بيان إلى الرأي العام والعالمي في الذكرى السنويَّة الرابعة لاحتلال مدينة عفرين

359

تقترن الذكرى السنويَّة الرابعة لاحتلال تركيا لمنطقة عفرين باندلاع الحراك الشعبي في سوريا، حيث جاء الاحتلال لتقويض فرص تحقيق الأهداف، والغاية التي انتفض من أجلها الشعب السوري منذ عقد من الزمن.

أربع سنوات وتركيا عبر جيشها وفصائلها المرتزقة تمارس سياسات وخططًا عدوانية تجاه سكان عفرين الأصليين، بعد تهجير أكثر من 90% من سكانها، واتباع سياسة التتريك الممنهج للمنطقة، وتشويه هويتها والإخلال بتركيبتها السكانية وعزلها عن محيطها السوري، والتوسع في الانتهاكات اليومية والأنشطة التخريبية في أراضي عفرين المحتلة، مستخدمةً كافة الأسلحة العسكرية الجوية والبرية المحرمة دولياً، لكن رغم ذلك فإن أهالي مدينة عفرين بكافة مكوناتها من عرب وكرد، أبدوا مقاومة باسلة استمرت لمدة 58 يوماً، وضحَت بالكثير من خيرة شبابها وشاباتها لأجل مدينتهم والدفاع عنها.

كما قامت الدولة التركية بعد احتلالها للمدنية بتدمير معالمها الأثرية التي تدل على حضارتها, ولم تكتفي بذلك بل هدمت الأماكن المقدسة, ودور العبادة للمسيحيين والإيزيديين والمسلمين، لكن لم يتوقف الاحتلال التركي عند حدٍّ معين بل أطلق يد الفصائل والمرتزقة الموالية لها للتنكيل وممارسة أفظع الانتهاكات بحق سكان عفرين من الكرد الأصليين في هذه المنطقة، ومصادرة ممتلكاتهم والتضييق عليهم عبر تسليط فصائل متطرفة تأتمر بأوامرها، وتنفذ مخططاتها التوسعية في الأراضي السورية، حيث يجري كل ذلك أمام أعيُن المجتمع الدولي ومنظمات حقوقية في تحويل المنطقة إلى بيئة حاضنة للتطرف والإرهاب.

إنَّنا في حزب سوريا المستقبل نؤكِّد أن المبررات التي تسوقها تركيا بحجة الحفاظ على أمنها القومي في المنطقة، لن تتحقق عبر انتهاكاتها الصارخة والمتكررة للقانون الإنساني والدولي بما في ذلك اتفاقية جنيف، وإنما بالتزامها التَّام والخروج من المناطق التي احتلتها، وإبدائها لإرادة سياسية جادة تجاه السلام الحقيقي في المنطقة.

وبالمقابل ندعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى تبني موقف جاد تجاه الوجود التركي في الشمال السوري والشمال الشرقي، وإنهاء الاحتلال وإعادة الوضع إلى ما قبل احتلال منطقة عفرين عام 2018 ،وإلزام الدولة التركية بالتراجع عن مواقفها العدائية تجاه شعوب المنطقة وخاصة الشعب الكردي، وكذلك ندعو السوريين إلى التوحد، وأخذ مواقف جدية لوقف حمام دماء أبناء سوريا، والسعي إلى إخراج المحتلين من الأراضي السورية، وأن يكون ذلك مدخلًا للحل الأمثل لتسوية الأزمة، وإنهاء مأساة الشعب السوري.

وانطلاقًا من إيماننا بوحدة الأراضي السورية، نؤكِّد على التزامنا التام بصون وحدة البلاد، وتحريرها من كافَّة أشكال الاحتلالات، وتوحيد قواها لإخراج جميع المحتلين وفي مقدمتهم تركيا التي قوضت جهود حل الأزمة السورية، واستغلت محنة السوريين لتحوّلهم إلى مرتزقة، وجنود تحت الطلب خدمةً لمصالحها التوسعية في المنطقة.

حزب سوريا المستقبل
الرقة
٢٠٢٢/٣/١٧