بيان إلى الرأي العام بخصوص الانتخابات الرئاسية في سوريا

1٬143

رغم ما يعانيه الشعب السوري من ظلم واضطهاد وتهجير وفقر واحتلال لأجزاء من أراضيه، يصرُّ النظام السوري في دمشق على إعلان ما يسمى بالانتخابات الرئاسية, وإنَّ هذا الإعلان بحد ذاته ما هو إلَّا تعبيرٌ عن إرادته الكاملة لإفشال الوصول إلى حل سياسي شامل يُرضي كافَّة السوريين.

وهذا يؤكد أنَّه وبعد عقد من الحراك الثوري الذي شهدته سوريا, مازالت عقلية النظام الاستبدادي والحزب الواحد لم تتغير بالمطلق، وإنَّه لايرى حلاً إلَّا باستخدام القوَّة واللجوء إلى الحل العسكري الذي دمر البلاد وهجر شعبها، ولايزال النظام مُستمراً برفضه لكافَّة الجهود المبذولة من الأطراف الوطنية والدولية لإنقاذ ما تبقى من سوريا.

إنَّ هذه السياسة المتعنتة والتي تسببت بتعميق الأزمة السياسية والاقتصادية والإنسانية للبلاد, وتكريس نظام الحزب الواحد وتناسي مآسي وويلات السوريين في الداخل والمهجر في سبيل الاحتفاظ بالسلطة ومتابعة النهج الدكتاتوري.

وقد عبَّرت كافَّة الأطراف الدولية عن رفضها لهذه الانتخابات وعدم شرعيتها لمخالفتها النص الصريح للقرار الأممي 2254، والمتمثل بصياغة دستور جديد للبلاد, والإفراج عن كافَّة المعتقلين في سجون النظام, وتشكيل حكومة انتقالية تمثل الشعب السوري بكافة مكوناته, وأن يكون هناك بيئة آمنة ومحايدة بإشراف الأمم المتحدة، بالإضافةً إلى عدم مشاركة أكثر من نصف الشعب السوري بهذه الانتخابات بين نازح ولاجئ ومهجر, إضافةً إلى 40 بالمئة من الأراضي السورية خارج سيطرة النظام السوري.

إنَّنا في حزب سوريا المستقبل نؤكِّد على عدم مشاركتنا في هذه الانتخابات المُزمع إجراؤها, ونرفض نتائجها لكونها ليست جزء من العملية السياسية التي تنص عليها قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن المتعلقة بالشأن السوري، ونؤكَّد بأنَّ هذه الانتخابات ستكون حالة استفزازية للشعب السوري أولاً وللمجتمع الدولي ثانياً، ولن يكون لها أي رصيد سياسي في المحافل الدولية والمحلية, وأنَّها لن تضيف شيئاً في مسار الحل السياسي، بل ستعمِّق الأزمة السورية, وتزيد من حالة عدم الاستقرار في سوريا والمنطقة لسنوات قادمة بل لعقود.

حزب سوريا المستقبل
الرقة
25/5/2021