يصادف غداً الذكرى الثانية عشرة لثورة 19 تموز هذه الثورة التي انطلقت شرارتها من مدينة النضال والمقاومة كوباني، حيث أكدت أن الشعوب الحرة قادرة على كتابة التاريخ حينما تمتلك الفكر والإرادة ,وتستطيع كسر قيود الاستبداد التي كرستها ذهنية السلطة والدولة عبر آلاف السنين.
تمر علينا هذه الذكرى ولاتزال معاناة بلادنا مستمرة من احتلال وتهجير وتغيير ديمغرافي ,وكل هذا بسبب ابتعاد الأطراف السورية عن منهجية الحل الوطني المتمثل في الحوار السوري السوري، وخارطة الطريق التي خطتها تضحيات آلاف الشهداء من أبناء شعوب شمال وشرق سوريا في معركة دحر الإرهاب, والقضاء على أعتى تنظيم إرهابي عرفته البشرية “داعش” ,والشهداء الذين ضحوا في معارك الدفاع عن الوطن في وجه قوات الاحتلال التركي والمرتزقة الموالين له.
ثورة 19 تموز هي الثورة التي مهدت لبناء مجتمع ديمقراطي إيكولوجي حر, يرفع شعار أخوة الشعوب هذه الشعوب التي وحدتها وجمعتها عمليات النضال المشترك في وجه الاحتلال والإرهاب حيث امتزجت دماء الشهداء في الشمال السوري في ملحمة كبرى أعادت للإنسانية وجهها المشرق, ودافعت عن قيم الحرية.
في هذه الثورة استطاعت المرأة أن تبرز وجهها الحقيقي، وتؤكد أن نضال المرأة في وجه قوى التطرف والإرهاب والاستبداد قادر على تغيير التاريخ وقلب المعادلة على الأرض، حيث استطاعت أن تقود النضال على كافة الأصعدة العسكرية والإدارية، وأكدت أن إرادة المرأة الحرة لا تقهر ولابد أن تنتصر رغم مرور آلاف السنين من التهميش والإبعاد.
من خلال نضال المرأة ,ونضال شعوب ومكونات شمال وشرق سوريا تم تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية القائمة على الفكر الديمقراطي ,بعيداً عن الأفكار القومية و الشوفينية والعنصرية المستمدة من ذهنية السلطة.
وبهذه المناسبة العظيمة نؤكد نحن في حزب سوريا المستقبل أن تطبيق نموذج الإدارة الذاتية وتأسيس النظام اللامركزي التعددي هو مفتاح حل الأزمة السورية ,وذلك من خلال الحوار السوري السوري بعيداً عن التدخلات والإملاءات الخارجية ,ومن خلال حل جميع القضايا العالقة ,وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالشأن السوري وفي مقدمتها القرار 2254، وذلك في سبيل الانتقال إلى سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية.
حزب سوريا المستقبل
الرقة
١٨/٧/٢٠٢٤