المؤتمر العام الثاني.. عنوان للتغيير والتحول الديمقراطي

2٬333

على ضفاف نهر الفرات في صالة التاج التي زينت بصور الشهداء وأعلام ويافطات تحض على السلام والنضال ,وتحت شعار “سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية.. ترسيخ الإدارة الذاتية.. تعزيز قوات سوريا الديمقراطية”, انطلقت اليوم أعمال المؤتمر العام الثاني لحزب سوريا المستقبل, في مدينة الرقة مع التقيد بالإجراءات الاحترازية ,و التباعد الاجتماعي حفاظاً على سلامة وصحة المشاركين.

فتح المؤتمر أبوابه للمئات من الممثلين عن الحزب من مناطق شمال وشرق سوريا وضيوف ,وجاء هذا المؤتمر بعد استكمال كافة المؤتمرات من النواحي حتى المجالس الفرعية في مناطق شمال وشرق وسوريا.

بدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت استذكاراً لأرواح الشهداء ,تلاها كلمة ترحيبية بالضيوف ألقاها الرفيق “أحمد هلال”, وكلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر والتي قرأتها الرفيقة “انتصار داوود” وشرحت فيها جدول عمل المؤتمر.

وتم عرض سنفزيون عن مسيرة شهداء حزب سوريا المستقبل, الشهيدة هفرين خلف.. والشهيد عمر علوش، الشهيدة نادية الخشان، الشهيد مروان الفتيح ،والشهيد فرهاد رمضان ,وتم شرح دورهم في نشر وترسيخ مبادئ وأهداف الحزب من خلال عرض مقاطع صوتية للشهيدة هفرين تتحدث فيها عن انطلاقة ومسيرة الحزب.

وألقى الرفيق إبراهيم القفطان رئيس حزب سوريا المستقبل كلمة رحب في بدايتها بالحضور من ضيوف وأعضاء ، وأحزاب ومؤسسات وجهاء وأعيان, مشيراً إلى الظروف العصيبة التي يُعقد فيها المؤتمر خلال جائحة كورونا ,ولكن ما يفرضه الواجب الوطني على حزبنا أن نتوجه بهذه الدعوة وهذا المؤتمر رغم كل الظروف القاسية.

وأضاف قائلاً: “مضت سنتان ونصف على اختتام المؤتمر التأسيسي الأول ونحن اليوم نلتقي في المؤتمر الثاني للحزب ،وقد مرت على سوريا أحداث وتطورات خطيرة هزَّت أركانه على مدى تسع سنوات, ولازالت تؤثر على مسيرة شعبنا ,وتعطل طموحاته في الحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية, نعقد مؤتمرنا في ظل ظروف استثنائية تمر بها سوريا والمنطقة والعالم ,نجتمع اليوم لنقيم هذه المسيرة بجذورها وتعقيداتها وآفاقها ولنقدم لشعبنا خلاصة تفكيرنا وتجربتنا ,وأن نكون متفاعلين وفاعلين عاقدين العزم مع بقية أبناء شعبنا على إنارة الطريق وحث الخطى ووضع البرامج لخلاصه من الأزمة”.

خلال كلمته أكَّد القفطان على أنَّ انعقاد هذا المؤتمر هو بمثابة إعلان لوحدتنا واعتزازنا بوطنيتنا, وحفاظاً على تراثنا, والوفاء لدماء شهدائنا وقادتنا, الشهيد عمر علوش والشهيد مروان فتيح والشهيدة الأمين العام هفرين خلف والشهيد فرهاد رمضان والشهيدة نادية الخشان ,وكذلك وفاءً لدماء شبابنا وأبنائنا التي سُفكت من أجل حماية حلم شعبنا في العيش بالحرية والعدالة الاجتماعية “.

واستطرد القفطان قائلاً: “إنَّ ما يحصل في سوريا والمنطقة من صراع دولي وحرب عالمية ثالثة هو نتاج لتصارع القوى الدولية والإقليمية  وتحقيق مصالحها ,وذلك من خلال ترسيخ الصراع التنافسي غير المشروع على السلطة ,وبأساليب غير سليمة للهيمنة على مراكز الحكم الأساسية وعلى واقع صنع القرار في الدولة السورية, وذلك بتوظيف القومية تارة والدين تارة أخرى وتسعير الطائفية والتعصب الأثني في الصراع والاعتماد على المليشيات والمجاميع المسلحة, كل ذلك بعيداً عن التنافس الحر المنضبط وعن الأساليب الديمقراطية, ولقد استُغل هذا الصراع من قبل القوى الخارجية لتحقيق أجنداتها وتنفيذ مشاريعها ودعمها للدخول في أتون حرب أهلية واسعة النطاق وطويلة الأمد والسماح لدول الجوار والدول الإقليمية والعالمية بالتدخل في الشأن السوري, فأصبحت سوريا ساحة للصراع وتصفية الحسابات وتحقيق المصالح”.

واختتم كلمته القفطان: “إنَّ جماهير شعبنا وحزبنا تتطلع بالأمل والثقة في أن يكون حزبنا قوي البنيان وطيد الأركان معافى مما لحق بالأحزاب الأخرى من عوائق وعواتي الزمن الرديء من جراح الأنظمة الدكتاتورية والمركزية ,وقادر على أن يلعب دوره في الدفاع عن مصالح الشعوب وتأمين الحياة الكريمة، وكذلك علينا نحن في حزب سوريا المستقبل أن نعتز بثقة شعبنا ,وأن نعمل بوفاء لدماء شهدائنا وعلى تعزيز اللُّحمة الوطنية ,ونضيء الطريق أمام نشاطنا السياسي المثابر لخلاص شعبنا من محنته وتحقيق الأمن والاستقرار في بلدنا العزيز سوريا”.

قرأ بعد ذلك الرفيق “صالح الزوبع” التقرير السياسي الصادر عن حزب سوريا المستقبل ,ليتم بعد ذلك إلقاء كلمة الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا من قبل المهندس “عبد حامد المهباش” الذي أوضح في كلمته أنَّ الحزب قدم الشهداء في سبيل تحقيق سياسته وطموحه في الحفاظ على وحدة أراضينا وشعبنا على اختلاف مكوناته وأطيافه، وأن هؤلاء الشهداء قدموا التضحيات في سبيل دحر الإرهاب الذي خيم على سوريا ومنطقتنا، وفي سبيل الحرية والديمقراطية وبناء الوطن.

ولفت المهباش، أنهم خلال السنوات الماضية من عمر الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، حققوا مكتسبات مهمة لامست حياتهم الاقتصادية والاجتماعية، وأدت في مجملها إلى تحسين الوضع المعيشي للمواطنين.

وشدد المهباش، أنه “مهما حاول الأعداء، فبدون ممثلي الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية لن يكون هناك حل للأزمة السورية”.

ومن ثم ألقيت كلمات باسم عوائل شهداء حزب سوريا المستقبل، و هُم “والدة الشهيدة هفرين خلف ، صديقة الشهيدة نادية الخشان، صديق الشهيد مروان الفتيح عضو المجلس العام زاهر عبد الحميد، وابنة الشهيد عمر علوش”.

أشارت الكلمات، إلى الدور الكبير للشهداء في تأسيس الحزب، والتضحيات والبطولات التي قدموها في سبيل وحدة سوريا، وأكدت على المطالبة بإحالة ملف الشهيدة هفرين خلف إلى المحاكم الدولية المختصة والادعاء أمام المحكمة الجنائية الدولية بحق كل من تورط بالجريمة وداعميه باعتبارها من جرائم الحرب الموصوفة.

قرئت برقيَّات التهنئة التي وردت إلى المؤتمر من قبل الأحزاب السياسيَّة والهيئات والإدارات والمجالس المدنيَّة والعسكريَّة ومجالس المرأة, قدموا من خلالها التهنئة والمباركة لحزب سوريا المستقبل بعقد مؤتمره العام الثاني.

في المرحلة الثانية من المؤتمر تم تشكيل الديوان ,والذي تألف من الرفاق (ليلى قره مان, علي حميدي , غالية الكجوان, شيرين علوش ,وموفق اسماعيل).

وافتتحت المرحلة الثانية من قبل ديوان المؤتمر ,وتم تقييم الوضع التنظيمي لعمل الحزب خلال الفترة الماضية من خلال التأكيد على دور التنظيم في التحول الحزبي ,والارتقاء به للوصول إلى مختلف شرائح المجتمع وتوسيع القاعدة الجماهيرية ونشر أفكاره ومبادئه، وإغناء الشخصية الحزبية من النواحي الفكرية والسياسية والثقافية ,والإشادة بدور المرأة والشباب باعتبارهما جزءاً أساسياً وحيوياً وفعالاً في المجتمع.
ونوقش من قبل المؤتمرين التعديلات التي أجريت على النظام الداخلي للحزب وبرنامجه وتم المصادقة عليهما.

تلى ذلك تشكيل اللجنة الانتخابية وهي لجنة مستقلة من إدارة التربية والتعليم في الرقة, وتم انتخاب الرفيق “إبراهيم القفطان” رئيساً لحزب سوريا المستقبل والرفيقة “سهام داوود” الأمين العام للحزب ,بعد ذلك تم انتخاب أعضاء المجلس العام للحزب حيث تألف من (139) عضواً وعضوة.

اختتم المؤتمر بقراءة الرفيق “إبراهيم القفطان” للبيان الختامي للمؤتمر العام الثاني, ومعه الأمين العام وأعضاء المجلس العام لحزب سوريا المستقبل.