بيان إلى الرأي العام في الذكرى السنوية الحادية عشرة للثورة السوريَّة

474

دخلت الثورة السوريَّة عامها الثاني عشر، في ظل تغيّر كبير في المشهد السوري، منذ أن خرج الشعب السوري بثورته في 15 آذار/مارس 2011، ضد نظام الحكم الذي دفع البلاد نتيجة إصراره على عدم تقديم أي تنازلات لشعبه, وأدخل البلاد في حالة صراع باتت تهدد الأمن والسلم الدولي والإقليمي، وتسبب بقتل مئات الآلاف من السوريين, وتشريد نصف سكان سوريا، ما بين نازح ولاجئ، بينما يواجه من بقي تحت وطأة حكم النظام السوري في أزمة معيشية خانقة.

وخلال السنوات الحادية عشر الماضية، كان ولازال رهان النظام السوري في غير محله، رغم فقده بشكل كامل الاستقلالية في القرار, واستنزف لمقدّرات البلاد العسكرية، والاقتصادية، والأمنية، والبشرية والبنية التحتية، هذه الفاتورة الضخمة التي يدفعها السوريون جرَّاء مطالبتهم بالحرية والكرامة، دون اكتراث النظام وحلفاءه بكل قرارات الشرعية الدولية، وبكل ما خلّفته السنوات الإحدى عشر الماضية من دمار وتهجير واختفاء قسري وانهيار اقتصادي عام، ولا يزال السوريون يدفعون ثمنه منذ بداية ثورتهم التي تطالب بالكرامة والحرية, وتناضل من أجل الانتقال بالمجتمع السوري من دولة الاستبداد إلى دولة ديمقراطية يتساوى فيها جميع مواطنيها في الحقوق والواجبات.

إنَّنا في حزب سوريا المستقبل نؤمن بأنَّه مهما أوغل النظام الاستبدادي في العنف، فإن الثورة ستحقق أهدافها كاملة، وصولاً إلى الدولة الديمقراطية التعددية اللامركزية القائمة على أساس المواطنة الحرة المتساوية وسيادة القانون، الدولة التي تحترم كل أبنائها وكل مكوناتها, وتتساوى فيها المرأة والرجل والطفل, وتفتح الطريق أمام الشباب، في تأسيس حياة كريمة.

وإنَّ السبيل الوحيد إلى الخروج من بحر الدماء هو الحوار مابين الأطراف السوريّة, والقبول بقرارات الأمم المتحدة, وخاصةً القرار الأممي 2254، والتسليم بشروط الانتقال السلمي في البلاد، وتحقيق نظام ديمقراطي تعددي لامركزي يضمن الكرامة والحرية والمساواة, والعدالة لجميع أبنائه من دون تمييز في الجنس أو الإثنية أو الطائفة أو المذهب.

المجد والخلود لشهداء الحرية

حزب سوريا المستقبل
الرقة
١٥- آذار-٢٠٢٢