طالب إبراهيم يكتب: رامي مخلوف يستجدي الأسد!

2٬426


في فيديو منشور في صفحته في الفيس بوك، يطلب رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، من الرئيس السوري إعادة النظر في قضية شركاته وأعماله وثرواته وخدماته. ويستجدي ويترجى الأسد، ويطالب بكف البلاء عنه وعن موظفيه الفقراء.
يظهر رجل الأعمال ضعيفاً، رجل الأعمال الذي استطاع امتلاك سوريا اقتصادياً ومالياً، الذي حوّل سوريا أرضاً وشعوباً في خدمته وفي خدمة مصالحه وثروته وسلطته وأحلامه، وبقدرة السلطة التي منحه إياها النظام السوري ذاته، حتى بات أحد أهم أركانه على الإطلاق، والذي كان يطلق عليه، رجل أعمال “مال السلطة”.
ماذا يحدث في سوريا؟ من يناجي من، ومن يترجى من، ومن يطلب ممن؟
أي صراع تشهده “مملكة سوريا”، وبين من ومن؟
نشرت صحف روسية منذ مدة، تقارير تفضح فساد “أسماء الأسد”، زوجة الرئيس السوري، وفساد الرئيس ذاته، ونشرت تقارير سابقة، تتحدث عن خلافات مالية وربما “سياسية” بين أركان النظام أو أجنحته كما يفضل البعض أن يصفها، وأظهرت أن الخلاف بين الأسد وخاله محمد مخلوف، والد رامي مخلوف. ونشرت أيضاً تقريراً مفصلاً، أن الرئيس الروسي بوتين، يشعر بصداع كبير من الأسد، قبل أن يستنتج التقرير أن معالجة الصراع تكون بإزاحة الأسد.
يعيش محمد مخلوف في روسيا منذ فترة طويلة، وهو على علاقة طيبة مع أوساط متنفذة روسية، أو على الأقل مع صحف روسية، والتي تعود ملكيتها إلى متنفذين روس. ورجح مراقبون أنه هو خلف تسريب فضائح وفساد النظام السوري إلى الصحف والمواقع الروسية، والتسريب جاء على خلفية مصادرة أملاك وشركات ابنه رامي في سوريا، وتقليص نفوذه، وربما محاسبته.
يشرح فيديو رامي مخلوف حجم الشقاق بينه كمدير تنفيذي وإداري وسلطوي لشركاته وأملاكه وتاريخة من جهة، وبين الرئيس السوري قريبه وشريكه في العائلة والسلطة والثروة من جهة أخرى. والشقاق الكبير وصل لمرحلة، يعجز فيها مخلوف عن مقابلة الأسد، فيعتمد طريقة الناشطين الفيسبوكيين، لإيصال رجائه واستجدائه وسيلة “الفيديو” كملجأ أخير، ربما يشاهده الأسد وهو يتابع صفحات الفيس بوك من القصر الجمهوري.
هل هي الخطوة الأخيرة في تغيير وجوه النظام، والحفاظ على النظام؟
هل صداع بوتين من الأسد، يعني فيما يعنيه، معالجة الصداع بطريقة روسية، تؤول إلى إزاحة الأسد عن السلطة، والحفاظ عليه خارجها؟
هل الخلاف في هرم السلطة السورية اليوم، هو محاولة حثيثة لتجميع الثروة في يد واحدة، بدل أن تكون في أيدي مختلفة؟
أم أن القصة ليست آكثر من تغيير وجوه جامعي الثروة السورية، المستندة إلى السلطة، في البيت الواحد؟