القفطان: فقدان الحوار السوري يعني اللجوء والاستقواء بأطراف خارجية

1٬482

حوار وكالة ANHA

حذّر رئيس حزب سوريا المستقبل إبراهيم القفطان من أن عدم تبني حوار داخلي سوري سيفضي إلى الاعتماد على القوى الخارجية، ودعا السوريين الذين تسوقهم تركيا إلى ليبيا للعودة إلى بلدهم، قائلاً الثورة السورية خرجت لتحرر أبناء سوريا لا لتقتل أبناء ليبيا“.

وأشار إبراهيم القفطان خلال لقاء مع وكالتنا إلى أهمية الحوار الداخلي السوري، والتدخلات الخارجية في سوريا وتداعياتها وتحضيرات الحزب لعقد مؤتمره العام.

وحذّر القفطان من أن فقدان الحوار السوري ـ السوري “يعني اللجوء إلى العنف والاستقواء بأطراف خارجية على الأطراف السورية الأخرى، ولذلك لا بديل عن الحوار السوري، وتكمن آلية نجاح هذا الحوار في الإيمان بأنك لا تملك الحقيقة المطلقة، لأن إيمان الشخص بأنه يملك الحقيقة المطلقة بمثابة تقليم الجزء الأهم من الديمقراطية إذ أنه ينفي الطرف الآخر”.

ولفت القفطان إلى أن “سياسة نفي الطرف الآخر والتوهم بامتلاك الحقيقة المطلقة هي التي أوصلت سوريا إلى حالة من تبني دول الجوار لكتل إرهابية ودعمها، والسبيل للخلاص من حالة الحرب التي وصلت إليها سوريا هو نسيان ما حصل خلال 9 سنوات من الحرب والبدء بمشروع ديمقراطي يؤمن به كل أبناء سوريا بكافة مكوناتهم بعيداً عن الأسس الدينية أو القومية”.

وأشار إبراهيم القفطان إلى أن “حزب سوريا المستقبل ينشد الحوار السوري المبني على أساس الوطنية والمواطنة وقبول كل أطياف سوريا، وذلك هو السبيل لوضع الشعار الأساسي ” الحوار السوري ـ السوري”، فالدين للفرد والقومية للفرد والوطن للجميع يضم كل الأطياف والأعراق وهذا شكل الحوار الذي من شأنه أن ينتج استقرار سوريا المستقبل”.

ونوه القفطان أن الحوار الديمقراطي الذي يؤمن به حزب سوريا المستقبل ليس فيه غالب ومغلوب، بل فيه حقوق وواجبات لكل الأطراف.

الثورة السورية خرجت لتحرر أبناء سوريا لا لتقتل أبناء ليبيا

وتابع القفطان ” تركيا وكل دولة تسعى إلى إحياء إمبراطورية توسعية، تجند مجموعات مرتبطة بتيارات متأسلمة راديكالية إرهابية بكل معنى الكلمة لتنقلها حسب مصالحها ومخططاتها.

وعدّ القفطان أن “الثورة السورية خرجت لتحرر أبناء سوريا لا لتقتل أبناء ليبيا وتونس”.

ولفت إلى أن “كل الدول تسعى لتحقيق مصالحها على حساب سوريا، إلا أن السوريين أولى بأن يسعوا إلى مصالحهم ضمن أرضهم، إلى الاستقرار بدلاً من أن يصبحوا أدوات تستخدمها الدول الخارجية لتحقيق أجنداتها، والذي أخرج أبناء سوريا لليبيا ولدول أخرى هو نتيجة امتداد تاريخي اعتمد في السابق على الذهنية القومية ومن ثم تطور لينتهج الذهنية الدينية”.

ودعا السوريين “إلى العودة  إلى بلدهم وحل الأزمة السورية بالنقاش السوري والتشاور مع الدول الإقليمية ودول الجوار والعالمية، لتشارك في حل الأزمة السورية وإنشاء أمة إنسانية، فالأمة الإنسانية أعظم من الأمة القومية، ويجب توسيع رقعة الأمة الإنسانية لتتقاطع مع الأمم الأخرى للوصول إلى أمة لا يوجد فيها قتل ولا نفي، فالقومية لك والدين لك والوطن لي ولك”.

وشدد على ضرورة أن “يعي أبناء سوريا المؤطرون ضمن التوسع الذي تنشده تركيا، أن تركيا لا تريد أن تحقق مآرب السوريين، والكل يعلم أنها تريد التوسع وتقاسم النفوذ مع الدول الكبرى لتقول “أنا دولة إقليمية قوية أستطيع أن أقرر من خلال بعض الأطراف”.

وخاطب أبناء سوريا: “ليعلم أبناء سوريا بأنه ليس هناك أي قوة تستطيع أن تحاور إن لم تأخذ أبناء سوريا، لذلك لا نريد لأبناء سوريا أن يكونوا مادة خام لصناعة سوريا كما تريدها الدول الطامعة”، مؤكداً على ضرورة أن يتبنى أبناء سوريا مشروعاً لا مركزياً تعددياً ديمقراطياً”.

التحضيرات للمؤتمر العام لحزب سوريا المستقبل استؤنفت بعد تعليقها

وأشار القفطان إلى عقد مؤتمرات حزب سوريا المستقبل في أرياف كل من  منبج، الرقة، الطبقة، ودير الزور لتشكيل مجالس النواحي، وأوضح أن هذه المؤتمرات لم تكتمل بعد، نتيجة تعليق الأعمال فترة الوقاية من انتشار وباء كورونا، وأكد أن نشاط حزب سوريا المستقبل سيعود و  سيُستأنف العمل من جديد.

وأوضح أن الاجتماعات  جارية مع الأعضاء المنتخبين مؤخراً في الأرياف والنواحي “وستعتمد المرحلة القادمة على البدء بانتخاب الأعضاء على مستوى المناطق والمدن تحضيراً للمؤتمر العام”، مشيراً إلى أن ” خطط العمل حالياً تقتصر على الخطط الشهرية كاستراتيجية لضمان نجاح المخططات قبيل إحداث المتغيرات المرتقبة في المؤتمر العام”.

وأشار إلى برنامج المؤتمر العام والذي يفترض فيه انتخاب رئيس للحزب والأمين العام، والذي بات شاغراً بعد استشهاد الأمينة العامة للحزب هفرين خلف التي اغتيلت على يد الاحتلال التركي ومرتزقته، واستذكر الشهيدة هفرين خلف التي طالتها يد الغدر، لأنها أرادت الحوار في كل خطاباتها.

واستذكر الخطابات التي كررتها الشهيدة هفرين خلف وهي تدعو تركيا كجارة إلى الحوار السوري ـ السوري، مؤكداً أن موقف الحزب من تركيا هو موقف الاحتلال حتى خروجها من كافة الأراضي السورية، عند ذلك  من الممكن أن يكون الحوار على أساس الجوار.

وفي ختام حديثه أكد أن “التحضير للمؤتمر العام للحزب مستمر على الصعيد الخارجي بذات الوتيرة التي هو عليها في الداخل، مشيراً إلى فرع الحزب في أوروبا والأعضاء المغتربين”، ولفت إلى أن “الحزب يصبو إلى صداقات الأحزاب الأخرى والشخصيات الوطنية والمؤتمرات الديمقراطية والوطنية السورية التي تخدم سوريا سواء كانت على الصعيد الداخلي أم الدولي”.

وأكد أن الحزب “يعتمد في عمله على المسار الوطني لا المسارات التحزبية والمسارات الضيقة التي تعتمد على مقولة “إما أن تكون معي أو لا”، وأكد قدرة الحزب على التقاطع مع كل الأطراف لأن دائرتهم أوسع ويقرؤون سوريا والعالم من خلال مفهوم المواطنة على أساس سوريا، ومع الأطراف الدولية والإقليمية على أساس المصالح المشتركة التي تخدم الجميع”.

(كروب/ل)

نقلاً عن وكالة ANHA