الورشة الإعلامية الأولى على مستوى شمال وشرق سوريا

712

تُعدّ وسائل الإعلامِ المُختلفة؛ المقروءة والمسموعة والمرئية، ذات تأثيرٍ كبير في المُتلقّين، كما أنّها تلعبُ دوراً كبيراً في حياة الشعوب , وتُساهم في عمليّة صنع القرار كونها توفِّر كمّ ونوع المعلومات القابلة للتداول بين أطراف صنع القرار على اختلافهم، وتساعد في نشر الثقافة والمعرفة في المجتمع وعلى نشر الأخبار على أوسع نطاقٍ جماهيري , وفي إنتاج القرار السياسي وتوضيحه وفهمه.

بناءً على ما سبق وسعياً من حزب سوريا المستقبل لتطوير والنهوض بالإعلام في مناطق شمال وشرق سوريا ,أقام مكتب الإعلام العام لحزب سوريا المستقبل تحت عنوان “النهوض بالواقع الإعلامي في شمال وشرق سوريا” الورشة الإعلامية الأولى من نوعها على مستوى المنطقة ,وذلك في مطعم شاطئ ونهر جنوب مدينة الرقة.

حضر هذه الورشة عدد من الإعلاميين العاملين في الوكالات والمؤسسات والإدارات والإذاعات وإعلاميين مستقلين “مكتب الإعلام العام للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا, مكتب الإعلام في قسد, مكتب الإعلام في لواء الشمال الديمقراطي, وكالة هاوار, تلفزيون روناهي ,نورث برس ,عرب 24 ,صوت أمريكا, صحيفة السوري ,إعلام الأسايش ,إذاعة صوت الحياة ، قناة اليوم، إعلام مجلس المرأة السورية، راديو الفراتية، محطة شو في مافي”.

حملت هذه الورشة في برنامجها محورين اثنين , المحور الأول “الواقع الإعلامي في شمال وشرق سوريا” وحوى ثلاثة بنود “تقييم الأداء ,المعوقات, المستوى المنشود”.
تألف ديوان الورشة للمحور الأول من الرفيق “إبراهيم القفطان” رئيس حزب سوريا المستقبل, الرفيق “مصطفى بالي” مدير المركز الإعلامي لقسد, الرفيق “مصطفى الخليل” إعلامي مستقل”.

افتتحت الورشة الإعلامية بكلمة ترحيبية من قبل الرفيق إياد خطيب رئيس مكتب الإعلام العام لحزب سوريا المستقبل ,ليبدأ البند الأول “تقييم الأداء” بكلمة للرفيق مصطفى بالي والذي افتتح كلمته بتقديم الشكر لحزب سوريا المستقبل على إقامة هذه الورشة ,وتحدث عن الوضع الإعلامي بشكل عام وعن الأداء الصحفي من حقوق وواجبات وخاصةً منذ بداية الأزمة السورية بما حملت من تجاذبات.

ونوه بالي خلال حديثه إلى الأخطاء الإعلامية الشائعة والمجازفات التي ظهرت على الواقع الإعلامي خلال الفترة المنصرمة وخاصةً بعد تحرير المنطقة من براثن تنظيم داعش, وإلى المخاطر التي تعرض إليها الإعلاميين بسبب طبيعة العمل, وعن دور قسد تجاه ذلك.

وعند الانتهاء من البند الأول تم الانتقال إلى البند الثاني “المعوقات” والتي تحدث عنها الأستاذ مصطفى الخليل وبدأ بقوله أتمنى أن تكون هذه الورشة نهضة بالواقع الإعلامي على مستوى شمال وشرق سوريا ,وأضاف “دعونا نتفق بأن الإعلام في منطقتنا كان حاجة ماسة بالرغم من أنها مجازفة خطيرة جداً تعرض الحياة الإعلامي وأسرته إلى خطر جسيم إلا أنها كانت بداية ونقلة نوعية رغم بساطتها ,وهنالك الكثير من الإعلاميين بحاجة إلى تأهيل علمي وفق معايير الإعلام الذي يخدم قضية أبناء المنطقة في العملية الديمقراطية والتحول العملي, إذ تخلو مناطقنا من أكاديميات التأهيل الإعلامي”.

واستطرد الخليل إلى نقاط عدة تعد من المعوقات الداخلية وهي عدم وجود شغف العمل والبرامج الغير هادفة وتأخر نشر التفاصيل المهمة مما يدع المتلقي للتوجه إلى الإعلام المضاد بدافع الفضول, ومعوقات خارجية وهي محاولة طمس الهوية والثقافة من قبل جهات خارجية وأثناء احتلال داعش لمناطق في شمال وشرق سوريا وبعد تحرير مدينة الرقة.

وأما عن البند الثالث “المستوى المنشود” تم الحديث عنه من قبل الرفيق إبراهيم القفطان والذي بدأ حديثه بتمنياته بالتوفيق لهذه الورشة واستذكر الشهيدة هفرين خلف التي كانت تطمح إلى تطوير الواقع الإعلامي في المنطقة.
وأضاف “يجب أن يكون للإعلام دور في زرع السلام وليس في تأجيج النزاعات ,ويجب يتبنى الخطاب المعتدل لحل المشاكل ويجب أن يكون السلام غاية وهدف أساسي وليس عبارة عن وسيلة لأنه لا يمكن أن يكون هناك عيش بدون سلام واستقرار”.

واستطرد القفطان خلال حديثه بأن على الإعلام أن يلعب دور في موضوع تحرير الشعوب لا استعبادهم, وعلى عدم تزوير المعلومة ,وأن يعتمد على النزاهة لأنها مهمة جداً وهي إظهار الحقيقة كاملةً, وعلى عدم أدلجة المعلومة رغم كثرة ذلك, والابتعاد عن العبارات البراقة البعيدة عن الواقع”.


واختتم القفطان بقوله “علينا أن نقدم واجباتنا ونطالب بحقوقنا لكن سوريا تستحق أن نقدم لها قبل أن نأخذ منها لأنها أصبحت في حالة يرثى لها, ولأن كل القوى الدولية وخاصة في هذه المنطقة يسعون إلى دفن النبتة التي تنمو, وأنوه إلى أنه لايمكن أن تحل هذه الأزمة إلا من خلال اللامركزية”.
وأما عن المحور الثاني فكان بعنوان “آلية النهوض بالعمل الإعلامي” ومقسم إلى بندين وهم “آلية النهوض بالعمل الإعلامي على مستوى المؤسسات ..الغاية والدَّور” ,والثاني كان بعنوان “آلية النهوض بالعمل الإعلامي على مستوى الإدارات ..الغاية والدَّور, قراءة المخرجات والتوصيات وإنهاء أعمال الورشة”.

تألف ديوان الورشة للمحور الثاني من الرفيق “إياد خطيب” ومن الرفيق “إبراهيم مدور” نائب رئيس مكتب الإعلام في الإدارة الذاتية الديمقراطية بشمال وشرق سوريا.افتتح المحور الثاني البند الأول من قبل الرفيق إياد خطيب والذي تحدث عن الواقع الإعلامي من عام 2011 قائلاً “فرض على العديد من الأشخاص العمل بشكل مختلف والتوجه إلى حمل آلات التصوير لإظهار الحقيقة التي تخدم وطننا وشعبنا ,وهذا كان فرض علينا إلَّا أن ذلك أصبح اليوم حقيقة وعلينا أن نكون ضمن المستوى المطلوب”.
وشبه الخطيب الإعلامي بالطبيب إذ يفرض عليه الواقع أن يكون مستعداً دائماً وفي أوقات متأخرة من الليل أو في الصباح وأصبح وقت الاعلامي مُلك للحقيقية, وأضاف قائلاً “للأسف المؤسسات الإعلامية في المناطق المحررة لا زالت تعمل بعقلية الموظف ,والاقتصار على تغطية الفعاليات ,لكن يجب على الإعلامي أن يخرج من القوقعة التي هو فيها وعليه أن يحارب السلبيات, لذلك يجب أن يكون عمل الإعلام مختلف وأن تكون الثقة والتعاون فيه هو رأس الهرم”.

افتتح البند الثاني من المحور الثاني من قبل الرفيق إبراهيم مدور والذي تحدث عن عمل الإدارة من الناحية الإعلامية في المنطقة منذ التأسيس وحتى الآن ,موضحاً بأن هناك أمور عديدة ستصب في مصلحة الإعلام وخدمة المنطقة, حيث سيتم إقرار قانون للإعلام في الأيام القريبة ,وبأنه سيتم العمل على افتتاح أكاديميات تدريبية عن الإعلام”.

تم خلال الورشة الإعلامية وضع توصيات من قبل جميع المشاركين لتكون مخرجات ومنها يكون الطريق نحو النهوض بالواقع الإعلامي في شمال وشرق سوريا.

جرى خلال كافة المحاور والبنود مداخلات وحوارات عديدة كان منها الجريئة والشفافة والواضحة في كافة الجوانب التي تتعلق بالإعلام كما تم الإجابة من قبل ديوان العمل على العديد من أسئلة المشاركين واستفساراتهم.

اختتم الرفيق إياد خطيب أعمال الورشة شاكراً جميع المشاركين وأكد بأن حزب سوريا المستقبل بصدد إقامة أكثر من نشاط بالأيام القادمة بهدف النهوض بالواقع الإعلامي.