اختتم المؤتمر التأسيسي لحزب “سورية المستقبل” بإصدار البيان الختامي الذي أعلنوا فيه أن “تشكيل هذا الحزب جاء على أساس جمع كل أطياف وشرائح الشعب السوري بمختلف قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم”، معلنين في البيان عن أهداف الحزب ومخرجات المؤتمر.
وجاء في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر التأسيسي لحزب سورية المستقبل الذي عُقد اليوم في مدينة الرقة، و الذي قرأه رئيس الحزب المهندس إبراهيم القفطان، ما يلي: “بتاريخ السابع والعشرين من آذار 2018 وفي مدينة الرقة السورية، وتحت شعار (سورية ديمقراطية تعددية لا مركزية)، انعقد المؤتمر التأسيسي لحزب سورية المستقبل بحضور 800 مندوب من مختلف المناطق السورية، و100 ضيف
من مختلف الأحزاب والكتل السياسية والشخصيات الوطنية والاجتماعية والمؤسسات والمجالس المدنية”.
و افتتح المؤتمر من قبل اللجنة التحضيرية بالوقوف دقيقة صمت استذكاراً لأرواح شهداء الحرية، ثم بدأ ديوان المؤتمر بإدارة الجلسات.
و بدأت الجلسات بقراءة الوثيقة التأسيسية للحزب، تلاها الاستماع لكلمات الضيوف والشخصيات وقراءة الرسائل والبرقيات الواردة للمؤتمر، و من ثم قراءة برنامج الحزب والنظام الداخلي، وتمت المصادقة على الوثائق بعد المداولة والمناقشة والاتفاق على اسم الحزب ورايته.
وتداول أعضاء المؤتمر ما أسموه “الوضع السياسي العام في سورية وما آلت إليه أحوال البلاد نتيجة تعنت النظام وإصراره على الاستمرار في سياساته القمعية والإقصائية، وبالتالي عسكرة الحراك السلمي وانحرافه عن مساره وانزلاق البلاد لدوامة القتل والحرب الأهلية المذهبية، وخاصة بعد سيطرة التنظيمات التي تتبنى الفكر التكفيري كتنظيم القاعدة وداعش، وقد زاد الأمر تعقيداً التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن السوري، وانقسام الولاءات لهذه
الدولة أو تلك، في حين كانت انتفاضة الشعب السوري من أجل بناء دولة ديمقراطية تعددية تشاركية يتساوى فيها المواطنون في الحقوق و الواجبات”.
و أضافوا أنه “بعد مرور ما يقارب السبع سنوات على الأزمة التي تسببت بدمار البلاد وتهجير نصف سكان سورية في الداخل والخارج وسقوط ما يتجاوز المليون ضحية بين قتيل وجريح والآلاف من المعتقلين والمفقودين، رأى المؤتمرون الذين تجمعهم رؤية مشتركة للحل بأنه لا خيار أمام السوريين سوى تفعيل آليات الحل السلمي “.
و تابعوا أنه “في ظل غياب أحزاب وطنية جامعة لكل أطياف و شرائح الشعب السوري بمختلف قومياتهم و أديانهم و مذاهبهم، فإن الشعب السوري أحوج ما يكون في هذه المرحلة الدقيقة والمفصلية إلى حزب سياسي تقدمي من أهدافه ما يلي: يعيد اللحمة الوطنية، يؤمن بالتغيير السياسي السلمي بعقد اجتماعي ودستور يؤسس لسورية ديمقراطية لامركزية تقوم على مبادئ التعددية وحرية الاعتقاد والتعبير والمساواة بين الجنسين، و تساوي المواطنين في الحقوق والواجبات”.
بالإضافة إلى أنه “يرفض كل أشكال الشوفينية والعنصرية، و حل القضايا القومية، و منها القضية الكوردية وفق العهود والمواثيق الدولية، يؤمن بأن لكل أطياف الشعب السوري الحرية بالاعتقاد والتعبير وممارسة الشعائر الدينية والمحافظة على الهوية القومية، يسعى إلى بناء أحسن العلاقات مع دول الجوار و شعوبها بما فيها تركيا و العراق على قاعدة المصالح المشتركة و الاحترام المتبادل، و دعم وصول المساعدات الإنسانية للمناطق التي تضررت و تم تحريرها من داعش في جميع أنحاء سورية، و إلى تأمين الحدود مع دول الجوار”.
كما أكد القائمون على المؤتمر على “الانطلاق في تأسيس الحزب من مصلحة الشعب السوري و وحدة الأراضي السورية التي تقدم على كل مصلحة قومية أو دينية و مذهبية، و رفض المحاصصة على هذه الأسس، و عدم الارتباط بأجندات إقليمية أو دولية أو برامج أي أحزاب وتنظيمات سياسية، إقامة أفضل العلاقات مع أعضاء المعارضة السورية ودعوتها للتعاون والعمل المشترك، ورصد كل الطاقات من أجل وقف نزيف الدم وإعادة البناء و الاستقرار”.
إلى جانب “تقديم كل ما يلزم لعودة المهجرين لأماكن سكناهم وكافة القوى والمنظمات التي تؤمن بالحل السلمي و المبعدين نتيجة الصراع القائم، و قد أجمع المؤتمرون على الالتزام بمخرجات جنيف والقرارات الأممية ذات الشأن و خاصة القرار 2254 على أن تكون جميع أطياف الشعب السوري ممثلة في العملية السياسية، بما في ذلك صياغة دستور جديد للبلاد والمشاركة بحرية في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية تحت إشراف الأمم المتحدة”، و شدد القائمون على المؤتمر على “سيادة الدولة السورية على أراضيها و رفض اقتطاع أي جزء منها”.
و انتهى المؤتمر بانتخاب المجلس العام للحزب المؤلف من واحد وثمانين عضواً، كما تم انتخاب إبراهيم القفطان لرئاسة الحزب، و انتخاب هفرين خلف في الأمانة العامة للحزب.