خلايا النظام النائمة!

1٬364


أنشأ النظام السوري في مناطق شمال وشرق سوريا خلايا نائمة، مهمتها استهداف شيوخ ووجهاء العشائر والمدنيين، وفق عنصر ينتمي إليها، كانت قد قبضت عليه قوات خاصة تتبع لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” في ناحية الشدادي بريف الحسكة نهاية الشهر الماضي.
وفي تحقيق مصوّر معه، كشف عبد الرزاق نواف القُطي، أن النظام السوري أنشأ “خلايا اغتيال” في الحسكة، وفي دير الزور، وباشرت خلايا دير الزور مهماتها في تصفية وجهاء العشائر، إلا أن خلايا الحسكة ما زالت نائمة.
القُطي من أبناء ناحية الشدادي، ومن مواليد 1981، تواصل مع الأمن السياسي في الحسكة، عبر أخيه الذي يعمل في الفرع. والذي أمن له لقاء مع أحد مسؤولي الفرع المذكور والملقب ب”أبو محمد”.
قام “أبو محمد” رجل الأمن السياسي، والذي لم تعرف رتبته العسكرية وموقعه الوظيفي، بتكليف عبد الرزاق القطي بتوزيع مناشير في الشدادي، على المدنيين وشيوخ ووجهاء العشائر، والشخصيات المعروفة، ورؤساء المجالس المحلية، الذين يتواصلون مع قوات سوريا الديمقراطية، بغية تحذيرهم أولاً، وإخافتهم ثانياً، من مغبة التواصل مع “قسد”، وصولاً إلى التصفية، في حال عدم الاستجابة.
وكُتبت المناشير التي وزعت في الشدادي بخط اليد، تماشياً مع مناشير تنظيم داعش في المنطقة من جهة، ولبثّ الشك حول مصدرها، ولإعطاء صورة أن المناشير ناتجة بدافع ذاتي عن حراك شعبي غير مموّل من جهة ثانية.
ركّز رجل الأمن السوري على ضمان “السّرّيّة التامة” في عمل الخلايا، والتي اتخذت اسم “المقاومة العربية المسلحة”، وضمان عدم تواصل الخلايا مع بعضها البعض، إلا وفق الأجندة والأشخاص الذين يحددهم المسؤول الأمني لهم، وأن يتم التواصل مع المكون العربي فقط، في محاولة واضحة لتخريب مشروع الإدارة الذاتية، عبر نشر الفوضى، وضرب الأمن، وإثارة الفتنة، وتفكيك الوفاق الاجتماعي في مناطق شمال وشرق سوريا.
وأكّد القطي، في التحقيق المصور، وجود قوائم بأسماء المشايخ والوجهاء الذين يجب استهدافهم.
واستهدفت خلية إرهابية الشيخ مطشر الهفل، وقريبه في ريف دير الزور، كما استهدفت خلية أخرى الناطق باسم قبيلة العكيدات “سليمان الكسار” في فترة سابقة.
وأصدر تنظيم داعش الإرهابي بياناً تحمّل فيه مسؤولية اغتيال الكسار، في حين كشفت قوات سوريا الديمقراطية، عمن يقف خلف اغتيال الشيخ الهفل ومرافقه.