مؤتمر إدلب.. تجسيد للحرية بروح ديمقراطية

2٬931

بمشاركة المئات من الأعضاء والضيوف, واستكمالاً لسلسلة المؤتمرات التحضيرية للمؤتمر العام الثاني لحزب سوريا المستقبل ,انطلقت صباح يوم السبت في الخامس والعشرين من شهر تموز 2020 فعاليات مؤتمر مجلس إدلب ,تحت شعار: (سوريا ديمقراطيَّة لا مركزيَّة.. ترسيخ الإدارة الذاتيَة.. تعزيز قوات سوريا الديمقراطيَّة).

عقد المؤتمر في صالة التاج جنوب مدينة الرقة ,حيث علقت فيها صور شهداء النضال وأعلام حزب سوريا المستقبل ,ويافطات تحمل شعارات تمجد دور الشهداء وترفض الإرهاب وتحض على السلام والنضال.

وشارك في المؤتمر الرفيق “إبراهيم القفطان” رئيس حزب سوريا المستقبل, وأعضاء المركز العام للحزب, بالإضافة إلى وفود عسكرية “مجلس الرقة العسكري, لواء الشمال الديمقراطي”وممثلين عن الإدارات والمجالس والهيئات والأحزاب السياسيّة ووجهاء وشيوخ عشائر من الرقة وإدلب.

بدأت المرحلة الأولى من المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت استذكاراً لأرواح الشهداء, وقراءة كلمة ترحيبية بالضيوف ألقاها الرفيق “أحمد هلال”.

وضمن المرحلة الأولى أيضاً تم قراءة التوجيهات السياسيَّة والتنظيميَّة الصادرة عن المجلس العام لحزب سوريا المستقبل من قبل الرفيق “إياد خطيب”, والتي جاء فيها شرح للوضع السياسي على كافة المستويات ,والتطرق إلى التحديات التي تواجه المنطقة من خلال التدخلات والاحتلالات التي تقوم بها الدولة التركية على الأراضي السورية.

وتم التأكيد خلال التوجيهات على أن الوعي السياسي الذي خلقه حزب سوريا المستقبل, وكل الأحزاب والقوى السياسية ,ووجهاء العشائر ,وكذلك السياسة الحكيمة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أدت إلى وحدة الصف بين جميع المكونات ضد الاحتلال التركي، بحيث أثبتت الوحدة مرة ضد داعش ,ومرة أخرى ضد العدوان التركي ومرتزقته.

استهل الرفيق “إبراهيم القفطان” رئيس حزب سوريا المستقبل كلمته السياسيَّة بالتقدير وتقديم الشكر للأعضاء والضيوف على تلبية دعوة الحضور والمشاركة في المؤتمر.

وبدأ كلمته بالتأكَّيد على أنَّه من الواجب على الجميع معارضة الأنظمة الاستبداديّة والالتزام بالديمقراطيَّة قائلاً: “إنَّ معارضتنا لأي نظام استبدادي هي واجب وطني علينا وعلى كل حزب وكل مثقف وكل مواطن يصف نفسه بالديمقراطي, لأنَّ الالتزام بالديمقراطيَّة يعني أنَّ لا شرعيَّة لأي نظام سياسي لم يأتي إلى السلطة عبر انتخابات حرَّة”.

وكذلك تحدَّث القفطان عن الأحزاب التي تخدم الأجندات الدوليَّة, حيث قال: “الأحزاب التي تتواجد في المعارضة وترمي نفسها ضمن المشاريع الإقليميَّة وتخدم الأجندات الدوليَّة وتكون ألعوبة بيد الدولة التركيَّة وترسل القوى الإرهابيَّة إلى ليبيا والعراق, وليس لها أي مشروع وطني, فإنها أحزاب غير جديرة بالاحترام والانتماء الوطني”.

وتطرَّق القفطان إلى اندماج حزب سوريا المستقبل والتصاقه بالقاعدة الجماهيريّة, فقال: “نحن اليوم أمام مسؤوليَّة كبيرة وعلينا أن نثبت قوَّة حزبنا من خلال التصاقه بالقاعدة الجماهيريَّة وتعبيره عن تطلعاتها, والسير بهم باتجاه ما يطمحون إليه, ومواصلة تطويره ليكون قادراً على لعب الدور المنوط به في المرحلة القادمة التي تصب في صالح الوطن وتعزيز قدراته”.

ونوَّه القفطان خلال كلمته إلى دور الشباب والمرأة في بناء المجتمع الديمقراطي, وأهميتهم في حزب سوريا المستقبل, إذ قال: “إنَّ من يتمعَّن في مقومات ونهوض الأمم ونشوء الحضارات لن تتوه به السبل عن حقيقة سرِّها القائم على سواعد الشباب والمرأة, ودورهم في رفع أركان الأوطان.. ولا تصلح تلك الأبنية إلَّا بهم..”.

وعن أهميَّة الحوار والابتعاد عن العنف والقتال وضرورة تطبيق القرارات الدوليَّة, قال القفطان: “يجب استبعاد آلة القتل والجلوس على طاولة الحوار السوري السوري, والرضوخ للقرارات الدوليَّة المتعلقة بسوريا وأهمها القرار الأممي 2254 وباقي القرارات وعدم حرف المسار, لحل الأزمة السوريَّة.., ونحن كحزب سوريا المستقبل نؤكد دعمنا التام للجهود المبذولة بخصوص أي حوار يقوم بين أبناء سوريا..”.

وبعد انتهاء كلمة رئيس الحزب, قدم كلاً من “مجلس الرقة العسكري, لواء الشمال الديمقراطي, ومجلس إدلب الخضراء المدني” درع مباركة إلى المؤتمر وتهنئةً بعقد هذا المؤتمر ,متمنين دوام التوفيق للحزب في تحقيق تطلعات أبناء سوريا.

وقرئت بطاقات التهنئة الواردة إلى المؤتمر من قبل الرفيق “أحمد هلال” ,والتي وردت من قبل الأحزاب السياسية والإدارات والمجالس المدنية ,وجاء في مجملها تقديم التهاني والمباركات لانعقاد مؤتمر إدلب.

وفي ثنايا المؤتمر ألقى الرفيق “نادر أصفر” قصيدة أثنى فيها على دور حزب سوريا المستقبل نحو تحقيق تطلعات الشعب السوري في بناء سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية, وأكد على نُبل ما قدمه شهداء الحزب والسير على خطاهم ,واختتم الأصفر قصيدته بالإشارة إلى مؤتمرات حزب سوريا المستقبل عامة ومؤتمر إدلب خاصةً مما لها من دور مهم في تعزيز الديمقراطية وحرية الاختيار.

وتم الانتقال إلى المرحلة الثانية من المؤتمر بصعود أعضاء ديوان المؤتمر إلى المنصة, وتألف الديوان من “عضو مجلس عام, عضو عن مكتب التنظيم والمرأة والشباب”, وجرى قراءة التقرير السنوي لأعمال فرع إدلب على مدار العامين المنصرمين من قبل الرفيقة “صفاء الطه”, وتمَّ تقييم العمل التنظيمي والأداء والمعوقات ,وتداول المستجدات السياسيَّة الأخيرة.

بعد ذلك شكلت لجنة الانتخابات وهي لجنة مستقلة ,لتبدأ العملية الانتخابية بشكل سري ,وفرز الأصوات بشكل علني ،وبداية تمَّ انتخاب رئيس مجلس إدلب, الرفيق “تركي دعدوع”, ونائب للرئيس الرفيقة “نعيمة حصرم”, بالإضافة إلى انتخاب  29 عضواً من ضمنهم ممثلين عن المرأة والشباب.

وفي الختام قرأ الرفيق “تركي دعدوع” رئيس مجلس إدلب المنتخب لحزب سوريا المستقبل البيان الختامي ومعه جميع أعضاء المجلس الذين تمَّ انتخابهم في المؤتمر.