بيان بمناسبة يوم السلام العالمي “السلام والديمقراطية..أَبلِغْ صوتك”

946

“السلام والديمقراطية..أَبلِغْ صوتك”

هذا هو الشعار الذي اعتمدته منظمة الأمم المتحدة للاحتفال
في الذكرى الثلاثين ليوم “السلام العالمي”

وهذا أمر تدعو له كافة الدول، والمنظمات والشعوب التي تمجد وتحب السلام، وتسعى له بكل ما أوتيت من أسباب ، وسبل لتحقيق هذا المفهوم الإنساني النبيل.

فقد بات من الضروري ايقاف العنف ،والنزاعات والحروب التي تجلب الدمار، وتوقع الضحايا في الأرواح البشرية نتيجة الصراعات بين الدول المتحاربة أو الجماعات المسلحة التي تتناحر ضمن بلد واحد ،مما يوفر البيئة التي ينتشر فيها التطرف والإرهاب ،والذي يعد أشد وطأة من الحروب والنزاعات.

لذا أصبح العالم اليوم أكثر وعياً وإدراكاً لأهمية تحقيق السلام عبر نشر قيّم الديمقراطية ،وتطبيقها لتحقيق السلام العالمي الذي تنشده كل الشعوب الأرض قاطبة.

ورغم هذا لا زالت بلدنا سوريا تعاني من التدخلات الخارجية والإقليمية التي تؤجج الصراع البيني والاقتتال الداخلي وتوسع دائرة العنف التي يمارسها النظام ،وميليشياته والكتائب الجهادية المتطرفة ،والمنظمات الإرهابية الموصوفة دولياً أمثال:

داعش والنصرة وهيئة تحرير الشام وحراس الدين، والتي أصبحت المناطق التي تحتلها تركيا ملاذاً آمنا لهؤلاء الجناة.

وقد جاء التقرير الأممي حول سوريا بهذا الخصوص ،يشرح فيه ما يحدث من قتل وسلب ونهب ،وتغيير ديموغرافي وممارسات ترتقي إلى جرائم حرب بدعم وتشجيع من الدولة التركية المحتلة ،على مرأى ومسمع من العالم، وهذا ما يعانيه أهلنا في عفرين وتل أبيض وسري كانيه.

فدولة الاحتلال التركية التي تستخدم “السلام” أسماء لعملياتها العسكرية ،والتي تشن من خلالها العدوان على شعوب المنطقة محولة خلالها الشرق الأوسط إلى بؤر عدوان واجرام بدل السلام والأمان.

فقد احتلت قبرص منذ سبعينيات القرن الماضي، بإنزال عسكري تحت مسمى “حركة السلام”.

وعندما احتلت عفرين، استخدمت تركيا مسمى “غصن الزيتون” وهو رمز السلام توصيفاً لعمليتها العسكرية .

وأيضاً كان الهجوم الوحشي للاحتلال
سري كانيه وتل أبيض باسم “نبع السلام”

وهذا يؤكد أن تركيا تنفرد بتاريخها المنغمس في الإجرام تجاه كافة مكونات الشعوب في منطقة الشرق الأوسط.

وللأسف العالم مازال يغمض عيناه عن المخطّطات، والألاعيب العثمانية لدولة التركية.

واليوم مازلنا نقف حائرين أمام نفاق العالم حيال ذلك، ولا مبرر لعدم تحرك جدي دولي تجاه ما حدث ،ويحدث من جرائم ممنهجة من جبال كردستان شرقاً..إلى البحر المتوسط غرباً

تعمل فيه تركيا على تبديل التركيبة السكّانية، من خلال تغيير ديمغرافي شامل وارتكاب جرائم بحقّ الأهالي وخصوصاً النساء والأطفال من قتل ،وخطف واعتداءات لا أخلاقية ولا إنسانية
تقوم بها المجاميع الإجرامية والإرهابية بمختلف اسمائهم وازيائهم.

وآخرها ما يعرف باسم الجيش الوطني صنيعة تركيا والذين أصبحوا أدوات بيدها، تستخدمهم في تمرير وتحقيق مصالحها الجديدة القديمة في ليبيا وغيرها من البلدان.

لتستعيد تاريخ قرصنتها في البحر المتوسط ، ولتعربد الآن في شرقه في مسعى لنهب ثروات ما تحت سطح البحر بعد أن نهبت ما فوقه عبر تاريخها العثماني.

ووصل الأمر بتركيا أن تهدد أمن واستقرار أوربا عبر ابتزازها بورقة اللاجئين المقيمين ضمن المخيمات المقامة على أراضيها.
والذين أصبحوا ورقة تفاوض لسياسة تركيا الخسيسة تجاه المجتمع الدولي، بدل أن تقوم تركيا بدورها الإنساني المفترض منها كدولة تحترم ممباد ،وحقوق الإنسان وشرعة الأمم المتحدة.
إن حزبنا وهو يحتفي بيوم السلام العالمي نظراً للأهمية التي تمثلها هذه المناسبة فإننا نرى أنه بات من الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي ويبادر إلى اتخاذ تدابير واجراءات عاجلة، وصارمة ضد الانتهاكات والجرائم التي تمارس بحق السوريين ،ونطالب مجلس الأمن بإصدار ما يلزم من قرارات لإرغام الدولة التركية ،وأدواتها من الفصائل الإرهابية
على الانسحاب الفوري والكامل من الأراضي السورية ،وتشكيل محكمة دولية تختص بمجرمي الحرب سواء من الدولة التركية ،أو من عملائها من الفصائل الإرهابية ،ونطالب أيضاً بفتح ملف جريمة اغتيال الأمين العام لحزب سوريا المستقبل الشهيدة “هفرين خلف” وإرسال لجنة تقصي حقائق تنظر بكل الجرائم ،والانتهاكات التي تخص حقوق الإنسان في سوريا.
وأنه نظراً لكل ما ذكرناه فإنه من الضروري أيضا وضع آلية لنشر قوات حفظ سلام أممية في المناطق المحتلة في الشمال السوري ،من جانب الدولة التركية ،وعملائها من الفصائل والتنظيمات الإرهابية.
إن تحقيق السلام المستدام في سورية وحل الأزمة السورية برمتها يستلزم البدء بتنفيذ حقيقي وشامل لقرار مجلس الأمن ٢٢٥٤، وفي هذا اليوم ننحني بخشوع أمام أرواح الشهداء ونهدي السلام لعوائلهم

والمجد والخلود لكم حماة السلام
حزب سوريا المستقبل
الرقة ٢١/٩/٢٠٢٠