طالب إبراهيم يكتب: بوتين يخون أيضاً!

1٬440

أعاد الرئيس التركي اردوغان السيطرة من جديد، على قرى وبلدات في ريفي إدلب وحماة، بعد تنفيذ تهديده، وتسيير طائراته ومدافعه ومدرعاته وجنوده ومرتزقته، وتحت مسامع وأنظار الرئيس الروسي بوتين، وأمام أنظار السوريين، جماعات وأفراداً، معارضات وموالاة، وتحت عنوان مثير لعدوان جديد اسمه “درع الربيع”.

طالب اردوغان بداية بتنحي روسيا جانباً، حتى يتمكن من محاسبة النظام السوري وجيشه على سلوكه المشين، الذي أدى إلى استعادة بلدات وقرى كانت تحت سيطرة الجهاديين، قبل أن يستنفر لاجئيه بالزحف إلى الحدود اليونانية، ويوقد جيشه تحت شعار الحق المشروع، ويشحن مواطنيه  المستائين من مقتل جنوده في موطن السوريين، واضعاً نصب عينيه ملاذين اثنين:

أولاً خيانة الرئيس الروسي بوتين لحليفه في دمشق، وثانياً سماحه “أي بوتين” بكل طيبة خاطر ومرونة، بقصف الجيش السوري والمواقع والمدرعات والآليات والطرق، وفتح سماء إدلب أمام أسراب طائراته المسيرة الجرارة لتنفيذ مهماتها بكل دقة.

خان الرئيس الروسي بوتين القذافي الرئيس الليبي السابق، حليفه في ليبيا حين وافق في مجلس الأمن على تدخل الناتو في ليبيا، لمحاسبته، بعد سيل الوعود الغربية التي تلقاها، بضمان مصالح روسيا في ليبيا الحديثة. لكن الناتو والمجتمع الغربي وأمريكا تنكروا لوعودهم.

خان الناتو بوتين، وخسر حليفه وليبيا.

تحدث الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله عن “خيانة بوتين” في فترة سابقة، بطريقة غير مباشرة، بطريقة خجولة، حين قال “الروس قصة أخرى، لا أريد الحديث عنهم”. كان هذا قبل ان تتحدث تقارير صحفية محلية وتركية عن استهداف الطائرات التركية، لموقع يتحصن فيه مقاتلو حزب الله من فرقة الرضوان في سراقب، أدى إلى مقتلهم جميعاً، تحدثت التقارير أن الروس أعطوا إحداثيات الموقع للأتراك.

احداثيات مواقع سوريا المهمة، المموهة والمكشوفة موجودة لدى من يود القصف، من تركيا إلى  اسرائيل، والطائرات المعادية تقصف، وبمعرفة الروس، وبالتنسيق معهم وبضمان عودتهم سالمين.

ودمشق الشرعية، والتي فتحت حدودها وموانئها وقواعدها وشوارعها وناسها، للتدخل الروسي، هي ذاتها التي تستهدفها الطائرات والصواريخ الإسرائيلية صباح مساء، وبمعرفة وتنسيق القيادة الروسية. روسيا تمنح “الشرعية” للطائرات الاسرائيلية بقصف سوريا بالجملة، مواقع الجيش ومواقع إيران وميليشياتها ومواقع مجهولة.

لقد تحولت دمشق من عاصمة الشرعية، بقدرة بوتين إلى عاصمة القصف الاسرائيلي.

لم يتردد القيصر الروسي أيضاً، في فتح المجال الجوي أمام تركيا، لأن مصالحه مع تركيا أكبر من إدلب، وأكبر من حفنة من الآليات العسكرية الخردة، والجيش الخردة، والبلاد الخردة.

سوريا بالنسبة لبوتين اليوم خردة جغرافية، تسيطر عليها سلطة “شرعية”، يحتاجها لإضفاء الشرعية على تواجد جيشه في المدن الرئيسية والساحات المهمة، وتواجد شركاته في مفاصل الاقتصاد السوري الآن وفي المستقبل،. سلطة شرعية يحدد صلاحيتها القيصر وحده.