إرهابيين عند الحدود التركية قال عمر: “كانت تستقر غالبية عناصر تنظيم داعش عند الحدود التركية، قبل أن تنطلق في حربها معنا. في تلك الأثناء لم يقل أردوغان إن حدوده غير آمنة. لكنه يتحدث الآن أن حدوده غير آمنة، علماً أن هذه الحدود لم تتعرض لعمل أمني واحد من قبلنا، ولم يخرج من حدودنا طلقة واحدة نحوهم، بل على العكس نحن من نشعر بعدم الأمان، نحن من يجب أن يتحدث عن ذلك، لا هو”.

وحول الضمانات التي تتلقاها الإدارة الذاتية في بقاء القوات الأمريكية، يقول عمر: “أنا أحضر غالبية اللقاءات التي تحصل بين الإدارة الذاتية، وقوات التحالف في بلدة عين عيسى، لم نسأل محاورينا مرة واحدة عن المدة الزمنية التي يريدون أن يبقوا فيها، في مناطقنا. نحن لم نتلق أي ضمانات حول ذلك، في فترة سابقة، أعلن الرئيس ترامب انسحاب القوات الأمريكية عبر تويتر. قبل أن يقول مسؤول أمريكي المدة هي ستة أشهر، قبل أن يقول آخر إنها عامين، والوفد البريطاني الذي زار مناطق شرق وشمال سوريا في الفترة القليلة الماضية، قال لنا، ماذا ستفعلون في الخمس سنوات القادمة؟ سؤال اعتبره البعض أنها المساحة الزمنية لبقاء القوات الغربية. لكننا نؤكد أننا نعمل بقوانا الذاتية، في السياسة والعسكرة والخدمات، بدون أن نفكر بمدى ديمومة هذه القوات. حتى لو غادرت غداً. لذلك نحن نتواصل مع الجميع، مع الروس ومع النظام ومع الأطراف الفاعلة في الساحة السورية، لأننا نريد حلاً لهذه الأزمة الكبيرة”.

وحول الخلاف الكردي الكردي، والكردي العربي قال عمر: “يقول أخوتنا الأكراد، إن مشروع الإدارة الذاتية، لا علاقة له أبداً بمشروع القومية الكردية، لأننا ماضون داخل المشروع العربي. وأصبحنا عروبيين أكثر من العرب. ويقول الإئتلاف إننا انفصاليون، ونريد دولة كردية، نقول للطرفين، نحن سوريون، وسنعمل لسوريا، مشروعنا مشروع سوري”.

وحول التفاوض مع النظام السوري، قال عمر: “قدمنا مشروع الإدارة الذاتية، فأحضر النظام مشروع الإدارة المحلية، قلنا إن العناوين لا تشكل فرقاً، لكن المهم في الجوهر. سنحاول أن نستخلص الإيجابيات في المشروعين، لنحصل على المفيد، ولن تكون التسمية ذات أهمية. المهم أن يتم التوافق على الحريات والقضاء والإدارة والحقوق وغير ذلك، فإذا كان هناك مشروع أفضل لا مانع لدينا، ونحن لا نقول إن مشروعنا كامل، لأننا في كل زاوية نشعر بضرورة التجديد، نقوم بذلك،ونرغب أن يتم تعميم مشروع الإدارة في دمشق والسويداء والساحل وإدلب، وفي كل منطقة سورية، لكن إن وجد مشروع أفضل لا يمكن أن نرفضه، لكن نريد أن نرى ذلك”. يختم عمر.

#حزب_سوريا_المستقبل
#تقرير
#بوخوم