الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الرفيقة هفرين خلف الأمين العام لحزب سوريا المستقبل

1٬215

بتاريخ 12/10/2019 استهدفت القوات المرتزقة المدعومة من تركيا سيارة المهندسة هفرين خلف -الأمين العام لحزب سوريا المستقبل-, بكمين محكم على الطريق العام الدولي بين القامشلي ومنبج, عندما كانت متجهة إلى عملها في مركز الحزب في مدينة الرقة, وببالغ الحزن تلقينا نبأ استشهادها.

المرأة السورية نالت نصيبها اليوم من الحروب والنزاعات المسلحة القائمة, ودفعت الثمن غالياً من القتل والتعذيب والتشريد, ومازالت تدفع الثمن, هناك نساء سياسيات خرجن من رحم هذه المعاناة والأزمة السورية, ومنها الشهيدة المناضلة المهندسة “هفرين خلف” التي ناضلت وعملت جاهدة على تأسيس حزب سوريا المستقبل في هذه المرحلة الصعبة المصيرية التي يشهدها تاريخ سوريا.

اُنتخبت المهندسة “هفرين خلف” إلى الأمانة العامة لحزب سوريا المستقبل في المؤتمر التأسيسي للحزب بتاريخ٢٧/٣/٢٠١٨ حيث كان تأسيس الحزب هو بداية لمرحلة جديدة في تاريخ سوريا ، مرحلة محملة بمسؤوليات مصيرية تاريخية كبيرة, بعد أن عصف بسوريا نتيجة التدخلات الإقليمية والمحلية والدولية التشتت الفكري والطائفي والمذهبي والأثني والديني ، وتحولت إلى مرتع للفوضى والإرهاب, وأفقدت السوريين الآمال الواعدة بمستقبل فيه الأمن والأمان ، وقد كان لتحرير الرقة العاصمة المزعومة لداعش صدى كبير في عودة الآمال للسوريين الذين فقدوا أمل النور بعد أن خيم ظلام داعش والفصائل الإرهابية, وكان تأسيس حزب سوريا المستقبل وسط هذه الظروف الصعبة والمصيرية بمثابة بشرى للسوريين على البدء بمرحلة جديدة, مرحلة ردع للتقسيم والتشتت والطائفية والعنصرية والمذهبية والإسلاموية والقوموية, مرحلة إعادة اللحمة بين السوريين، مرحلة إعادة الأمل المفقود إلى السوريين، مرحلة العيش المشترك وأخوة الشعوب، مرحلة سورية لكل السوريين، مرحلة تقودها نحو سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية موحدة .

لقد حملت الرفيقة هفرين خلف هذه المسؤولية التاريخية الكبيرة على عاتقها, وهي كانت تدرك أنها ليست مهمة سهلة, بل ربما من أصعب المهام التاريخية في مراحل الحروب العالمية التي تمحورت وتمركزت في سوريا, حيث نذرت نفسها لهذه المهمة التاريخية، لأنها كانت تدرك أن المراحل التاريخية تتطلب الشخصيات القيادية, ونذرت نفسها لتحقيق ذلك .

ورغم صعوبة المرحلة وسط الصراع الكبير, استطاعت المهندسة هفرين خلف خلال فترة قصيرة ورغم تجربتها الفتية الناشئة في المجال السياسي أن تحقق قفزات وتطورات كبيرة على المستوى السوري, وأن تصبح رمزاً سورياً وطنياً تقود المرحلة السورية الجديدة بكل جدارة من خلال لملمة التشتت والتقسيم, وإعادة اللحمة بين السوريين, وخلق الأمل والنور للسوريين الذين فقدوا الأمل نتيجة الحروب الممنهجة, التي عصفت بسوريا وأسفرت عن الخراب والدمار وارتكاب المجازر والإبادات العرقية والأثنية.

استهداف الأمين العام لحزبنا الرفيقة هفرين خلف هو استهداف للوحدة من أجل التقسيم والتشتيت, استهداف للأمل المنشود بالحرية والديمقراطية من أجل فقدان الأمل، واستهداف النور من أجل عودة الظلام والسواد، استهداف للأمن والاستقرار من أجل الفوضى والفتنة، أو يظهر هذا من أن الدولة التركية تحاول من خلال هذه الجرائم إعادة الحياة إلى المنظمات الإرهابية وعلى رأسها داعش .