البنك الدولي وبريطانيا والتباعد العربي!

836

إن الركود الاقتصادي الناجم عن فايروس كورونا المستجد، سيدفع الملايين إلى الفقر في منطقة شرق آسيا. وفق تقرير للبنك الدولي نشرته CNN.
ويتوقع البنك أن النمو الإقليمي قد يتباطأ إلى 2.1٪ في العام 2020، مقارنة بالنمو 5.8٪ في عام 2019، وربما ينكمش إلى 0.5٪، ما يخلق حدوث أزمة اقتصادية طويلة.
وستواجه الصين، انخفاضاً في النمو إلى 2.3٪ وقد يصل إلى 0.1٪، وسيكون لهذا عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي.
وقال التقرير “إن الألم الاقتصادي الملحوظ لا مفر منه في جميع البلدان”، وحذر بشكل خاص منطقة آسيا والمحيط الهادئ بأكملها، لما لتأثير الركود الاقتصادي من أبعاد خطيرة على الملايين وعلى معيشتهم، بسبب المرض والموت وفقدان الدخل.
الكارثة البريطانية
حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، من كارثة تشهدها بريطانيا، بسبب فايروس كورونا، في حال تم تجاهله، والتغاضي عن الإجراءات الاحترازية، وإجراءات الوقاية. وفق الاندبندنت.
وطلب جونسون من الصحفيين الاجتماع في جلسة خاصة بعيدا عن الكاميرات، الاسبوع الماضي، وقدم أرقام وتوقعات مخيفة بخصوص فايروس كورونا، مستنداً إلى تقرير لجامعة “امبريال كوليدج لندن” البريطانية.
تحدث فيها عن ثلاثة سيناريوهات تنتظر الساحة البريطانية. وفق الواشنطن بوست.
الأول إذا تم تجاهل الفايروس، وهذا يؤدي إلى إصابة 81% من المواطنين بالفايروس ووفاة نصف مليون منهم. والثاني التخفيف، عبر حجر المصابين مع عائلاتهم، وتطبيق التباعد الاجتماعي للمواطنين فوق سن 70 عام، وإغلاق المدارس والجامعات ل3 أشهر، فيقل عدد الوفيات إلى النصف.
الثالث يأتي عبر القمع، بتطبيق العزل على الحالات المصابة مع العوائل، وفرض التباعد الاجتماعي على جميع السكان، وإلاق التجمعات العامة وأماكن العمل، وفرض حظر تجول، وبذلك يتم اختصار الوفيات إلى بضعة آلاف.
ويوجد في بريطانيا قرابة 34 ألف مصاب بالفايروس، وتم تسجيل قرابة 3 آلاف حالة وفاة وفق النشرة اليومية البريطانية.
التباعد الاجتماعي العربي
ربما يلعب التباعد الاجتماعي دوراً في وقف انتشار فايروس كورونا المستجد، لكن على الأغلب له دور آخر في مساعدة السلطات، في مراقبة المعارضين والمعترضين على سياساتهم، وفي خلق حالة توتر دائم، والتغاضي عن أي سلوك قمعي أم أمني، تحت عنوان عريض هو مواجهة الفايروس القاتل.
فتشهد الساحة المصرية، حالة تباعد مسائي، بحكم الحظر الليلي، وهو ما يسمح بتغييرات كبيرة في المجتمع المصري، الذي يوصف بأنه مجتمع ليلي.
تفرض المغرب حالة طوارئ عامة، الأمر الذي يشير إلى ديمومتها، في ظل الواقع السياسي والمعيشي المتردي.
سوريا التي تعاني من حرب طويلة وقاسية، يعاني القسم الأكبر من سكانها في أقسامها الثلاثة من حجر، يبدو أقسى من الفايروس ذاته. ويضبط الأردن حركة سكانه على إيقاع صافرات الإنذار. في حين قسّمت السلطة الفلسطينية وسلطة حركة حماس ما تبقى من الأراضي الفلسطينية إلى مربعات أمنية، تحت حجة قوية هي محاربة الفايروس، وليس محاربة الناس.
يلتزم السعوديون بالعزل المنزلي بحجة الفايروس، وبانتظار تغييرات كبيرة في هرم السلطة.
تونس تلاحق من يكسر الحظر، وتعاقب المخالفين.
وفقراء هذا العالم القاسي، لا يقدرون على البقاء في المنزل لأن لقمة عيشهم تتجول خارجه. وفق الشرق الأوسط.