استانبول التركية.. يوهان الصينية!

1٬222

إن استانبول التركية، وبسبب كثافة الإصابات بفايروس كوفيد 19، وبسبب اكتظاظها بالسكان، هي بمثابة يوهان الصينية، لأنها البؤرة التي انطلق منها تفشي الفايروس في تركيا، وفق تصريح وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، نقلته صباح التركية.
في 19 نيسان وصلت أعداد المصابين بالفايروس في تركيا إلى 85 ألف إصابة، وفق جامعة جونز الأمريكية، لتتجاوز الصين، وتحتل المرتبة السابعة عالمياً، وكانت قد اجتازت إيران قبل هذه المدة بيوم واحد، لتصبح الأولى في الشرق الأوسط.

إنذار رمضان
وبحلول رمضان تجاوزت أعداد الإصابات 110 ألف إصابة، ونحو أكثر من 2800 حالة وفاة. وفق إحصاءات منظمة الصحة العالمية.
وتبلغ نسبة الإصابات في استانبول 60% من مجموع الإصابات في تركيا، ويلعب موقعها السياحي والتجاري والمالي والسياسي، دوراً كبيراً في زيادة نسبة الإصابات والوفيات عن باقي المدن التركية. وفق RT.
ويسكن في استانبول أكثر من 15.5 مليون شخص، وفق نيوترك بوست، ويتواجد فيها قرابة 18.5 مليون شخص في النهار.
وكان قوجة أعلن في 11 آذار الماضي عن ظهور أول إصابة في فايروس كورونا في تركيا، لتتكاثر الأعداد فيما بعد بطريقة غريبة.
وفي ليلة الجمعة 10 نيسان الحالي، حدد وزير الداخلية التركي صويلو موعد الحجر الصحي في استانبول مع 30 من المدن التركية الأخرى، وأعطى توقيتاً سريعاً لذلك، فسارع الأتراك إلى الأسواق لشراء حاجياتهم، مما تسبب بالفوضى بسبب الازدحام الشديد.
وأظهرت الفيديوات في اليوتيوب وفي وكالات الإعلام العالمية فوضى الاشتباكات والنزاعات بين المواطنين امام صالات البيع، وفي الاسواق العامة التي تنشر السلع الاستهلاكية، قبل أن يتم فرض العزل العام.
بعد ذلك قدم صويلو استقالته من الحكومة على أرضية عجزه عن تنظيم مواجهة الفايروس، وعجزه عن تنظيم حاجات المواطنين، لكن الرئيس التركي رفضها.
ومع العزل، أوقفت تركيا جميع الرحلات الجوية الدولية، وقيدت السفر في الداخل، وأغلقت المدارس والحانات والمقاهي والجوامع، لكنها لم توقف المعامل، فمازال العمال يذهبون إلى معاملهم، وفق DW.

تركيا تكذب
قالت نيويورك تايمز في تقرير لها في 11 نيسان إن الأرقام التي تعلنها تركيا حول فايروس كورونا غير دقيقة، وهي أقل بكثير من الحقيقة، وأشارت الصحيفة الأمريكية، أن معدلات الوفيات الوسطي في استانبول في الحالة الطبيعية أقل بكثير منها في هذه الفترة، مما يشير إلى تفشي الفايروس بكثافة، حيث سجلت الفترة بين بداية آذار وبداية نيسان وفيات أعلى من معدلاتها الطبيعية بحوالي 2100 حالة، مما يعني أن الفايروس كان موجوداً قبل الفترة التي تحدث عنها قوجة، بحوالي 6 أسابيع على أقل تقدير.
لكن وزير الصحة التركي نفى تلك الأخبار، مدّعياً أنها تأتي في سياق الحملة الموجهة ضد تركيا. وفق وكالة الأناضول.
وقال قوجة، إن زيادة الوفيات في استانبول سببه هو الحظر المفروض على المدينة، وبسبب ذلك تضطر السلطات التركية إلى دفن كل من يموت في استانبول في مقابرها، بدون السماح بنقله إلى أماكن سكنه أو قريته.
من جهتها أعلنت الحكومة التركية أنها استطاعت السيطرة على الفايروس، واشارت أن عدد حالات الشفاء منه تثبت ذلك، وتوقعت عودة الحياة لطبيعية والسياحية لاستانبول سيكون على الأغلب بعد شهر رمضان. وفق CNN التركية.