بيان إلى الرأي العام في الذكرى السنوية الخامسة لبدء الهجوم التركي على مدينة ‏عفرين

1٬323

تمرُّ علينا بتاريخ 20 يناير 2023 الذكرى السنوية الخامسة لبدء الهجوم العدواني ‏للدولة التركية مع مرتزقتها على مدينة عفرين “مدينة المقاومة والصمود”, هذا اليوم ‏الذي صبَّت فيه تركيا جام حقدها وغلّها, وبدأت فيه باجتياح المنطقة جوياً، مستخدمةً ‏‏72 طائرة حربية وكافَّة أنواع الأسلحة الثقيلة، لتقصف المواقع الآهلة بالسكان الآمنين ‏والمنشآت الحيوية والمعالم الأثرية والثقافية, متسببةً باستشهاد المئات معظمهم من ‏الشيوخ والنساء والأطفال, وبتهجير أكثر من 300 ألف من السكان، ولا يزال التهجير ‏مستمراً, حيث أبدى أبناء عفرين مقاومة وبسالةً سطَّرها التاريخ واستمرت لثمانية ‏وخمسون يوماً, وتكسرت على أعتابها أحلام أردوغان الذي اتدعى بأن عفرين ‏ستسقط ليلة بدء الهجوم.

لم يُعجب الاحتلال التركي ما قدمته مدينة عفرين للعالم من صورة حملت أسمى معاني ‏الديمقراطية والعيش والمشترك, بل وكانت الملجأ الآمن لآلاف النازحين السوريين ‏الذين عصفت بهم آلة القتل عبر سنوات الحرب, سرعان ماحولتها الهجمة التركية إلى ‏مرتع للعنف، ومركزاً  خيّم عليه سواد التنظيمات الإرهابية كجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات التي تتغذى على دماء الأبرياء, لتصبح عفرين مصدراً لعمليات النهب والتخريب والتغيير الديمغرافي والتتريك في ظل صمت دولي ‏مريب.

أصبح واضحاً لدى الجميع بأن تركيا باتت منبع الإرهاب, والتي أظهرت ذروة ‏إجرامها وعنجهيتها بإعادة إحياء الماضي العثماني التوسعي المعروف بحقده الدفين ‏تجاه شعوب المنطقة, بحجة تأمين حدودها، عبر قضمها لمناطق حدودية في سوريا, ‏لترضي رغباتها الاحتلالية, مرتكبة جرائم ضد الإنسانية, حيث أن الهجوم على مدينة عفرين واحتلالها كان بداية للهجوم على مناطق شمال وشرق سوريا، حيث ماتزال التهديدات والهجمات التركية العدوانية متواصلة، وذلك بهدف زعزعة أمن واستقرار المنطقة الذي تحقق بفضل تضحيات ودماء الشهداء.


لذا إننا بحزب سوريا المستقبل نعلن عن ثوابتنا الوطنية الرافضة لكافة الاحتلالات ‏للأراضي السورية, متمسكين بتحرير كل شبر منها, وعلى رأسها مدينة عفرين, كما ‏نُطالب المجتمع الدولي, ومنظمات حقوق الإنسان بإنهاء الاحتلال التركي للمناطق ‏السوريَّة, وعودة أهلها المهجَّرين قسريَّاً إلى بيوتهم ومناطقهم.

كما إننا نؤكد بأن التقارب التركي _ السوري يهدف إلى إطالة أمد الأزمة السورية ولإفشال مشروع الإدارة الذاتية التي أثبتت نجاحها وحفاظها على النسيج الاجتماعي على الصعيد الداخلي والدولي، وإننا نحث كافَّة السوريين ‏على التكاتف والوقوف أمام كافَّة القوى المتدخلة في سوريا، والعودة إلى حل الأزمة ‏السورية عبر الحوار السوري السوري، ومنصَّات الأمم المتحدة والقرار الأممي ‏‏٢٢٥٤.‏

حزب سوريا المستقبل
الرقة
‏19 كانون الثاني 2023