هفرين.. في ميلاد استشهادك الأول!

3٬178

في مثل هذا اليوم قبل عام، توقف قلب هفرين خلف عن بث دفئه في زحام أوجاع سوريا.


في مثل هذا اليوم، هجم مغول العصر، ملتحفين بأسلحة تركية، وبشعارات الفاشية الإسلامية، ليقطعوا شرايين الوصل بين مناطق سوريا الحنون، ويغرقوا الشوارع بالرصاص.


في مثل هذا اليوم نشرت الصحف التركية أن قواتها المعدنية، استطاعت أن توقف قلبك الإنساني يا هفرين، لأنك إرهابية، وفي مثل هذا اليوم حذفت تقاريرها بعدما عرفت من تكونين.


مرً عام على استشهادك. عام على آخر لون كتبت به، على آخر وردة برية نسجتيها في دوائر الطريق. أنت التي نزفت الياسمين.
نزف الياسمين، ونزف الطريق، ونزفت كل دوائر الورود.


في هذا العام يا هفرين، نزح الأهالي، وتشردت البيوت. وسال الدم من جديد، معلناً فتح بوابات حرب جديدة، لن تعرف الخمود.
في العام بعد رحيلك، تبدلت التفاصيل، وهامت الأقدام تبحث عن ممر للمستقبل المحفوف بالخطر.
صمت العالم. وغابت شموس الأمل، وساد الرماد في مسامات البلاد المقطّعة بالبارود.


وفي زحمة الفوضى، ودوامات الحصار، عاد الصوت إلى البلاد التي أحببتِها، من الأردية العسكرية التي كنتِ توقدين شعلتها.
قاوم رفاقك، وأحبتك، وبين شهادة وشهادة أخرى، هدأ الرصاص، وهدأت المعارك. وعلى وقع آمالهم وآمال سوريا المستقبل، عاد الوهج لينقل الأوجاع إلى دائرة الحلم، ويرسل المستقبل من عتبة الذكرى.
أبدع رفاقك يا هفرين ببناء الأمل. صاغوا ترنيمة الوفاء لدمائك ودماء رفيقاتك ورفاقك.


بعد عام من رحيلك يا هفرين، عرّشت ياسمينة المستقبل من جديد، وسالت مواسم الورد في الضفاف التي زرعتيها.
عام آخر يا هفرين، نزرع الياسمين باسم هفرين، ونوقد الفرح باسم هفرين، ونساوي بين الأحلام على أعتاب حلم هفرين.
اليوم يمضي عام على استشهادك.
اليوم هو عيد ميلاد استشهادك الأول.
كل عام وشهادتك ياسمين..
كل عام وشهداءنا طريق الياسمين..

نص طالب إبراهيم