بيان إلى الرأي العام في الذكرى السنوية السادسة لاحتلال عفرين

642

تحل الذكرى السنوية السادسة والأليمة لاحتلال عفرين من قِبل دولة الاحتلال التركي، والفصائل المرتزقة التابعة لها، تمر على شعبنا السوري هذا العام وقد ازدادت الممارسات اللا إنسانية والانتهاكات الجسيمة بحق أهالي عفرين الأصليين من المكون الكردي ضراوة وقساوة الذين سطروا اروع البطولات في مقاومتهم للاحتلال لمده 58 يوما من المقاومة .

حيث ما يزال المجتمع الدولي غارقاً في عجزه وصمته المخزي، عن فعل أدنى تصرف أو اتخاذ أي موقف حقيقي، حيال سياسات دولة الاحتلال التركي من خطف واعتقال وإخفاء قسري، و تتريك المنطقة والتغيير الديمغرافي، الذي تنفذه تركيا وأدواتها من المرتزقة بشكل واسع النطاق، من أجل القضاء على معالم عفرين وأرثها الحضاري والثقافي، الذي ميزها وعُرفت به عبر تاريخها الإنساني الطويل، الممتد منذ فجر التاريخ وما زاده في ذلك حصار النظام السوري للمهجرين في عفرين والشهباء والحالة المأساوية التي يعيشونها في المخيمات .

إن حزب سوريا المستقبل، كان يدعو ومنذ العام الأول لاحتلال عفرين، إلى تحرك مؤسسات المجتمع الدولي، ولو بالحد الأدنى من أجل الوقوف وبحزم بوجه سياسات الدولة التركية ودعوتها للتوقف عنها، ومطالبتها بإنهاء احتلالها.

لكن تقاطع المصالح الدولية، وانعكاساتها السلبية على منطقة الشرق الأوسط وسوريا، أدت إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية، وإلى ازدياد الجرائم العنصرية والانتهاكات بحق عفرين المحتلة وأهلها عاماً بعد عام واخرها اغتيال طفل بريء في عفرين ما هو إلا دليل على وحشيتهم واجرامهم وعدوانيتهم للإنسانية والطفولة .

وفي خضم التداعيات الخطيرة التي تعم حالياً نتيجة الحرب الدائرة في منطقة الشرق الأوسط، تراجع الاهتمام العالمي بالأزمة السورية، مما أفسح المجال لدولة الاحتلال التركي، إلى استغلال ذلك بأقصى درجة ممكنة من أجل تنفيذ مآربها ومساعيها الخبيثة، في تكريس سياسات الاحتلال والتغيير الديمغرافي، من خلال تسريع بناء المستوطنات، وإطلاق العنان لمرتزقتها السوريين من الفصائل المتطرفة، للقيام بأفعالهم الإرهابية تجاه شعب عفرين وأبناؤها الأصليين، من أجل إفراغ المنطقة منهم بالكامل، وجلب تركيا لمرتزقتها وعوائلهم بديلاً عنهم.

إن حزب سوريا المستقبل، يحذر من هذه السياسات وتداعياتها الخطيرة، تجاه ما يجري في عفرين المحتلة، تحت سمع وبصر المجتمع الدولي ومؤسساته من الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكذلك بقية المنظمات ذات الصلة ، ويعيد حزبنا مطالبته إياهم جميعاً، بالقيام بما يتطلب منهم من إجراءات واتخاذ ما يلزم، تجاه دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها.
إن حزبنا يعيد التأكيد على ضرورة العمل الجاد من المجتمع الدولي، للتحرك من أجل تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بإنهاء الأزمة السورية، وخروج القوات العسكرية لكافة الدول والتنظيمات الإرهابية التي تحتل أجزاء من أرضنا السورية، وتنكل بشعبنا من كافة المكونات الوطنية، لكي يعود الأمن والسلام لشعبنا وتتحرر بلدنا سوريا من قوى الاحتلال والتنظيمات الإرهابية.

وختاماً، فإننا في حزب سوريا المستقبل، نحيي مقاومة شعبنا المشروعة ونضاله الوطني من أجل تحرير عفرين المحتلة، وكافة المناطق المحتلة الأخرى وضمان عودة آمنة لأهلنا المهجرين إلى مناطقهم وقراهم التي هجروا منها.
ونؤكد على أن إرادة شعبنا الصلبة وحفاظه على هويته الثقافية والإنسانية، وتمسكه بالثوابت الوطنية، وأن محاسبة الاحتلال التركي ومرتزقته، على كافة جرائمهم وانتهاكاتهم التي ارتكبوها، وما يزالون هي حق تضمنه المواثيق والتشريعات الدولية.
داعين كل الاطراف السورية الوطنية للوصول الى حل سياسي يلبي مطالب الشعب السوري وينهي معاناتهم في الداخل والخارج عبر الحوار السوري السوري وفق مبادرات سياسية من كل الاطراف وجعل المصلحة الوطنية فوق اي اعتبار.
الرحمة والخلود للشهداء، والعودة الآمنة للمهجرين، والنصر لقضايا شعبنا.


حزب سوريا المستقبل
الرقة

17/3/2024